رواية كاملة رهيبة
المحتويات
منطلقين نحو السيارة فقال يحيى وهو ينظر إليهم متسائلا بحماس هااا تحبوا تروحوا فين!
قال زياد غزل اللي تختار!
إنبسطت أساريرها لتنظر إلي يحيي وهو يقول متسائلا هاا يا غزال نروح فين
حاولت السيطرة علي إنفعالاتها المبتهجه وقالت بهدوء خلينا نروح مكان مفتوح و فيه هوا و شمس و لو حابين مكان تاني قولوا إنتوا.
أدار يحيي محرك السيارة قائلا نروح علي البحر من زمان مقعدناش في مكان مريح للأعصاب .
أومأت بتأييد لينطلق بالسيارة نحو طريق البحر ثم قام بتشغيل أغنية قولوله ل عبدالحليم حافظ و راح ېختلس النظر إليها بين كل فينة و الأخري بينما هي كانت شارده به تحاول التحكم في إنفعالاتها المضطربة و دقات قلبها الثائرة معلنة عن وقوعها بالحب للمرة الإلي مالا نهائية.
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
إنطلق الصغار بفرح يلعبون و يمرحون بسعادة بالغه بينما شردت هي بالمكان من حولها.
أحاط ذراعها بيده و تسائل فقال سرحانه في إيه!
رنت بعينيها ناظرة سريعا إلي يده التي تحيط ذراعها ثم نظرت أمامها مجددا وقالت سرحانه في البحر.. هوا البحر و ريحته دايما بيفكروني بماما الله يرحمها.. كانت بتحب قعدة البحر أوي.
_ربنا يرحمها.
تمتم بتأثر ثم قال إيه رأيك تكلمي صافيه تيجي تقضي معانا اليوم.
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
أومأ موافقا وقال وأنا هكلم قاسم و أخليه ييجي و تبقا فرصه يقعدوا مع بعض.
قام بالإتصال ب قاسم الذي هرول إليهم مسرعا و لحقت به صافيه بعدها بقليل من الوقت.
صافحت صافيه الجميع و جلست تحت أنظار قاسم الذي كان يتفحصها بلهفه وهو ينتظر الفرصه لمحادثتها وجها لوجه.
نظر إليه يحيي ليبادله الآخر نظرات مستغيثه فقال قومي يا غزل نشوف الغدا و قاسم و صافيه يفضلوا هنا علي ما نيجي.
أدركت مغزي نظراته فنهضت معه و ذهبا لطلب الغداء بينما ظل قاسم برفقة صافيه ينتظران عودتهما.
_الجو لطيف أوي النهارده مش كده
_واضح إنك بتحبي الهدوء و الإستجمام!
دي حقيقه.
زم شفتيه بإستياء من ردودها المقتضبه ثم عاد ليقول لو حابه تقعدي لوحدك و تستجمي أنا ممكن أستأذن عادي...
_لا أبدا حضرتك مش مضايقني في حاجه.. أنا بس مبعرفش أتكلم مع حد مش عارفاه أو مفيش بيننا سايق كلام يعني إنما وجودك مش مضايقني خالص.
أومأ بهدوء و تفهم ثم تسائل إنتي مش مرتبطه!
قطبت حاجبيها بتعجب و أضافت بهدوء منفصلة.
_بصرة!
قالها مبتسما بمزاح لتبتسم هي بهدوء فقال أكيد الموضوع كان فيه طرف تالت.
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
ضحكت علي تشبيهه ليضحك بدوره قائلا سيبك إنتي.. ضحكتك دي بالدنيا ومفيش حد يستاهل تزعلي عشانه.
أطالت النظر إليه وقد لمست كلماته شغاف قلبها و ألجمت لسانها عن النطق و التعبير.
عمق النظر إلي عينيها وهو يتمني لو أصبح و أمسي ينظر
إليهما دون حراك بينما كانت هي تتلاشي نظراته الثاقبه تلك و التي تشعر بأنها تكاد تخترقها.
نظر أمامه شاردا و بدأ يتمتم بكلمات أثرت إنتباهها و چل إهتمامها فراحت تستمع إليه بقلبها لا بأذنيها..
لا تبكها ذهبت وماټ هواها
في القلب متسع غدا لسواها
أحببتها وطويت صفحتها وكم
قرأ اللبيب صحيفة وطواها
يا شاطئ الأحزان كم من موجة
هبها ارتطامة موجة وصداها
تلك الوليدة لم تطل بشړاها
لما تكد تطأ الثرى قدماها
زف الصباح إلى الرمال نداءها
وسرى النسيم عشية فنعاها
هات اسقني واشرب على سر الأسى
وعلى صبابة مهجة وجواها
مهلا نديمي كيف ينسى حبها
من ينشد السلوى على ذكراها
ما زلت تسقيني لتنسيني الجوى
حتى نسيت فما أدركت سواها
كانت لنا كأس وكانت قصة
هذا الحباب أعادها ورواها
كأسي وشمس هواي والساقي الذي
عصر الشعاع لمهجتي وسقاها
الآن غشاها الضباب وها أنا
خلف المدامع والهموم أراها
غال الفناء حبابها وضبابها
وتبخرت أحلامها ورؤاها
دلفت غزل إلي المغسل لكي تحصل على قسطا من الراحة بواسطة المياه الدافئة ثم إرتدت منامة خاصه بها وخرجت لتجد الغرفه فارغه.
صففت شعرها و دخلت إلي فراشها لينفرج الباب و يدلف
نظرت إليه بتعجب فإبتسم متفهما سبب تعجبها و تجاهل تساؤلها و تعجبها وقال إتبسطي النهارده
أومأت بحماس وقالت كان يوم حلو جدا و زياد و نور غيروا جو و اتبسطوا كمان.
_فعلا حتي نفسيتهم إتحسنت شويه.
توقعت إنك هتاخدنا بيت العيله.
قطب حاجبيه بإستغراب وقال إشمعنا! إيه اللي فكرك ببيت العيله دلوقتي
عادي بس أصل أكيد العيال هيفرق معاهم انهم يقضوا يومين مع جدهم و عيال عمهم .. و أظن إنت كمان محتاج تشوف ابوك و تطمن عليه.
ثم قالت بترقب إيه رأيك نرجع بيت العيله تاني
نظر إليها بتعجب شديد وقال نرجع بيت العيله! ليه!
رفعت كتفيها ببساطه وقالت يعني.. الأحسن إنك تبقا وسط أهلك و نور و زياد كمان.. جايز ده يخفف عنهم إن أمهم مش معاهم.. و انت كمان محتاج تحس إن أهلك حواليك زي زمان.
_وإنتي مفيش عندك مانع تعيشي مطرح ما هي كانت عايشه!
تسائل بسخريه فقالت مش الفكرة.. بس أكيد علي الأقل هنغير عفش البيت أو نقفل الشقه خالص و نعيش في الشقه الفاضيه.
_لأ مش هينفع!
ليه.. إيه المانع! عايز تقنعني إنك مبتحنش لأهلك
أشاح بوجهه بعيدا وقال بيتهيألك.
إعتدلت بمقعدها و جلست بنفس مستوي جلسته وقالت لأ مش متهيألي يا يحيى.. إنت مهما حصل عمرك ما هتقدر تبعد عن أهلك.. و خصوصا عمي علي.. ده أبوك يا يحيي....
_أبويا هو أكتر واحد ظلمني فيهم!
قالها بحدة لټنفجر الډماء بوجهها ڠضبا وقالت كفايه بقاا.. كل شويه تقول إنه ظلمك كنت عايزه يعمل إيه يعني! ما هو كمان أبنه زي ما انت ابنه.. حط نفسك مكانه و انت هتعذره.
لم يجيبها فقالت كل اللي انت فيه ده بتحاول تغطي بيه فشلك في انك تنساها يا يحيي.
نظر إليها متجهم الوجه لتستكمل حديثها وتقول دي الحقيقه.. برغم كل اللي عملته فيها بس إنت من جواك مش قادر تنساها.. هي قالتلي إنك هتفضل ملكها و قلبك معاها هي بس أنا حاولت أنكر كلامها حتي بيني وبين نفسي.. كنت رافضه أقتنع بكلامها ده و قولت لأ أكيد نسيتها بس أنا اللي طلعت غلطانه.
_نامي يا غزل.
قالها وهو يستدير للجانب الآخر لتتشبث بذراعه تجبره علي مواجهتها وقالت مش كل مره يا يحيي هتبدأ الكلام و تنهيه بمزاجك.. أنا كمان لازم أنكلم و تسمعني زي ما أنا بسمعك في كل الأوقات.
نظر إليها متعجبا ثورتها المفاجأه ليجلها تجلس متأهبه للجدال وقالت أنا لازم أفهم موقفي بالتحديد أنا تعبت من الوضع ده و مبقاش عندي قدرة أستحمل مش عارفه إنت معايا ولا معاها جسمك هنا بس عقلك و قلبك و روحك لسه معاها..
_مش صحيح....
لأ صحيح يا يحيي.
قالتها پبكاء و أضافت صحيح.. أنا يأست حاسه اني مهما اعمل مش هعرف اخليك تحبني ولا تحس بيا.
خليك صريح معايا يا يحيي و قوللي.. لو أنا مش هقدر أخليك تحبني يبقا قوللي أوفر علي نفسي كل اللي بعمله ده.
إلتزم الصمت و نظر إليها نظرات فارغه لم تفهم هي مفادها لتومأ هي بيأس وقالت جوابك وصلني يا يحيي.. إنت مش محتاج تتكلم خلاص.
نهضت من الفراش فجأة و خرجت من الغرفه و منها إلي غرفتها ثم غطت في النوم سريعا في حين قضي ليلته شاردا بحديثها الذي قالته و حديثه الذي لم يتسني له قوله.
إستيقظت صباحا وعلي وجهها آثار البكاء و الإعياء و لكنها حاولت إخفاؤهما قدر إستطاعتها و بعد أن أنهت أعمالها دلفت إلي غرفته وقالت أنا عايزة أروح أشوف بابا.
قال بهدوء خير هو تعبان ولا حاجه
أومأت بنفي وقالت لأ الحمدلله كويس.. بس عايزة أقعد معاه يومين أغير جو.
قطب حاجبيه بتعجب وقال يومين! ليه يومين!
_عادي.. كده كده زياد عنده كامبينج تبع المدرسه و هيفضلوا مخيمين يومين و نور هاخدها معايا.
لأ مش هينفع.. سيبيها وأنا هاخد أجازة لحد ما ترجعي.
_ماشي براحتك.
قالتها بإقتضاب مما أزاد حيرته و تعجبه ثم قال إنتي هتمشي من هنا زعلانه! ولا عشان تشوفي باباكي فعلا!
_لا أبدا مفيش زعل ولا اي حاجه.. بس بابا عاتب عليا إكمني من يوم ما اتجوزنا وانا مبقيتش اروح اشوفه ولا اقعد معاه ف قولت فرصه بصراحه ان زياد مش هنا و اخد نور معايا و نقضي يومين هناك .. يومين بس و هنرجع ان شاءالله.
أومأ موافقا وقال بإذن الله.. بس سيبي نور معايا عشان تكوني براحتك و تريحي اعصابك.. أنا كظان هاخد أجازه النهارده و بكرة و لما ترجعي ان شاءالله أبقا أنزل.
_تمام ماشي.. أنا هروح ألبس بقا و أنزل.
تمام ..علي ما تلبسي هتلاقيني مستنيكي بالعربيه.
_لا معلش..أنا حابه أروح أنا و أشوف الشوارع زي الأول و أركب تاكسي.. يعني.
ماشي .. علي راحتك محتاجه حاجه!
_لأ متحرمش منك.
بدلت ثيابها و صافحته و التقطت حقيبتها مغادرة إلي بيت والدها.
دقت الباب ففتح والدها و الذي تعجب قدومها و حقيبتها تلك التي تحملها بين يديها!
تسائل إبراهيم بقلق فرسمت إبتسامة صافيه علي وجهها وقالت جرا إيه يا هيما هو أنا مينفعش أجي هنا غير وأنا زعلانه ولا إيه!
ربت علي كتفها وقال لا أبدا يا حبيبة أبوكي بيتك و تيجي في أي وقت و كل وقت.. ادخلي.
دلفت فنادي هو قائلا صافيه.. تعالي شوفي مين هنا.
خرجت صافيه من المطبخ لتفاجأ بوجودها فقال وهي تسرع ناحيتها ټحتضنها يا حبيبتي يا غزل.. البيت نور من تاني والله.
إحتضنتها غزل بشدة وقالت بمرح عايزاكوا بقا تأكلوني علي قد ما تقدروا و تدلعوني علي قد ما تقدروا.. عايزة أستجم اليومين اللي أنا قعداهم هنا.
_هتقعدي يومين! يبقا أكيد في حاجه.
قالها إبراهيم بإستنتاج فقالت بإبتسامه أمشي عشان تصدق إن مفيش حاجه! والله يا بابا إحنا كويسين الحمدلله و كله تمام.. كل الحكايه إن زياد هيخيم يومين مع المدرسه بتاعته فأنا قولت أجيب نور و أجي نقعد هنا يومين فرصه يعني.. بس يحيي قاللي لأ أنا كده كده مفيش عندي حاجه مهمه اليومين دول و مش ناوي أنزل خليها معايا.. بس.
_يعني مش زعلانين سوا!
تسائل بتأكيد فقالت لا والله أبدا.. حتي هو قاللي ممكن ييجي يتعشا معانا بكرة و نروح سوا.
أومأ والدها موافقا وقال طيب الحمدلله.. يلا ادخلي غيري هدومك و تعالي عشان نقعد في البلكونه سوا و تعمليلي قهوة زي زمان.
قالها بإبتسامه لتبتسم هي أيضا و ذهبت لتبدل ملابسها و من ثم ذهبت لتجلس برفقته في الشرفه يتجاذبان أطراف الحديث.
في
متابعة القراءة