قلب متحجر

موقع أيام نيوز


المكتظة بالعمال التي تعمل في كافة الإنشاءات كخلية نحل تجر اقدامها جرا حتى وجدت الكرسي البلاستيكي وتناولته لتجلس اسفل المظلة القماشية التي فعلها عبيد لحمايتها من الشمس والذي استقبلها مرحبا
شهد هانم نورتي الڼصبة والمنطقة كلها .
تبسمت له بضعف قائلة
دا منظر هانم برضوا يا عبيد الله يحفظك. 
ردد عبيد بتصميم ومرح اعتادت عليه منه

والله هانم واللي يقول غير كدة يبقى أعمى ومبيشوفش كمان يا سلام تأمري بإيه بقى يا برنسيسة
مصمصمت بشفتيها بابتسامة رائقة رغم كل شيء يعجبها إطراءه بإحساس الأنثى التي تفرح بالغزل رغم انها لا تتقبله إلا من عدد قليل حولها ومنهم عبيد نظرا لصغر سنه واحساساها الدائم بطيبته
يا خويا يجبر بخاطرك يارب هات بقى شاي يكون خفيف زيك يا خفيف. 
ضحك عبيد بصوت فكاهي مرددا
من عيوني من جوا مش من البراد كمان .
ها ها يا سكر.
قاله حسن لينتبها عليه الإثنان وهو يقترب بخطواته منهما ورحب به عبيد محرجا
اهلا يا بشمهندس تؤمر بحاجة
واصل حسن بخطواته حتى الڼصبة أمام نظرات شهد التي كانت تناظره بتسلية كرد فعل معاكس منها على تحكماته وقرراته المتسلطة يوميا معها في هذا العمل الذي تود الانتهاء منه اليوم قبل غدا. 
ردد حسن بتهكم يلقي بنظره نحوها
عندك إيه غير الشاي الخفيف بتاعك يا خفيف.
بادلته شهد النظر بندية كعادته لتجده متابعا نحوها هي
طبعا انتي عارفة ومتأكدة يا سيادة المقاول اني مش قاصد اتريق ولا حاجة انا بس بنبهه عشان ما يلخبطش مع طلبي.
إللي هو إيه بقى
سألته شهد سابقة عبيد الذي رد من خلفها 
عندنا بن وسحلب وكاكاو زي ما تحب سعادتك. 
رد حسن وانظاره نحو شهد 
يبقى قهوة يا عبيد....
توقف ليضيف هاتفا بصوته نحو الاخر
بس برضو مش سكر خفيف انا عايزها مظبوط مظبوط أوي 
عاد إلى شهد متابعا
اصل انا كدة يا سيادة المقاول بحب كل حاجة مظبوطة من غير زيادة ولا نقصان...
ولا تأخير!
هتفت هي بالآخيرة تقاطعه بفراستها المعتادة فتبسم لها بعرض وجهه حتى ظهرت أسنانه ليردف بعدها
ياه يا سيادة المقاول دا انتي طلعتي قلبك اسود أوي .
بادلته بابتسامة صفراء مرددة
اوي اوي يا بشمهندس. 
هم حسن ليجادلها بمشاكسة لاستفزازها ولكن اوقفه النداء بإسمها من قبل مساعدها عبد الرحيم والذي جاء مهرولا لها يردد
إللحقي يا ست شهد إللحقي.
سألته بجزع بعد ان انتفضت من محلها
اللحق ايه يا زفت انت وقعت قلبي
اجابها ابراهيم سريعا
الجماعة بقالهم ساعة بيتصلو على تليفونك وانتي مبتروديش ودلوقتي اتصلوا عليا وبيبلغوكي تحصليهم ع المستشفى اختك أمنية قطعت شراينها.
... ..
ترجلت من سيارتها امام البناية التي يقطن داخلها شقيقها مروان والوحيد الذي هي على تواصل معه الان دخلت المبني وعيون الجميع تتبعها من مارة في الشارع أو سكان في الداخل.
ترتدي سترة من الجلد الأسود أعلى فستانها الذي ابتاعته حديثا من إحدى دور الأزياء العريقة بالدولة المشهورة في هذا المجال والحذاء والحقيبة والنظارة الشمسية التي نزعتها داخل المبنى إلى أعلى غرتها كلها ماركات عالمية اصبحت من الأساسيات التي لا تستطيع الأستغناء عنها الان وقد اصبحت رمزا يحتذى به وتتابعها الاف الفتيات لتقليدها والسير على خطاها لينالن حظها وقد صارت حلم الكثير من الشباب.
هذه هي الأشياء الوحيدة التي تفرحها وتعطيها الطاقة على المواصلة والإستمرار نظرات الحسد من النساء والإعجاب والإنبهار في عيون الرجال هي الوقود الذي ينعشها ويجعلها تشعر أنها مهمة وليست دمية جميلة متحركة في ي دي غيرها ليس لديها سلطة القرار حتى على أبسط أشياءها. 
خرجت من المصعد وما أن همت بالضغط على جرس المنزل الخارجي حتى تفاجات بفتح الباب أمامه وخروج شخص اخر لا بل هو شقيقها ولكنه الاخر! والذي لم تعلمه إلا بعد أن ركزت به قليلا لتستوعب التغير الجديد في هيئته وقد اشتدت عظامه كبر وأصبح مراهقا 
ميدوو!
قالتها لتلقي نفسها عليه وتقبله من وجنتيه لتكمل بتأثر لم تقوى على كبته وهي تحاوط بكفيها وجهه غير منتبهة لجحوظ عينيه فهو أيضا لم يعرفها رغم متابعته الدائمة لصفحاتها على السوشيال ميديا عبر شاشات الهاتف ولكن الحقيقة اوضح بكثير
كبرت يا حبيبي وبقيت راجل لا وشنبك كمان خط في وشك.
لم يستطيع ميدو التجاوب معها رغم محاولته لعدم النفور من تقبيل امرأة غريبة عنه بمظهرها فقال متصنعا الزوق وهو ينزل كفيها عنه
أهلا يااا رباب عاملة إيه
ردت بلهفة للقاءه 
كويسة يا قلبي وزي الفل انت بقى مبتسألش عليا ليه ولا بتيجي تزورني دا انت وحشتني اوي يا ميدو ولا انا مواحشتكش
هم أن يجيبها بتحفظ ولكن صوت شقيقه الأكبر اوقفه
هتفضوا كدة واقفين في المدخل ما تتدخلوا ورحبوا براحتكم ببعض .
اشرق وجه رباب بالحماس تنتوي سحبه معها للتحرك للداخل ولكن ميدو لم يعطيها فرصة فقد ابتعد عنها قبل أن تلامسه وقال باعتذار
معلش يا جماعة خلوها وقت تاني انا يدوبك امشي. 
تمشي ليه دا انا مصدقت اشوفك. 
قالتها بلهفة ولكن ميدو كان حازما
معلش بقى يا رباب بس انا لازم اروح حالا اجيب فريدة من حضانتها ميعاد خروجها دلوقتي وانا مقدرش اتأخر أكتر من كدة عن إذنكم...
قالها وتحرك سريعا حتى لا يعطيها فرصة للجدال او السؤال ولكنه استدار فجأة متابعا
اه صحيح على فكرة انا كبرت على ميدو دي يا رباب يا ريت المرة الجاية تناديني بمحمد .
التف بعدها وغادر ليجعلها تنظر في أثره عدة لحظات بصمت مذهولة حتى اتجهت لشقيقها الثاني تتمتم
يعني حتى دقيقيتين بس متخسرهم فيا دا انا مصدقتش نفسي لما شوفته قدامي وبيجري بسرعة عشان يجيب بنت كاميليا من الحضانة والبرنسيسة ولا جوزها بقى راحو فين ان شاء الله ولا كمان معندهمش مقدرة يدفعوا حق ناس تشتغل عندهم
لوح بكفه مروان يقول بعدم اكتراث
عندهم بقى ولا معندهمش احنا مالنا ما تتحركي يا بنتي بقى وادخلي اقعدي .
قالها وتحرك للداخل حتى جلس على كرسي أرجوحة يتمايل به بأريحية استفزت رباب التي تبعته لتهتف به
طبعا مستريح وأعصابك مرتاحة وانت مظبط أمورك مع الكل لا وحبيب الكل كمان. 
ضحك مروان بمرحه مردا
طب وانا استفزيتك فى إيه بس يا ستي ما انتي لو واحشك ميدو صحيح تستني ليه لما هو يسأل او يجيلك ولا يعني لو كلمتي كاميليا مثلا او صلحتيها جوزك هيحن لها مثلا ويحاول.....
بس يا مروان. 
هدرت بها تقاطعه بعصبية لتسقط جالسة على اريكة خلفها بوجه مكفهر جعل مروان يتراجع عن مشاكسته ليعبس وجهه مخاطبا لها
اسف لو زعلتك بس انا مكنتش اعرف ان موضوع ميدو هيأثر فيكي بالشكل ده
زمت شفتيها لتجيبه بغيظ
مش حكاية يأثر ولا يزعلني بس انا حاسة إن كدة أحسن هي بعيدة وبطمن عليها منك وانا بقى منتشرة ع الصفحات يعني تقدر تطمن عليا وتتابعني كمان.
تبسم مروان لها بخبث قائلا
برضوا مش عايزة تذكري الهدف الأساسي يا رباب وهي انك مش هتتحملي نظرة جوزك ليها
همت لتجادله ولكنه قاطعها قبل أن تبدأ
 

تم نسخ الرابط