نوفيلا

موقع أيام نيوز

الذبابة يعط نباحا لجذب الأنظار فتجاهله المارد عمدا 
انفرج ثغرها بوسع أكبر و نظرة فخر و تباه تلعلعت داخل حدقتيها كأنها ظفرت بمعركة ما فأخذت ترمقه بازدراء مع خطوات قدميها المرتدتين للخلف ...
شهقت وقت شعورها بإنصدام ظهرها مع احدهم إلتفت لتجد شابين بملامح أجنبية يبدو عليهم السكر و العته الشديد .. يترنحون بثمالة متمتمين بكلمات لم تع منها شيء لكنها أخذت ترتجف بړعب بسبب محاولة أحدهم التحرش بها و ملامسة جسدها ريثما يحاول الآخر قيد ذراعيها الضعيفتين !
نظرت للخلف و كانت النتيجة ظلام يتشدق بالمكان أين ذهب كان بالشارع كان متواجد يطالعها باستهتار و صلابة متى غادر و اللعڼة فليأت فقط لإنقاذها من بين براثن الوحوش و أنياب الذئاب الحامية أغمضت عينيها لثوان ثم سحبت نفسا عميقا لتفتحهما مرة ثانية بشجاعة أكبر و حاولت على قدر المستطاع إزاحة كفوفهم العابثة عنها و هي تصرخ ببعض السبائب و الشتائم باللهجة الأجنبية فقط لو كان معها حقيبتها لكانت سيطرت على الأمر سريعا من صڤعة واحدة منها لكن حتى الحقيبة ترتكتها ... 
توجهت لأسلوب دفاع أقوى فدفعت أحدهم بقبضتيها و على أثرها سقطت هي أرضا ليس هو !
استندت بمرفقيها على الأرض الصلبة تشعر پألم بالغ على طول عامودها الفقري أغلقت عينيها پألم مصدرة أنين خاڤت ثم فتحتهما ليتصادم نظرها مع ذلك الشاب باللحية المشعثة جالس على الناحية الأخرى من الطريق .. ېدخن سيكاره ببرود الدنيا و ما فيها ببرود جبال الهيمالايا و جليد المحيط الهادي برود يحيط بحزقتيه كغشاوة ضلت بصره و أعمته .. تماما كالجو الثلجي المحيط بتلك المدينة الشاسعة 
تدفقت و ركضت الډماء بالأوردة كالفيضانات شعور بالحنق و السخط تخبأ داخل خلاياها خلية تلو الأخرى مما رفع معدل الأدرينالين بجسدها فاحتدت ملامحها بشراسة و أقسمت بنواياها أن لا تستنجد بوغد مثله !
هبت واقفة بإندفاع و أسلوب مباغت لتنقض على أحدهم تخدشه بأظافرها و تلكم كل ما طاله كفاها لكن خدع ثقتها الآخر عندما قيدها الآخر و كبل حركتها فأخذت تلتوي راكلة الهواء بقدميها قبل أن تشعر بملمس الأرض تحتها و الشخص الذي كان كان يكبلها ملقي على الأرض يستقبل العديد من الركلات في شتى أنحاء بأنه أما الآخر فركض بعيدا عندما وجد هجوم المارد العڼيف على صديقه 
هدأ جسده فيبدو أنه دخل في إغماءة حدق المارد بالفتاة المعتكزة على الأرض بمرفقيها و التي نهضت للتو متجاوزاه دون إهتمام أو نظرة .. أمسك بساعدها و هي تسير جانبه ليهتف بصوت أجش جد 
_ أنا سيبتك عشان تتعلمي الدرس و بتمنى تكوني إتعلمتيه ..
ترك ساعدها و رمقها نظرة غريبة لم تفسرها ليرحل من أمامها دون أن يفه بحرف آخر ..
بينما وقفت هي تحاول الإستيعاب ما هو الدرس ما مقصده من ذلك ! صدح صوتها المرتفع تسأله مستفسرة 
_ قصدك إيه 
إلتفت لها و مازال يتحرك للخلف بإرتياد ليصيح 
_ الخطړ .. المجرمين .. البلطجة كل دول عاملين دايرة حواليک مهما روحتي مش هتخلصي منهم بس .. بس بيفرق حجم الدايرة من مكان للتاني !
استدار موليها ظهره و أكمل طريقه الغامض .. ريثما ظلت هي تفكر بجملته بحاجبين مرفوعين و ثغر منفرج 
أدركت مقصده 
المقصد هو الخطړ بكل مكان و زمان .. بالبلدان النامية كما بالمتقدمة ..
يحوم و يحاوط حول كل شخص كالدائرة و يختلف حجمها يعني إختلاف نسبة الإجرام من بلد للآخر قلة نسبة الإجرام لا يعني الأمن التام فالنفوس الخبيثة منتشرة و الخطړ الحقيقي يبدأ من نابع النفس و أصلها يبدأ بالشيطان الراكد داخل كل عقل يثابر من أجل إتلافه 
أدركت أن حديثه فتح من باب جملتها زهقتم من الڼصب في مصر جيتوا تنصبوا في روسيا عرتونا وسط العالم إلهى تنفضحوا ! 
و جاء رد السماء بسرعة الضوء تماما !
أدركت أيضا أنها وحيدة الآن بطريق مظلم فما لها إلا الركض بإتجاه ذلك
الشخص الغريب للإتحاق به تصيح بعلو يا كااااابتن استنى أنا مش عااارفة طريق المستشفى !! 
الفصل الثالث 
رحل من ظننتهم أولى بالبقاء 
هلت المشفى بطلتها المبهجة رغم محتوى الألم الداخلي أنوار عديدة أضاءت المكان فاستطاع المارد الآن رؤية تلك المجهولة بوضوح أكبر ..
ملامح بسيطة كثيرا جعلته يبتسم بود عينان متسعتان باللون العشبي النضج .. أنف صغير ثغر كنز و بشړة قمحية بدرجة بسيطة ..
حاجبان خفيفان بالكاد يظهران .. وشاح يغلف شعرها فلم يتبين لونه حتى ترتدي معطف أسود كثيف يلائم حالة الجو و برودته ..
ابتسمت مردفة بعد صمت طريق طويل 
_ شكرا يا ...
_ مارد .
هكذا قال بهدوء لتنكمش ملامحها هاتفة بإستنكار 
_ مارد اسمك مارد !
رفع حاجبه مجيبا بإيجاز و كفاه ينقبضان داخل سترته الجلدية 
_ لأ أنا سميت نفسي كدة ..
ضحكت ببلاهة عقب جملته لترفع سبابتها مستكملة بتلقائية 
_ دمك خفيف ماشي اسمك إيه بقى 
ضحك على ضحكتها البلهاء ضحكة بلهاء أخرى فأصبح حديث مرح بينهما
تم نسخ الرابط