شيخ في محراب قلبي

موقع أيام نيوز

صحيحة .
لم تفهم فاطمة الأمر لتبتعد عنه قليلا وهي تنظر له بتعجب تردد بصوت منخفض قليلا 
_ مش فاهمة .
ابتسم زكريا وهو يكوب وجهها بحنان ماسحا دموعها برقة شديد وهو يقترب منها بتردد شديد ليقبل وجنتها سريعا ثم ابتعد وهو يقف بشكل مستقيم وكأنه لم يفعل شيء ثم تحدث ببسمة واسعة 
_ اقول بأن تحددي ميعاد لي مع والدتك لأني سآت لطلب يدك غدا ...فلنسر الطريق من بدايته بشكل صحيح .
ابتسم وهو ينهي حديثه هامسا في نفسه پحقد وڠضب 
_ بعدما انتهى من تنظيف القمامة به ........
_______________
في اليوم التالي 
كان رشدي يحاول كتم ضحكاته وهو ينظر لمظهر زكريا الذي صدم من أن اليوم خطبة هادي بعدما خطط هو للذهاب مع والديه لزيارة فاطمة ...
_ خلاص بقى يا زكريا متبقاش قموص زي هادي يا عيني الواد استحمل كتير اوي خلينا نجوزه ونخلص بعدين نفوق ليك.
لم يجبه زكريا بل لوى فمه بحنق شديد وهو يتابع هادي الذي كاد ينهض من جوار شيماء ويرقص بين الجميع فرحا وقد وصل اخيرا لتلك اللحظة ...ورغم غياب بثينة الذي تعجبه الجميع واراح هادي بشدة إلا أن والدتها كانت أول الحاضرين لهذه الخطبة بطلب من هادي .
نظر هادي بجانبه لشيماء التي كادت تختفي من الخجل وبسبب نظرات ذلك الذي يجاورها ...
_ مبارك يا شوشو .
نظرت له شيماء بخجل شديد وهي تهمس له 
_ مينفعش تقولي شوشو على فكرة أحنا مخطوبين بس مش متجوزين .
ابتسم هادي بحيث وهو يلمح بطرف عينه فرج الذي دخل وتبعه رجل كبير في السن يحمل دفتر ويرتدي عباءة سوداء 
_ وماله نتجوز واقولك اللي انا عايزة .
لم تفهم شيماء شيء حتى وقع نظرها على ما يحدق به هادي لتخجل بشدة وتنهض من جواره وتركض للداخل يتبعها ماسة وفاطمة .
زفر رشدي بحنق شديد وهو يرى ما يفعل صديقه ليجد والده يتحدث له بضيق 
_ هو صاحبك ده عبيط بيحطني قدام الأمر الواقع يعني 
_ هو مش انا قولت منك ليه يا بابا يبقى لو سمحت متدخلنيش في أموركم العائلية انا برة الحوار ده كله ...
اتجه هادي سريعا صوب فرج الذي كان يسند المأذون والذي يبدو عليه اثر المړض نتيجة لكبر سنة ...
_ ايه ده ماله 
نظر فرج لهادي وهو يساعد المأذون في الجلوس متحدثا بصوت منخفض 
_ أصله نسي دوا الضغط فبعت عيل يجيبه ليه اصبر ياخد الدوا وتلاقيه قام زي القرد دلوقتي .
نظر هادي لفرج بشړ كبير وهو يسحبه بعيدا عن المأذون الذي كان يسعل پعنف متحدثا لوالدته 
_ كوباية ماية لا الراجل يفطس مننا يا ما ....
سحب فرج جانبا وهو يسبه بخفوت 
_ ما هو انا استاهل اللي بيجرالي عشان اعتمدت عليك يا فرج ...رايح تخرج الراجل من تربته وجايبه ليا يكتب كتابي 
_ يابني تربة مين ده اشهر مأذون في المنطقة كلها ده هو اللي كان كاتب كتابي .
أخرج هادي صوتا ساخرا من حنجرته وهو يتحدث 
_ مش فاهم ايه العلامة المميزة في إنه يكتب كتابك يعني يكونش كتب كتاب الأمير تشارلز ولا ايه بعدين يعني تاعب الراجل وشيلته من على جهاز التنفس كده يفطس مننا 
اعترض فرج على حديث ذلك الهادي المزعج والذي لا يعجبه شيء 
_ انا مش فاهم ماله الراجل عمال تقول تربة وجهاز تنفس ما هو زي الفل اهو وإن شاء الله يكتب كتابك ونفرح بيك و....
_ ياللهوي الحقني يا هادي الراجل هيروح مننا .
نظر هادي بشړ لفرج وهو يهدر في وجهه پغضب 
_ نقيت فيها يا بومة اهو الراجل بيسلم نمر اهو وهيقابل رب كريم ...اقټلك اخلص منك ولا اعمل ايه 
ترك هادي فرج وركض جهة الرجل وهو يحمل الدفتر سريعا يلوح به أمام وجهه وهو يصيح به 
_ امسك نفسك ابوس ايدك عايز ادخل دنيا ....
تحدث الرجل العجوز وهو ينظر أمامه 
_ أنا جايلك يا غالية ....وحشتيني اوي .
صاح هادي وهو يسرع من حركة يده 
_ لا استني شوية يا غالية....يعني هي وحشتك لما جيت تكتب كتابي ايه فكرتك بيها ولا ايه ابوس ايدك امسك نفسك لما تكتب الكتاب وابقى روح معاها ...
كان زكريا يجلس جوار الرجل يربت على صدره في حركات دائرية يحاول مساعدته بينما هادي يولول كما النساء جواره يندب حظه ويلعن فرج ...
اقترب فرج منهم وهو ينظر للرجل بحزن يقول 
_ لا حول ولا قوة إلا بالله مالك بس يا حاج سعد ما انت كنت زي الحصان 
رمقه هادي بشړ وهو يصيح في وجهه ومازالت يده تتحرك پعنف 
_ مالوش يا
خويا عنده شوية مغص بس .
ضړب فرج كف بكف وهو يتحدث بحسرة شديدة 
_ لا حول ولا قوة إلا بالله ..طب حد يعمله كوباية لمون دافية طيب و.......
لم يكمل فرج حديثه بسبب هادي الذي ألقى الدفتر ارضا ثم انقض عليه صارخا في وجهه 
_ ھقتلك يافرج ھقتلك وابعتك معاه تاخد بايده .
نظر فرج له بړعب شديد يحاول الابتعاد عنه وهو ېصرخ 
_ اعملك ايه ملقتش غيره وانت قولت تقب وتغطس وتطلعلي بواحد وده اللي لقيته ...
كاد هادي يتحدث صارخا في وجهه لولا ذلك الصوت الذي صدح في المكان 
_ أين العريس 
توقف هادي وتوقف الجميع بتعجب لذلك الصوت ليجدوا أنه لم يكن سوى صوت المأذون الذي اعتدل في جلسته وحمل الدفتر من الأرض وفتحه وهو يتحدث كما لو أن يكن يصارع المۏت منذ قليل .
نظر له الجميع ببلاهة ليتحدث فرج ببسمة وهو ينسل من بين يدي هادي 
_ شوفت قولتلك الراجل زي الفل ومش فيه حاجة ...هو بس كان بيشحن .
تجاهل هادي فرج وهو يركض جهة المأذون صارخا به أن ينهي عقد القرآن قبل أن ينفذ شحنه مجددا ...
وسريعا تم الأمر بلمح البصر لينتهي المأذون معلنا ارتباط قلبين آخرين ...
علت الزغاريد في المكان وارتفع صوت المهنئين لهادي لكن كل ذلك توقف بمجرد سماع صړخة ماسة باسم فاطمة .........
فزع زكريا وشعر كما لو أن قلبه قد توقف عن الخفقان ليركض سريعا جهة المكان الذي به فاطمة ليجدها ساقطة في الممر وجسدها متيبس وقد عادت حالتها مجددا ....
انحنى زكريا سريعا لفاطمة وحملها من الأرضية وهو يركض بها صوب الغرفة التي فتحتها له ماسة مشيرة له بالدخول .....
أشار زكريا لماسة أن تغلق الباب خلفها 
_ اقفلي الباب ياماسة لو سمحت ....
خرجت ماسة وهي تغلق الباب خلفها تاركة زكريا الذي يضم فاطمة پعنف شديد هامسا في أذنها 
_ اششش انا جنبك يا قلبي ..انا هنا يا فاطمة.
وكأن صوته قد مثل لها طوق النجاة حيث تمسكت به في عڼف وهي ترتجف مرددة بنبرة مړتعبة شديدة وهي تبكي پعنف 
_ انا شوفته ....انا شوفته .......
__________
_______________
كان القلق هو ما يسود المكان بعدما ركض زكريا تاركا الجميع خلفه ما بين خوف وترقب ...
اقترب هادي سريعا من رشدي الذي كان يقف جوار ماسة محاولا فهم ما حدث ...
_ والله يا رشدي ما اعرف حاجة هي لما شيماء خرجت بعد كتب الكتاب خرجنا انا وهي وراها ويدوبك لسه رجليها مخطتش للصالة لقيتها مرة واحدة اتسندت
تم نسخ الرابط