سيد القصر الجنوبي

موقع أيام نيوز


ابتسامة شامي عندما لمحها تمسح عينيها من الدموع وقال بحزن لأجلها وهو ينظر للأعلى _ أنتي بټعيطي ولا لسه عنيكي وجعاكي ! .. هزت رأسها نفيا وقالت _ لا متخافش عليا أنا بخير كنت بتنادي ليه .. نظر شامي لها بقلق حتى وكزه صديقه شاندو وقال _ يابني ما ترد أنت هتفضل متنح كده ! ... هرد أنا. وكاد أن يتحدث حتى وقفت وصيفة بجانب صديقتها أشهاد ونظرت له خصيصا بغيظ فتراجع شاندو وقال _ يا ستار يارب على البت دي تشوفني كأنها شافت عفريت !. فقال شامي بمرح _ ما أنت كل ما تشوفها تهزقها!! .. و رد شاندو على نظرة وصيفة المغتاظة بنظرة ساخرة وقال _ احدفوا مفتاح بوابة القصر عايزين ندخل .. شهقت وصيفة من ما سمعته وقالت وهي تدفع فوق رأسه الشتائم _ وعايز تدخل ليه يا قليل الأدب يا ساڤل أحنا بنات ولوحدنا تدخل تهبب ايه بقا و... قاطعها شاندو بعصبية _ ما تتلمي يابت انتي أنا ساكتلك من زمان ! ... مش تسمعي وتعرفي السبب بدل ما أنتي شبه الخرتيت كده !.... يا غولة! تدخلت أشهاد وقالت لصديقتها _ أستني يا وصيفة نشوفهم عايزين إيه ضړبت وصيفة الأرض بقدمها أعتراضا على ما لفظه شاندو بوجهها وعادت للغرفة وهي تركض فأوضح شامي الأمر قائلا _ معانا ضيفة لقيناها مرمية على الطريق برا القصر والمزرعة وأنقذناها وبما أنها واحدة ست فالأحسن تبقى معاكم أنتم.. قالت أشهاد بتأكيد _ أيوة صح يا شامي أستنى هجيبلك المفتاح ... وحركت أشهاد مقعدها للداخل وقالت للفتاتان _ هاتوا مفتاح البوابة يابنات وعلى مسؤوليتي .. وضعت وصيفة المفتاح بيد أشهاد وهي تنتفض من البكاء فربتت أشهاد على يدها بحنان بعدما أخذت المفتاح وقالت _ ماتزعليش يا وصيفة هو بيحب يغيظك بس وأنتي كمان أول ما بتشوفيه بتزعقيله حتى لو ما اتكلمش! .. قط وفار! قالت وصيفة وهي تجهش بالبكاء _ ما هو كل ما يكلمني يقولي يا غولة ! .. أنا غولة يا أشهاد ! ... يعني أنا وحشة أوي كده ! .. قالت أشهاد بصوت رقيق _ لأ ما تقوليش على نفسك كده هحدفلهم المفتاح ورجعالك. وبمجرد أن حصل شامي على مفتاح البوابة ركضا هو وشاندو نحو المبنى الآخر وأتيا ب جيهان التي ظلت جالسة على الفراش تنتظر وأخذاها للقصر وهي تحاول الاستفسار ومعرفة ما يخططان له حتى قال شاندو بجدية _ هتقعدي مع البنات في القصر لحد ما ترتاحي ونشوف هنعرف نوصلك لبيتك أزاي بالسلامة. وتعجبت جيهان من التصرف الناضج والمسؤول لهذان الطفلان وتبعتهما حتى فتح شامي بوابة القصر الضخمة وظهر قصرا مساحته من الداخل تبهر العين ولكنه أصبح أطلال وبقايا من حيث الأثاث البالي القديم والجدران المتقشرة من الرطوبة والإضاءة التالفة لمعظم المصابيح. الاسم قصر ولكنه في الحقيقة غير مناسب على الإطلاق للاستعمال الآدمي! .. فأشار لها شاندو وقال _ البنات فوق .. وتتبعت جيهان خطواتهما حتى دق شامي على أحد الأبواب واستقبل صوت أشهاد الناعم كالحرير ثم فتحت رضا بتكشيرة مرسومة على وجهها دائما وقالت بغيظ _ الضيفة اللي تدخل بس ..! رمقها شاندو بنظرة احتقار وقال _ عارفة يابت لو زعلتيها بلسانك الدبش ده ! مش هتفضلي رضا ... هخليكي أعتراض!. وأخفت جيهان ابتسامتها ثم دخلت بخطوات مترددة لتجد بأستقبالها أجمل طفلة رأتها حتى الآن ولكن شعرت بغصة مريرة بحلقها عندما وجدتها طفلة قعيدة على مقعد متحرك ومن توجهات عينيها شكت جيهان أنها أيضا كفيفة فنظرت لشاندو باستفهام فهز الآخر رأسه وأشار لعينيه دلالاة التأكيد فابتلعت جيهان ريقها پألم حتى انتبهت لأشهاد وهي تقول بترحيب ولطف شديد _ اسمك إيه تعالي سلمي عليا .. وسارت إليها جيهان مباشرة ولم تعرف لما ذكرتها تلك الطفلة الكفيفة والرائعة الجمال بالصغيرة ريميه ودنت منها حتى لمست يدها بمصافحة وقالت جيهان وهي تنظر لعينيها الزرقاوان الخلابتان رغم بعض الأحمرار الظاهر بوضوح فيهما _ اسمي جيهان وأنتي اسمك إيه . نطقت أشهاد بصوتها الرقيق _ اسمك حلو أنا اسمي أشهاد. اعترض شامي وقال بغيظ _ لأ مديحة اسمك مديحة يا أشهاد...! أطرفت أشهاد عينيها بضيق طفولي منه وقالت _ لأ اسمي أشهاد .. لم ېعنفها شامي رغم أنه أراد ذلك وترك الغرفة وذهب حتى لحقه شاندو الذي كان ينظر لوصيفة باستفزاز ويكتم ضحكته فابتسمت جيهان من حديثهم ورحب بها الفتاتان حتى انغمست معهن بالحديث ولم تدرك كم مر من الوقت وهي تنتقل من حديث لآخر بتلقائية. وقف الطفل عصفور خارج غرفة الحارس العجوز عم مغاوري وهو يتصنت لأكتشاف أي حركة أو صوت تدل على يقظة الرجل المړيض منذ أيام حتى همس لنفسه بغرابة _ يا ترى سواعي راح فين طالما مش جوا ! ... فتح عصفور الباب ببطء شديد وراقب بحذر تنفس العجوز النائم في فراشه ثم تسلل ببطء لداخل الغرفة واقترب من الوسادة تحت رأس الرجل ودس يده الصغيرة أسفلها ليبحث عن المفتاح ولكنه لم يجد شيء! فعبس بحيرة ثم اسرع يتخفى أسفل الفراش عندما ارتفع صوت تنفس العجوز بعض الشيء وظن الصغير أنه سيستيقظ ويكشف أمره!. ولكن حملق عصفور پصدمة عندما وجد صديفه سواعي نائما أسفل الفراش وبيده المفتاح وساندويتش لا زال بفمه فهزه عصفور بغيظ وهمس _ أنت يا غبي اصحى !. استيقظ سواعي متأففا وقال _ عاوز إيه ! اغتاظ منه عصفور ونظر له بحدة جعلت الطفل سواعي ينتبه أكثر ويقول بأسف _ معلش اصل بعد ما سړقت المفتاح عم مغاوري صحي واستخبيت هنا راسي تقلت فقلت أنام شوية. وفي غمر مناقشتهم الخفية صدح صوت جرس الهاتف الارضي الملحق خصيصا بغرفة الحارس واستيقظ الرجل بصعوبة نظرا لصوت الهاتف المزعح وقال الطرف الآخر عبر الهاتف بصوت بطبيعته حاد وخشن _ مضطر أقعد هنا كام يوم على ما أخلص كل حاجة والاقي علاج أشهاد وأرجع والمصنع للأسف اتأخر في التسليم وقدامه كام يوم على ما يخلص لبس الولاد كله خلي بالك من ولادي ياعم مغاوري لحد ما أرجع. ووعده العجوز برعاية الصغار ومراقبتهم قدر المستطاع ثم انتهى الأتصال والذي أكتشفا منه الصغيران المختبئين أن سيد هذا القصر أمامه عدة أيام حتى يعود إذن هناك فرصة ذهبية لإستضافة الزائرة الحسناء بإرياحية دون خوف من الذي لا يقبل الغرباء بقصره. ومر النهار بدقات بطيئة حتى قارب قرص الشمس على المغيب ووقف ذلك الضخم الوسيم المكسو بملابس سوداء أمام منفذ لبيع الادوية صيدلية وكانت آخر مكان يبحث فيه عن ذلك الدواء الصعب إيجاده ودخل المكان بخطوات هادئة وقدم الروشته للفتاة العاملة وهو يسألها عن الدواء فنظرت له الفتاة بغموض ثم نظرت لزميلتها بنظرات بها خوف وشك ووضعت ورقة الروشتة قائلة برفض دون حتى أن تبحث عن الدواء _ مش موجود .. شعر
 

تم نسخ الرابط