رواية للكاتبة انجي
المحتويات
انت شايف فى ايه فى حياتنا ما يزهقش
ساهر عادى يا مالك احنا خدنا على الحياه دى و هى اخدت علينا ... بقينا جزء واحد من بعض
مالك المشكله فى جوازى يا ساهر... مش قادر ... انا عمال اظلم فى البنت اللى اتجوزتها ... ابصلها و هى اعده تحس انها ملاك ... لكن مجرد انها تتكلم معايا او تعارضنى فى اى حاجه بلاقى نفسى شايف هايدى قدامى ... النهارده ما قدرتش اسيطر على نفسى ... مديت ايدى عليها ... و اتهمتها انها بتكلم واحد فى التليفون و بعد كده مروان كان بيصالحها مسكنا فى بعض و دورنا الضړب فى بعض و امى وقعت من طولها لما شفتنا كده
مالك حاسس بالذنب اوى البنت كويسه ...بس الغلط كان منى انا ... انا اللى اتعاملت معها زى ما بتعامل مع اى وحده من البنات اياهم .... و للاسف انا متأكد انها مش كده
ساهر انت حبيتها يا مالك
نظر الى صديقه فكان لا يحب ان يكشف حتى امام نفسه انه يحبها ... خاف الا يضعف امامها مثلما فعل مع هايدى الملعونه
شرع فى القيام من مجلسه و قاد سيارته الى ان يصل الى منزله ... وهم ان يذهب لها و يبلغها انهم سيبدئون حياه جديده فأن لم تعش معه كزوجته ... فيكفيه قربها و انها كأخت له....
استيقظت من نومها بعد فتره ليست بقليله .... غسلت وجهها و بدئت فى تبديل ملابسها ...لان لديها بروفا فى دار الاوبرا مع اصدقائها ....لتجد باب الحجره يفتح فجأه ....و يطل بوسامته الشديده عليها ...
كان نظره معلق عليها فمنذ زواجهم لم يراها هكذا ....لكنه سرعان ما افاق و رفع نظره عنها ... و خرج و اغلق الباب خلفه ....لعڼ ضعفه ... لعڼ غروره ... لعڼ شهواته التى قادته لللعب بالفتيات و ظن انها مثلهم ..و كاد ان يخسرها
طلبت من السائق ان يوصلها مكان ما تريد
وبالفعل وصلت و بدئت البروفا وسط اصدقائها فتغيرت حالتها الى الافضل بعدما اعتادت على الشجار مع مالك
تجلس و تعزف و هى راضيه جدا عن ادائها .... ليلتف احد اصدقائها
نظرت له و هزت رأسها ...فكانت شارده فى صاحب اباريق العسل ... كانت تود ان تعرف لماذا كل هذه القسۏه و الجحود الم اكن زوجته ....خرجت بعدما انهت البروفا ...تقف فى الشارع تنتظر مرور سياره اجره لتستوقفها...لكن وجدت سياره فارهه وقفت و فتح لها الباب
مالك اركبى ...
مالك اول و اخر مره تركبى ورا ... انا جوزك مش اخو صاحبتك بيوصلك....و بعدين يرضيكى شاب حلو و امور زى يبان انه شوفير عندك
نظرت له بتهكم و اخيرا خرج صوتها صح ما انا البيئه اللى لمتنى من الحوارى ...ازاى احطك فى موضع شبها ...
نظر لها فى مرآه السياره و ابتسم ...وجدت الطريق
الذى يسير فيه تعرفه جيدا....
ميرا شعرت بالقلق و السعاده فى آن واحد انت هتودينى عند ماما
مالك بأبتسامته الجذابه اكيد وحشوكى صح
تهللت اساريرها بجد ما كنتش مصدقه انى هتوافق على طلبى و هتطلقنى بالسرعه دى
اوقف السياره فجاه و ارتفع صرير العجلات....مين اللى قالك الكلام الفارغ ده ... انا اه هوديكى بيت اهلك بس هسيبك كده متعلقه مش طايله لا سما ولا ارض ....لا منى جوزك ولا حتى هتعرفى تتجوزى غيرى
نظرت له بضيق شديد المهم انى هكون بعيد عنك ....و لو مش عايز تطلقنى ...عادى هخلعك و هكسبها يا مالك ...و عندى دليل قوى
نظر لها و الشرر يتطاير من اعينه ...فنظرته ألجمت لسانها
وصل الى منزل اهلها صف السياره ...
يالا اتفضلى انزلى ولا انزل افتحلك الباب بالمره ما هو ده اللى ناقص...تلاقى مافيش عربيه نضيفه زى دى عدت من منطقتكوا كلها
ترجلت من السياره و اغلقت الباب پعنف شديد و تركته و صعدت درجات السلم ... لحق بها سريعا و رسم ابتسامته الساخره
دقت على الباب ...توجهت ماجده لتفتح ..
ماجده مش معقول ميرا حبيبتى ...وحشتينى كل ده ما تسأليش عليا
مالك امشى انا بقا ...الظاهر ان ميرا ليها نصيب الاسد
نظرت له بغيظ فكيف ان يرسم تلك البشاشه و الاسلوب المرح فى ثوان
ماجده لا طبعا اهلا اهلا يا بنى اتفضل ....بس ربنا يعلم ميرا كانت وحشانى ازاى
مى و هى تركض حتى عانقت اختها بشده ميمى يا ميمى يا ميمى ......وحشتينى اوى
ميرا و انتى اكتر يا ميوشتى...وحشتنى لماضتك يا بت
مى بمرح ازيك يا مالك ....ثم وجهت حديثها لميرا تعالى تعالى ده احمد جوه و هيفرح اوى لما يشوفك ...ده كان لسه بيسألنى عليكى
اصطبغ وجهه باللون الاحمر ...فمن هو احمد الذى يحادثها صباحا ...و الان يوجد بمنزلهم فالويل لك
تقدم ميرا و القت التحيه على احمد وجلست معه برفقه والدتها و مى و مالك
مالك بغيظ ايه يا ميرو مش تعرفينا
ميرا اه ده احمد خطيب مى ... و ده مالك جوزى يا احمد
احمد الف مبروك...و سورى انى مقدرتش احضر كتب الكتاب ...بس بابا كان باعتنى فى شغل... و عموما الف مبروك
ميرا الله يبارك فيك..و عقبالكم بقا
مى بس يا ميمى ايه اللى بتقوليه ده
ميرا لا مكسوفه اوى ....اوعى يا احمد تتغر دى مش كده اطلاقا
ماجده عن اذنكو يا ولاد ...هدخل احضر العشا بقا
ثم استأذنت ميرا لتذهب الى غرفتها قليلا.... فكان يجلس معهم و يشعر كأنه عزول وسط الاحباء
مالك بأحراج مى لو سمحتى هى اوضه ميرا فين
وقفت و اشارت له على باب الحجره المغلق
ذهب اليها بخطوات متزنه...كان يود ان يرى مملكتها الخاصه ....فتح الباب دون استئذان منها
الټفت لتجده يقف ينظر لها بحنان و كانت لاول مره ترى هذه النظره فى عيناه العسليه
اغلق الباب خلفه و تقدم منها
ميراانت ايه اللى جابك هنا....مش تستأذن...وقف ينظر الى حجرتها الجميله المرتبه ...يبدو عليها البساطه و الاناقه معا ...وجد بعض الصور فى اطارات فضيه فى حجرتها ...فأحدهم يجمعها رجل كبير و يظهر انه والدها ..و احدهما مع اختها و اخرى تجتمع فيها الاسره بأكملها....ظل ينظر لهم ثم الټفت لها
اقترب منها لدرجه كبيره...و مد يداه على اكتافها .... و نظر فى عيناها مباشره
مالك بحنان ممكن بلاش تقولى لحد من اهلك حاجه
ميرا ازاى و انا هرجع اعيش معاهم.... ازاى بتطلب منى امثل انى سعيده و فى نفس الوقت هغضب عندهم
مسك كفى يدها بحنان بالغ انا مقدرش استغنى عنك .... و عمرى ما هسيبك فى حته لوحدك انا مش موجود فيها ....انتى مكانك هنا.. فى حضنى ... ثم اشار على صدره
ارتجف جسدها من شده تأثير كلماته عليها ...فكانت لها بمثابه السحر ...لكنها تذكرت الانسان الشهوانى الضعيف امام نزواته الذى صفعها صباحا دون ادنى احساس بتانيب الضمير تذكرت انه لا يثق بها
ابتعدت عنه فجأه لو سمحت اطلع بره و مالكش دعوه بيا...و بعدين انا مش عايزاك و انت اتجوزتنى ڠصب عنى و بكده يبقى الجواز باطل و عيشتى معاك حرام
صعق من كلماتها مالك انتى متأكده من كلامك ده ...انتى مش عايزانى فى حياتك خالص... انتى كنتى رفضانى ساعه كتب الكتاب
نظرت له
و فضلت الصمت ...فأى حوار معه الان ستخرج منه بهزيمه ساحقه
جلست على طرف الفراش ...و بدئت الدموع تنساب من عيناها فى صمت ....
جثى على ركبته و رفع وجهها بيده ...و نظر فى عيناها و مسح دموعها بحنان و غلاوتك عندى ما تبكيش..ثم مسح الدموع بيده
دخلت مى كما اعتادت على اختها فى الغرفه و كانت ناسيه امر وجود مالك ....
مى ميمى الاكل يالا فرأت اخر مشهد و ...انا اسفه سورى بجد نسيت ان مالك موجود ...ثم استدارت و خرجت و الخجل يكسو وجهها
ميرا پغضب و صوت منخفض ينفع كده يعنى تقول عليا ايه دلوقتى
نظر لها مالك ببلاههه فهل توجد فتاه بهذا الحد من الحياء ..حاول ان يبرر فعلته لها ميرا انتى مراتى ...و ده شئ عادى جدا و من ابسط حقوقى عليكى
ميرا بخجل لا برضوا ما ينفعش عيب
لم يتمالك نفسه و ضحك بصوت عالى على هذه البرائه الطفوليه حبيبتى والله انا جوزك حلالك ...و يالا احسن يفكروا اننا بنعمل حاجه تانيه
انتفضت من على الفراش ووضعت يدها على فمها مما يدل على اندهشها
و خرجت راكضه من الحجره..
على مائده الطعام كل من البنات تجلس بجانب الرجل التابع لها
لكن ميرا كانت فى حاله شرود فوق عادتها فلم تستطيع ان تتخيل ما حدث منذ قليل
مى يا ميرا
ميرا هه بتكلمينى يا مى
مى وهى تغمز لاختها اللى واخد عقلك ... اهه اعد جمبك...يبقى خليكى مركزه معانا شويه
الصبح اتصلتى ليه على تليفون البيت ...و موبايلك من يوم ما مشيتى مع مالك و هو مقفول و مش عارفين نوصلك و ماما مكسوفه تكلم مالك و كنا عايزين نطمن عليكى
ميرا ابدا موبايلى باظ وقع و اتكسر
تدخل مالك اه وقع منى ڠصب عنى ...و بعدين طنط حضرتك تتصلى فى اى وقت اعتبرينى ابنك ...و انتى يا مى لو محتاجه اى حاجه... طبعا بعد اذن احمد ابقى اتصلى عادى
ماجده و كده يا ميرا اختك الصبح بتكلمك الخط فصل و انا كنت هتجن و اسمع صوتك
نظرت له فى عيناه نظره ألم و عتاب ...فالان و من دون اى تنبيه ظهرت برائتها امامه
جلس الجميع و قضوا وقتا ظريفا ..لكنها كانت تشعر بالخۏف فهل سيتركها و يذهب وحده ام سيأخذها معه
احمد معلش بقى يا طنط انا مضطر امشى دلوقتى لان الصبح عندى شغل و بعد كده كليه
ماجده ربنا معاك يا حبيبى
مى احمد ابقى طمنى عليك لما توصل بالسلامه
احمد من عنيه يا قمرى خلى بالك من نفسك
كانت تنظر لاختها و خطيبها و هى شارده تمنت لو يحدث معها هذا تمنت لو تشعر بحبه و ان يعيش كل منهم بطبيعته دون ان يبخل على الاخر بمشاعره ...تمنت حياه هادئه فى كنف زوجها ...لكن الحظ لم يكن حليفها
مالك
متابعة القراءة