سيد القصر الجنوبي

موقع أيام نيوز


إيدك ياجدع أحنا نكتفه في الشجرة دي قبل ما يفوق ولما يوصل الزعامة هو هيتصرف معاه بمعرفته. وافقه الأطفال على اقتراحه واستطاعوا بالفعل تقييد المچرم ولكن بمجرد أن استفاق المچرم قليلا وحرك جسده قليلا ركضوا مبتعدين عنه وهما يرددون پخوف _ يا زعامة الحقنا يا زعامة. شقة في حي راق فتح بابها ودخلت الطبيبة النفسية مروة تجولت نظرتها بالمدخل الذي يؤدي للصالون وبقية الغرف المؤثثة بأفخم الاثاث الحديث وبدأت تنادي _ جيهان ... يا چي چي! وكررت ندائها عدة مرات ولم يرد ندائها بالإجابة ولكن لاحظت ورقة مطوية على منضدة بقرب نافذة كبيرة فشعرت أنها ربما تكون رسالة متروكة لها ف جيهان بالآونة الأخيرة أصبحت تفضل الرسائل الورقية المكتوبة بخط اليد عن الإلكترونية السريعة حيث لا رد مباشر يردعها عن قراراتها المفاجأة فأقتربت مروة وأخذت الورقة التي بعد أن فتحتها تأكدت من ظنها ثم قرأت فحواها _ حاولت يا مروة معرفتش كل مكان بروحله ببقى عندي أمل أني هرتاح فيه وهقدر أبعد وأهرب وأنسى في خمس شهور كنت سافرت بلاد كتير وروحت أماكن أكتر جوا مصر وبراها مقدرتش أقعد أكتر من يومين في كل مكان المشكلة مش في الأماكن المشكلة فيا أنا. تنهدت مروة بضيق شديد وتابعت قراءة _ كنت قوية لما خدت قراري أبعد واتطلق لكن بمجرد ما بقيت لوحدي من تاني ضعفت أنا مش عايزة أبقى وحيدة من تاني أنا مړعوپة من نفسي على نفسي ضعفي وخۏفي خلوني مريضة نفسية .. مش عارفة ليه حاسة أن دي نهايتي وآخر الرحلة رحلة ماشوفتش فيها غير الدموع والۏجع والخۏف وطمع الناس فيا. وضعت مروة الورقة في هدوء رغم ما تشعر به من أحباط في خطة علاج مريضتها جيهان .. مرضها في الحقيقة ليس مرضا ملموسا ولكنه منتهى الأحتياج للحب والأمان فهناك أشخاص لا يرضون بأشباه الحب الأربعون يبحثون دائما وبدأب عن النسخة الاصلية التي هي بالأساس نادرة الوجود. وقررت مروة تتبع سبيلها وكتبت لها بورقة أخذتها من حقيبتها سريعا _ صديقتي العزيزة جيهان كلنا نحتاج للحب والأمان كلنا نهرب من بعض عثراتنا وأوجاعنا مثلما تفعلين الهروب من الألم ليس بخطأ ولكن الهروب من النفس يعني فداحة النهاية. أعترفي بضعفك ووأجهي أزمتك بشجاعة أنت تحتاجين أن تواجهي نفسك أولا ثم العالم بثقة تامة أنك بخير بمفردك. أنت تحتاجين لنفسك القوية أكثر من أحتياجك لكل شيء ولأي شيء تحتاجين لميثاق تصالح معك أنت ونفسك حينها فقط ستونثين بوحدتك وترين الحجم الحقيقي لاحتياجك للحب من لم يجد الفة نفسه مع نفسه لن يجدها مع مخلوق آخر. ولكني أشعر بحدسي أن هناك طوفان من الحب ينتظرك ... وربما مع رحلة بحثك عن الحب ... تجدين نفسك الحرة. صديقتك المخلصة مروة ... وطويت مروة الورقة ووضعتها مع مثيلتها على المنضدة ثم خرجت من الشقة التي كانت تمتلك أحد مفاتيحها لسهولة الدخول لمريضتها الفاتنة الحزينة جيهان .. فتحت جيهان عينيها ببطء وشعرت بثقل عظيم بجسدها عندما حاولت رفع يديها تتحسس وجهها البارد بشحوب وارتفع منسوب الادرينالين وهي تنتفض پذعر عندما وقع نظرها على تلك الكائنات المحدقة بها وتملأ أرجاء الغرفة حتى ما تركت مساحة لموضع قدم واحدة أضافية..! غرفة ! ... تردد صدى خطړ بعقلها واړتعبت حينما تذكرت أنها كانت بالطريق المجدب والآن هي بغرفة مغلقة مع تلك الكائنات الغريبة ولكن مهلا ..! يا لساذجتها وغبائها التي تأخذ عليهما جائزة الأوسكار..! فهؤلاء المحدقين فيها بتفحص وبراءة ما هم سوى مجموعة أطفال يرتدون زيا غريبا فقط ولكنها من فرط الخۏف كادت أن ترى الهرة الرضيعة ثعبان الكوبرا..! ومن نسمات الهواء عاصفة ضبابية ستغطي الكرة الأرضية ويكون الهلاك..! اعتدلت وبدأت معدلات قلبها في الأنتظام بعض الشيء وقالت ببعض التوتر وهي تنظر لتلك العيون المحدقة بها بتعجب وكأنها دمية _ أنا جيت هنا أزاي ..! ابتسم شاندو لها بإعجاب صبياني وقال وكأنه المتحدث الرسمي عن أقرانه _ أنا اللي شيلتك يا قمر لحد هنا. هم الطفل بقلظ بالتعديل وهو يقف أمامه كالجرو الصغير وصاح بإعتراض في وجه شاندو _ شيلناها كلنا !! ضحك الطفل عصفور وهو يتذكر تلك المأساة وقال _ شيلناكي على اللوح الخشب ووقعنا بيكي كلنا موقف ما يشرفش ولا يتقال ولا يتسمع حتى..! جر شاندو بغيظ الطفل عصفور من ملابسه حتى يطرده للخارج ولا يفضحهم اكثر من ذلك فأعترض عصفور وهتف بټهديد وهو يحاول الخلاص من يد شاندو _ سيبني يا شانتو ! .. سيبني بقولك. لكمه شاندو على كتفه بغيظ وصحح نطق اسمه قائلا _ اسمي شاندو وكلمة زيادة هطردك برا الفريق وهخليك قاعد احتياط مالكش لازمة يا تقاوي البلح أنت!. ضيق عصفور عينيه بغيظ وقال وهو كالأرنب يتأرجح بيد شاندو _ ما انا لو قعدت احتياط هبقى في فاضي وهفضحكم عند الزعامة والله هقوله كل حاجة حصلت النهاردة. ترك شاندو الطفل عصفور بعد ذلك الټهديد الذي أتضح أنه بالفعل مخيفا ليجعل شاندو يتراجع ويلاطف بزيف الطفل الآخر قائلا _ ياض بقولك أطلع بس شوية عشان نسيب الفوشياكيكة دي ترتاح شوية شوف مرهقة وقمر أزاي!. ولم تفهم جيهان على من يطلق هذا الاسم العجيب! ومن الذي يسمونه بال الزعامة .. لم تستطع فهم ما يجري حولها ولم تفهم كيف لصغار بأعمارهم يتحدثون مثل الكبار هكذا! حتى أتى الدفعة الثانية من الأطفال وظلوا بخارج الغرفة المزدحمة ولكن فردا واحدا منهم وكان أكبرهم عمرا دخل الغرفة وكان شامي الذي يبلغ من العمر ١٢عام وقال له شاندو بجدية _ عملتوا إيه مع الراجل يا شامي رد شامي وهو ينظر لجيهان بابتسامة هادئة وقال _ كتفناه برا في النخلة وكله تحت السيطرة يا شاندو المهم دلوقتي ننقلها عند البنات في القصر مايصحش تفضل بينا هنا. رد بقلظ بغيظ _ بس احنا صغيرين !!. ضربه شاندو على رأسه وقال معترضا _ احنا رجالة ياض! . ثم وجه شاندو حديثه لشامي وقال بنرفزة _ ما تسيبها هنا ياجدع ما تبقاش غتت يا شامي ده أنا حتى بحبك يا صاحبي!. سألهما بقلظ بتعجب _ السؤال هنا هما اللي في القصر دول بنات! .. محستش خالص! ضيق شامي عيناه للطفل بقلظ حتى ابتعد الأخير بتوجس والتصق بصديقه عصفور فهمس له عصفور وقال بضحكة خاڤتة _ كل مرة بتتهزأ وتجيلي أنا بالذات! ده احنا كده صحاب أوي بقا. تدخل شامي بالحديث وقال لشاندو وهو يقصد شخصا ما _ ماينفعش أحنا وعدناه نسمع كلامه ونتربى صح ونبقى محترمين. قال عصفور بابتسامة مستفزة _ واحنا بنوعده كان شانتو نايم !. ضاق منه شاندو ولاح في عبوسه بوادر الڠضب فتجنبه مؤقت وقال لصديقه شامي _ القصر مقفول على البنات ولو صحينا عم مغاوري يفتحلنا الباب احتمال يتصل بيه ويقوله وهتبقى مصېبة بس في نسخة من المفتاح مع
 

تم نسخ الرابط