سيد القصر الجنوبي

موقع أيام نيوز


ما لا يحمد عقباه !. تريد أن تبقى حبيسة ذلك الباب المغلق بعيدة عنه ربما استعادت بعض هدوئها ولكن من أين لها الهدوء والسکينة وهي زجت في محيط من الحيرة والشك وانعدام الثقة ..! شعرت فرحة وكأن ذلك الرداء الأبيض التي لا زالت ترتديه به شوك ېمزق بشرتها وېخنقها ويحجب عنها الهواء فأرادت بشدة أن تدفعه بعيدا عنها ولكن ماذا سترتدي وملابسها بخزانة الغرفة الأخرى ! .. تنهدت بضيق وحنق شديد ثم توجهت لحمام الغرفة مباشرة لتغسل وجهها من الدموع الممزوجة بالكحل الاسود الجافة على وجهها واغلقت الباب عليها بعد ذلك. وبعد لحظات فتح باب الغرفة وطل وجه فادي كان يريد الحديث معها قبل أن يغادر ولكنه انتبه لصوت جريان مياه الصنبور تصدر من الحمام فعلم أنها بالداخل تنهد بحيرة وقرر غلق الباب والمغادرة ثم الحديث لاحقا .. ولكنه ترك الباب مغلقا دون أحكام لتستطيع فرحة أن تفتحه وتتحرك بالمنزل دون قيود. وبعد عدة دقائق وبعدما انتهت من أخذ حماما سريع دافئ احتارت ماذا سترتدي ! .. وفكرت بضيق حتى انتبهت لرداء حمام برنس رجالي معلق ولم تنتبه له منذ دخولها !! .. جذبته أمام عينيها ودققت النظر فيه وهي تتسائل لماذا هذا الشيء معلقا هنا بحمام تلك الغرفة ! .. وكانت ستشك أن احدا غريبا دخل المنزل ولكن رائحة العطر المميزة الصادرة من الرداء أخبرتها أنه هو ذلك المخيف لا غيره .. دار فكرها لأشياء جعلتها تغلي من الغيظ والشك ولكنها ارتدته سريعا وخرجت من الحمام .. وظلت تذهب وتعود بأرجاء الغرفة وهي ټضرب يديها ببعضهما في عصبية وغيظ فهي لن تظل حبيسة هذه الجدران للأبد !!. وقف ممدوح أمام ولده مصرا على البقاء وقال _ مش هقدر أسيبك لوحدك معاها بعد اللي عملته فيك. لم يكن زايد يريد حتى مجرد أخذ نظرة بعينا والده فكل شيء به يذكره بتلك المأساة ولكنه قال كي يقطع صمته بالإجابة الحاسمة _ كان سوء تفاهم ما بينا وهينتهي .. أنا كويس. تعجب ممدوح من حالة الصمت الملمة بزايد بعد ثورته المخيفة منذ ساعات !! .. وقال بعصبية _ سوء تفاهم ! .. أنت لسه بتدافع عنها ! أنا مش هرتاح غير لما اعرف الفيديو اللي شوفته ده وراه هيثم فعلا ولا مين !. ادرك زايد أن فرحة أخبرت والده بالحقيقة فتمتم بعصبية _ غبية ..! وتحدث بصوت عال بعد ذلك وقال بصدق _ اللي حصل النهاردة خلاني اكرها رغم أن ليها بعض العذر لكن مش قادر اسامحها أنا مايهمنيش مين اللي وراها اللي وجعني انهم استخدموها هي .. ! لم يفهم ممدوح حديث زايد لأي شيء يؤل وينوي وحديثه مع نفسه من لحظات فاستطرد زايد وهو ينظر لوالده بحدة _ بس معتقدتش أن هيثم ورا اللي حصل.. أنا هعرف بطريقتي. شعر ممدوح بالحيرة الشديدة وبدأ بالشك في كل شيء بات لا يعرف من يقول الحقيقة ومن الكاذب ..! فزايد أحيانا يخفي قراراته حتى يرمي سهامه ويفاجئ الجميع ! ... ويبدو أن زايد لا يقبل المجادلة أكثر من ذلك فقد تمدد بالفراش وأغمض عينيه دلالاة عدم رغبته في أي مناقشة الآن فدثره ممدوح بلطف ونظر له نظرة مطولة ثم قرر العودة لقصره .. وبعد مرور بعض الدقائق كانت انتبهت فرحة لصوت غلق أحد الابواب وخطوات تبتعد وقد اختنقت بما ترتديه وأرادت الأتيان بملابسها على الأقل فطرقت على باب غرفتها حتى يسمع زايد وتجبره على المجيء ولكي تحدث ضجيج ضغطت على مقبض الباب بقوة ولكن فوجئت أن الباب فتح وأصبح على مصراعيه ! .. فغرت فاها من الدهشة للحظات ثم اغلقت فمها وتلك الجرأة التي كانت تشعر بها منذ قليل هاجرتها بل وشعرت برجفة تجتاح جسدها وحيرة وتردد..! لو ذهبت لأخذ ملابسها من الخزانة بهذا المظهر لظن بها الظنون ولا يعقل أن تعود وترتدي ذلك الرداء الابيض الثقيل الضخم ..! وربما كان والد زايد أو شقيقه معه بالغرفة ! .. أخذت نفسا عميق بحيرة وضيق شديد ثم قررت أن تفتح الغرفة قليلا لترى أن كان زايد بمفرده بهذا الصمت حولها أم لا ! ... وتقدمت خطوة بعد الأخرى وهي تسير على أطراف أصابعها وبدأت تفتح الباب ببطء حتى اكتشفت أن لا أحد سوى زايد ولكن حملقت فيه بذهول عندما وجدته يقطع أوراق دفتر يوميات ويرميها بنيران قد اشعلها على الأرض ! .. وكانت السنة اللهب ستصل ليده وهو يلقي الصفحات وعينيه دامعة وشاردة للبعيد .. فهرعت اليه بفزع تبعد يده قائلة _ ابعد ايدك عن الڼار دي .. وأتت سريعا بقدر مليء بالماء والقته على النيران نظراته المتعلقة بها في صمت وشرود ! .. وبعدما اصبحت النيران رمادا تنفست فرحة الصعداء وقالت بعصبية له _ في حد عاقل يعمل العملة دي اللي كان ممكن ... جذبها اليه بقبضة قاسېة وملامحه تقطر شررا من الڠضب وقال _ أنتي خرجتي ازاي وجيالي هنا ليه ! ... أنا مش عايز أشوفك ... نظرت له پألم من قبضة يده وقالت _ سيب ايدي لو سمحت وكفاية .. انا ما اتعاملش كده ! . شدد قبضته عليها وهو ينظر لعينيها عن قرب وتساءلت بحيرة هل طيف العتاب الذي تخلل نظراته كان وهما من خيالها أم حقيقة ! حتى هتف بها بحسرة ومرارة رغم عڼف صوته _ أنتي فعلا ماتستحقيش اللي كنت هقدمهولك ماتستحقيش اللي جوايا أنتي ماحبتنيش ..! قالت بعصبية وهي تبك من الم يدها وقلبها _ عشان بس سألتك وعايزة أعرف الحقيقة أبقى ما استحقش ! .. أبقى ما حبتكش !. دفعها عنه بقوة وقال وهو يخفي الدموع بعينيه _ مواجهتك ليا مكنش فيها رحمة مكنش فيها محبة مكنش فيها غير الشك والاتهام والقسۏة في وقت مكنتش مستني منك غير ... وقطع حديثه وابتلع الكلمات ثم تابع بعد لحظات _ ۏجعي اتفتح من جديد بمنتهى البشاعة .. وبإيدك كان نفسي تبقي مكاني وتعيشي اللي عيشته وتعرفي أنا حاسس بإيه دلوقتي .. سألته بعصبية وهي تقترب اليه من جديد ودموعها ټغرق وجهها _ وأنت لو مكاني كنت عملت إيه .. نظر لها للحظات ثم شدها اليه ونظر لعينيها بنظرة حادة جعلتها تنتفض وتبتلع ريقها ثم قال بصوت خاڤت _ لو كل الدنيا اتهمتك مليون اتهام كنتي هتفضلي في عنيا الفرحة اللي ماينفعش تتكرر .. ودفاعي عنك بيخرج قبل ما أعرف حتى الحقيقة مين اللي قالك أن هيثم ما حاولش يوقعك في كذا فخ وأنا لأني كنت واثق فيكي دورت ورا الحقيقة وعرفتها بطريقتي ... هو ده الفرق ما بينا ببساطة. ابتسم بمرارة وأضاف _ حكايتنا انتهت قبل ما تبتدي وهسيبك بس مش دلوقتي بس قبل ما اسيبك هخليكي تتأكدي أني حياتي فيها مليون واحدة مستعدين يبقوا مكانك ... بس
 

تم نسخ الرابط