الدهاشنة

موقع أيام نيوز


مركز الملك سلمان الدولي للمؤتمرات بالمدينة المنورة ومستمر حتى 26 يونيو
في انتظاركم يوميا من العاشرة صباحا وحتى الحادية عشر مساء ..
٥١٢ ١١٨ ص زوزو الدهاشنة...صراع_السلطة_والكبرياء.. 
الفصل_السابع_والعشرون... 
إهداء الفصل للقارئة الجميلة برنسس منة شكرا على دعمك المتواصل لي وبتمنى دائما أكون عند حسن الظن... 

سطعت شمس يوما جديد هام بالنسبة لرواية التي خرجت بصحبة تسنيم ووالدتها منذ الصباح لشراء ما يلزمها للزواج من متعلقات خاصة فأنهكهما إسبوعين طويلين لشراء أثاث جناحهما الكامل حتى انتهوا أخيرا وها هما اليوم يعدون الرحال للعودة للصعيد للاستعداد للزفاف المنتظر بأرجاء الصعيد بأكمله فإستأجر فهد باص ضخم يتكون من طابقين.. لنقل العائلة للصعيد فجلس كبار السن بمقدمة الباص والفتيات بالخلف أما الشباب فاعتلوا الطابق الأعلى منه.. 
كانت سعادة حور لا توصف لاشتياقها لموطنها وبلدها الحبيب على عكس روجينا التي تشعر بالإستياء لابتعادها عن زوجها الحبيب! أما رؤى فهناك حالة من الحيرة والإرتباك تطوف بها وأولهما خوفا من أن تفشل علاقتها بمن أحبته وسكن بداخل قلبها ليملأه بعشقه خوفا أخر من اختلاف البيئة التي نشأ كلا منهما فيها وبالرغم من ذلك مازال بداخلها جانب صغير يمنحها الطمأنينة بأنه سيكون جوارها لتتأقلم على طباعهم وعاداتهم... 
أما بذاك الجانب البعيد وبالأخص جوار الشرفة مالت برأسها لتستند عليه وأثقال العالم بأكمله ملقى على كتفيها تخشى أن تظل حبيسة هواجسها نعم أحبته وأحبت البقاء لجواره ولكن الفترة القادمة سيكون قريبا منها للغاية مجرد التفكير بالأمر جعل جسد تسنيم يرتجف بقوة فما بالها إذا بات الأمر حقيقة أفاقت تسنيم من غفلتها على صوت حور المتساءل في لهفة 
_مالك في أيه 
حاولت رسم ابتسامة باهتة على شفتيها وهي تجيبها 
_مفيش حاجة أنا بس سرحت شوية.. 
حدقت بها بتمعن قبل أن تعود لسؤالها من جديد 
_عمرك ما عرفتي تكدبي عليا يا تسنيم قوليلي الحقيقة.. 
أدمعت عينيها في تلك اللحظة فهمست لها بصوت شبه مسموع 
_خايفة يا حور أنتي متعرفيش لما آسر بيحاول يمسك أيدي بيحصلي أيه! إنتي متخيلة إن بكره حنيتي وبعد بكره فرحي! 
سكن الحزن حدقتيها وهي ترد عليها بصوت محتقن بالدموع 
_بس أنا متأكدة إن الحب اللي جواكي ليه هينسكي كل اللي فات يا تسنيم.. 
إنهمر الدمع على وجنتها وهي تتساءل 
_ولو منستش هيبقى أيه الموقف 
عنفتها برفق 
_وليه بنفترض السوء فكري في الشيء الكويس عشان مينفعش تفكري اللي فيه.. 
وضمتها لصدرها وهي تستطرد قائلة 
_ولو ده محصلش فإطمني آسر بيحبك وأكيد هو أكتر واحد هيفهمك وهيحاول يساعدك.. 
همست بتمني 
_يارب يا حور... 
ابتسمت وهي تداعبها بمرح
_هيحصل يا بت المهم تفردي بوزك ده للواد يفسلع من قبل الفرح ياختي.. 
ضحكت رغما عنها فعادت الاخيرة لتسترسل بمشاكسة 
_والنبي الراجل لو حس للحظة انه هيتجوز واحدة نكدية ليقول بلاها الجوازة السودة دي اسمعي مني لتخربي على نفسك وأنتي لسه على البر.. 
تعالت ضحكاتها وهي تحاول جاهدة السيطرة على ذاتها وبعد لحظات نجحت في ذلك فتطلعت لها لدقيقة ثم قالت بحزن 
_سيبك مني وقوليلي مالك انتي كمان 
إرتبكت حور للغاية فحاولت البحث عن حجة مقنعة تهرب بها من سؤالها ولكنها أمنت بأنها لن تصدق ما ستقوله لها لذا قالت بإنكسار
_عرفتي إن كتب كتاب أحمد وفرحه هيكونوا في يوم واحد... بعد فرحكم باسبوعين على طول.. 
ومسحت بيدها دموعها التي أوشكت على ڤضحها ثم اكملت قائلة 
_أنا عارفة اني غلط وتفكيري فيه أصلا هو أكبر غلط بس والله يا تسنيم ڠصب عني أنا مش عارفة إزاي اتعلقت بيه بالطريقة دي... وأنا أصلا مش من حقي أفكر فيه وهو لواحدة تانية! 
ليست بحاجة للتبرير فصديقتها تعرفها جيدا وتعلم أخلاقها السامية ولكن ما يحدث فعلا رغما عنها ودون ارادة منها فمتى ملكنا التحكم بقلوبنا حتى تتحكم هي بقلبها! 
سحبت تسنيم نفسا مطولا قبل أن تخبرها 
_أنا عارفة إن اللي بيحصلده ڠصب عنك يا تسنيم بس أنتي على الأقل منحاوليش تفكري فيه وحاولي بكل ارادتك تخرجيه بره حياتك عشان خروجه ميبقاش صعب عليكي فيما بعد.. 
وبابتسامة هادئة أردفت 
_خليكي متأكدة إن ربنا هيبعتلك الأحسن منه اللي يستحق يكون زوج ليكي وهيبقى نصيبك.. 
ظهرت بسمة رقيقة من وسط بحر دموعها لتردد بحبور 
_آن شاء الله... 

استغلت روجينا انشغال الجميع ثم أخرجت هاتفها لترسل رسالة نصية لأيان كتبتها بتوتر شديد 
أيان فرحي اتحدد بعد آسر باسبوعين مش عارفة هعمل أيه بجد أنت لازم تأخد قرار بخصوص علاقتنا.. 
انتظرت ما يقرب الخمس دقائق حتى أتاتها رسالة منه 
مټخافيش يا حبيبتي أنا لا يمكن أتخلى عنك أبدا المهم بلاش تفتحي انتي موضوعنا لحد وسبيني أنا أتصرف
قرأت رسالته وهي تغلق هاتفها بارتباك وخوف من القادم تخشى تلك اللحظة حينما يقترب موعد زواجها فكيف ستتزوجه وهي على ذمة رجلا أخر! 

بالأعلى... 
جلس آسر بأخر المقاعد ثم وضع قبعته على وجهه لتحميه من أشعة الشمس الحاړقة مستندا بقدميه على أحد المقاعد في محاولة منه أن يغفل قليلا فالطريق طويل فشعر بحركة لجواره فأزاح قبعته ليجد بدر ويحيى يجلسان لجواره ويشيران بيديهم تجاه عبد الرحمن الذي يجلس في المقدمة بمفرده فتساءل بصوت منخفض 
_ماله! 
قال يحيى بابتسامة ساخرة 
_متضايق إن خالك قاله يستنى شهرين لحد ما مراته تقدر تخلص ورقها عشان تحضر الخطوبة لانها زعلانه انها مش هتلحق فرح بنتها التانية... 
هز رأسه بابتسامة شبه عابثة ليشير لهما قائلا 
_طيب والمطلوب مني أيه 
أجابه بدر بحدة
_تقوم تطيب خاطره بكلمتين ولا اي حاجة ده ابن عمك برضه.. 
عبث بعينيه بتكاسل وهو يجيبه بملل 
_حاضر نوصل بس وهشوفه ممكن بقا لما ده يحصل تسبوني ارتاح شوية.. 
أشار له يحيى بحنق 
_هتنام وهتسيب الراجل مكتئب كده.. 
حدجهما بنظرة عابثة ثم قال پغضب وعينيه تحمل انذار صريح اليهما 
_انزلوا اشترلوه شوية تسالي وعصير وهو هيفرفش على الاخر ومحدش يحاول يصحيني تاني مفهوووم 
كبت يحيى ضحكاته وهو يردد 
_عريس ومن حقه يتدلع.. 
لوى بدر شفتيه بسخط 
_هو عريس وانا أيه! 
جذبه يحيى لينهض كلا منهما من جواره وهو يعاتبه 
_ده وقته يعني انزل قول للسواق يقف في اقرب استراحة لما نشوف اخرتها.. 
أومأ له برأسه ثم هبط ليبلغ السائق الذي إختار مكان مناسب لهما فهبط بدر ويحيى لشراء ما يلزم الجميع فانتبه لهما أحمد من الاعلى فنادى على يحيى قائلا 
_متنساش تجبلي بيبسي حجم كبير.. 
جذبه يحيى من رفوف البراد الخاص بالسوبر ماركت ثم اقترب ليشير اليه بأن يهبط للاسفل ليلتقطه لحين يذهب هو لمساعدة بدر في حمل الاغراض فردد بتكاسل 
_لسه هنزل! 
ثم توجه تجاه حقيبته ليخرج منها الاداة الخاصة به للصيد ثم أنزل اليه الصنارة ليعلق بها الكيس بما يحمله من مشروبات غازية فجذبهما أحمد للاعلى تحت نظرات آسر المراقبة لما يحدث فابتسم وهو يشير اليه بمكر 
_الصنارة دي تلزمني.. 
منحه اياهها وهو يجيبه 
_تحت أمرك يا كبيرنا.. 
ابتسم ساخرا على كلماته الاخيرة ثم جذب ورقة صغيرة ليدون بها كلمات عجز أحمد عن رؤيتها جيدا ثم علقھا ليتجه ناحية الباص الأيمن ليحركها للاسفل على مهلا حتى وصلت للنافذة الخاصة بها فزعت تسنيم حينما وجدت خيطا رفيع ملتصق بذراعيها فجذبته لترى ورقة صغيرة معلقه به فتجتها باستغراب فارتسمت على وجهها ابتسامة خجولة وهي تقرأ محتوياتها 
متفكريش إني عشان قاعد فوق أبقى بعيد عنك.... بحبك.... 
آسر... 
ضمت الورقة لصدرها بابتسامة
 

تم نسخ الرابط