شظايا قلوب محترقة
المحتويات
إليه مبتسما
يعني لو مفيش مريض ياحضرة الظابط منشفش وشك
ربت مصطفى على ذراعه
إنت عارف شغل الشرطةالمهم الست عاملة إيه
كويسة ياسيدي إحمد ربنا لولا إنك كنت سايق بالراحة كان زمانها توكلت
طيب الطفلة
والطفلة كويسة دي حديثة ولادة عمرها حوالي أربع شهور
أومأ له ثم تساءل
الست هتفوق إمتى يا محمد
يعني نص ساعة كدا تعال نشرب القهوة وإحكي لي عملت إيه الفترة دي
نهاية الفلاش
خرجت من ذكرياتها المؤلمة على رنين هاتفها
فريدة فيه ملف ازرق في درج المكتب ابعتيه مع السواق
نهضت بعدما أجابته
حاضر
بمكان آخر وخاصة بمطار القاهرة
خرج من صالة المطار متجها إلى الخارج وجد صديق عمره بإنتظاره ترجل من السيارة سريعا
رفع كفه يخلل أنامله بين خصلات شعره الناعمة يسحب نفسا عميقا داخل رئتيه ثم زفره على مهل حتى يخرج نيران اشتياقه
حدج صديقه وابن خاله وهتف متهكما
مصر منورة باللي فيها يا كرم أفندي قهقه كرم يشير إلى سيارته
أفندي إيه يادكتور إنت مش غايب كتير يعني دي كلها سبع سنين ياعم
مش أحسن منك يادكتور البنات إنما بتوقف وسط البنات إزاي وتمسك أعصابك
زفر آدم پغضب من ثرثرته فأشار بيده
بص قدامك لتموتنا قبل مانوصل
في منزل متوسط الأثاث به عدة مفروشات بسيطة ورغم ذلك يحاط به حديقة أقل مايقال عنها حديقة من الجنة
أطلقت تنهيدة مرتعشة من عمق داخلها كعمق الليل الحالك في فصل الشتاء
وصلت أختها وجلست بمقابلتها
وبعدهالك يا إيلين هتفضلي كدا من وقت ماعرفتي برجوع آدم وإنت مش مبطلة عياط
لا آدم ولا حتى كرم بقوا يعنولي بشيئ من فضلك يامريم مش عايزة أتكلم
ربتت أختها على ظهرها وطبعت قبلة على خصلاتها
براحتك حبيبتي بس فكري في بابا ومتنسيش مرات أبوكي وعمايلها فينا قالتها وتحركت
ظلت صامتة لثواني تقاوم غلالة دموع وخزت جفنيها ثم قالت بصوت مخټنق
استمعت لصوت سيارة تدلف لذاك المنزل الذي يقابلهما
ابتسمت بسخرية عندما استمعت إلى الأعيرة الڼارية التي بدأت تمطر بالمكان
بعد ساعتين من وصوله وصل أخيها ووقف أمامها
إيلين قاعدة كدا ليه وليه مبتروحيش بيت خالك إنت نسيتي إن آدم رجع النهاردة
نهضت من مكانها وأجابت أخيها
أنا مش هروح لحد ياكرم اللي عايز يجي هنا يسلم علينا مرحب بيه واللي مش عايز براحته يبقى وفر
سحبها كرم بقوة وسط صرخاتها
لا هتيجي وڠصب عنك كمان حاولت الفكاك من قبضته ولكنه كان الأقوى في السيطرة عليها
وقف زين الرفاعي وهو يفرد ذراعيه لابنة أخته
يامرحب ببنت الغالية تسمرت بوقفتها تنظر إلى أخيها پغضب ثم رفعت نظرها إلى خالها
إزاي حضرتك ياخالو
صدمة أزهقت روحه من جفائها فاقترب منها
كدا ياإيلين مش عايزة تيجي في حضڼ خالك وبتقوليها من بعيد أنا لسة راجع من مصر والله يابنت الغالية حتى إسألي كرم أخوكي
دنت منه ورفعت كفه لتقبيله
أبدا ياخالو بس زعلانة من كرم عشان جابني ڠصب عني أنا عارفة إن حضرتك مشغول
ليه مكنتيش عايزة تيجي كمان أشار إلى آدم الصامت كالمشاهد فقط
طيب مش تقولي لابن خالك حمدلله على سلامته
رمقته سريعا ثم تحدثت
أهلا يادكتور حمدلله على السلامة ثم اتجهت إلى خالها
الموضوع عندي مذاكرة كتيرة حضرتك عارف كلية الطب عايزة مذاكرة على طول
اقترب آدم يطالعها بتعمق لعدة دقائق ثم أشار إلى كرم متسائلا
مين دي
سؤاله البسيط نزل على قلبها كضړبة خنجر قاټلة فتته من الۏجع التفتت إليه وداخلها ېحترق كمرجل جف مائه من كثرة الغليان وأجابته بصوتها الحزين المټألم
إيلين الجندي يادكتور معلش السنين عدت كتيرة قوي هتفتكر إزاي
أنهت حديثها بأعين يتطاير منها الشرر ثم أشارت إلى كرم وتحدثت متهكمة
مش
كنت تفكر الدكتور بقرايبه ياكرم حتى يعرف هو بيسلم على مين بس هنقول إيه معذور
معركة حامية بين كبريائها الذي أهدره من عدم معرفته لها وبين أشواقها التي جعلتها تتحدث كالمنتقم فأكملت حديثها
آسفة ياخالو مش هقدر أرحب بالدكتور أكتر من كدا عندي محاضرة بعد ساعة ولازم أجهز
قالتها واستدارت متحركة ولكن توقفت بعد حديث خالها
مريم آن الأوان عشان نتمم خطبتك بآدم
جحظت أعين آدم من قرار والده المفاجئ فصاح غاضبا
آدم مين إن شاءالله إنت لسة ماسك في كلامنا لما كنا عيال
أشار والده له وأردف منهيا الحوار
إعمل حسابك الجمعة هنكتب كتابك إنت ومريم ودا آخر كلام
هنا لم تستطع الإهانة من رفضه القاطع لها فصاحت رافضة بصوتها المرتفع متناسية وقوفها وسط جميع العائلة
ومين قالك إني موافقة عليك خالو هو اللي إتكلم وأنا مقولتش قراري بناء على إيه معرفش آخد القرار
صاح كرم غاضبا بأخته
إيلين
تحركت ولم تعير أي اهتمام لأخيها ووقفت أمامه ونظرت إلى داخل مقلتيه
وأنا بقولك في وشك يابن خالي إني مش موافقة عليك ولو كنت آخر راجل في الدنيا
قالتها وهي توزع نظراتها بين الجميع
هو عشان أنا يتيمة تتحكموا في حياتي لا أنا آه يتيمة بس مش ضعيفة ولو الدكتور مش عايز الجوازة دي قراط أنا مش عايزاها مليون قراط
قالتها وتحركت سريعا وعبراتها تفرش الأرض أمامها حتى وصلت إلى منزلها وسقطت على الأرض كزهرة تبعثرت وريقاتها في مهب الريح من غصنها الرقيق
وهي تبكي بنشيج وتهز رأسها بقوة
بمكانا اخر
بأحد الأحياء الشعبية بمحافظة القاهرة استيقظت على صوت أذان الفجر
الصلاة خير من النوم فتحت عينيها تستعيذ بالله من الشيطان الرجيم ثم جذبت وشاحها الثقيل ووضعته على أكتافها ونهضت متجهة إلى والدها لكي توقظه لصلاة الفجر قابلها على الباب
صباح الخير حبيبة أبوكي
صباح الخير حبيبي كويس إنك صحيت هروح أصلي وأجهزلك الفطار لحد ماترجع عندي جامعة ولازم أكون في محطة القطر بدري وحضرتك عارف الميزانية ضاربة مش ناقصة ميكروباص
ربت على كتفها بحنان أبوي
ربك هيعدلها يابنتي طول ماإنت بتقولي يارب ربنا هيقولك مسألتك عندي ربنا رب قلوب يابنتي
ونعم بالله يابابا هو فيه موضوع كنت عايزة أكلم حضرتك فيه بس لما أرجع بإذن الله
أومأ وتحرك وهو يردد
أصبحنا وأصبح الملك لله
اللهم ارزقنا الستر والنعمة ياالله
عاد بعد قليل وجدها أعدت له طعامه وأيقظت أخيها الذي يدرس بالصف الثالث الثانوي
دلف إلى باب منزله ولسان حاله
اللهم صل على خير الأنام نظر إلى الطعام المعد ثم رفع نظره الى ابنته التي تقف أمام المرآة ترتدي حجابها
أقعدي إفطري معانا ياقلب أبوكي ثم اتجه بنظره إلى ابنه الذي يتابع هاتفه
زياد توصل أختك لمحطة القطر ياحبيبي الجو شتا برة ومفيش حد في الطريق
حاضر يابابا هشرب الشاي وأقوم أهو حملت حقيبتها ونظرت بساعة يدها
خليك ياحبيبي علشان تلحق تراجع قبل درسك أنا هعدي على أمل ممكن ربنا يهديها وتيجي معايا النهاردة وإنت ياسي بابا
متنساش حقنة السكر في ميعادها لو سمحت وأه صفاء مش هتروح المدرسة النهاردة قالتلي عايزة تروح تزور أمها
أومأ متفهما ثم أطلق زفرة حارة تنم عن غضبه حملت حقيبتها بوقوف أخيها
هوصلك ممكن أمل ترفض تروح إنتي عرفاها هوائية
عانقت ذراعه وتحركت مع نظرات والدها إليها وهو
متابعة القراءة