تراتيل الهوى بقلم ديانا ماريا

موقع أيام نيوز

كانت تتحرك بطاعة دون أن تبدي رأيها في أي شيء وقد بررت عمتها ذلك بتوتر العروس وحزنها على فراق والدها.
كان والدها في الخارج يجلس مع تاج ويستقبل المهنئين بابتسامة متعبة لا يستطيع الوقوف بعد بسبب تعبه حتى أنه لا يحسن تحريك يده اليسرى جيدا لم يرى أحد نظرة الانكسار التي في عينيه غير تاج يعلم جيدا أنه يحاول إخفائها قدر الإمكان شد تاج على يده فنظر له نصير بنظرة امتنان قابلها تاج بابتسامة متفهمة.
بعد قليل حضر المأذون وأتم عقد الزواج كان تاج يجلس جانبه بنفس شاردة يتذكر روفان وأوقاته معها حتى آخر محادثة بينهما لا يمكن أن يصف نفسه أنه على صواب كليا ولكنه لم يكن على خطأ لقد صدم من مقدار لامبالاتها وتفضيلها خطة سخيفة على اللحاق به لإتمام أمور زواجهما.
ولجت عمتها للغرفة وهى تقول بجدية يلا يا حبيبتي علشان تمشي مع جوزك.
رفعت سروة بصرها لها بنظرات معذبة فتقدمت عمتها لها وأمسكت بها من ذراعيها وهى تقول بحنان زي القمر يا سروة صدقيني في ظروف تانية عمري ما كنت هلاقي لتاج عروسة أحسن منك.
ابتعلت سروة الغصة العالقة في حلقها وأومأت بصمت وهى تسير مع عمتها لخارج الغرفة.
استقبلها زغاريد النساء فابتسمت لها على مضض ابتسامة شاحبة ثم وقع بصرها على والدها فتوقفت مكانها نظرت لعمتها لخوف فابتسمت لها عمتها بتشجيع سارت حتى وصلت لمكان والدها ووقفت أمامه.
هبطت سروة ببطء حتى أصبحت شبه راكعة على الأرض بمستوى والدها وهى تستند بيديها على ركبتيه حتى لا يثير والدها الشكوك والأقاويل اقترب منها ببطء بوجهه ليستطيع أن من جبينها شعرت سروة بشفتي والدها ترتعشان وهى تلامس جبهتها وقد أبتعد بسرعة بعد أن باهتة وكأنه ېخاف أن يلمسها فهمت سروة كل ذلك ورفعت عينيها أخيرا ولأول مرة منذ وقت طويل وحدقت لعيون والدها بعيون مناجية صامتة مليئة بالدموع كانت عيون والدها في المقابل مليئة بالعتاب والحسړة لم تحتمل سروة أكثر من ذلك فاڼهارت بالبكاء وهى ترتمي في والدها كمن يرتوي بالعطش بعد ظمأ طويل حاول والدها مداراة ضعفه أمام الناس وهو يرفع يده المرتعشة ليربت بها على ظهرها.
كان الجميع يراقب ذلك المشهد بتأثر معتقدا أن ذلك كله بسبب الوداع ولأن سروة وحيدة والدها اقتربت عمتها وهى ترفعها وتقول بمزاح حتى لا يلمح أحد التوتر القائم خلاص ياجماعة هنقلب المناسبة السعيدة عياط هى راحة مع جوزها يا نصير وهترجع تاني صدقيني تاج مش هيخطفها.
ثم تركت سروة لتهتم بنصير كانت سروة تتراجع حين اصطدمت بشخص ورائها وقبل أن تلتفت كان تاج له لم يعرف لماذا أثرت به دموع سروة وحزنها ولذلك تقدم منها حتى يسندها.
غادورا بعدها هى وتاج وأمام الناس المغادرة ستكون للمطار حتى يلحقوا الطائرة لكن الحقيقة هى أنها سيذهبون لشقة استأجرها تاج في منطقة بعيدة ليبقوا بها بعض الوقت.
فتح تاج باب الشقة وهو يشير لسروة بأن تتقدمه فخطت سروة للداخل وهى تستطلع الشقة بنظراتها حين أغلق تاج الباب وقفت بتوتر لأنها مدركة أنها الآن أصبحت وحيدة معه.
قال تاج بسخرية

من ورائها خدي راحتك يا عروسة أوضة النوم هتلاقيها أخر الطرقة في وشك وأنا هنام في الأوضة التانية.
ثم تركها واختفى في إحدى أركان الشقة تنفست بارتياح وهى تحمل حقيبتها وتتوجه للغرفة التي أشار إليها.
أغلقت الباب ورائها ووضعت حقيبتها على السرير وأخرجت منها ملابس مريحة للمنزل ثم بدلت ملابسها.
كانت تجلس على السرير وهى تنظر للفستان الذي كانت ترتديه بسخرية ياله من يوم زواج!
هى أيضا كان لديها أحلام كأي فتاة قاعة زفاف أنيقة فستان ستخطط شهور لتصميمه زفاف كزفاف الأميرات والأهم مع شريك حياة اختارته بعد أن تأكدت أنه سيكون الزوج المناسب لها.
اشتدت قبضتها على الفستان هى الآن مع زوج يظن بها أسوأ الظنون في وضع لم تختر أي شيء منه ولكنها مجبرة عليها إن كان ذلك ماسيغفر لها أمام والدها.
كان تاج يجلس في الخارج على الأريكة بعد أن أبدل ملابسه يضع يديه أسفل رأسه وهو ينظر لسقف الشقة يفكر في الوضع الحالي وكيف سيمضي وكيف يمكن أن يكون المستقبل خاصة بينه وبين سروة.
وصول رسالة على هاتفه استرعى اهتمامه فألتقطه ليجد رقم غريب قد أرسل له على تطبيق المحادثات بضعة رسائل.
فتح الرسائل حتى يصدم تاج مما يراه وتتسع عيناه لا تستوعب مايراه أمامه نهض بعصبية وهو يطبق أسنانه ڠضبا وغيظا ويخطو بخطوات مسرعة نحو غرفة سروة.
فتح الباب بشدة لدرجة أن سروة انتفضت بفزع وهى تنظر إليه خطى للداخل وأغلق الباب ورائه پعنف دون أن يتكلم ملامح وجهه تضج بالعصبية وحدقتا عيناه حمراء من شدة الڠضب.
نهضت سروة وهى لا تشعر بالاطمئنان وقالت بقلق في إيه
تقدم تاج بسرعة لم تستوعبها سروة حتى أمسك بشعرها فشهقت بقوة وهو يشدها ناحيته ويرفع هاتفها أمام وجهها.
قال من بين أسنانه
تم نسخ الرابط