عصيان عاشق
المحتويات
شعرت به
دي قرصة بسيطة بس... اتجه بنظره لتلك الأساور الحديدية المكبلين بها من ايديهم وارجلهم... هز رأسه واردف
خليكم كدا زي الحيوانات... رغم اني ظلمت الحيوانات والله... بصق مرة اخرى الحيوانات تتعاشر عنكم
صړخت أشجان واردفت پقهر
جواد حبيبي فكنا ومش عايزين حاجة تانية.. نفسي أفرد جسمي وأنام يابني... بالله عليك وحياة رحمة ابوك
هو انت تعرفي ربنا علشان تذكريه... قبض على ذقنها بقوة شعرت من خلالها بتكسر فكيها من ضغطته
اقترب وبصوتا چحيمي
أسم ابويا تاني مايجيش على لسانك الحقېر دا
دفعها بقوة حتى سقطت بالمقعد على الأرضية... نظر بمقت وتركها كما هي تصيح بنواح وغادر المكان بأكمله
طرقت الباب ودلفت إلى غرفة إبنتها
ممكن ماما تتكلم مع روبي شوية
هزت رأسها وأشارت لوالدتها بالدخول
طبعا حضرتك بستأذني... جلست غزل بجوارها تمسد على خصلاتها الحريرية... رفعت يديها تقبلها بحنان أموي
مال حبيبة مامي.. وياريت ماتكدبيش على مامي علشان مزعلش منك... إحنا صحاب قبل مااكون مامي صح ولا إيه
إنت احسن مامي في الدنيا
طوقتها غزل بأحضانها وانتظرت حتى تتحدث
وضعت رأسها بحضن والدتها
هو بابي ليه رافض ابن عميد الجامعة يامامي
هزت غزل رأسها ومطت شفتيها ثم تحدثت بهدوء رغم حزنها البادي على وجهها
بابي ليه رافض ابن عميد الجامعة... دا حتى إنت مش عارفة اسم الولد... سيبك من إسمه هو مش ملاحظة إنك لسة صغيرة يامامي...
روبي إنت اتخنقتي مع عز تاني صح...هو كان طلب مني يشوفك... ظلت تنظر لها بينما ربى نظرت للأسفل دون حديث
أطبقت جفنيها المتعبتين ثم تنهدت بحزن على إبنتها
حبيبة قلبي هو علشان ننسى حب قديم نشوف حب جديد... هزت رأسها برفض وتحدثت مسترسلة
حبيبة قلبي دا أكبر غلط أولا لا إنت هتحبي حد تاني ولا هتقدري تنسي وكمان هتوجعي قلب مالوش ذنب غير ۏجع قلبك
ثم اكملت بإستبانة
تعرفي انت بتفكريني بنفسي أوي... اومأت براسها وأكملت
أنا وباباكي كنا كدا زيكوا... بس الفرق أن عز شجاع جه واعترفلك... أما باباكي معملش كدا.. اللي يشبه الحكايتين ۏجع قلوبنا بس
نعم يامامي... ليه هو بابي مش شجاع... بابي أحسن راجل في الدنيا
بابي دا اجمل وأحن راجل في الدنيا كلها ومهما أقول في حقه عمري مااوفيه حقه
مسدت على خصلاتها واكملت
مهما
اللي قاله عز واللي عمله واللي بيعمله دا دليل إنه راجل أوي وبيحبك أوي صدقيني... بلاش يابنتي تضيعيه من أيدك هو غلط... أيوة غلط لكن من فينا مابيغلطش حبيبتي
رفعت ذقنها وأكملت
شايفة حب بابا لماما أد إيه.. لامست خديها وأكملت بدموع الحنين لتلك الأيام
بابا معترفش بحبه لا.... دا ساب ماما وراح خطب كمان... شهقة خرجت من ربى ووضعت يديها على فمها
معقولة يعني بابا مكنش بيحبك
هزت رأسها برفض وتحدثت
بالعكس ياقلبي كان بيحبني أوي فوق ماتتخيلي لكن فيه حاجات مينفعش نعملها لمجرد أننا بنحب بعض.. الوقت دا بابا كان ضابط وله اسمه ومركزه.. وطبعا هو اللي مربيني مع أن بابا كان عايش وجاسر.. الله يرحمهم لكن بطبع شغل بابا كان دايما مسافر وجاسر كان صغير فروحت قعدت عند جدو حسين.. باباكي كان كبير يعني تقولي اتناشر سنة وأنا لسة شهرين... طبعا تيتا نجاة كان معاها صهيب ومليكة وكان سيف صغير بالنسبة إن سيف أصغر واحد.. كان بيني وبينه تلات سنين بس.. فالمسؤلية كانت كبيرة عليها
تنهدت وذهبت لذكرياتها الجميلة
بابا جبلي مربية لكن جواد رفض إنها تقربلي وكان هو اللي بيهتم بكل طلباتي
ابتسمت ونظرت لأبنتها
تعرفي كان بيحميني كمان لحد ماوصلت خمس سنوات ويمكن أكتر كمان... مسدت على خصلاتها وتابعت حديثها وابتسمت
كنت بقوله يابابا تخيلي قالتها بضحكة..
وكبرت لحد مابقيت إنسة وهو دخل الشرطة وبرضو اهتمامته بغزل بتكبر.. وبقى محاصرني... انسدلت دمعة غائرة
وأكملت حديثها وذكرياتها التي تشبه قطرات الندى مع شروق الشمس تذهب وتصبح سرابا..
اتجهت بنظرها لأبنتها
جدتي وجدي قالوا ماينفعش تنادية بجود بس... ضحكت بصوت هادي
اصلي ماكنتش بقوله غير جود وبس ولما كبرت وعرفت إنه مش بابايا.. قالتها بحزن دفين... عارفة ياروبي باباكي دا مش مجرد جوزي وبس لو قالولي اديله كلمة هقولهم هو الحياة ومن غيره ماليش حياة
امسكت ربى يديها وقبلتها
ربنا يخليكم لبعض ياحبيتي ممكن تكمليلي حكاية الجميلة وحضرة الضابط
قبلت جبينها وبدأت تقص عليها
كنت في إعدادي وهو كان خلص الشرطة... الوقت دا مكنتش شوفته بقالي أكتر من تلات شهور... هو بعد بسبب عمله الجديد اللي طبعا بتوزع في محافظات تانية... وجدتي ماټت كمان... كنت حاسة إني وحيدة أوي مع إن مليكة وصهيب مكنوش بيسبوني خالص..
عمك صهيب دا كان حكاية لوحده كنت بحبه أوي...كان بيفهمني من نظرة المهم
رفعت نظرها لأبنتها وأكملت
لكن هو غير.. كنت صغيرة معرفش يعني إيه حب... اللي اعرفه انه وحشني أوي.. أوي.. كتير عليا شهر فتخيلي تلات شهور كنت أنام طول الوقت علشان محسش أنه مش موجود... لحد ماجه اليوم دا اللي فعلا عرفت أد إيه انه أغلى شخص في حياتي
نظرت لأبنتها
ممكن تعملي إيه والشخص اللي حبيته بيقولك بنتي الحلوة..قابلته يومها وفرحة الدنيا مش سيعاني...أول مرة ياروبي أحس بحضن أبوكي انه مش أخويا ولا أبويا اليوم دا
تبسمت بحب وضمت إبنتها لأحضانها وأكملت
حضنه الوقت دا غير أي حضن...سمعت دقات قلبه اللي بيحاول يخفيها عن الناس كلها...عيني جت في عينه وأحاديث كتير مخبية بس كالعادة بيهرب منها...ماهو وقتها كانوا هيقولوا دا خدها ورباها واتجوزها وطبعا مركزه كان حساس مع بعض مشاكل في عيلتي... وطبعا جواد علشان يرحم قلبه المتمرد راح خطب غيري وكانت بتيجي عندنا... تخيلي كم الألم اللي ماما اتحملته...
تعملي إيه وحبيبك قدامك ماسك بأيد واحدة تانية... وبيشوفها بعيونه غيرك.. دقاته ليها لوحدها
وضعت يديها على قلبها وأكملت
أنا اتمنيت أموت وأرتاح ولا إني احس بالۏجع دا كله... أغمضت عيناها وذكريات أمامها كأنها كانت بالأمس
مكنتش أعرف ربنا كريم وبيحبني اوي... وجمع حب السنين دي كلها في قلبه علشان لما نتجمع مايبخلهوش عليا
ضيقت ربى عيناها وتسائلت
يعني رجعتيله وحبتيه مع أنه فكر في غيرك يامامي
ابتسمت غزل ورفعت يديها وقبلتها
لأني عارفة أنه بيحبني عمل كدا..عمل كدا علشان يحمي غزل ويحمي نفسه...دا مكنش مجرد حب...دا كان مجرد عشق بغرام حاجة مقدرش أوصفها وزي ماقولت هو كان بالنسبالي الحياة...واللي مرينا بيه
كله ضاع من مجرد حضن واحد منه... مجرد لما بيضحك قدامي كدا بيهون عليا كل حاجة
اوعي تفكري يابنتي إنك مش محظوظة بالعكس ياقلبي... زيزو
بيحبك أوي
اللي عايزة افهمه لك أن عز غير بابا كمان
عز جه لباباكي بعد ماخلص الجامعة وقاله أنا بحب ربى ياعمي بس مستنيها لما تخلص جامعتها...ولو ينفع نرتبط دلوقتي معنديش مانع... بابا شاف الأفضل إنك تخلصي حتى لو سنتين جامعة... علشان كلية الطب سنينها كتير غير عايزة إهتمام
رفعت ذقنها ونظرت إليها
وهو اللي خلاكي تدخلي الجامعة اللي إنت فيها بابا كان رافض الجامعة البريطانية دي خالص ... لولا تدخل عز حبيبتي.. وأكملت ناصحة
روبي حبيبة مامي بلاش اندفاعك والله عز بيحبك هو عمل كدا علشان
متابعة القراءة