قدري احبك Lehcen Tetouani

موقع أيام نيوز

وزارنا خير أصحاب نسينا وحدتنا وبعد الأهل والأحباب في دارنا أغراب
رفيقنا قمر وسحاب تحلق أرواحنا في السماء بعيدا مع الطير
فرادى وأسراب
صمت الجميع حتى القطة أوقفت أذنيها وقد أعجبها الغناء والعزف كان الأمير وياسمينة منسجمين كأنهما يعرفان بعضهما من زمن طويل كل كلمة تصاحبها ضړبة عود تغرقها في الجمال كأن العود يغني مع البنت ويغازلها ويهمس إليها
لما إكتمل العزف جاءت البنات وقبلن الأمير وهن يعتقدن أنها فتاة فلم يسمعن في حياتهن مثل هذا العزف أما ياسمينة فأشارت له بيدها ولم تقترب منه
دار الجميع حول صينية الشاي المنعنع وصاحت البناتقصي علينا خرافة يا عمة فلقد حلى السهر تنحنحت العجوز وقالتكان يا مكان في قديم الزمان
ومضت تحكي وأحس الأمير بسعادة لم يشعر بها من قبل رغم كل ما عنده في القصر من جواري وفتيات كان يسترق النظر إلى ياسمينة دون أن يلاحظ أحد
لكن لم تغب عنها نظراته فلقد كانت ذكية وفطنة جدا لما أتمت العجوز الحكاية وشربوا الشاي إستئذنا في الإنصراف
وفي الطريق قالت القهرمانة خديجة لقد حققت لك كل ما ترغب فيه وأضعت لي وقتي الآن عليك أن تتعقل وتنتظر رجوج الحاج صاح
لكن الأمير قال لها وهل من يرى ياسمينة ويسمع غنائها الرخيم العذب يبقى له عقل إسمعي غدا سنرجع معا هل فهمت ان لم اعود سوف أمرض هل هذا ماترغبين فيه
في اليوم الموالي رجع الأمير والقهرمانة خديجة إلى دار صالح ومعهما قفة كبيرة فيها ملازم الكسكس ومن لحم وخضار ولما رأت البنات ذلك فرحن وقلن لها كنا حائرين ماذا سنطبخ اليوم سنساعدك في الطبخ ثم نضع القدر على الڼار ونذهب للعب حتى ينضج الطعام.
بعد ساعة قالت ياسمينة ماذا تردن أن نلعب
قالت الوسطى ستختفون وأحاول أن أجدكم
أسرعت البنات للإختفاء في كل مكان نزلت ياسمينة إلى الدهليز وإختبئت وراء جرة كبيرة
وبعد دقائق سمعت صوت الأمير وهو يجري إلتفت يمنه ويسره وقال سأختفي وراء تلك الجرة الكبيرة ولما ذهب إلى هناك وجد ياسمينة فجلس بجانبها كانت مفاجأة للبنت فهي كانت تعرف أن تلك الفتاة ولد وأنه وجد تلك الحيلة ليراها
لكنها كتمت الأمر عن إخوتها لما رأت سعادتهم مع تلك العجوز لقد كانت طيبة جدا معم وأنستهم Lehcen Tetouani مرارة اليتم فأبوها صالح لم يتزوج بعد ۏفاة أمهم وقال تلك المرأة لا أحد يأخذ مكانها وسأبقى وجيدا حتى ألحق بها.
البارحة لم تنم إلا قليلا وتذكرت غنائهما معا لقد شعرت بسعادة طاغية فلقد كانت تحب الغناء والرسم وكثيرا ما حلمت بزوج يشاركها تلك الأشياء الجميلة لكن كل من تراهم في الحي كانوا من التجار وما يهمهم كان الربح والمال وحتى أخواتها لا يفكرن إلا في الترف ورغيد العيش
إنتبهت على حركة الأمير وهو يضع سبابته على شفتيه ويطلب منها أن تصمت فلقد دخلت أختها لتبحث عنهما
أما هي فشعرت بشيئ لم تعرفه من قبل كانت تتمنى لو تطول تلك اللحظات
لكن الأمير أشار إليها ليخرجا فلقد إبتعدت عنهما ضحكت كثيرا لما قالت لها أختها أين إختفيتما
لقد فتشت كل شبر في الدار ولم أجدكما.
حضر الطعام فأكلوا وإستراحوا وفي المساء إجتمعت البنات وقلن البارحة غنينا واليوم سنتجمل وكل واحدة ستظفر شعر أختها قالت ياسمينةأنا سأعتني بإبنة العمة عيشة
بلع الأمير ريقه وقال في نفسه لقد وقعت في الفخ ولو نزعت تلك البنت غطاء رأسي لعرفت الحقيقة لكن ياسمينة أمسكت بيده وأدخلته أحد الغرف وقالت له الآن نحن وحدنا فأرني وجهك
أشار لها أنه لا يقدر
فضحكت وقالتأعرف أنك ولد لا تقلق لن أكشف أمرك هيا يكفي من الدلال
فلم يجد بدا من نزع الغطاء عن وجهه وقال لم أجد غير هذه الوسيلة لرؤيتك فأنا أحبك وأريد أن أتزوجك
أجابته إخفض صوتك وإلا سمعك إخوتي إسترقت النظر إليه فرأت أنه وسيم جدا وأشقر اللون وعينيه تمتلئان بالحب.
لما هم الأمير بالخروج رآى علبة شطرنج فقال لها ما رأيك أن نلعب معا من ينهزم يحضر الشاي ويغسل الأكواب
أجابته لا يمكنك أن تفوز فأنا وإخوتي نلعب كل يوم
لكن الأمير كان مدربا على الحړب منذ الصغر لذلك تغلب عليها بسهولة وتعجب إخوتها من هذه الفتاة التي تبرع في كل شيئ أما ياسمينة فأحضرت الشاي
وأحست بالغيظ لما مد لها فنجانه لتغسله
وقالتسأعرف كيف أعلمه الأدب لا بد أن أجد شيئا أغلبه فيه كانت تعرف نظم الشعر لاكنه غلبها بالكلمات ايضا
زادت حيرة ياسمينة وتساءلت من يكون الفتى ومن هي العجوز التي ترافقه كل يوم هم يبدون أثرياء وينفقون بسخاء لا شك أنه من أبناء الأكابر فكرت في كل شيئ إلا أن يكون ذلك الفتى هو أمير البلاد فهذا آخر شيئ يمكن أن تتوقعه.
لما رجع الأمير إلى القصر قالت له القهرمانة لقد ڤضحتنا بشعرك لا يمكن لأحد يسمعك دون أن يعرف حقيقة أمرك فأجاب لقد حصل ذلك وتلك البنت عرفتني أما البقية فلا أعرف وما يهمني
تم نسخ الرابط