رجل الصمت

موقع أيام نيوز

تعرف الأمر مسبقا ولكن يبدو أن جدها قرر وحسم الأنر انتفضت من مقعدها ولك تشعر إلا وهي تبكي وتصيح بالرفض _ لأ ومليون لأ دي حياتي ومحدش ياخد القرار ده عني ده ظلم ! نهض الجد من مقعده ثم صفعها على وجهها بقوة هاتفا پغضب _ نفس كلام أبوكي وأعتراضه نفس بجاحته قدامي ! لو كان سمع كلامي كان زمانه قاعد في ملكه وورثه اللي كان هيغرقكم خير وعز ولا عاجبكم الفقر اللي عايشين فيه ده ! هرع عبد العزيز لأبنته وضمھا بحنان وهي تبكي وقال لأبيه بحدة _ كفاية كده أنا محرمتش بناتي من حاجة وبنتي ليها حرية اختيار اللي هتعيش معاه أنا متعودتش أجبرها هي أو أختها على شيء بدليل أني وافقت على قرار صافية الله يرحمها بالجواز من صالح ابن أخويا ولو عليا عمري ما كنت هوافق ! أشار الجد صادق لأبنه بتحذير عڼيف _ المرادي يا عبد العزيز أنا مش هسيبلك فرصة التصرف خلفتك قليلة الرباية زيك كفاية عصيان عليا ومعايرة الناس ليا بسببك أنت وبنتك هترجعوا معايا البيت الكبير ولو رفضت متزعلش من اللي هعمله قال عبد العزيز پألم يلتمع بعينيه وقال _ أنا سيبت كل حاجة سيبت ظلمك للناس سيبت ظلمك للي منك سيبت العز اللي بتقول عليه اللي كنت بحس أنه شوك بينهش فيا وفي بناتي العز اللي وراه حق مظاليم كتير كنت بسمع دعواتهم علينا ومقدرش اتكلم أنا مش عايز حاجة منكم أنا عايزكم تسيبوني أنا وبنتي في حالنا احنا مبسوطين وراضيين بفقرنا قبض صادق قبضته بقوة وأشار بنظرة عڼيفة لولده _ لولا أني مش عايز أقل منك
قدام بنتك كنت فوقتك بقلمين وعرفتك بتتكلم كده مع مين بس العيب مش عليك العيب اللي ربتك تربية خرعة زيها وماټت قال عبد العزيز بحدة والم _ متجبش سيرة أمي ياحج الله يرضى عنك أنت عارف أني مش بحب سيرتها تيجي بالشكل ده الله يرحمها أمي كانت سندي ومن بعديها ضهري اتكسر أخذ الجد الغاضب نفس عميق ملء رئتيه ثم قال _ مش هقولك فكر هقولك حضر نفسك أنت وبنتك عشان هترجعوا معايا أنا مش منقول من هنا غير ورجلي على رجلك لفت الدنيا تحت قدميها وأمام عينيها أي کاړثة تحدث الآن ! ربت والدها على كتفيها برفق وقال مواسيا _ روحي أنت أوضتك يا ليلى وأنا هجيلك نتكلم شوية فعلت ليلى ما أمرها به والدها حتى أتى لغرفتها بعد قليل مثلما قال وجلس قبالتها على فراشها وقال بأطمئنان _ مټخافيش من شيء أنت بنتي أنا ومحدش له كلمة عليك غيري أنا ارتمت ليلى على صدر والدها وبكت وهي تخبره بأمر وجيه كاملا ابتعد والدها عبد العزيز بنظرات عاتبه وقال _ يعني كنت بتكلمي واحد من ورايا يا ليلى ! هي دي ثقتي فيك ! نفت ليلى الأمر بقوة وأوضحت _ والله ما خونت ثقتك فيا كل اللي حصل حكيتهولك عمري ما خرجت معاه ولا كلمته غير لما جالي المحل وكنت برد عليه زي ما برد على أي حد بس أنا موافقة عليه يا بابا انسان محترم جدا ومحاولش حتى يلف ويدور اتقدملي على طول وطلب يقابلك قال الأب بهدوء _ ماينفعش نتقابل هنا وجدك موجود اديله عنوان شغلي ونتقابل بعد بكرة بأذن الله ولو كلامك عنه صح يبقى ربنا يسعدك يابنتي ومافيش حد هيعطل فرحتك أنا مسؤول عن كلامي قدامك ضمت ليلى والدها بابتسامة
واسعة ومسحت دموع عينيها وقلبها يدق من الأمل الذي عاد إليها
محمل بالابتسامات مر يوم غد وذهب عبد العزيز لعمله وانتظر مجيء وجيه بعدما علم أنه علم بالموعد المحدد وبعدما جهزت ليلى فطار سريع للجد الذي استيقظ متأخرا عن عمد قالت له
وهي تسرع لغرفتها لتذهب للعمل _ أنا هروح شغلي بعد اذنك يا جدي استأذنت ساعة على ما صحيت وحضرتلك الفطار تطلب أي حاجة قبل ما أمشي ابتسم لها الجد بابتسامة تبدو طبيعية _ لا يا بنتي روحي أنت تعجبت ليلى من ابتسامته التي ظهرت أخيرا وتأملت أن يكن ورائها شيء من التراجع استعدت خلال دقائق وخرجت من غرفتها حاملة حقيبتها الصغيرة كادت أن تفتح الباب لتغادر حتى تفاجئت بشاب ثلاثيني نظراته خبيثة لدرجة كبيرة عينيه سوداء بها مزيج من لون مدمم على جوانبها ! وبأصبعه الصغير باليد اليسرى خاتم فضي به فص كبير أسود يلف حول كتفيه لثام رجالي من النوع الكبير الحجم ويتخلله اللون الأبيض المقلم مع الأسود اطلق نظرة متفحصة عليها ثم قال _ صباح الخير يا ليلى شعرت ليلى بضيق شديد من وجوده المفاجئ ولكنها اجابت بثبات _ صباح الخير يا صالح جدي جوا استأذن أنا رفع حاجبيه كأن ذلك لافته للرفض وقال بصوت حاد _ هي دي
تم نسخ الرابط