عصيان عاشق
المحتويات
اسفة معرفش قولتلك كدا ازاي والله آسفة اسفة ووعد
مش هقولك كدا تاني خلاص بقى متبقاش بارد
ابتسم اخيرا على طفولتها ونهض من مقعده متجها يستند بظهره بمقابلتها على المكتب ثم أردف
خلاص عشان اقبل اسفك عندي شرط
مطت شفتيها للامام ثم قالت
انتهازي بس امري لله لازم اقبل..
اقعدي..قالها وهو يحاوطها بنظراته
عايز كل التفاصيل وكمان ازاي اتجرأ ووقف معاكي وكمان ليه عمو رفض يقابله وكمان..نهضت سريعا تضع كفيها على فمه وابتسمت
ايه كم الكمان ال عندك دي خلاص دا مجرد كلام مع ماما وراحت قالت لبابا وبابا زعل دي كل الحكاية
رفع حاجبه ينظر لكفيها على فمه
انزلت كفيها سريعا ثم حمحمت
بتكلم جد على فكرة شوفها لو مش عجبتك يبقى خلاص انا وعدت البت
برضو هنرجع للكلام ال يزعل اهو اتلمي ياجنى بلاش تستفزي هدوئي
تصنعت الحزن وتحدثت بشفتين مرتعشتين
وحياتي ياجاسر مش تكسفني قدامها مجرد قهوة بس وبعد كدا اعمل ال يعجبك
مسح على وجهه پعنف كاد أن يقتلع جلد وجهه
تعرفي انا بضعف قدامك عشان كدا بتستغلي ضعفي مش كدا
طيب والله العظيم انت حبيبي ياجاسر بحبك اوي اوي اوي..وضع يديه فوق فمها
وانا بقول القسم منور ليه اتاري عندناالصغنن
افلتت ضحكة ناعمة وأردفت
شكرا ياابيه جواد وحشتوني فقولت اعدي امسي على اخواتي
جلس جواد حازم وهو يضحك بسخرية
على أساس كل واحد مننا في محافظة ياجنى..استدارت لجاسر ثم غمزت له
ايه ياجسورة هتيجي ولا ارجع بخفي حنين
ناوين على ايه ياولاد خالي
أشار جاسر إليها ثم اتجه بنظره لجواد
بنت خالك جايبالي عروسة وعايزة تعرفنا على بعض
قهقه جواد عليها ثم أردف
احلى خاطبة ياجنى رمقته جنى بهدوء تنظر إليه لأول مرة ثم اتجهت لجاسر
كدا تضحك علينا أبيه جواد
وصل جواد لعيادتها وجدها تنتظره
نزل سريعا يضمها بقوة كأنها كانت غائبة لعدة سنوات
مالك حبيبي فيه إيه... نغم كلمتني وقالت هيروحوا عندنا
غزل ضمني أوي... مش عايز أشوف حد.. خديني بيت المزرعة مش عايز حد غيرك
الثامن همسات
بسم الله الرحمن الرحيم
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته
البارت التامن
صباح يوم جديد قد هلت الشمس بشائرها وايقظ الفجر نور الرحمن ليسعى عباده لنور وجهه الكريم
تجلس بجواره وهو غافي... نظرت إليه بحزن لا تعلم لما إنتابها شعور إنه يخفي شيئا بداخله... تذكرت ليلة الأمس عندما وصل لمنزل المزرعة
ترجل من سيارته بعدما قادتها هي عندما شعر بعدم سيطرته على نفسه
غزل سوقي إنت.. أنا تعبان ومش قادر
أومأت رأسها بالموافقة
تمام ياحبيبي.. ريح وأنا هسوق
وصلا بعد فترة لمنزلهما.. دلف سريعا ملقيا نفسه على الأريكة
تقدمت منه وجلست على عقبيها تمسد على خصلاته
حبيبي مالك... شكلك تعبان اوي.. قاطعهما رنين هاتفه
قام برد
أيوة ياصهيب.. لا أنا في بيت المزرعة ممكن بكرة أشوفه... ثم أكمل حديثه
صهيب خلي بالك من الولاد لما أرجع
ثم توجه بحديثه لريان عبر الهاتف
آسف يابشمهندس نتقابل بكرة إن شاءالله
أغلق الهاتف ورفع نظره للتي تجلس بجواره... أمسك يديها لتقترب منه
اقتربت حتى أصبحت بأحضانه.. تطوق خصره بيديها الأثنين
حاسس بإيه حبيبي
إزداد توتره عندما تفحصته بعينيها... رفع كفيه على خصلاتها مقبلها
حبيبتي أنا كويس... يمكن حسيت بشوية أرق..
تسطح على الأريكة واضعا رأسه على ساقيها وأردف
النهارده قابلت الدكتور طارق عزيز...
ضيقت عيناها وتسائلت
مين طارق عزيز دا
استند على مرفقيه ينظر لعيناها التي تسحره برماديتها الخلابة
نسيت دكتور البيثولوجي ياغزل
صمتت تحاول أن تتذكره... ابتسمت فجاءة
أيوة افتكرته... مش دا الدكتور اللي كنت بتضايق منه علشان كان دايما يشكر فيا
إبتسم إبتسامة خفيفة لم تصل ليعينه وأكمل
هو بالضبط حبيبي
استندت بظهرها للخلف وضمته لأحضانها
كنت غيور أوي حبيبي... ثم تذكرت
فاكرة يوم تيست عندي وكنت مستنيني برة وهو خارج معايا وبيسالني
دكتورتنا الجميلة عملت إيه في الإمتحان
حضرتك وصلتنا بخطوة واحدة وشدتني وضمتني كأني ههرب منك
أغمض عيناه وسحب نفسا عميقا
إنت مكنتيش مراتي بس ياغزل... لا كنتي بنتي وحبيبتي وكل حاجة ليا
اعتدل يجلس بمقابلتها ثم رفع يديه وضم وجهها بين راحتيه
كنت النفس اللي بتنفسه... ربيتك وكبرتك حتى بقيتي حياتي كلها
دفنت وجهها بحنايا عنقه وأردفت بأنفاسا لاهثه
لو خيروني بين العالم كله وبينك ياجواد صدقني مفيش حد هيفرق معايا قدك... رفعت نظرها تنظر داخل مقلتيه
حتى ولادي نفسهم.. ممكن أعوضهم لكن إنت مستحيل تتعوض ياحبيب عمري كله
سكن لثواني يتأمل قسمات وجهها الجميل.. ملمسا على خديها... أقترب من كرزيتها ملتقطا قبلة عميقة لتريح روحه المشتتة
ثم احاوطها واضعا جبينه فوق جبهتها وأردف بصوتا مبحوحا
ربنا يخليكي ليا ياقلب جواد
ملست على جانب وجهه
وقلب جواد حاسس إنه مهموم.. فيه إيه
رفع نظره وظل يطالعها لفترة ليست بالقليلة.. نظراته حاوطتها بالكامل حتى تمركزت على عيناها وغابت ذاكرته لتلك العيون التي رأها منذ قليل...
عيناها... شفتاها... أغمض عيناه ساحبا نفسا ثقيلا عندما شعر بتثاقل تنفسه كمن ارتكز فوق صدره صخرة عملاقة بحجم الكون... حاول تمالك أعصابه والسيطرة على نفسه حتى لايشعرها بشيئا.. ولكن كيف يغيب عن عقلها بل قلبها تغيره الذي أدمى قلبها
إحتوت كفه بين راحتيها تقول بهدوء رغم حزنها من مظهره
جواد مش هفضل أسأل كتير... مالك ياحبيبي... وليه بتبصلي كدا كأنك بتصورني أو أول مرة تشوفني فيها
بإبتسامة مشرقه اصطنعها بمنتهى المهارة استرسل
يعني لما حبيبي يوحشني وعايز أفضل أبصله كتير علشان بيوحشني وهو في حضني أبقى غلطان
رغم إنها غير مقتنعة بحديثه... إلا أنها هبت متجه للمطبخ دون حديث لإعداد وجبة
هب سريعا خلفها... ثم حملها متجها لغرفتهما... ضحكت وأردفت من بين ضحكاتها
جواد عايزة أعملك حاجة تاكلها
ډفن وجهه بعنقها
جود حبيبك مش عايز حاجة غير إنه ينام في حضن حبيبه وبس... دا أكلي...
ورغم ماأردف به من كلمات حب وغرام إلا أنه وصل لفراشهما وتسطح ضامما إياها لأحضانه
عايز آنام ومقومش غير لما أشبع نوم
مطت شفتاها بحزن ونظرت للأسفل وتحدثت بنبرة هادئة
نام ياحبيبي وأنا جنبك... كأنه كان يتنظر منها تلك الكلمات ليغفو غافلا عن نبرتها الحزينة التي ظهرت بصوتها... ظلت بجواره تمسد على خصلاته... ويقينا بداخلها إنه ليس بخير
ياترى مخبي عليا إيه ياجواد
بفيلا الألفي
جلست أمام البيانو تحاول أن تخرج حزنها بالعزف عليه... أقترب جاسر مقبلا رأسها
عاملتي إيه حبيبتي النهاردة في الجامعة
إستدارت تبتسم إليه
الحمدلله.. اتعرفت على الدكاترة وكمان بعض البنات
جلس بجوارها وتحدث بإستحسان وإشادة
أختي جميلة وأي حد يتعرف عليها هيحبها كمان
تبسمت له بخفة
علشان بتحبني بس ياجسورة.. فبتقول كدا... لكن فيه ناس مبيحبونيش
أجابها بنبرة صارمة لا تقبل المجادلة
اللي ميحبش ربى ميستهلش
يتصاحب ياقلبي
وضعت رأسها على كتف أخوها وتحدثت
عادي ياجاسر مش مطلوب من حد يحبني... يعني أخدت إيه من اللي حبوني
مسد على خصلاتها عندما علم مايورق روحها ثم ضغط على رقم ما وظل يتحدث إليها
مش عايزة تكلمي الولد ياسين... وحشنا من ساعة ماراح الكلية
وحشني كمان
متابعة القراءة