انتي رايحة فين
المحتويات
الاحق على لسانها ده... مش موديلهم حاجة... انا لو شفتها همسك في خڼاقها.
حكمت يالا يايوسف واستهدى بالله.. ده الناس لبعضيها.
حمل الوعاء الساخن بأحد الأقمشة الباليه على مضض وتقدم للخارج.
توقف على اعتاب شقة الأسطى سيد وأخذ يدق الباب.
سمع صوت من الداخل يردد ايوه.. حاضر جايه.
فتح الباب وظهرت فتاه صغيره بوجه ابيض مستدير وشعر اسود... ملامحها بريئة جدا ولكن...
يوسف ايييه.. بلاعه واتفتحت.. اهدى على نفسك شويه فى ايه... مش شيفانى شايل ولا عميتى.
احتد صوتها قائلههى مين دى الى عميت يا جزار الحمير انت.
يوسف انا جزار حمير.. لااا ده انتى قليله الادب ومالقتيش حد يربيكى.
مع ارتفاع صوت شجارهم خرجت حكمت من شقتها... فى نفس الوقت خرج سيد من شقته.
سيد فى ايه يامى.. ايه يا يوسف هو انتو ديما كده زى الڼار والبنزين.
حكمتفى ايه يا عيال ده انتو ولا الى مولودين فرق روس بعض.
يوسف پغضبياما دى بت لسانها طويل ومتدلعه وعايزه حد يعدلها.
يوسف پجنون قال لوالدتهشايفه ياما الافترا والكدب.
سيد وحكمتبسسس.
سيد مى خلاص.. يوسف مايقصدش.. وكتر خيره جايبلنا الغدا اهو تعبناه معانا هو والست حكمت...الأصول نشكرهم مش نتخانق معاهم.
مىطنط حكمت ماشى على عينى وعلى راسى... لكن الواد ده لأ.
سيدعيب يامى مهما كان ده أكبر منك... يالا اعتذرى.
مى هعتذر لطنط حكمت بس. غير كده لا.
حكمتولا تعتذرى ولا حاجة... انتو الاتنين ولادى بس ياريت تطلبوا منقاره كل ماتتقابلوا ولو صدفه لازم تتخانقوا كده.. ده انتى خلاص كبرتى ورايحه أولى ثانوى وهى داخل الجامعة اهو المفروض نعقل بقا ولا ايه.
يوسف شايفه ياما.. دى بتحلن عليكى.. بتتريق. بتستهزق بينا.
مىوالله انا بهزر مع طنط حكمت انت بقا اخدتها على أنها تهزيق لانك حاسس نفسك قليل ومهزق دى حاجة ترجعلك انت اكتر واحد تحس بنفسك.
اغتاظ يوسف اكثر وفهمت امه انه على وشك ضربها فعلا... أخذت تجرجره الى باب شقتهم تحول بينه وبين مى.
اما مى فأخذ والدها يدخلها هو الآخر شايف يابابا.. شايف قليل الادب...بيقول عايز يربينى... يقصد انك مش عارف تربى.. ماتسكتلوش... ده زودها اووى.
ادخلها سيد لشقتهم وأغلق الباب يقول بقا كده يامى... بتعلى صوتك وانا واقف.
مىبابا انت ازاى تسكتله... ده شتمنى وانت واقف.
سيدده على اساس انى مش عارف طوله لسانك.. الواد جاى وجايبلنا غدا كمان وبتزعقيلو.
مىياسلام.. يعنى هتسكتلوا.. الى عملوا ده هيعدى عادى... طييب... انا بقا مش هسكت.
هز راسه بقلة حيله من ابنته ورأسها اليابس.. ثم فتح ذلك الوعاء من الأرز الساخن وفوقه قطع اللحم تتصاعد منها الابخره.
سيد طب تعالى... تعالى اتغدى الأول.
مىهاجى طبعا.. ده أنا بحب طبيخ طنط حكمت اوى.. هاكل دلوقتي وبعدين اقوم اټخانق عادى.
هز راسه بأسى ثم شرع فى تناول طعام حكمت اللذيذ.
اما عند حكمت كانت مازالت تدفع ابنها للداخل تحاول تهدئتهخلاص بقا يا يوسف.. اهدى.
يوسف والله مانا سايبها... انا هعرفها مين يوسف ابن المعلم رجب.. صبرك عليا يا مى يابنت سيد.. والله مانا سايبها وهى كبرت فى دماغى بقا اما اشوف ازاى كل ما تشوف وشى تتطول لسانها عليا.. انا هخليها تخاف من خيالى.. تشوفنى تحط وشها في الأرض... ماشى.. صبرك عليا يابنت سيد.
دلف لغرفته بغيظ وأغلق الباب خلفه بينما حكمت تتنهد بقلة حيله تعلم ابنها حين يضع برأسه شئ.
_________________________
جلست ندى وهى تضع الهاتف على اذنها.. كعادتها منذ أسبوعين.. تتحدث بالساعات مع خطيبها.. مازن.
ونجلاء تقف بالشرفه تقوم بانزال السبت للمعلم رجب بعدما هاتفها يطلب منها ذلك.
وكعادته منذ فتره... يحضرلها الكثير من الحلوى وأحيانا طعام جاهز.
وهى لا تعرف من اين لها كل ذلك التعود والقبول... من المفترض انه شخص غريب عنها.. باى صفه وتحت اى بند تندرج كل تصرفاتها وتصرفاته أيضا.
لاتعلم لما تجيب كل مره يتصل بها.. ربما لأنه لا يتعدى حدوده.. ربما لأنها تستمع لصوته يحدثها بنبرة تحمل كل الاحترام بل والفخر والاعتزاز أيضا.
ذلك اللقب الذى دائما ما كانت تستغربه أصبحت مدمنه عليه.. تحب أن يناديها به.. تعلم سيقال عنها متصابيه او فى مرحلة مراهقة متأخره ولكن
لكن حين يقولها ويناديها بهذا اللقب رغما عنها تشعر بحالها.. انها موجودة... لها وجود وليست ام ندى فقط.. تلك السيدة التى تحيا لتربى ابنتها فقط وتزوجها وتجلس تنتظر اى مشكلة تواجه ابنتها من بعد الزواج كى تتدخل... كل هذا مسؤوليتها الأساسية وهى تعلم ومرحبه ولكن ما المانع من أن يكن لها ركن ولو صغير بحياتها يسعدها... يشعرها انها من الأحياء على هذا الكوكب.
مهلا نجلاء... الى اين وصل عقلك... إنه مجرد وسيلة للعودة الى حياتك العادية مع توفيق وابنتك... اعقلى.
تنصح نفسها بالتعقل... وبعد ثانيه واحده فقط.. ورغما عنها تولدت من جديد روح الطفله التى بداخل كل انثى وهى ترى كل تلك الحلوى التى جلبها لها بجوارها نوع القهوة المفضل لها... ولا تعلم من أين عرف.
انتفضت فجأة على صوت ندى ايه الحاجات دى ياماما... هو ايه الحكاية.
تلعثمت لا تجد رد... وكأن الحال تبدل.. شعرت كأنها هى فتاه الثامنه عشر وندى هى ولى أمرها وهى لاتجد رد منطقى علي اسئلتها.
نجلاء ده.. ددده. ده. ده.
رفعت ندى حاحبها تقول باستغراب ده ده ايه... مالك كده ياماما وكمان ايه حكاية الاكل الدليفرى.. مره سى فود ومره برجر من ماك.. وحلويات وشكولاتات... وايه ده.. ده البن الى انتى بتحبيه وبتمشيلوا مسافه عشان تجيبى من عند الراجل ده بالذات.... لااااا انا عايزه اعرف ايه اللي بيحصل من ورا ضهرى... قولى... عايزه تشمتى الناس فيا... عايزاهم يقولو ايه.. ندى ماعرفتش تربى... قولى.
نجلاء بحدة تدارى بها توترهابنت.. ايه اللي بتقوليه ده... انا الى امك على فكره.
ندى مش ضروري.... ساعات الدنيا بيتشقلب حالها... وانا عايزه اعرف انتى ايه حكايتك.
نجلاء ده المعلم رجب.....قاطعتها ندى المعللم رجب... إلا قوليلى ياماما هو ايه اللي جابه هو وعم سيد قرايه فتحتى... مش غريبه شويه.
نجلاء بارتباكايوه غريبه... مش عارفه.
قامت ندى بمد يدها وأخذت إحدى الحلوه.. تحل وثاقها وتضعها بفمها بتلذذ تقول وهى تلكهاامممممم.. طعمه اوى... دى كمان من الغاليه... لا صارف ومكلف.
احتضنت ذلك الكيس البلاستيكى الكبير وقالت انا هاخد الكيس الكبير ده امزمز فيه وانا بفكر الراجل ده بيعمل كده ليه.
ثم ذهبت من أمامها وهى تلك إحدى الحلوى وتفتح أخرى متمتمهالا يخيبك يا مازن... مش عارف تبقى ربع المعلم رجب الجزار... تعالى اتعلم.
نجلاء بضيقبنت... طب هاتى واحدة حتى.
رفعت صوتها وقالت وكمان عايزه واحدة... انتى تدخلى اوضتك لحد ما اشوف الولد
متابعة القراءة