شظايا قلوب محترقة
المحتويات
زوجها المټوفي كيف تغاضت عن ذاك
لأول مرة يسحب كفيها ويحاوط أكتافها ليصل بها إلى أقرب مقعد عندما وجد ارتجاف جسدها وشحوبه
جلس أمامها قائلا
أنا مانكرش بتحفظي عليكي بس برضو أنا حزين على حالتك بقالك أسبوع على طول قافلة على نفسك وسرحانة غير نظراتك ليا على الأكل لو شايفة إني ماانفعش بنتك وقفي الجواز أنا كدا كدا مش فارق معايا أتجوز مين قد مافارق معايا يكون عندي عيلة صدقيني ميرال من غيرها مش فارق
وأنا كمان ياسيادة الظابط مش فارق معايا إنت ولا غيرك أهو راجل والسلام علشان أريح أمي اللي بقيت عبئ عليها
وقعت الكلمة على مسامعه هو وفريدة كصاعقة شقت صدورهم لنصفين ليتوقف بجسد مشدود وكأن حديثها فتت عظامه من شدة قسوته
دنا منها بأنفاس ثقيلة مستنكرا كل كلمة تفوهت بها ثم أشار إليها
إيه مش دا كلامك ياإلياس باشا ولا حلال لحضرتك وحرام ليا
نهضت فريدة بعدما تأزم الوضع تقترب منهما ولكن حاوطتها غمامة سوداء لتسقط على الأرضية بصرخات ميرال باسمها
حاول مهاتفتها عدة مرات ولكن هاتفها مغلق صباح اليوم التالي
خرج متجها إلى غرفتها دلف بعدما طرق عدة مرات قابلته على الباب
صباح الخير اومأت له دون حديث
رفع ذقنها يتعمق بعيناها متسائلا
منمتيش غاصت في لذة قربه تنظر إلى ملامحه الحادة واردفت قائلة
تنهد بصوت مرتفع بعدما علم بماذا تعني اتخذ نفسا طويلا وزفره
شيل ايدك عايزة اعدي
انحنى وطبع
قبلة على وجنتيها يهمس بجوار أذنها
فيه واحدة نسيت تقول لجوزها حبيبها كل سنة وانت طيب
رفرفت اهدابها عدة مرات تطالعه پصدمة لف ذراعيه حول خصره يقربها إليه أكثر
عندي شغل 4 ساعات نامي كويس علشان هرجع علشان هننزل و تختاري فستان الفرح يامراتي البايرة قالها وغادر
الراجل دا هيدخلني العباسية لا محالة
عند ارسلان
دلفت إلى العمارة وصعدت للطابق المنشود كعادتها طرقت على الباب وإذ فجأة يسحبها أحدهم للداخل بعد لحظات دلف إلياس مع طاقمه العسكري دون إحداث شغب
مش عايز خساير بشړية أشار إلى فريقه بالتحرك بكافة الاتجاهات لحظات واقټحمت الشقة وتم القبض على من بها
والله انا لو بشتغل دكتور نسا ماهصحى كدا ارحم ابويا يااسحاقوا بقيت انام زي الخفاش بالنهار
اسمعني وبطل رغي أمن الدولة اقتحم الشقة اكيد عرفوا لحظة وتخفي كل حاجة سمعتني
تنهد وظل صامتا
صقر سمعتني هو انا بعمل حاجة غير اني اسمعك سمعت خلاص لحد ما دماغي فرقعت منك ياريتك بتقلني المطافي وتابع بمزاح
رسلان روح رسلان تعالى انا خاېف يكون متجوزني في السر قالها واغلق الهاتف قبض الآخر على خصلاته پعنف كاد أن يقتلعها دلفت دينا بوجه شاحب تنظر إليه للحظات جلس يطالعها بصمت هب واقفا كالملدوغ حينما اردفت
اسحاق انا حامل
مساء اليوم دلف مصطفى وجدها تجلس بالشرفة تنظر بشرود وكأنها شيدت لنفسها عالما لها لوحدها منذ معرفتها بأنه ليس ابنه
فريدة رددها مصطفى لتستدير إليه برأسها
رفع يديه بالمظروف قائلا
جبت التحليل هبت من مكانها وهرولت إليه وقلبها كالمضخة التي تكاد تصيبها بأزمة قلبية
تناولته بجسد منتفض ثم رفعت عينيها إليه
أنا بعمل الصح ماتزعلش مني ماكنتش عايزة حد يعرف قبلي علشان كدا منعتك من فتحه
احتضن وجهها يهاتفها بصوته الحنون
فريدة إهدي حبيبتي وكل حاجة في الدنيا نصيب لولا إصرارك على كدا مستحيل أوجع قلبك بس كان لازم أعمل كداعلشان إلياس بدأ يشك من نظراتك له وسألني إنتي بتشتكي من حاجة
ابتعدت عن حنان يديه ورغما عنها هزت رأسها ولم تستطع الألم الذي يعصف بداخلها
حسيته ابني يامصطفى أنا كنت مستبعدة الإحساس دا علشان قولت مستحيل أهو إحساس أمومي يامصطفى ماعرفش صح ولا لأ أرجوك ماتزعلش مني خلي ڼار قلبي تبرد لو ابني وقتها بس أعرف قد إيه إن كرم ربنا فوق الوصف أما لو مش ابني قلبي هايرتاح علشان مافضلش موسوسة وفي نفس الوقت بقول ربنا رحيم بيا وأكيد كلها تدابير زي ماقالتها غادة زمان
طبع قبلة على جبينها وتحدث
طيب حبيبتي إهدي واسحبي نفس وقبل أي حاجة إعرفي أنا معاكي وحاولي تتماسكي يافريدة سواء ابنك ولا لا هزت رأسها سريعا وهي تفتح المظروف بيد مرتعشة وقلبا ينتفض بړعب تتمتم
أنا قوية حبيبي وهاتحمل كل حاجة فتحت المظروف تطالعه
حاوطها بذراعيه قائلا بصوته الحنون
إهدي خدي نفس جسمك بيرتعش ليه انسابت عبراتها على وجنتيها كزخات المطر وهي تفتح ذاك المظروف الذي يعتبر جنتها وجحيمها قرأت بعينيها مرة واثنان وعشرة ودموعها التي أصبحت تجري كمجرى شلال
هوت على ركبتيها وصړخة شقت صدره وهي تطالعه
ابني إلياس ابني يامصطفى قالتها وازداد بكاؤها مع دلوفه من الباب الرئيسي يطوف بنظراته عليهما وعلى جلوسها بتلك الحالة
مالكم فيه إيه ومدام فريدة بتصرخ ليه
توقفت تستند على ذراع مصطفى تنظر إليه بلهفة أم تردد دون وعي
يوسف مع رنين هاتفه
إلياس باشا جبتلك الست اللي اسمها اسراء
اللهم استرنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليك
وتسألني ماذا أريد منك
دعني أفسر لك
أريد منك أمانا وحنانا ووطنا
وبيتا وظلاودفأ
أريد منك حياة
ماض و حاضر و مستقبل
نظرة عين تخبرني أني حبيبتك
لمسة يد تعيد الأمان لقلبي
دموع ﻻ تسيل إلا من شدة الفرح
وآلاما تزول بمجرد رؤياك
أريدك أنت فحسب
ياسااااادة
كل مياه المطر تخمد للڼار ألسنتها
إلاااا مياه عيناها تزيد من لهيب نيراني
فأهلا بوجهك لا حجبت عن ناظري يافتنة القلب يانزهة البصر
تعالي لأسألك ما الذي أوحاه قلبك لقلبي لينصاع له طوعا
ويعقد معه صفقة العمر
تحرك إلى وصول فريدة عندما فقدت سيطرتها وارتفع بكاؤها احتضنها مصطفى يبعدها عن مرمى نظر إلياس لقد فقدت تمسكها الذي وعدته به نظر إلى إلياس الذي تقدم إليهم وانتابته رعشة مخيفة بالتأكيد ستنقلب حياته إلى چحيم وسيكون هو المسؤول الأول
بابا مدام فريدة مالها شهقة خرجت من احتراق قلبها الذي ينازع لخروج الروح وهي تريد أن
يصيبها الله بالصمم قرة عينها الذي تبحث عنه منذ ثلاثين عاما أصبح تحت كنف رعايتها يالله ماهذا الألم الذي أشعر به ألما يفوق انتزاع الروح من الجسد نزعت نفسها من بين ذراعي مصطفى مقتربة منه وعيناها تبحر فوق وجهه تتمنى أن تلمس وجهه ابتلعت ريقها بعدما هتف مصطفى
تعالي يافريدة علشان ترتاحي ظلت كما هي تقترب من إلياس الذي يطالعها بصمت وهي تحاوره بعيناها قائلة بلهفة أم غاب عنها وليدها لأعوام
حبيبي ممكن أطلب منك طلب رمقها بنظرة مستفسرة ابتلعت ريقها واقتربت خطوة أخرى مع ازدياد عبراتها وهناك مايفيض القلب بالغصات المريرة ناهيك عن آلامها كالأشواك التي تنخر بجوفها وهي تريد أن تضمه وتستنشق رائحته عيناها تخترقه تبحث فيه عن وليدها المفقود
ظلت تتحرك إلى أن وصلت أمامه وعينيها تحاوره بأن يرحم ضعفها
لايعلم لماذا انشطر قلبه على حالتها تلك التي لأول مرة يراها بها
ضعف أمام دموعها وكأن الله وضع رحمته بها ذاك الوقت لينحني
متابعة القراءة