شيخ في محراب قلبي
المحتويات
تزامنا مع اصطدام ذرات المشروب بوجهه وضم قبضتيه پغضب شديد جعل شيماء ټلعن نفسها على ما فعلته في لحظة ڠضب تلاشت سريعا بمجرد رؤيتها ملامحه ......
عادت للخلف بړعب شديد وهي ترى هادي يفتح عينه ببطء مع بسمة صغيرة مرتسمة على وجهه يتحدث ببساطة كبيرة متجاهلا ما حدث منذ قليل فهو أكثر الاشخاص معرفة بحساسيتها تجاه جسدها
ابتلعت شيماء ريقها بړعب ثم رفعت نظرها له لتجده يرمقها ببسمة ابعد ما تكون عن الڠضب ...ابتسم هادي محاولا إزاحة غضبه جانبا فما فعلته مجرد رد فعل لما سمعته وللحق هو سعيد لكونها لم تعد تخشى الدفاع عن نفسها
_ بس هو سؤال صغير ....
رفعت شيماء نظرها لهادي بتعجب لتجده يتحدث ببسمة مشيرا لثيابها بتعجب
فتحت شيماء عينها بعدم فهم ليوضح هو حديثه والذي لو كانت فتاة أخرى غير تلك الحمقاء لكانت اسمعته وابل من لسانها اللاذع كما فعلت هي منذ قليل ....
_ قصدي يعني أنت خارجة تقابليني كده بالعباية السمرة
نظرت شيماء لنفسها قليلا بخجل تتمنى لو لم تستمع لبثينة التي حثتها على ارتداء تلك العباءة السخيفة لكنها رغم ذلك تحدثت محاولة عدم اظهار حرجها أو أي شيء له
انهت حديثها وهي تحمل صينية المشروبات مجددا ثم تقدمت من الغرفة التي يجلس بها الجميع تزفر أنفاسها التي كانت تحبسها بقربه ...
بينما هادي نظر لاثرها مخرجا صوتا ساخرا من فمه
_ عايزة تطفشيني بعباية سودة متعرفيش انت العباية السودة دي مقدسة عند الشباب ازاي جاتك النيلة في عبطك ....ده انا هلزقلك اكتر يا هبلة .
_ معلش يا عمي هنيجي بليل ونعيد الحوار من الاول ..
تلمس ابراهيم وجه الذي كان ما يزال مشدودا بسبب ذلك الشيء الذي وضعه عليه منذ قليل
_ بص يالا انا مش فاضي لعبطك إنت وصحابك ...اتصرف مع الزفت رشدي وابقوا بلغوني باللي هيحصل ...
تتبع الجميع ابراهيم وهو يخرج ثم عم الصمت قليلا قبل أن يقطعه هادي الذي تحدث ببسمة سخيفة لرشدي
_ ها يا أبيه رشدي نيجي امتى تاني
_____________________
تحرك زكريا صوب منزله بعدما أتاه اتصالا من والدته تخبره بحاجتها له ...وقد انتهى من موضوع هادي مع وعد بالقدوم مساءا للتقدم بشكل رسمي يليق بشيماء وللتحدث في كل التفاصيل....وهو يحمد الله على طلب والدته له فهو كان يرغب في الحديث معها على كل حال .
_ اذا سمحت يا أخ متعرفش الاقي فين مستر زكريا
كرمش زكريا حاجبيه بضيق شديد من هذا اللقب الذي تطلقه عليه الفتاة ...فتح زكريا فمه بنية الإجابة
لكن توقف عن الحديث وهو يسمعها تتحدث بسخرية
_ هو إنت لا بس كده ليه
نظر زكريا لنفسه وكأنه للحظات نسي ما كان يرتديه ليغمض عينه بضيق شديد من مظهره الغير منمق .
_ كنت في حفلة تنكرية ....
ابتسمت الفتاة بسخرية ثم قالت دون اهتمام
_ ما علينا ...شكلك ساكن هنا معلش تقولي مستر زكريا في الدور الكام لاني طلعت ومش عارفة هو في الدور الكام .
زفر زكريا وهو ينظر ارضا يود الصعود الان ليغير ثيابه وايضا لتلافي الوقوف بهذا الشكل مع فتاة حتى وإن كانت مراهقة
_ حضرتك محتاجة حاجة
_ وإنت مالك انا عايزة مستر زكريا...قولي بس هو فين وانا......
_ منار .
توقفت منار عن الحديث وهي تنظر خلفها لابنة خالها ببرود ثم تنهدت بضيق تاركة زكريا يقف بقلب يطرق بشدة جوارها لذلك الصوت ..لكنه لم يتوقف لثانية إضافية حيث صعد سريعا درجات منزله تاركا فاطمة تقف مع تلك الفتاة المزعجة .
_________________
_ مش فاهمة يا بني يعني اقول لها ايه
صمت زكريا ولم يجب سؤال والدته هو يعلم جيدا أنها غاضبة منه الآن لكنه قرر وانتهى الأمر ....تنفس قليلا ليهدأ ثم أجاب
_ زي ما قولتلك يا امي إن بعد كده أنت اللي هتحفظيها مش انا ..
التوى فم وداد بعدم فهم لحديث ابنها
_ انا انا ايه يا بني هو انا بحفظ برضو
_ ما هو انا هحفظك وأنت تحفظيها ...يعني كل يوم هقرأ ليك الجزء اللي عليها بالتفسير بكل شيء يخصه وأنت تقوليه ليها .
لم يبدو أن وداد قد اقتنعت لحديث ابنها لذا سارعت وقالت
_ وليه اللفة دي يابني ما تحفظها زي ما انت .
زفر زكريا بضيق شديد ...كيف يفهمها أنه لن يستطيع فعل ذلك بنفسه
_ يا امي ولا لفة ولا حاجة ده افضل صدقيني وكمان عشان تحفظي أنت كمان معاها ...مش أنت كنت حابة تحفظي برضو
_ ايوة بس.....
_ ما بسش ارجوك وافقي ...الدراسة خلاص على الابواب وانا هرجع ادرس تاني فاحتمال أتأخر عليكم وده مش كويس لأنها بنت ...فأنا لما اخلص كل حاجة اقعد معاك وافهمك كل اللي هتحفظيه ليها وأنت براحتك بقى يبقى اي وقت حفظيها وأنا برة البيت ...
صمت قليلا يفكر في الأمر
_ وانا هبقى امتحنها بنفسي في نهاية كل جزء ... تمام
ورغم عدم اقتناعها بالأمر ابدا إلا أنها هزت رأسها بإيجاب متنهدة بضيق
_ تمام يابني ربنا يهديك يارب .
وكان واضحا لزكريا كثيرا مقدار استياء والدته من الأمر لكنه لن يخاطر بتحمل أي ذنب آخر يكفيه ما عاناه في الأيام السابقة ....هو لا يود ارتكاب ذنب فيها لا يريد أن يظل ېختلس النظر إليها اثناء التحفيظ ويستغل الأمر لذا هذا افضل حل قد يقوم به حتى يحين الوقت ل...
خرج زكريا من أفكاره على صوت رنين هاتفه ليخرجه مجيبا عليه وهو ينهض مبتعدا عن والدته
_ الو يا استاذ جمال .....
________________
_ اه ده إنت اهبل بقى
كان ذلك صوت ماسة الذي خرج حانقا غاضبا من ذلك الوقح الذي يستمر بالاتصال بها كل يوم من فترة طويلة ملقيا على مسامعها حديث مقزز وكلمات خادشة كثيرة و المخيف أنها لا تستطيع أن تضع رقمه في قائمة الاتصالات التي لا تريد استقابلها فكلما فعلت ذلك وجدته يتصل بها وكأنها لم تفعل شيء ...
_ ماسة اسمعيني الاول ....
قاطعته ماسة پغضب شديد وهي تنظر خلفها مخافة أن يسمعها أحد
_ اولا اسمي ميجيش على لسانك القذر ده ...ثانيا بقى اقسم بالله لو اتصلت كمان مرة بالرقم ده انا هدي رقمك لجوزي وهو يتصرف معاك .
لم تمنحه ماسة بعدها فرصة للرد على حديثها وأغلقت
متابعة القراءة