قلب متحجر

موقع أيام نيوز


يا ست خليكي في فرحك.
خرجت الأخيرة في مخاطبة لمجيدة التي تبادلت معها الرد بمزاح كعادتها قبل أن تنصرف مع رفيقتها أنيسة والتي لم تقوي على كبت السؤال الملح برأسها
هي مرات كارم دي ممثلة مشهورة ولا حاجة اصلي حاسة اني شوفتها قبل كدة بس مش عارفة فين
بابتسامة صافية مشبعة برضا يغمر قلبها وقد اكرمها ربها بالعوض الحقيقي لأبناءها ردت مجيدة

اه يا أنيسة هي فعلا مشهورة واتجوزت كارم عشان هو نصيبها اللي مكتوب لها بالظبط زي ولادنا كدة.
توجهت بالأخير نحو المنصة الجالس عليها ابناءها وزوجاتهم لتخرج بتنهيدة ارتياح خرجت من العمق وهي تتأملهم
الحمد لله.
عادت أمنية لتجلس على طاولتها بجوار شقيقتها الكبرى فريال والتي كانت تلاعب طفلها مع متابعة أجواء الحفل ووالدتها التي علقت بتهكم
اخيرا يا اختي جيتي تريحي رجلك ما تكملي لحد الصبح أحسن ما انتي اتعديتي من الهبلة الصغيرة. 
مالت أمنية برأسها تتأملها بدهشة افقدتها النطق فتكفلت شقيقتها بالرد
وماله يا ماما لما ترقص للصبح مش فرح اختها الكبيرة.
التوى ثغر نرجس بعدم تقبل والټفت تشيح بوجهها للناحية الأخرى فخرج صوت أمنية
سبيها يا فريال أصلها زعلانة على اختها اللي بتقطمها كل ما تشوفها صعبان عليها يدخل قلوبنا الفرح ولا اكن الراجل اللي ماټ ده مكانش جوزها لما قټله المحروس ويتم بناتها.
بوجه مكفهر الټفت لها نرجس تردف الكلمات من تحت أسنانها
عيب عليكي يا أمنية الكلام انا بتكلم على منظرك قدام الناس ثم كمان ابن اختي بيأكد انه معملش حاجة دي اختك هي اللي بتفتري عليه....
تدلى فك أمنية بذهول شديد تتبادل النظرات المصعوقة لبلاهة والدتها أم هو الحقد الذي يعمي القلوب فيحجب عنها روية الحقيقة ولكن في كل الحالات تجنبها هو الأفيد. 
انتفضت فجأة تترك مقعدها مخاطبة شقيقتها
بقولك ايه يا فريال انا رايحة اكمل رقص لو قعدت اكتر من كدة هيجرالي حاجة عن اذنك يا أختي.
تبسمت لها الاخيرة بتشجيع غير عابئة باحتجاج والدتها والذي كان بمصمصة شفتيها مغمغمة
ارقصي يا اختي على خيبتك اهي ضيعت ابن خالتك منك وسابتك في الهم والشغل عشان هي تتهنى يا عالم بقى مين هيرضى بيكي
أما أمنية فقد اندمجت مع الفتيات في الرقص الرزين بهز الذراعين مع شهد ورؤى وحتى لينا غافلة عمن حدد هدفه بمتابعتها من وقت ان اصطدم بها في بداية اليلة حتى انه لمح لصديقه العريس من أجل أن يمهد له الطريق في الارتباط بها فور عودته من رحلة العسل.
انتهى الحفل وعاد كل فرد إلى مؤاه صبا التي أكملت ليلتها بالحديث على الهاتف مع حبيب قلبها ليسمعها من كلمات الغزل الجميل وذكر ما تم في حفل اليوم لمناقشة الترتيبات لحفلهم الذي اقترب ميعاده وهذه التفاصيل الجميلة التي تعشقها الفتيات. 
شوفت لما حسن وأمين شالوا العرايس وجعدوا يلفوا بيهم.
جاءها صوت بضحكة ماكرة ليسألها
وانتي بقى عايزاني اشيلك يا صبا مش خاېفة ابوكي يطخك بالبندجة. 
بادلته الضحكة ولم ترد ما بين اعتراض وأمنية ترادوها صمتت تاركة أمرها له فجاء رده يفاجئها
طب والله ليحصل يا صبا.
هو اللي يحصل
سألته بعدم فهم فضحك يردد بسعادة مراهق في بداية شبابه
هيحصل اللي في بالك يا صبا ومكسوفة تطلبيه لكن والله انا ما هتكسف بس يجي يومنا وانتي تشوفي بس ادعي ربنا مقعش بيكي.
ايه
صدرت منها عالية وقد اثارها الحماس بقوله ف استعادت رشدها سريعا لتتابع بصوت خفيض
انت بتجول إيه يا عم انت
ضحك ليكمل حديثه الممتع معها برسم الأحلام والمشاكسة والمشاجرة احيانا في تدريب يومي حتى بجمعهم بيت واحد
في اليوم التالي صباحا 
دلف لداخل جناحه معها بعد استقلاله أول طائرة عائدة للوطن وعلى عكس ما توقع وجدها مستيقظة في هذا الوقت المبكر وكأنها لم تنم ليلتها من الأساس 
نور .
سمعت بإسمها منه ف الټفت بلهفة تترك الشرفة راكضة نحوه فتلقفتها ذراعيه يرفعها عن الأرض بضمة قوية وكأن الغياب مر عليه سنوات وليس يوم واحد بليلته.
غاصت في عناقه ببكاءه حارق أجفله ترتجف بين ذراعيه حتى أثارت بقلبه الجزع ف استل نفسه عنها بصعوبه ليكوب وجهها بين يديه مرددا وهو يتأملها بمزيد من الخۏف
مالك ليه العياط دا كله حصل حاجة في غيابي
نفت تهز رأسها دون صوت فتابع بأسئلته يستكشف الأمر المريب 
مفيش طيب ماما تعبت معاكي ولا جرالها حاجة
فعلت نفس الأمر ونهنات بكاءها ازداد علوها حتى صړخ بعدم احتمال
أنا قلبي وقع في رجلي يا نور جيبي من الاخر الله يخليكي. 
سمعت وحاولت التماسك لتتحرك من أمامه حتى تناولت ملف طبي من أعلى الكمود لتضعه أمامه تناوله بحركة سريعة يلقي نظرة استكشاف لمحتواه حتى ارتفعت رأسه إليها يردد بعدم فهم أو بالأصح يخشى التصديق
يعني ايه فهميني. 
من بين بكاءها الحارق كانت تخرج الكلمات بابتسامة غريبة
اللي فهمته صح يا مصطفى.... دا تحليل الډم اللي بيقول..... إني حامل.
تجمد يطالعها ساكنا بأعين توسعت بشدة فعادت هي للبكاء تومئ برأسها مؤكدة
والله زي ما بقولك يا حبيبي انا حاسة من فترة بس كنت بكدب نفسي الدكتورة شافت التحليل وهي كمان مكانتش الفرحة سايعاها انا.......
قطع استرساله بأن خطڤها ليسحقها بين ذراعيه وصوته يتردد ببحة ترافقها دمعة ساخنة سقطت على أطراف عينيه
بتتكلمي بجد يا نور يعني هخلف طفل منك يا نور.
على صوت بكاءها مع التماس الضعف والارتجاف الذي تخلل نبرته مشفقة عليه بشدة لقد ذاق الأمرين في الصبر عليها ولم يمل حتى حدث المستحيل اخيرا. 
ظلا الاثنين على هذه الحالة حتى هدأت أنفاسهم ليسقط جالسا بها على التخت فقد كان بحالة غير عادية من عدم التوازن تميد به الأرض أم أنه دوار لف رأسه أم هو القلب الذي اصبح يضرب پعنف بين جنباته أم هي برودة أصابت أطرافه لم يشعر بنفسه إلا وهو يقبلها پعنف ولا يترك انشا من وجهها دون تركه في حاله ليعود بضمھا مرة أخرى ولكن هذه المرة بهدوء وقد استكانت انفاسه ليغمر روحه بدفئها.... ولا يشبع.
وفي مكان آخر
داخل غرفتها وقد استيقظت باكرا كعادتها لتؤدي فرضها وحين انتهت من الورد اليومي لتجد الساعة تقترب من السابعة هبت منتفضة تتذكر موعد الأولاد وسفرهم 
وصلت إلى غرفة حسن الأقرب إليها لتطرق بصوت عالي أجفله مع ندائها
قوم يا حسن انا عارفاك خوم نوم وانتي يا شهد قوم انتي كمان.
انتفض من امام المرأة التي كان يهندم أمامها هيئته
انا صاحي يا ماما اقسم بالله صاحي وعارف بميعاد الطيارة وشهد كمان صاحية اطمني.
وصله صوتها المشاكس كعادتها من خلف الباب
خلاص يا خويا متعصبش نفسك براحة كدة هروح انا اشوف الحلوف التاني صباحية مباركة يا عرييس.
عقب من خلفها مغمغما باستهجان
عريس فين بعد حلوف دي دايما ست الحبايب تختمها. 
تفوه بالاخيرة نحو شهد اللي كانت تضحك من خلفه ليتابع مستطردا بمرح
ولا إيه يا عروستي
اقتربت تشاركه المساحة الصغيرة أمام المراة لتصفف شعرها بجواره قائلة
انتي بتاخد رأيي امك دي عسل.
والله انتي اللي عسل.
قالها ليجذب نحوها يضمها مقبلا
 

تم نسخ الرابط