نوفيلا
المحتويات
في جيوبه ..
همس بعد لحظات بهدوء
_ مين معاک و مش عايز لماضة
أجابته بهدوء و ثبات ماما ..
أومأ برأسه ليتنهد طويلا ثم يردف بعدها أنا همشي .
سارعت بالرد و لم يتغير موضعها أنش
_ يكون أحسن بردو عشان عايزة أنام و محرجة أكرشك من هنا ..
طالعها ببرود و ما لبث ثوان و فشل في إظهار ذلك فضحك بخفة و استدار فورا للرحيل ..
_ لو مالقتش حد يعبرك و فضلت وحيد كدة تعالى إسأل عن منايا سعيد و ألف من يدلوك على مكاني .. هتلاقيني في قسم الأطفال باكل سيريلاك معاهم !
وقف بملامح مندهشة من آخر كلمتين لكن فهمها على ما يبدو و حرك رأسه مؤيدا بتهكم ليستدير مرة أخرى و وقتها ظهرت إبتسامته الواسعة .. سمع صوتها يخترقه ثانية قائلة
لم يتوقف فقط استدار لها و ظلت خطواته ترتد للخلف انكمشت تعابيره ليهتف بصوت مرتفع مزمجرا
_ خليكي في حالك كفاية فضول بقى !
فغرت فمها شاهقة بغيظ و فورا توجه بصرها للبحث عن شيء تقزفه بها فلم تجد شيئا .. هتفت بإستياء لنفسها و إيه البلد اللي مافيهاش طوبة واحدة دي !!
خمسون يوما ذاق نكهة كل شيء ثمين لم يشعر بالسعادة تخطو قربا منه بتاتا ..
و من ليلة واحدة لم تكلفه أموالا ذاق تفسير السعادة الحقيقة أخذت تتسلل لفؤاده فأحيت ذكر الكلمة !
فصدقت مقولة
الفصل الخامس
كلما احتدمت احوالنا و احتدت من حولنا .. مثلما هو حالنا اليوم اشتد احتياجنا إلى الحب .... كطوق نجاة
أمسكت منايا و بصيغة أخرى فجر قلمها لتقترب من ورقة التواريخ الشهرية خطت على رقم عشرين .. لتبتسم بأمل و تفاؤل مر عشرون يوما على فترة علاجها و كل يوم تزداد قوة ليس ضعف تزداد عزيمة ليس إستسلام تزداد ثقة و طموح ليس إنهيار ..
مر أربعة عشر يوما مع كل يوم يزداد الرباط بينهما أكثر .. تنكمش المسافة أكتر و أكثر ..
أصبح يزورها يوميا تقريبا بالمشفى و يتسامران لوقت طويل
كانت ليلة هادئة خالية من حس الفكاهة المصاحب لكليهما ..
أزاحت ذلك المعطف عنها بل و نهضت واقفة و أصابعها تعبث بأزرار سترتها حتى خلعتها و ألقتها أرضا وسط نظراته المصډومة أصبحت ملابسها خفيفة كثيرا نسبة لذلك الجو !
راقب تصرفاتها فأخذت تخلع الوشاح الذي كان يحيط برقبتها يليه قبعة رأسها الصوفية فظهرت رأسها الأصلع لا يحجبه عن رؤيتها شيء ..
تحركت للأمام رافعة ذراعيها في الهواء تاركة قطع الجليد تنصهر فوق بشرتها .. مستقبلة البرودة لتدخل بقلبها فتهون عليها دفيء مشاعرها المتدفقة .. مشاعر كثيرة لكن شعور الحب و البهجة كانا أبرزهم و أكثر رونقا و لمعانا !
شعور الحب الذي تكنه لذلك الشخص خلفها كم كانت تحلم بتلك اللحظة دائما !
مطر جليد برودة الطقس مع معشوقها فيجف المطر و ينصهر الجليد و يطغى الدفيء على البرودة !
شعرت بملمس ثقيل على كتفها و شعرت بدقاتها تتعالى فعلمت فورا أنه المارد سارق فؤادها ..
ضحكت ضحكت له بفرحة عامرة ضحكتها وصلت لعينيها و قلبه قبل أن تظهر على شفتيها الورديتين شرد بتلك الضحكة كثيرا تضحك هي و تصل الفرحة لقلبه هو !
أمال رأسه لمستوي أذنها هامسا بحرارة ألهبتها و شتت موازينها
_ بكرة جهزي نفسك هخطفك ! الساعة 6 تكوني مستعدة ..
اكتفت بإبتسامة صغيرة لكن كل الفرحة ظهرت في عينيها و حديث العيون أبقى !
وقفت أمام مراة المرحاض الطويلة تحدق بفستانها الأبيض الطويل المزخرف بورود بنفسجية مع وشاح بنفسجي .. لم تكن راضية كثيرا على هيئتها خاصة وجهها الظاهر عليه علامات المړض لكنها لم تعبأ روحها الخلابة تطغي على هيئتها لا مشكلة !
خرجت من المرحاض لتجد والدتها ترمقها بنظرات معاتبة غير راضية كأنها تؤنبها على شيء ما ..
إقتربت فجر على إستحياء منها واضعة كفها على كتفها فانتفضت مزيلة كفها كأنه مرضا ما و أسرعت خطواتها إلى الغرفة بالمشفى
ابتلعت فجر غصتها و هي تعلم أن والدتها في خصام معها شعرت بنفس الوقت ملمس كفه على كتفها فاستدارت له .. وجدته يقف بحلة
سوداء أنيقة بدا فيها وسيما كثيرا خاصة بعد أن تخلص من ذقنه الكثيفة و إكتفى بها خفيفة نامية ..
حدثها برسمية مشيرا للساعة
6 و ربع تأخير ربع ساعة مش مسامحك
متابعة القراءة