تراتيل الهوى بقلم ديانا ماريا

موقع أيام نيوز

في الدنيا أقسم بالله.
ربتت على ظهره بحنان مفيش أم تزعل من ابنها يا حبيبي ربنا يحفظك ليا يارب.
ابتعد عنها قبل أن يلتفت لسروة وتختفي ابتسامته انكمشت سروة داخليا بسبب نظراته لها ولكنها أخبرت نفسها أنها ستحاول إيضاح الحقيقة له في أسرع وقت ممكن حتى يفهم أنها مجرد ضحېة نعم هى مجرد ضحېة! ولا تستحق

أبدا أن تعامل معاملة الجاني!
بعد مرور بعض الوقت كانت سروة ممددة على سريرها تستند برأسها على ذراعها وهى تستمع إليهم في الخارج كان والدها قد خرج من المستشفى منذ يومين بعد أن أفاق وتحسنت حالته خصوصا حينما أخبره تاج بأنه سوف يتزوج بها كل هذه الكلام سمعته صدفة حين كانت تقف خارج باب غرفة والدها وقد استمعت لتاج يتحدث إلى والدها ويطمئنه حينها انتظرته حتى يخرج وقالت له باستنكار إيه الكلام اللي أنت قولته جوا ده
حدق إليها ببرود كلام إيه
ردت سروة بغيظ أنه إحنا نتجوز! إيه الهبل ده بقى 
ابتسم تاج بسخرية وهو يرمقها بنظرات محتقرة مټخافيش ده مش لأجل سواد عيونك يعني محدش يتمنى يدمر حياتها مع واحدة زيك ده كله علشان خاطر خالي أبوك اللي ملوش أي ذنب في عمايلك القڈرة! هو ميستاهلش ڤضيحة زي دي يستاهل يعيش مرفوع الرأس طول العمر إنما لو عليا أنا مكنتش أتمنى حتى أني أفكر أعمل حاجة زي كدة ومعاك أنا كمان عندي حياتي ومستقبلي حتى البنت اللي بحبها! لكن مضطر أعمل كدة علشان خاطر ماما وخالي متعليش من قيمة نفسك لأنها متستاهلش!
ثم تركها وغادر بينما بقيت هى واقفة مازالت تنظر في نفس المكان الذي كان يقف به تاج وقلبها ېحترق من وقع كلماته على مسامعها استعادت نفسها وهى تنظر لباب غرفة والدها بحسرة.
والدها! فكرت سروة بحړقة والدها الذي لم ينظر لوجهها حتى الآن ولو لمرة واحدة بالخطأ! ويعبس وجهه حين يلمح مجرد طيفها في المكان فتضطر أن تنسحب آسفة ولا حيلة لها لفعل مايزيد لأنه يرفض مجرد وجودها في المكان فكيف بالإستماع إليها!
نهضت سروة وهى تطالع أرجاء غرفتها ثم تقدمت وفتحت درج من أدراج منضدة زينتها وأخرجت منها مرآة كانت مرآة جميلة ذات يد مزخرفة أهداها لها والدها في يوم ميلادها العام الماضي مازالت تتذكر كلماته لها لليوم.
والدها بحب عارفة إنك مش محتجاها بس حبيتها أول ما شوفتها فكرتني بيك جميلة وأنيقة وشكلها عتيق كأن ليها طلة كدة وأنت زيها يا سروة جميلة وقيمتك أعلى من أنها تتقدر بأي كلام.
انهمرت دموعها على وجهها وقد تذكرت كلام تاج أيضا متعليش من قيمة نفسك لأنها متستاهلش!
محدش يتمنى يدمر حياته مع واحدة زيك!
أنا كمان عندي حياتي ومستقبلي 
مستقبل! هى أيضا كان لديها مستقبل! كان تحلم بمستقبل جميل تحقق فيه جميع أحلامها لا مكان فيه لتلك الصدمات أو البشاعة التي تسري به الآن!
بدأت ترتفع شهقاتها وهى تفكر في مستقبلها الذي قد تدمر للأبد وأحلامها التي تحطمت وذهبت بلا رجعة بسبب اڼتقام من شخص لا يوجد عنده أي ضمير أو إنسانية أو دين.
لقد حاولت الكلام مع تاج عدة مرات لكنه كل مرة يسكتها أما بنظراته أو بتجاهله بعد أن يوجه لها كلمة جارحة لا تقوى على الرد عليها حتى عمتها كانت مقتنعة تماما بأن زواجها من تاج سيحل كل شيء ولكن يجب عليهم أن ينتظروا حتى تنتهي فترة حملها ثم يتزوجها تاج.
بتذكر ذلك الحمل وضعت يدها على بطنها ملامحها تنطق بالكراهية كراهية لذاتها لأنها تحمل داخلها الإثم الذي يذكرها ببشاعة ماحدث لها وكراهية لما داخلها لأنه سيبقى مدى حياتها دليل أمام عينيها على من دمر حياتها ومستقبلها وبقيت ذكراه تلازمها.
فكرت سروة بنفور لا يجب أن تلد هذا الطفل! هذا الطفل سيكون نتيجة لخطيئة لم ترتكبها وعوقبت عليها بدون أدنى حق للدفاع عن نفسها حتى يجب عليها أن تتخلص منه!
جلست وهى تفكر كيف ستتخلص منه وهى لا تعلم كيف ستفعلها حتى اسعفها دماغها لأبسط وأسهل حل قد وجد فقط عليها أن تنتظر الوقت المناسب.
كانت عمتها في المطبخ تحضر الطعام بينما يرتاح أخيها وتاج في الخارج ينهي بعض الأمور الخاصة به حين أحست أنها تسمع ضجة خفيفة تصدر من مكان ما داخل الشقة أرهفت سمعها لعلها تكتشف ما سبب هذه الضجة.
بينما سروة في غرفتها كانت تنفذ خطتها في إجهاض الجنين بأن تقفز من أعلى السرير حتى الأرض ثم تعيد الكرة مرارا وتكرارا أيضا حتى تتأكد أكثر قامت بأخذ بضعة حبوب من دواء كان لديها لم تدقق النظر أي

دواء هو بل قامت بأخذه حتى يساعدها في مهمتها فقط بعد عدة مرات بدأت تشعر بالتعب ولكنها قاومت وهى تنهض مستندة على حافة السرير ثم تصعد مجددا وتقفز حتى وقعت أرضا وهى تمسك ببطنها التي بدأت تؤلمها ولكنها شعرت بأن كل هذا لا يكفي فتحاملت على نفسها مرة
تم نسخ الرابط