سيد القصر الجنوبي

موقع أيام نيوز


أكرم بشيء في نظراتها له وأعتقد أنها لربما تعرفت عليه بعدما كان من المشاهير ذات يوم والكبار والصغار يعرفونه فأخذ الروشتة وتوجه للخروج ولكنه انتبه لحديث الفتاة مع زميلتها وهي تقول پخوف _ مش ده اللي هربان والمباحث بتدور عليه ! .. أجابت زميلتها قائلة بتوجس _ نفس المواصفات بس وطي صوتك ليسمعنا! وقف أكرم يضغط على نواجذه پغضب شديد ثم استدار ونظر للفتاتان اللائي توجسا منه ومن نظراته المخيفة ثم تمالك نفسه وتوجه خارجا من المكان وعزم أن يعود لقصره اليوم وليس بعد عدة أيام ولكن ما أن خرج وتحرك بسيارته عائدا لمنزله حتى توقف بعد دقائق مدهوشا وذلك عندما وجد أزدحام وعربات شرطة وبعض الصحفيين يزحمون الطريق !... وهنا ما كان عليه إلا أن يفر منهم هاربا ويختبأ كي لا يتعرف أحدا عليه ويكشف حقيقته ومكانه السري الذي سيكون حديث المدينة بعد دقائق قليلة إذ أسدل الستار عليه. وأنعطف أكرم بسيارته عائدا للمدينة مؤقتا حتى ينفض هذا الازدحام أو يجد طريقا آخر يصل منه للقصر ولكن يقف أمامه عائق كبير وهو أنه لابد أن يجد دواء الصغيرة أشهاد ويبدو أن رحلة البحث ستأخذ وقت أكثر من المتوقع فقرر أكرم أن يقطع الوقت بالبحث عن الدواء ثم يجد طريقة يعود بها للقصر. وبصالون التجميل الشهير.. وقفت الفراشة البيضاء بفستانها الأبيض تنتظر زوجها يأت ويصطحبها حتى قاعة الحفل وتعقد السعادة موثقا معها أمام الجميع ولكن هيهات. الحياة ليست بها سعادة مطلقة أو دائمة هناك شيء ينتظره شيء مضاد له دائما. هذه لعبة الحياة منذ الأزل. وكان آخر خطوات السعادة لهذا اليوم هو ظهور الفارس العاشق زايد بمظهره الفاتن الذي يخطف الأنفاس والذي أتى لعروسه وحملها أمام الجميع حتى سيارته الخاصة كان مشهدا لم تشهده فرحة سوى بالأفلام العاطفية. كان كل شيء يؤكد أن اليوم أسعد لياليها وبداية أيام العوض حتى عندما قبل يدها واسمعها كلمات حب عذبة جعلتها تتورد على توردها. وعندما وصلا للفندق أخرجها حاملا إياها على ذراعيه بنفس الطريقة التي أخذها بها من صالون التجميل كانت محط أنظار وحسد من الكثيرات وقبل أن تدخل الحفل كان من البديهي أن تدخل غرفة خصصت لها للأستعداد قبل الخروج للحفل. والتف حول زايد فجأة مجموعة شباب من أصدقائه ومعارفه بينما دخلت فرحة غرفتها بالفندق لتتأكد من مظهرها وأضافة بعض اللمسات البسيطة وفجأة دخل الغرفة هيثم دون سابق أنذار وأشار للفتاة المصففة لتخرج وتتركهما لبعض الوقت واستدارت فرحة بابتسامة واسعة ظنا منها أنه زايد فأقترب لها هيثم ببطء وبعينيه شرارات شيطانية بالأنتقام ثم قال بهدوء مريب _ معايا حاجة لازم تشوفيها وعشان ما تفتكريش أني قاصد أضايقك في يوم زي ده عايز أقولك أني أول مرة أشوفها النهاردة فرصتي جاتلي لحد عندي. أطبقت فرحة شفتيها بعصبية من وجوده هنا ومما يقوله فهتفت به _ ما تحاولش!!... لأنك هتخسر وأنا اللي عايزة أفكرك كام مرة حاولت تبعدني عن زايد وتوقع ما بينا! ... بس عمري ما هصدقك مهما تقول. ضحك هيثم بسخرية ثم أخرج هاتفه وبحث قليلا به ليوجهها لها وهو يعمل على فيديو قصير يظهر به زايد أصغر سنا بكثير من الآن وېصرخ بقوة وهو مقيد بفراش طبي ويصيح _ أنا اللي قټلتها ماټت قدامي انا اللي قټلتها. وظل يردد ما يقوله وېصرخ به ففغرت فرحة فاها بذهول وخطفت من هيثم الهاتف وهي تتمتم برفض مما تراه حتى شعرت بدموع ساخنة على خديها من دموع وصړاخ زايد بتلك الهيسترية فقال هيثم پشماتة _ ده بقا فيديو وصلني بالصدفة حبيب القلب كان في مصحة نفسية بيتعالج من إيه يا ترى ! ... بيتعالج من چريمة قتل بشعة ارتكبها ... والضحېة كانت مين ! .... كانت أمه ..! حملقت فرحة فيه پذعر وشعرت أن الأرض تهتز تحت قدميها حتى أكد لها هيثم وقال _ دي الحقيقة ومستعد أثبتلك بأكتر من دليل لو ما مشتيش دلوقتي وسيبتي الفرح ھفضحه بالفيديو ده قدام الدنيا بحالها مش هستنى لما يموتك أنتي كمان. وتظاهر بمشاعر كاذبة لها _ يا فرحة أنا بعمل ده كله عشان خاېف عليكي وبحبك أنا لو مش بحبك كان زماني سيبتك ليه لحد ما تشوفي وشه الحقيقي بنفسك لكن مقدرتش وجيتلك عشان أنقذك منه. ابتلعت فرحة ريقها الجاف وهي ترتجف پعنف من هول الصدمة ثم قالت له وأسعفها بقايا ذكائها وقالت _ استناني في عربيتك هغير الفستان ده وأحصلك عشر دقايق بالكتير. قال هيثم بشك _ ولو ماجتيش! أجابت بتأكيد وهي تتحدث بصعوبة _ اعمل اللي أنت عايزه بعد كده. ولم يجد مانع في انتظارها بضع دقائق لعلها تكن صادقة وعندما خرج اڼهارت فرحة على مقعد قريب وكتمت صرخاتها ثم فكرت سريعا ماذا تفعل! كان لابد أن تتمالك وتعيد توازن تفكيرها الآن فيبدو أنها أوقعت نفسها بجحر الأفاعي!. فتحت باب غرفتها وركضت بعشوائية حتى توجهت نحو فادي شقيق زايد عندما لمحته من بعيد يتوجه للحفل وتوقف بذهول وهو يراها تهرع ناحيته بتلك الحالة! ... وقبل أن تناقش شيء معه قالت وهي تلهث وتبك _ هيثم قاعد في عربيته مستنيني ارجوك يا فادي اعمل حاجة وابعده عن الفرح هيثم عايز يفضح زايد وهيتسببله بڤضيحة كبيرة لو ما مشيش دلوقتي وبعد من هنا... كان ينظر لها فادي پصدمة ولكن استخلص من حديثها المتقطع ما أكد توقعاته بحدوث شيء يدبره هيثم فقال محاولا أن يطمئنها وهي بتلك الحالة _ مټخافيش أنا هروحله واتصرف معاه بطريقتي مافيش حاجة هتحصل ... أطمني. واطمئنت فرحة بعض الشيء بعدما توجه فادي للخارج حيث سيارة هيثم وعادت لغرفتها بجسد ثقيل كأنها اصبحت امرأة عجوز كهلة!. المقطع الذي شاهدته يوضح زايد وهو يعترف بجريمته چريمة بشعة لا يتصورها عقل! .. كيف ستمر الدقائق التالية لا تعرف!. وهل تخلع عنها ذلك الرداء الأبيض وتهرب أم تنتظر وتواجه الحقيقة بشجاعة مهما كانت!. وبتلك اللحظة فتح زايد باب الغرفة وهو مبتسما ابتسامة واسعة تضيء وسامته الخاطفة السعادة تغمر عيناه بوضوح واقترب إليها بنظراته الهائمة حبا وقال _ أنا بقيت مچنون بيكي بتوحشيني لو بعدتي ثانية. وانتفض قلبها بهلع من ذكر كلمة مچنون التي لم تكن محلها الآن وعزمت أن تسايره كأنها العروس السعيدة وستواجهه بالحقيقة بمجرد أن يصبحا بجناحهما بعد أنتهاء الحفل لابد من المواجهة. بعد يوم عمل شاق وطويل بالمشفى وشعورها بالإرهاق الشديد جلست الممرضة سمر بحديقة المشفى تستنشق الهواء معها نصف ساعة تقريبا استراحة وبعدها ستعود لشقتها الجديدة التي حرصت على ابتعادها عن أي اصدقاء لها حتى لا تعرض نفسها للسؤال والتعجب والظنون السوداء من صدمة طلاقها بعد شهرا واحد من زواجها!! حتى عملها هنا بدأته منذ شهرين فقط وتركت عملها القديم بمشفى الزيان. تركت كل شيء ولكن كانت تحن لشيء واحد لم تستطع
 

تم نسخ الرابط