نوفيلا
المحتويات
بمقلتين لامعتين كالمرآة و تنتحب بشهقات منتفضة فبدت كقطة صغيرة ألقى أحدهم عليها مياه فأخذت ترتجف پخوف
نظر لها بحنان لهيئتها الصغيرة المستكينة و هي تشهق بنحيب في محاولة لكتم بكائها إلتمع الخضار بعينيها فأصبحا كالزمرد و أكثر جمالا .. قرب كفه من وجنتها ليملس عليه بحنان قبل أن يتفاجأ بأنها خيال تجسد أمامه و هرب !
خرج من المشفى مهرولا في الشارع كالتائه يضع كفيه على رأسه و يدور حول محوره دون ثبات أو إرتكاز قط ..
بعد دفعة من حديث والدتها الحنون المشجع المملوء بالتفاؤل و الأمل و هو يشعر برغبة جامحة في البكاء فقط .. فقط يريد أن يذهب لمكان يحتمي به و يبك ..
ماحدش ضامن مۏته .. حسبت إنك ھتموت بعد عشرين يوم مع إن ممكن ټموت في اللحظة دي إستهدى بالله و ارجع لوعيك الإستسلام و الإنسحاب مش حل الحل إنك تكافح لآخر ثانية و تتعالج حتى لو نسبة النجاح بسيطة تبقى عملت اللي عليك إرجع لربك و استخيره هو أقرب إليك من نفسك
جلست والدة فجر جانبها على الفراش تتذكر أيام طفولة تلك الصغيرة .. رأسها الأصلع كان يغطيه شعرها الأسود الناعم ..
كانت فتاة مشاكسة ذكية يقع الجميع بحبها تساقطت عبرة على وجنتها عندما تذكرت حديث الطبيب عن حالتها .
حالتها حرجة و المړض خطېر فنتيجة العلاج ليست مضمونة بتاتا
..
الفصل الثامن
الخاتمة
وقف مارد أمام اللوحة ليتخلص من رقم ست و ثمانين ..
الباقي أصبح يتلخص في أسبوعين بالتمام و الكمال ..
نظر لنفسه في المراة رغم أن كل التغيرات كانت بالروح و الجوهر الداخلي ألا أنه يشعر بالرضا على ملامحه .. يشعر بطمأنينة و راحة أكثر من ذي قبل بكثير يؤد فروضه الخمسة بإنتظام و خشوع حقيقي .. أصبح يتضرع بالدعاء من صميم فؤاده بأن يصلح الله حاله و يرشده للصواب بعيدا عن طرقه السابقة .
نزل بخفة راكلا الباب خلفه و سلك مساره نحو الطبيب الخاص بحالته ..
بعد مرور ساعة
خرج مارد من غرفة الطبيب متسع المقلتان و ثغره مفتوح على آخره ..
لا يصدق ما سمعه لتوه و لا يصدق ما يصير حوله !
فالآشعة و التحاليل اللازمة أثبتت أنه يعاني من مرض آخر بسيط لا يمت للۏفاة بصلة !
مرض يعالج بالعقاقير و الأدوية اللازمة لا أكثر إذن لا مائة يوم لا لوحة لا ۏفاة تنتظره بعد أسبوعين !
شهق بفرحة و إبتسامة واسعة ظهرت على وجهه دون تصديق ليهرول فورا نحو منزله و خطة صغيرة وضعها بخاطره .. أولا يذهب ليصلي و يسجد لربه حامدا و شاكرا و مستغفرا .. معاهدا نفسه ألا يسلك المسار الخاطيء مرة ثانية
و أن يعلم أن الله أكبر وقت سد كل الطرق أمام وجهه .. و أن الله رحيم وقت رحيل كل الاحباء .. و أن الله أقرب إلى العبد من حبل الوريد وقت الشعور بالوحدة
و ثانيا أن يهذب شعره و ذقنه و يبتاع حلة جديدة ..
و ثالثا أن يرتديها و يتوجه فورا قاصدا المشفى و خصيصا معشوقته الصغيرة ليطلبها من والدتها و رسميا !
وقف الآن أمام غرفتها بالمشفى بعد أن أنهى الخطوتين السابقتين عدل من وضعية قميصه الأسود تحت السترة الصوفية من اللون الرمادي على بنطال أسود .. أمسك جيدا بباقة الورد الضخمة و هو يحضر الكلمات المناسبة داخل عقله ثم طرق مرتين ... لم يسمع ردا يأذن له بالدخول فعاد يطرق مرتين آخرتين لتنتبه أذناه لصوت نحيب و بكاء مرتفع فساورته
متابعة القراءة