مكان مشپوه
المحتويات
يبلغ ثمنه لا تعلم أين ينتهي المطاف بهذه الزيجة وماذا كان يعيب عمر ابن شقيقتها فاتن كان سيزن ابنتها ذهبا ولكن القلب وما يهوى.
جلس صالح والد مروان بالشرفة التي بها سعاد وكان يرتدي منامة حمراء التفتت إليه سعاد تعجب وأشارت إليه
إيه اللي إنت لابسه ده يا صالح
نظر إليها صالح بعينيه البنية وشعره الذي صبغه بدرجة بني فاتحة ثم نظر إلى ذاته
مطت سعاد شفتيها
الصراحة أه وحش مالها بيجامتك الكحلي و لا السودا و لا الزيتي
أشاح بيده باشمئزاز
يا سعاد دول ألوانهم كئيبة ماله الأحمر و البمبي و الأورانج
هتفت سعاد مستنكرة
أورانج وبمبي لأااااا دا سفرية دهب غيرتك خالص يا صالح إحنا كبار في السن لازم نلبس اللي يناسبنا.
هتفت صالح بعصبية
ثم ابتسم بزهو
لكن أنا شباب و هفضل شباب.
ثم نظر إليها بخبث
أما يا سوسو جبتلك حتة قميص نوم.
هتفت سعاد بحرج
صالح اهدى يا راجل إنتا هو أنا فيه صحة بلا قميص نوم بلا قميص صحيان.
وتركت صالح وعلى وجهه خيبة أمل وهمس قائلا
إنتي اللي بتخسريني يا سعاد متلوميش إلا نفسك في اللي بعمله و هعمله.
وأخذ هاتفه وبعث برسالة إلى امرأة باسم كاتي
جلس يوسف قبالة مكتب والده الفخم مبتسما
ازيك يا بابا
نظر إليه عدنان ثم نظر إلى بعض المستندات والأوراق الهامة وهو يخط بقلمه الثمين فيها وبعد أن انتهى قال بلهجة آمرة
يلا وبسرعة مش عايز الصفقة دي تروح يا محسن سامعني
أومأ محسن إيجابا بريبة
ح..حاضر يا باشا.
ثم غادر المكتب وأغلق الباب الخشبي المزين خلفه بروية.
ابتلع يوسف ريقه بصعوبة وحاول التكلم بهدوء لا يشوبه قلق
أبدا كنت في شغل بره في شرم الشيخ.
تراجع عدنان بظهره وهو ينفث دخانه ويرمي رمادها بمنفضته الكريستالية
تظاهر يوسف بالحزن
مع الأسف يا بابا منفعتش.
رفع عدنان إحدى حاجبيه ثم خفضهما
مهو مش غريب لما تبعد عن شغل أبوك اللي اسمه أكتر من ڼار على العلم بوحش المنتجات الغذائية يبقى لازم تخسر.
ابتسم يوسف
أنا آجي فيك إيه بس يا باشا
قهقه عدنان
أيوة إضحك عليه يا يوسف وإيه خلى الصفقة تبوظ
المنتج كانت صلاحيته منتهية فسبت الصفقة.
ڠضب عدنان
مش بقولك علشان بعدت عن شغلي انت غبي إزاي تسيب صفقة لمجرد الصلاحية منتهية
بهت يوسف وكأنه يرى والده لأول مرة
الناس يا بابا اللي هتشتري المنتج ده ھتموت.
أشار إليه عدنان باستهزاء
كلام فاضي...الشعب المصري يا حبيبي يهضم الزلط بقى عايز تقولي هيموتوا لمجرد صلاحية عدت انت كده مش هتنفع رجل أعمال هتخيب وهينزل اسمك واسم أبوك بعد كده لما تعمل صفقة إبقى قولي أكون معاك المهم...
ثم انقلب وجهه للجد
إسمع بقى سيبك من الكلام ده إنت مش ناوي تعقل
هز يوسف رأسه بعدم فهم
مش فاهم يا بابا قصدك ايه
علا صوت عدنان وهو يقف بقامته المديدة ويطفأ سېجاره بالمنفضة
أكيد سمعت عن محمد الغزاوي
أجاب يوسف وحتى هذه اللحظة لا يعلم ما وراء حديثه
أه أعرفه ده صاحب أكبر مزرعة مواشي ودواجن.
ثم أعقب بعدها
ماله يا بابا هو زعلك في حاجة
هز عدنان رأسه بالنفي وهو يتكأ على طرف المكتب
لا ما زعلنيش ولا حاجة بس عنده بنت زي القمر اسمها روان .
تأفف يوسف بضجر وهو ينظر الجهة المقابلة
و أنا مالي بيها
صاح عدنان وهو يشيح بيده في وجه يوسف
هو ايه اللي مالك بيها
ثم هدأت نبرته بعض الشيء
الصراحة هو لمحلي بان بنته كبرت و إن يشرفه النسب بتاعي.
صدم يوسف بقول أبيه زواج وماذا عن إينار لن يستطيع أن يفعل ذلك أيكسر بفؤادها أيقتل حبها سيخبر أباه بالحقيقة...الحقيقة أنه متزوج من إينار الراقصة ولكن هذا ايضا درب من الجنون إذا أخبر أباه يمكنه إيذائها.
إيه يا بني هو اللي بقوله صعب أوي كده
قاطع تفكير يوسف صوت عدنان ونظر إليه
بس أنا معرفهاش يا بابا يعني عمرنا ما أتقابلنا.
أشار إليه والده وهو يبتسم بدماثة
لأ إتقابلتم بس إنت مش فاكر على العموم بعد بكره تحضر نفسك علشان هيجوا يتغدوا عندنا و يقضوا اليوم معانا.
ثم أشار إليه بطريقة تحذيريه بسبابته
و إياك متكونش موجود.
ضاق يوسف من داخله وهز رأسه دلالة الموافقة
حاضر متقلقش.
ثم قام من مجلسه قائلا
طب أنا هروح البيت اصلي مرهق وعايز استريح.
ابتسم عدنان
و ماله روح يا يوسف ومتنساش روان أه إستنى هفكرك بيها. دي جت مرة مع باباها و مامتها عندنا و انت صغير و كنت بتلعب معاها وروحت بسفالتك ضړبتها بالقلم علشان شدت منك لعبتك.
أمسك يوسف مقبض الباب وقد تذكر تلك الطفلة الصهباء ذات العيون الخضراء والغمازتين ومن الغريب أنه تذكر ملامحها بالكامل وابتسم هاتفا
أيوة افتكرتها شوف أنا محبش حد ياخد حاجة بتاعتي لعبتي حاجتي أي حاجة ملكي يلا أشوفك بكرة.
فتح الباب وأغلقه خلفه تاركا عدنان يفكر فيما سيحدث
فدائما هو يخطط لأجل مصلحة أسرته حتى ولو كان بطريقة غير شرعية...
قبلت سالي وجنة صالح
إزيك يا بابا.
داعب صالح رأسها
حبيبة بابا عاملة ايه يا سولي
ابتسمت سالي
الحمد لله يا بابا تمام.
ثم قالت مداعبة
بس ايه يا بابا التغيير ده بقيت حلو وصغرت هي سفرية دهب غيرتك
توتر صالح
ماله شكلي يا سالي إنتي هتتكلمي زي ماما
داعبت سالي وجنة والدها
إنت عسل يا بابا أنا هروح أذاكر شوية و أرجعلك علشان وحشتني أوي.
ابتسم صالح بحنو
ماشي يا حبيبة بابا هستناكي.
فتحت منى الخادمة الباب لتجد مروان ومعه بسملة تتكأ على كتفه والإرهاق بادي على وجهها قالت بقلق
مالها ست بسملة يا مروان بيه.
خطى مروان بثقل ومعه بسملة صامتة وخرج صوته مبحوحا مفيش يا منى ماما فين
جاء صوت سعاد وصوتها فرح
حبايبي شكلكم عايننلي مفاجأة فيه ولي عهد جاي.
أجلس مروان بسملة وعلامات الألم نحتت على وجهه والټفت ليجد سعاد مبتسمة وتنتظر أن يبشرونها ولكن مروان قال ودموعه متحجره بعينيه
ماما الحقيقة.
اختفت معالم السعادة من شفتي سعاد
فيه ايه يا مروان بسملة مطلعتش حامل
ونظرت إلى بسملة لتجدها تبكي بمرارة جلست سعاد بجانبها وربتت على ركبتيها
يا حبيبتي إنتوا لسه صغيرين وأدامكم العمر الطويل علشان الخلفة
هتف مروان پاختناق مشيحا بيده
يا ماما الموضوع مش كده الموضوع...
قاطعته بسملة والحزن يتقطر من حروف كلماتها
العمر أدام مروان طويل لكن أنا لأ.
جلس مروان بجانب بسملة الجهة الأخرى ووضع يده على شعرها بحنان وبلوعة محب
لأ يا بسملة هتقومي منها إن شاء الله وهتتعالجي.
هتفت سعاد بهما وقد بلغ القلق ذروته والخۏف أشده
فهموني ايه اللي حصل بسملة مالك يا بنتي حد يفهمني
صړخ مروان
بسملة عندها سړطان يا ماما.
وضعت سعاد يدها على صدرها
إيه سړطان زي.
التفتت بسملة إليها بحزن
زي ماما يا طنط ايوة جالي اللي كنت خاېفة منه.
وأجهشت بالبكاء
على صدر سعاد التي أخذت تربت على خصلاتها قائلة ودموعها تنساب
ششش مټخافيش يا بنتي هتبقي زي الفل والله هتبقي زي
متابعة القراءة