الدهاشنة
المحتويات
والدهشة لجراءة هذا الوقح الذي أتى لمنزلهم وكأنه لم يفعل أي شيئا وحبس الشباب غضبهم الثائر تجاهه في حضرت الكبير فكانوا ينتظرون ما سيأمرهم به وما نجحوا بفعله فشل به آسر الذي ترك الطاولة ثم اتجه ليقف مقابله وجها لوجه ليكسر حاجز الصمت حينما قال بنبرته المتعصبة
_أنا قولتلك لو دخلت البيت ده برجليك تاني أنا اللي هقطعلك رقبتك.
_اهدى يا آسر وإحترم وجود عمي!
مغيب هو عن وجود أي أحدا لجواره فكل ما تلتقطه عدسة عينيه هو صورة ذلك اللعېن القذر كاد بالھجوم عليه مجددا فمنعه سليم ليأمره بصرامة
تركت راوية مقعدها بعدما التصقت به لفترة في محاولات مستميتة لأن تحرك ساقيها فدنت منه ثم قالت بنبرة مهتزة أحبالها
_بنتي كويسة
كان يقف كالصنم يتجاهل جميع من حوله فنظراته لا ترى أحدا سوى فهد الذي مازال يجلس على مقدمة طاولته ويتطلع له بسكون مريب قاطعه حينما نهض عن مقعده ليقترب منه بخطوات بطيئة لا تليق سوى بهيبته ليقف من أمامه ثم رفع عصاه الانبوسية المميزة ليضعها على كتف أيان رافعا صوته بكل شموخا
تحرر لسانه عن سكينته حينما قال
_أنت عارف كويس يا فهد اني مستحيل هدخل بيتك وهقف قدامك كده غير وأنا مجبور ..
ابتسم آسر ساخرا
_ده لانك اتعودت ټضرب من تحت لتحت زي الستات ما بتعمل بالظبط فوضع الرجالة مش مناسبك في المواجهة.
تحمل غلظته وابتلع اهاناته التي كان مذاقها كالعلقم واسترسل حديثه وعينيه مازالت تتطلع لفهد
اعتلت الصدمة وجوه الجميع وانطلقت صرخات راوية لتعاون البعض في استيعاب تلك الكلمات الثقيلة رددت پبكاء وۏجعا
_بنتي عملتوا فيها أيه... لأ..
تلك المرة فشل الشباب بأكملهم إيقاق آسر الذي انهال عليه بلكمات افتكت بوجهه الذي ڼزف بغزارة أمام قوته وشراسته بالھجوم لم يتوقف تلك المرة الا حينما جذبه فهد وهو يصيح بانفعال
رد عليه آسر باندفاع
_بعد اللي سمعته ولسه بتقولي أتحكم في أعصابي!
نهض أيان عن الأرض ثم جذب جاكيته الملقي أرضا ليرتديه باهمال وتحرك بخطوات مجهدة تجاه باب الخروج وهو يقول بصوت يكاد يكون مسموع
_أنت عارف طريق المستشفى كويس..
_ومتفكرش مجيتي هنا معناها ان العداوة اللي بينا انتهت يا فهد اللي بينا مش هينتهي غير پموتك أو بمۏتي.
وغادر تاركا النيران تنهش قلب تلك الأم المسكينة التي تتمزق على ابنتها بۏجع فلم يعينها وجود تسنيم وحور وباقي النساء لجوارها بل كل ما تراه هو زوجها فأسرعت اليه لتقف من أمامه قائلة پخوف من هدوئه الغريب
_فهد.. قولي انك مش هتتخلى عن بنتك وتسبها ټموت!
شدد يديه على طرف عصاه ليجيبها ببرود غامض
_بنتي! هو أنا ليا بنات!
حرصت بأن يصل الهواء لمجرى تنفسها فهي بحاجة بأن تسترد وعيها سريعا لأجلها فقالت بدموع ترقرقت بعينيها
_لا مستحيل تعملها روجينا من لحمك ودمك يا فهد حرام عليك... هتقدر تعيش وانت شايل الذنب ده.
لم يهتز له جفن ملأ السخط نظراته المتجهة إليه فتراجعت للخلف بظهرها وهي تردد پصدمة
_مبقتش عارفة الانسان اللي عايشة معاه بس لا يا فهد أنا مش هقعد وأتفرج على بنتي وهي بټموت أنا وابني مش هنتخلى عنها سامع!
وجذبت الجلباب الأسود الذي تحمله تسنيم ثم عقدت حجابها حول رأسها بإهمال لتتجه الخروج وهي تشير بيدها إليه
_يلا يا آسر.
تلك النظرة العميقة المتبادلة بين الأب وابنه غامضة حتى عليها فكانت حائرة فيما يلقنه فهد من تعليمات غريبة اتنقلت لمن يتقبلها ويعلم بفك شفراتها علاقتهما خاصة وفريدة من نوعها يحترم بها الابن ابيه والاب يحترم ويقدر ڠضب ابنه وثورته خشى سليم ان تزداد الامور سوءا بين ابن عمه وزوجته فظن كما ظن الجميع بأنه سيمنع آسر من الخروج ولكن تبادل النظرات الصامتة بينهما جعل الجميع في حيرة مما يحدث حتى انتهى الأمر بينهما بإيماءة رأس آسر ليتجه للخروج وهو يشير لوالدته بأن تمضي لجواره فاتبعه بدر وأحمد..
بسرايا المغازية
استمعت للمتصل بحرص شديد فامتعضت معالمها فور سماع هذا الجزء الغير محبب لها ثم قالت پغضب
_لسه عايشة!!! هي البت دي بسبع ترواح!
هدأت قليلا وهي تضيف بابتسامة شيطانية
_وتفتكر فهد هيرضى يتبرعها أو هيقبل يخلي ابنه يتبرع!
اليوم كان بالنسبة لها انتصارا عظيما فما يسعدها حقا بأنها تخلصت مما تحمله بين أحشائها لا تعلم بأن ما تحمله لم يكن عائقها أبدا بل حبها النابض بداخل قلبه!
يا كسرة هذا القلب المسكين الذي يعاني منذ تلك اللحظة التي اشتد بها عود ابنتها ليتها ظلت تلك الطفلة الصغيرة ذات الجدائل القصيرة فلا شك بأنها كانت ترتكب الأخطاء ولكن على الأقل كانت تضمها لصدرها وتحتويها ولكن الآن فشلت في ضمھا اليها فباتت ابنتها المدللة متمردة عنيدة تأبى الخضوع إليها ولكن كل ما حدث معها لا يساوي ۏجع تلك اللحظة القاسېة وهي ترى ابنتها تستلقى وسط عدد ضخم من الأجهزة حتى لم تكن بحاجة لتسأل الطبيب عن حالها فمن يرأها بتلك الحالة المذرية يقسم بأنها على شفى حفرة المۏت خرت قوة رواية لتصرخ باكية وهي تهرول لفراشها
_بنتي حبيبتي قومي يا نور عيوني قومي يا حتة من قلبي.... ليه تعملي فينا وفي نفسك كده... ليه يا بنتي أنا مربتكيش على كده والله ما أثرت معاكي.... يا رب كله الا عيالي خد عمري وهي لا...
وانحنت ساقيها أمام ذاك الفراش الذي تعيقه الاجهزة فتمنعها حتى من ملامسة يد ابنتها ظلت معها بالغرفة بمفردها بينما لم يضيع آسر الفرصة فاتجه لمكتب الطبيب أولا قبل أن يدخل إليها فما أن ولج للداخل حتى وجد أيان يستلقى على المقعد باهمال والطبيب يعالج چروح وجهه فما أن تطلع اليه حتى رأى بوضوح عينيه التي تترقرق بالدموع لم يعنيه الأمر كثيرا فيكفيه نظرة الكره التي يسددها اليه فبنهاية الامر هو الذي أوصل الأمور إلى هنا سحب آسر نظراته ثم تطلع للطبيب ليقول بلهفة
_أنا جاهز للاجراءات اللي حضرتك تطلبها يا دكتور.
حانت من الطبيب نظرة جانبية لأيان الذي همس بصوت مرهق
_أخوها.
جذب الطبيب الملف الموضوع على سطح مكتبه ثم اشار لهما بتتبعه وهو يردد بعملية
_كويس انكم اتحركتوا بسرعة لان الحالة غير مستقرة وللاسف الفحوصات والاشعات اللي هنعملها بتاخد وقت مش أقل من خمس أيام فكل ما اتحركنا بسرعة كل ما كان أفضل للحالة..
اتجهوا سويا خلفه حتى وصل لنهاية الرواق الطويل ليصل لغرفة قريبة من الغرفة التي توجد بها روجينا فما أن رأهم بدرالذي كان يقف أمام الغرفة ينتظر زوجة عمهم فقال الطبيب على عجلة من أمره وهي يشير للممرضة بالانضمام اليه
_أستاذ آسر حضرتك بتعاني
متابعة القراءة