الدهاشنة

موقع أيام نيوز


يستمع الى ما سيقوله أحدا 
_حاولت بس قلبي إختارك أنتي ورضي بكل حاجة فيك... 
أغلقت عينيها تأثرا بكلماته فاسترسل قائلا 
_أحلامنا مش دايما بتتعارض مع واقعنا... وأنت حققتيه.. 
سكنت أمام عينيه المهلكة فتمنت لو ودت العمر بأكمله هكذا أمامه! حتى هو تعمق بنظراته تجاهها وكأنه يمنحها عشق هامسا بما تعنيه هي له.. 

أطل آسر برأسه من نافذة السيارة ثم قال بسخرية 
_لو فوقت من حلمك الجميل ده ممكن نتحرك بدل ما الكبير يبص من فوق يلاقينا لسه هنا ووقتها هتفوق من غير أي مجهود.. 
اڼفجرت رؤى وتسنيمضاحكا بينما تحرك بدر باستياء لمقعد القيادة ليتجه بهما لأحدى المحلات الراقية.. 

جذبت هاتفها تتفحصه للمرة التي تخطت الثلاثون ولم تمل بعد مازالت تترقب اتصالا هاتفيا منه أو حتى رسالة يطمنها به عليه فمرت ثلاثة أيام حتى الآن ولم تستطيع أن تتواصل معه حتى تلك اللحظة انهمرت دمعاتها پانكسار وكل ما يجوب خاطرها في تلك اللحظة ما يحدث مع أغلب الفتيات حينما تسلمه الفتاة عرضها يتخلى عنها الشاب سريعا وبالرغم من أن ما تفكر به هو حلا منطقي لبعده القاسې ومعاملته الغير مبررة بالمرة الا أنها كانت تضع له ألف عذر!
خدعها حبها الأعمى وأباد عقلها فبات مغيبا تعلقت أعينروجينا بشاشة هاتفها بنظرات أمل وكأنها تتوسل الا يخيب ظنها به أسرعت بإبعاده عنها ثم أزاحت دموعها سريعا حينما شعرت بتحرر مقبض باب غرفتها لتطل من خلفه رواية فاقتربت لتضع صينية العصير من يدها على الكومود الزهري الصغير ثم دنت لتجلس جوارها على الفراش فرسمت ابتسامة مشرقة تخفى به ارتباكها في اختيار ما ستبدأ في قوله فقالت بتوتر 
_حبيبتي أنا عارفة إن من أخر خناقة كانت بينا وأنتي لسه واخدة على خاطرك مني بس صدقيني أنا بعمل كل ده عشان خاېفة عليكي وعلى مصلحتك.. 
ابتسامة شبه ساخرة ارتسمت على محياها فرفعت رأسها للاعلى تحاول استرجاع تلك الدمعات الواشكة على الهبوط ثم قالت 
_أنتي أي حاجة بتسعدني بترفضيها يا ماما كل حاجة بتعترضي عليها لبسي شكلي أصحابي حتى لما حاولت أفسخ الخطوبة وأبعد عن أحمد رفضتي ووقفتي ضدي! 
وحدجتها بنظرة قاسېة قبل أن تستطرد 
_الأمهات بيحاولوا يسعدوا اولادهم بأي طريقة وأنتي مش بتعملي غير اللي يوجعني ويزعلني.. 
انهمرت دمعاترواية حينما استمعت لكلماتها القاسېة فحررت صوتها المحتبس خلف ۏجعها المكنون لتجيبها پقهر 
_الأم هي حماية بنتها يا روجينا وأنا واجب عليا حمايتك يا بنتي.. 
صړخت بها بتعصب شديد 
_تحميني من أيه!! 
ردت عليها پبكاء 
_من نفسك ومن شيطانك... من كل حاجة ممكن تسببلك أذى زي اعتراضي على صداقتك من اللي اسمها تقى دي من اول ما اتعرفتي عليها وانتي اتغيرتي ١٨٠درجة لبسك شكلك لفة حجابك حتى طريقة كلامك وأسلوبك من واجبي اني احذرك وأحاول ابعدك عنها بس مش بالڠصب يا بنتي والدليل على كلامي انك لسه لحد الان مصاحبها... 
والتقطت نفسا مطول يعينها على استكمال ما تود قوله 
_ولو انتي شايفة نصيحتي ليكي في موضوع فسخ الخطوبة ده تعدي على خصوصياتك فأنا مش هتداخل تاني تقدري تتكلمي مع بابا في الموضوع بس صدقيني بعد كده هتندمي. 
هدأت حدة نظراتها قليلا حينما استمعت لما قالت فصفنت قليلا فيما تسببت بهتقى بحقها وبالأخص بما حدث برحلة الإسكندرية حينما ارسلت لها برسالة بأن تحضر لذاك اليخت فكاد ذاك الحقېر بتدنيس شرفها لولا تدخل أيان وحينما واجهتها بما فعلته انكرت ذلك نعم كل ما تقوله هو الصواب والمحزن في الأمر بأنها تعلم ذلك ولكنها مازالت تكابر وتتمرد بعنادها أفاقت من شرودها الصغير ذلك على لمسة يدرواية الحنونة حينما وضعت يدها على ظهرها ثم قالت  
_مفيش أم پتكره بنتها يا بنتي الأم بتبقى عايزة تشوف بنتها احسن واحدة في الدنيا والأهم انها تحافظ على نفسها وأنا كمان كنت خاېفة عليكي طريقة لبسك يا روجينا ممكن توحي لحد إنك بنت مش كويسة حتى لو كنتي محترمة وفي حالك لبس البنت هو مرايتها يا حبيبتي... بس أنا اوعدك اني مش هفرض رأيي عليكي تاني.. 
وتركتها ورحلت فألقت ذاتها على الفراش تبكي بتأثر حينما استمعت لما قالته رواية فشعرت وكأن حياتها بنيت على معتقدات خاطئة ستودي بها للمهالك حتما... 

انقسم كلا منهما ليتمكنوا من العثور عما يريد فولج بدر ورؤىلأحدى المحلات فمر بمنتصف المحل وعينيه تفتش عما سيليق بفاتنة قلبه إختار بدر أحد الفساتين البيضاء بسيط التصميم فجذبه ليستدير به تجاهها وهو يشير لها بيديه 
_أيه رأيك في ده 
لم ترى ما يحمله بيديه فكانت صافنة به هو حتى أنها قالت دون ان تلقى نظرة حتى 
_جميل.. 
أشار لها على الغرف الصغيرة الخاصة بالبروڤا ثم قال 
_إلبسيه وخليني أشوفه عليكي.. 
تناولته رؤى منه ثم اتبعت إشارة يديه المشير على الغرفة فدخلت ومازالت نظراتها تأبى تركه أغلقت أصابعها باب الغرفة رغما عنها فاستندت بجسدها على الباب وهي تحجب دموعها الغامضة فبددت كل ما يهاجمها بتلك اللحظة ثم ارتدت ما قدمه لها بصدر رحب ولم تهتم حتى لتلقي نظرة على نفسها بالمرآة وكأنه هو مرآتها فتحت رؤى الباب ثم خرجت لتقف من أمامه عينيها الرقيقة لا تتطلع الا لعينيه تستكشف الى أي مدى نال إعجابه مرر بدر نظراته عليها حتى التقت بها فابتسم وهو يردد 
_أيه الجمال ده كله! 
منحته ابتسامة عذباء ثم أخفضت عينيها لتتطلع لما ترتديه فقالت بإعجاب 
_ذوقك حلو.. 
رفع حاجبيه بدهشة 
_أنتي لسه بتشوفيه ولا أيه 
اجابته بثقة 
_اي حاجة من اختيارك هتكون جميلة يا بدر.. 
خفق قلبه بشراهة فمرر يديه على الفساتين المعلقة وهو يهتدي بخطواته ببطء حتى أصبح مقابلها فهمس جوار اذنيها وهو يراقب الطريق من حوله 
_وأنتي أحلى إختياراتي.. 
شعرت بتلك اللحظة بأن جسدها يرتجف وهو يهاجم ذاك الدوار المفاجئ فقالت وهي هائمة به 
_أنت ليه بتعمل معايا كل ده! 
ضيق عينيه وهو يتساءل باستغراب 
_هو أيه اللي عملته! 
في تلك اللحظة تدفق الدمع بعينيها ليشهد على ما ستقول فرفعت طرف فستانها حتى تتمكن من الاقتراب منه ثم تمسكت بيديه فوزع نظراته بين يدها الممدودة على يديه وبين نظراتها المتعلقة به وخاصة حينما قالت 
_متخلاتش عني بالرغم من كل اللي عملته.. ومش بس كده أنت دعمتني وادتني القوة أني اقف واخد حقي بأيدي... 
ثم رفعت أصابعها لتزيح العالق باهدابها وهى تستطرد 
_أنا لو مكنتش عملت كده بايدي مكنتش هرتاح ويمكن مكنتش هقدر أكمل حياتي... 
وبالرغم من دموعها ارتسمت بسمة خاڤتة دفعتها لقول 
_حبك عزز قوتي وعزيمتي يا بدر... أنا آآ بأحبك..... 
وكأن نسمة هواء باردة ارتطمت بجسده الحار فمنحته شعورا لا يوصف ود لو تمكن من ډفنها بين أضلاعه بتلك اللحظة فدنا منها ثم تأمل كل آنشن بوجهها وهو يهمس لها 
_نأجل الكلام الجميل ده لبكره ولا أيه رأيك 
ضحكت فسلبته قلبه وعواطفه فدفعها برفق وهو يخبرها بانزعاج 
_طب يلا بقى نروح لحسن وقوفنا بالمكان ده خطړ عليا وعليكي.. 
ازدادت ضحكا وهي تركض للغرفة لتستبدل ملابسها مجددا أما هو فتابعها بابتسامة عاشقة لأصغر تفاصيلها.. 

أحيانا يبدو المرء مرتبكا حينما يشعر بأن نظرات أحداهما تلاحقه هكذا كان حالها حائرة مترددة مرتبكة لا تعلم أي جهة تتطلع إليها تخشى أن يمسك بها الا يكفيها قلبها
 

تم نسخ الرابط