ليلى لداخل المسجد وجلست مستندة بظهرها للحائط ونال منها الحنين للماضي حتى عادت بذكرياتها عشرة أعوام عودة بالزمن ل ١٠ سنوات ماضية محل لبيع الزهور وتصوير الأوراق والمستندات مع أضافة الهدايا المرتبة بالأرفف وبعض الكتب المطروحة بأرفف أخرى كان عدة أماكن بمكان واحد ومنفذ بيع واحد به فتاتين يعملان فيه أما عن زقزقة العصافير التي ترنم بصوتها الشجي الحزين فحدث ولا حرج كأنها تشارك الألم الصامت لتلك الشاردة الجالسة على مقعد من خشب الخيزران جلست فتاة أخرى قبالتها تسمى إيمان بعدما جرت مقعد آخر وقالت بمواساة _ هتفضلي على الحالة دي لحد أمتى يا ليلى ! أختك بقالها تسع شهور مټوفية وأنت حتى ما غيرتيش الأسود! اعتلت أمارات الكآبة على وجه ليلى وقالت بتنهيدة _ مش عارفة ألون ! بس مش ده السبب الوحيد في حيرتي أطرفت إيمان عينيها بفضول وقلق ثم تساءلت _ في حاجة حصلت ازدردت ليلى ريقها بمرارة كأنها تبتلع الخمط المر وتنهيدة غائرة العمق بكل ثقل هذا الحمل والهم الثقيل بصدرها وأجابت _ أبن عمي صالح و جوز أختي
الله يرحمها كلم ولكن تابعت علها تنفض من على عاتقها هذا الهم واستطردت _ لأ مكنش كلمه صالح اتجوز أختي لأنهم كانوا بيحبوا بعض وجدي مقدرش يرفض ولا عرف يضغط على أبويا بس النهاردة بيستخدمني عشان يرجع أبويا للبلد طب أوافق أزاي واحط نفسي في چحيم واحد مش قادرة ولا هقدر أنسى أنه كان جوز أختي! واحط أبويا في دايرة اڼتقام ثأر وأعرضه للخطړ من تاني! طرحت إيمان سؤال آخر لتفهم الأمر أكثر _ طب وأبوكي موافق! التمعت عيني ليلى بالعبرات التي مرت ساخنة على بشرتها الخمرية اللامعة وقالت بصوت متهدج _ أبويا محتار وبيفكر بس أنا شايفة ميل الموافقة في عنيه ! بالذات أن الموضوع مش بس كده ده عشان ولاد أختي كمان يتربوا في حضڼي من غير ما تيجي واحدة تقسى عليهم هو ده الكلام اللي متوقعة اسمعه منه قريب جالت إيمان بفكرها لمدة دقائق وأعادت نظرتها بيأس إلى ليلى وقالت _ مش عارفة أقولك إيه يستحسن ما تفكريش كتير في الموضوع ده وسبيها على الله تعالي نقوم نخلص شغلنا قبل ما بنت صاحب المحل تيجي وأنت عرفاها أنسانة لا تطاق أنتهى دوام العمل لهذا اليوم وعادت ليلى لمنزلها لتجد جارتها السيدة أم سلمى تركض من منزلها ويبدو عليها الخۏف أوقفتها ليلى بقلق وسألتها فأجابت السيدة پبكاء _ سلمى أغمى عليها يا ليلى هروح اجيبلها دكتور يشوفها ذهبت
السيدة في عجالة بينما ركضت ليلى لبيت سلمى مباشرة كانت سلمى صديقة الطفولة لها ولشقيقتها المتوفاة أيضا لذلك ازدادت عرى الصداقة بالأخص عقب ۏفاة شقيقة ليلى الكبرى صافية دلفت من باب الشقة المتروك على مصراعيه وتوجهت لغرفة سلمى فوجدتها تجلس على فراشها وتبك بكاء شديد! قالت ليلى بغيظ _ خضتيني عليكي رمقتها سلمى سريعا ومسحت عينيها ثم اجابت بصوت متهدج _ كنت مضايقة شوية معرفش وقعت من طولي كده أزاي !! جلست ليلى بجانبها وقالت _ طب فضفضي احكيلي اللي مزعلك ردت سلمى باختصار _ مافيش عادي يعني هتفت ليلى لتحسها على الاعتراف _ يابنتي قوليلي اللي مضايقك يمكن اساعدك !! ضيقت سلمى عينيها لدقيقة في هدوء ثم نظرت بمكر ل ليلى وقالت _ فعلا أنت تقدري تساعديني وبدأت تؤلف قصة من نسج خيالها فنهضت ليلى بغيظ وقالت _ يعني إيه يطردك من المحاضرة! هو أنت شغالة عنده ! ده عايز يتهزأ ! قالت سلمى پبكاء مصطنع _ يمكن لو عرف أني تعبت مثلا يبطل يطردني روحيله وقوليله أني اغمى عليا بسببه وشوفي هيعمل ايه ده يمكن يجيلي هنا كمان ابتسمت نظرة سلمى بسذاجتها فقالت ليلى برفض _ اروحله ! أنا لو روحتله هبهدله مش هسكت توسلت سلمى حتى وافقت ليلى على مضض وهي تعرف أنها لن تكتفتي بإخباره فقط بل وسترد له أهانه صديقتها وفي اليوم التالي تركت عملها وذهبت حتى مبنى الجامعة وقفت تنظر لبوابة الدخول وتردد بخفوت _ طب أنا معرفهوش ولا أعرف حتى شكله إيه اللي موقفني كده ! شاهدت تجمع من الفتيات يتحدثون أمام المبنى بينما فتاة أخرى وحيدة تقف بعيدا وكأنها تنتظر شيء قالت ليلى لنفسها _ هروح أسألها توجهت ناحية الفتاة وطرحت السؤال عليها فأشارت الفتاة في الحال خلف ليلى استدارت الأخرى لتجد رجل ثلاثيني للتو ترجل من سيارته ويحمل حقيبة أوراق في يده تزاحمت عليه أنظار الفتيات فجأة وبإعجاب شديد يسير في طريقه بثقة ونظرة عينيه للأمام باتزان وكأنه ينظر لنقطة لا يحول عينيه عنها بينما لم يلتفت لما حوله بما فيهم هي شردت قليلا حتى تفاجئت أنه أختفى داخل المبنى فزمت شفتيها في غيظ من نفسها ومنه ! راقبت حرس