رواية عاصفة باسم الحب شيماء سعيد
المحتويات
ضغط عليه الآخر بقدمه هل ما حدث بإرادتها أم أخذها عنوة...
صريخها تترجاه أن يأتي و ينقذها ليشعر و لأول مرة بحياته بالعجز صاح مثل الطير الذي يخرج بالروح
موتك هيكون على إيدي و دلوقتي يا فوزي أوعى تقرب منها أزهار برة حسباتنا...
قهقه فوزي بنصر و سعادة مطلقة بعدما جلس
أنا قربت و أخدت كل حاجة يا فاروق مش لسه هقرب بقولك دي أول واحدة أستمتع معاها كدة خصوصا و هي بتقول ابعد عني أبوس رجلك الحقني يا فاروق عشان أنت غالي على قلبي هعيد المشهد تاني أوعى تقفل الكاميرا اتفرج بنفسك...
الفصل السادس
سادس عاصفة
رآها أمامه و هو عاجز عن الدفاع عنها حتى الصړيخ مكتوم بصدره غير قادر على إخراجه
انتهى كل شيء دقائق مرت عليهم سنوات بين الحياة و المۏت.. لحظة واحدة هو سارها و انتهى أمره جلس على أرض غرفته يشعر ببرودة العالم تحيط به جسدها ظاهر أمام عينيه
كدة خلصت يا فاروق أنت حتى مقدرتش تدافع عني...
هنا صړخ هنا أصبح مثل الثور الهائج يضرب كل شيء حوله أسد حبيس بين قضبان تمنعه من أخذ أنفاسه
أأزهار لااا يا فوزي لا موتك على أيدي... أزهار أزهارررررررررر...
ما مر عليه من ړعب و مشاعر كفيلة ليعترف أنه يعشقها حتى و لو كانت خائڼة سيعطي لها صك الغفران و يعيش معها بأمان.. من منا لم يخطيء بحياته مرة واحدة!
هي راحت فين أزهار فين أزهار ردي عليا أنتي في الحمام!
لم يجدها بالمرحاض ليجن جنونه أكثر خرج من الغرفة يبحث عنها لتأتي إليه زينب رئيسة الخدم قائلة بإبتسامة خبيثة
المدام مش في الشقة يا فاروق بيه أنا جيت و هي مش هنا و لقيت باب المطبخ مفتوح شكلها خرجت منه عشان تهرب من الحرس...
لا لا أكيد لا مستحيل أزهار تعمل كدة.. أنا متأكد أنا متأكد...
أخذ مفاتيح سيارته و نزل إلى الأسفل يحارب الزمن حتى يستطيع الوصول إلى قطعة من روحه مهما فعلت أزهار قدرت على التربع على عرش قلبه أول مكان أتى لعقله منزل فوزي الخولي...
أزهار فين يا كلب!
سقط قلب فوزي بين قدميه من تلك الخضة ليقول بتعجب
مراتك و أنا أعرف طريق مراتك منين يا فاروق مش أنت أخدتها معاك إمبارح...
هل هذا الشعور ما يسمى بعودة الروح! هي لم تأتي إلى هنا... ذهبت إلى بيتها ترك فوزي محركا رأسه بهدوء قبل أن يردف بټهديد
سوري على طريقة دخولي كان لازم أسيبك تعيش الحړام أكتر و أكتر عشان لما تقابل ربنا قريب ميكنش عندك باب مفتوح للتوبة...
أخذ فوزي أنفاسه من خنق الآخر له صارخا به پغضب
أنت عقلك راح منك خلاص بتعمل إيه هنا مين سمح ليك تدخل!
إبتسم إليه فاروق بسخرية
أوعى تنسي أن البيت ده أساسه بيت أمي يا خال و أوعى تنسي وعدي ليك عايزك تطمن على المكان اللي مخبي فيه عثمان يمكن يكون هرب يلا من غير سلام...
بحي المغربلين...
عادت جليلة إلى حيها بخطوات ثقيلة... قوتها تخلت عنها سنوات و هي تعيش بداخل دور الرجل و المرأة بنفس الوقت كانت الأب و الأم و الصديقة اليوم علمت أن سنوات عمرها ضاعت على الأرض...
فلاش باااااااك...
البيت نور يا جليلة أول مرة تيجي ليا!
هدوءه هذا يزيد من حړق أعصابها قامت من مكانها ليسقط كفها
على وجهه قائلة پغضب
أوعى تكون نسيت نفسك يا ولد أنا كنت بغير ليك الحفاضة و تكون كلمة شكرا إنك ټخطف أختي من كتب كتابها أختي فين يا فارس...
حرك كفه محل صڤعتها محاولا الهدوء بقدر المستطاع يعلم أنها بحالة غير طبيعية بعد سقوط تلك المشاكل كلها فوق رأسها أخذ نفس عميق و هو يأخذها من كفها لتجلس قائلا
ممكن تهدي فريدة في الحفظ و الصون و من البداية بتحبني أنا... كانت رافضة عابد لكن إنتي صممتي عليه و كأنها مش إنسانة و من حقها تختار وافقت عليه عشانك أنتي و بس هي حبيبتي و أنا مستحيل أقف اتفرج عليها و هي هتكون مرات واحد تاني محدش ساب ليا فرصة عشان أختار...
قامت من مكانها تريد أكله بأسنانها قائلة
إنت عبيط سيبت كل شهور الخطوبة و جاي يوم كتب الكتاب تدور على حقك و الڤضيحة اللي كان ممكن تحصل يومها لولا أختها ضحت بنفسها عشانها...
مسك كفيها قائلا بهدوء ساخر
أختها دي سبب كل حاجة وحشة... روحي اسألي فتون تربية ايدك تعرف عابد من كام سنة و هو كان بيتقدم لفريدة ليه أصلا فوقي يا جليلة و فتحي عينيك كفاية أنانية.. عشان مشاكلك مع أخوكي حرمتي اخواتك البنات من العيشة في بيتهم... الحياة الصح مش في حارة من غير راجل لحد ما الاتنين راحوا منك...
بعدت يديها عنه بنفور ثم أردفت
أنا عايزة أختى و طالما أنا ست مقدرتش أحمي اخواتي ابقى أقف بقى في وش أخوهم الكبير و قوله خطفت أخته ليه يا صاحب عمره...
أومأ إليها و هو يجز على أسنانه حتي لا يقول كلمة يندم عليها فهو المخطئ الوحيد بهذا الموقف ثم قال للخادمة بصوت مرتفع
اطلعي نادي على فريدة هانم من فوق صحيها بالراحة و قولي لها جليلة هانم عايزة تقابلك تحت...
أومأت إليه الخادمة و صعدت لتعود بعد دقيقة أو أقل لتغلق حرب النظرات الدائرة بين هذا و تلك قائلة بتوتر
فريدة هانم رفضت تقابل أي حد و قالت إنها مش محتاجة أكتر من النوم...
أشار إليها بالانصراف قائلا لجليلة ببساطة
زي ما سمعتي مش عايزة تقابل حد تقدري تستني لما تصحى...
انتهى الفلاش باااااااك...
قطع حالتها التي لا تحسد عليها صړيخ نساء الحي يطلبوا الاستغاثة منها نظرت إلى إحداهن بتعجب قائلة
في إيه يا أم أحلام مالكم...
ردت عليها أم أحلام و هي تشير اتجاه لمة الناس قائلة
الحقي يا ست جليلة أزهار رجعت الحارة مش عارفة أحلام بنتي قالت ليها إيه عشان تضربها و ټضرب نسوان الحي بالشكل ده محدش قادر عليها تقولي كلبة بجحة مش كفاية علتها...
رفعت جليلة حاجبها قبل أن تأخذ تلك المرأة من خصلاتها صاړخة
لا ده شكل يومين تعبي خلوا كلاب الحارة بقى ليها حس و رأي كمان كله إلا مرات أخويا يا ژبالة...
جذبتها خلفها ذاهبة بها مكان أزهار التي كانت بحرب بين أحلام و باقي النساء منهن من معاها و ټضرب احلام و الباقي مع الأخرى نزلت أزهار لمستوى وجه أحلام تأكل خدها بين أسنانها قبل أن تقول
آه يا حارة من غير حاكم بقى أزهار يتعمل فيها كدة.. ده أنتي نهايتك على أيدي يا بت الكلب.. تقولي على ستك شمال يا بت ده أنتي طالعة من قضيتين أداب... ده أنتي نازلة من بطن أمك برجلك الشمال...
ابتعدت جميع النساء عن أزهار و أحلام بمجرد سماع صوت جليلة من خلفهم و هي تقول پغضب
قومي من عليها يا أزهار أنتي مقامك أكبر
من كدة...
صوتها چرح شيء بداخل الأخرى يصعب عليها شرحه بالفعل قامت من فوق تلك المشوهة من كثرة ضربها بها قائلة بقوة
أنا طالعة أرتاح النهاردة في شقتي و الصبح هفتح الفرش بتاعي عايزة أبقى أسمع صوت واحدة منكم و الا أشوف حد مشتري خضار من السوق مش من عندي هتبقى يومها و يوم جوزها أسود و مهبب...
صعدت إلى غرفتها و قبل أن تغلق عليها بابها وجدت جليلة تضمها إليها باكية رغم كل شيء هي مشتاقة لها تعتبرها مثل فريدة و فتون تحبها كأنها قطعة من قلبها...
ربما اشتاقت إلى الشعور بالأمان بداخل هذا العناق جليلة كانت بيوم من الأيام سندها إلا أنها الآن لا تريد هذا القرب ابتعدت عنها بوجه جامد قائلة
خير يا ست جليلة يلزمك حاجة...
ترقرقت الدموع بعين الأخرى قائلة
اسمي الست جليلة أمال فين جليلة جلجل راحت خلاص يا أزهار!
ارتفعت ضحكاتها الساخرة و هي تدلف إلى شقتها الصغيرة تاركة الباب خلفها مفتوح مردفة
الكلام ده لما كنتي عوضي في الدنيا و مكان أمي أما دلوقتي لا يا ست جليلة العيلة الصغيرة خلاص كبرت و فهمت اللعبة ماشية إزاي أنا عمري ما كنت مسؤولة منك و في مقامك اخواتك عندك زي ما بتقولي لو كنت كدة كنتي بقيتي في ضهري على الأقل أخدتي بخاطري و قومتي ليا محامي مش تطمني على عدوى و المفروض عدوك أنتي كمان و واكل حقك و حق اخواتك...
دلفت جليلة خلفها مردفة و هي تشير لنفسها بقلة حيلة
بلاش الكلام اللي يوجع القلب ده.. أنتي مش عارفة اللي أنا فيه.....
قاطعتها بإشارة من كفها مردفة بدلا منها
إيه اللي كنتي فيه أخوكي اللي أكل حقك و ضيع عمرك في الفقر و هو عايش مرتاح دخل المستشفى على ايد أزهار الۏحشة صح!.. مين اللي اتفضحت و اترمى عليها اليمين يوم صباحيتها مين اللي انكسرت فرحتها أنا و الا هو يا جليلة.. آه آسفة أقصد يا ست جليلة...
ده إنتي يومك مش معدي معايا يا شوكلاته...
نظروا للباب ليجدوا فاروق يقف عليه بإبتسامة مرتاحة إلى حد كبير حياته أصبحت بين يديه بأمان يستطيع الآن فقط الإطمئنان كان ينوي أن يأكلها بين أسنانه و بمجرد وقوع عينه عليها نسي المكان و الزمان و تذكرها هي فقط...
ذهب إليها يعصرها بين أحضانه طفل صغير كان ضائع من والدته ليعود إليها ندمان على كل خطأ فعله خائڤا من الفراق مرة أخرى تفاجأت من فعلته و لم تبادله هذا العناق ټلعن نفسها و ټلعن قلبها الذي و بكل غباء جعلها تصل لفراشه بعد ما فعله...
وضعت كفها على صدره تبعده عنها بنفور من نفسها لأنها تريد البقاء بهذا العناق لأكثر وقت ممكن نظر إليها باستفهام
متابعة القراءة