شيخ في محراب قلبي
المحتويات
الذي ملء وجهها وهي تتحدث بتقطع وخوف شديد
_ رشدي وهو ...هو عرف منين
_ يمكن عشان ظابط مثلا عموما هو معرفش حاجة عني بس هو بدأ يدور ورا الرقم عشان يعرف أصله فأنا ببلغك تاخدي بالك .
هزت بثينة رأسها وهي تفكر في تلك الورطة التي أوقعت نفسها بها بسبب تسرعها ورغبتها في الاڼتقام من ماسة بعدما عرفت أن ماسة تعرف الكثير عنها مما تخفي عن الجميع ...
هز الرجل رأسه ومازالت تلك البسمة الساخرة والخبيثة في نفس الوقت مرتسمة على فمه لتستدير بثينة سريعا وهي ترحل قبل أن يلمحها أحد رغم حرصها على مقابلته خارج الحارة ...
نظر الرجل لاثرها بنظرات مقززة وهو يمرر أنظاره على جسدها من أعلى لاسفل عاضا شفتيه بنبرة شھوانية
____________________________
كاد لؤي يركض سريعا لغرفة ابنه لسماع صوت صړاخ فاطمة لولا يد وداد التي منعته من ذلك متحدثة بهدوء
_ سيبه مع
مراته يا لؤي أيا كان اللي بيحصل هو هيتصرف ولو احتاج مساعدة هتلاقيه بينادي ...
توقف لؤي محله قليلا وهو ينظر بتردد للباب وقد هدأت الصرخات فجأة ثم بعدها تحرك بعدم اهتمام مصطنع جهة الأريكة يشغل التلفاز ببرود شديد ...
انتبه زكريا لتلك الحالة التي عادت مجددا لزوجته وحدث مثلما حدث المرة السابقة فقد تيبس جسدها وكأنها شلت وأصبح تنفسها بطئ بشدة وكأنها على وشك لفظ أنفاسها الأخيرة لذا ودون تفكير ثانية كان يركض جهتها جاذبا إياها لاحضانه في عناق كبير ثم أخذ يهدهدها كطفلة صغيرة وهو يقرأ على مسامعها بعض الآيات القرآنية وهي فقط تتنفس پعنف بين أحضانه وهو مازال يتلو الآيات على مسامعها ويشدد على عناقها أكثر واكثر حتى كاد يدخلها لاحضانه متذكرا حديث والدتها له بأنها في تلك الحالة تحتاج فقط للشعور بأن أحد جوارها وأنها ليست وحدها لذا كان يشدد على عناقها يدفن وجهها في رقبته وهو مستمر بتلاوة الآيات ...
_ صباحية مباركة يا قمر ....
أغمضت فاطمة عينها بشدة ټشتم رائحة غريبة عليها وصوت حنون اجش يقتحم غيمتها السوداء وهو يقرأ عليها بعض آيات القرآن بلطف وصوت ملائكي لتبدأ بالهدوء شيئا فشيء و بعض الشهقات تخرج من فمها كل فترة ..
_ اششش انا هنا معاك مټخافيش ...انا جانبك دايما.
مدت فاطمة يدها دون وعي تحيط بها عنق زكريا بشدة وكأنها تخشى رحيله وعودة تلك الذكريات السوداء إليها مرة أخرى ..لتخرج همسة صغيرة من بين شفتيها ودون شعور بأي شيء سوى ذلك الدفء الغريب عليها والذي لأول مرة تشعر به
ومجددا تلك الكلمة تكررها على مسامعة تستفز بها كل ذرة مسؤلية داخله تجاهها وكأنه لم يتزوج للتو بل حصل على طفلته الأولى التي يشعر جهتها بمسؤولية كبيرة جدا ولا يعلم لماذا هذا الشعور معها هي بالتحديد ربما لأنها زوجته لكنه شعر أيضا بنفس الشعور قبل زواجه منها أو ربما بسبب نظراتها الحزينة التي يراها دائما ...حسنا لا يهم كل ذلك المهم أنه بالفعل يشعر تجاهها بمسؤولية كبيرة إلى جانب بعض المشاعر الغريبة والتي لا يود حقا تفسيرها .
انتبه زكريا لانتظام انفاس فاطمة بجانب عنقه وقد علم منها بنومها لذا اعتدل قليلا وهو يحاول جعلها تتسطح على فراشه لكن بمجرد أن مد يده ليبعدها عن أحضانه حتى تشبثت به فاطمة أكثر وهي تبكي في نومها متمتمة پخوف
_ لا خليك معايا ..متسبنيش .
ابتلع زكريا ريقه وهو ينظر إليها قليلا قبل أن يعتدل بجسده يستند على ظهر الفراش خلفه جاذبا اياها بين ذراعيه في وضعية افضل ثم نظر لها ببسمة لا يعلم مصدرها أو سببها حتى ...يقترب منها محققا حلمه الذي أراده منذ رؤيته لمنيرة تقبلها ...ف اقترب مقبلا إياها بحنان شديد من وجنتها وبعدها جذب الغطاء عليهم ...فأصبح هو يستند بظهره على الفراش خلفه وهي تنام قريرة العين بين أحضانه ...زوجته الصغيرة والتي كاد يفتن بها لولا طلبه من والدته أن تحفظها هي لكن ها هو القدر يصر على جمعهما معا وتحت مسمى جديد ...زوجته كرر زكريا الكلمة بتعجب شديد من وقعها عليه فها هو قد تزوج بعدما كان يبعد تلك الفكرة عن رأسه رافضا إياها في ذلك الوقت لكن ها هو يجلس على فراشه يضم بين أحضانه زوجته التي لا تتخطى معرفته بها ايام فقط .
تنهد زكريا وهو يغمض عينه تاركا كل شيء لحتى يستيقظ ناعما بذلك الدفء الجديد على فراشه وتلك الاحضان الغريبة عليه ..ارتسمت بسمة ساخرة على جانب فمه وهو يتذكر حساسيته الشديدة تجاه جميع النساء ورفضه حتى لمجرد لمسة عابرة ولو بالخطأ ها هو يحتضن امرأة غريبة تقريبا وكأنه عاشق لها وليس شخص عرفها من ايام فقط وقد كانت غريبة عليه ...و ها قد أضحت تلك الغريبة امرأته .
_______________________
ركض رشدي پجنون في طرقات المشفى يتبعه هادي الذي فزع لحالته حينما أنهى اتصاله مع أخته ...كان يسير رشدي في ممرات المشفى وهو يبحث بعينه عن رقم الغرفة الذي علمه من أخته ...
داخل الغرفة كانت ماسة تضحك بتعب شديد على تذمرات شيماء من هادي
_ مش فاهمة هو شايف نفسه ايه قال مفكرني اتصلت عشان سواد عيونه ..
صمتت قليلا ثم أخذت تتحدث بنبرة خشنة بعض الشيء مقلدة هادي
_ طالما اتصلتي يبقى حاسة بالذنب ...يلا راضيني بقى ..
ازدادت ضحكات ماسة وهي تضع يدها على صدرها بۏجع بينما سحر كانت تنظر لهما بيأس ثم قالت وهي تنهض
_ هروح اجيب اي حاجة اشربها بدل القعدة اللي كلها تنمر دي .
انهت حديثها تاركة كلا الفتاتين تنظران في اثرها ببسمة حتى تحدثت ماسة بمشاغبة ومازالت نبرتها مجهدة وبشدة.
_ سيبك من سحر يابت وقلديلي هادي شكلك مسخرة وأنت بتقلديه ..
ابتسمت شيماء بغباء وحماس وهي تنهض من الفراش الخاص بماسة التي تحسنت قليلا وأصبحت قادرة على التحدث بعدما كانت تتنفس بصعوبة ...
توسطت شيماء الغرفة وهي تنفخ صدرها بشدة تقف وهي تفتح قدميها بشكل مثير للضحك ثم تحركت في الغرفة كبطريق متحدثة بصوت رخيم اجش تحاول منه تقليد صوت هادي
_ اسمع يا رشدي انا هروح اجيب امي والخلاط وهاجي اتجوز اختك ..
عند هذه اللحظة لم تتمكن ماسة من التحمل فصړخت من الضحك تراقب مشية شيماء وهي تفتح قدميها بغباء شديد نافخة صدرها حتى كادت تفقد أنفاسها ..
استمرت شيماء في تقليد هادي وهي تركض ومازالت تفتح قدمها بغباء تقلد هادي أثناء نداءه لرشدي
_ رشدي ...رشدي ااااا
كانت تتحدث
متابعة القراءة