قدري احبك Lehcen Tetouani

موقع أيام نيوز

فلم يبق على رجوع أبيهم الكثير
قالت له أنصحك أن نتوقف عن الذهاب لبعض الوقت حتى لا يرانا الجيران ويفسدون كل شيئ
أجابها معك حق فالناس تقول أن الشيخ صالح رجل سريع الڠضب ولا يطيق أن يعصي أحدا أوامره لهاذا لن اعود حتى يأتي والدها
لكن ياسمينة كانت متحمسة جدا وتنتظر أن تخطبها العجوز وإعتقدت أنها أم ذلك الولد مرت الساعات وياسمينة لا تفارق النافذة وكلما رأت إمرأة ترافق فتاة ظنتها العجوز عيشة ونادت عليها
مرت الساعات ولم يقترب أحد من الدار أحست بغصة في حلقها ثم دخلت حجرتها ودست وجهها بين يديها وشرعت في البكاء بصمت وتناثرت دموعها حتىحتى بللت ثيابها 
نهضت ياسمينة مبكرا في الصباح كعادتها لكن هذا اليوم كانت رائقة المزاج كامل الليل كانت تتذكر اللحظات التي إقترب فيها ذلك الولد منها لقد رأت في عينيه الحب والعشق وبدأ يعجبها أما الآن فتحول ذلك الإعجاب إلى غرام
كان ذلك الفتى وسيما ولطيفا ملأ عليها حياتها ونسيت وحدتها وغياب أبيها هتفت هيا يا بنات ستأتي العمة عيشة يجب أن يكون كل شيئا مرتبا والشاي جاهزا قلن لها لا يزال الوقت باكرا دعينا ننام فلقد سهرنا البارحة كثيرا
لكن ياسمينة كانت متحمسة جدا اليوم وتنتظر أن تخطبها العجوز وإعتقدت أنها أم ذلك الولد فرغم هيأتها إلا أنها تبدو أصغر سنا وهي جميلة وفاتحة العينين لقد لاحظت إهتمامها الشديد بها من دون إخواتهاوهذا جعلها تشعر بالسعادة
أتمت البنت كل شغل البيت بمفردها وعجنت الخبز وأعدت المائدة وعليها كل ما تشتهيه النفس من بيض وعسل ومربى المشمش الذي صنعته بنفسها من ثمار الشجرة التي وسط الدار
لما إستيقظت أخواتها إندهشن وقلن لها ما هذا كله كأنك تنتظرين عريسا وتهامسن فيما بينهن فقد علمن أيضا أن تلك الفتاة هي ولد جاء لرؤية أختهم الصغرى ولما ألقى شعره البارحة عرفوه من صوته لكنهن سكتن من أجل ياسمينهة فقد لاحظن وقوعها في الحب وكانت حكايتها مع ذلك الولد تسليهن كثيرا
أدركت ياسمينة أن أخواتها عرفن بكل شيئ فأحست بالخجل وإحمر وجهها
بعد قليل قالت البنت الكبرى نحن نجلس حول المائدة منذ ساعة ولم يأت أحد لقد تعودا على المجيئ في هذا الوقت مرت الساعات وياسمينة لا تفارق النافذة وكلما رأت إمرأة ترافق فتاة ظنتها العجوز عيشة ونادت عليها
مرت الساعات ولم يقترب أحد من الدار أحست بغصة في حلقها ثم دخلت حجرتها ودست وجهها بين يديها وشرعت في البكاء بصمت وتناثرت دموعها حتى بللت ثيابها.
لما رأتها أخواتها على تلك إلحالة قلن لها هوني عليك فالغائب حجته معه ربما تنتظر العجوز رجوع أبي لتخطبك منه لا تنسي أننا عصينا أبانا صالح وأدخلنا غريبا إلى الدار
ولو علم سيغضب منا بشدة فلماذا إذن هذا البكاء 
أجابتهم أتركوني وشأني وأخفت رأسها تحت المخدة
في المساء لم تخرج من غرفتها ولما ذهبوا لرؤيتها إنزعجن من حالتها فلقد كانت تنظر إلى الحيطان حولها ولا تتكلم
في تلك الليلة لم تتعشى معهن
في الصباح إجتمعن البنات وقالت إحداهن ياسمينة لا تزال طفلة ويبدو أنها عشقت ذلك الولد ووجدت شيئا يسليها بعد سنة الحزن التي مرت بعد ۏفاة أمنا ما هو مأكد أنها تريد أن تخرج من هذا الألم وأبونا جعل حياتنا صعبة بكثرة خوفه علينا والنتيجة أننا بقينا نعيش مع ذكرياتنا ولم نقدر أن نودع أمنا
أجابت أخرى هذا صحيح أعتقد أنه يجب أن نفعل شيئا من أجل ياسمينة فأنا لا أطيق أن أراها على هذه الحالة
قالت الكبرى سأتنكر وأخرج للبحث عنهما لا بد أن أحدا يعلم عنهما شيئا
أجابت البنات لو رآك أحد الجيران ستكون مصېبة
قالت لن يراني أحد سأتسلل عند الفجر وأحمل في يدي سلة مشمش لأظهر كأحد البائعات
قلن لها حسنا غدا سنطل من السطح ولما يكون الزقاق فارغا سنلوح لك منديل فتخرجين بسرعة.
في فجر الغد تسللت الكبرى كالشبح ونزلت إلى السوق وبدأت تسأل التجار عن عجوز تمر كل صباح مع إبنتها الشابة لكن لم يعرفها أحد واصلت التقدم حتى خرجت من السوق وأحست بالتعب جلست لتستريح
فسمعت صوتا يطلب منها حبة مشمش ولما إلتفتت إليه وجدت متسولا مقطوع الساق فقالت له هل تجلس دائما هنا أجابها نعم إني أمضي يومي هنا وآكل مما يجود به المحسنون
أعطته أربعة حبات مشمش فأكلهم ورمى النوى نظر إليها وقال كأنك تبحثين عن شيئ فنظراتك هائمة
سألتههل مرت بك عجوز حسنة الوجه مع إبنتها الشقراء 
ضحك الشيخ وقال آهتقصدين خديجة قهرمانة القصر تلك المرأة ليس لها أبناء وهي في خدمة الأمير محمود منذ أن كان طفلا
تعجبت البنت وقالت هل أنت متأكد 
رد عليها كل صباح تخرج صدقة للفقراء وهي لن تتأخر كثيرا في المجيء
بعد لحظات هتف لها أنظري هناك لقد جاءت هي وعبيدها مع الطعام كانت تردي ثوبا من الحرير الغالي وتضع أساور الذهب حول يديهالما إقتربت منهم عرفتها فهي نفس
تم نسخ الرابط