عينيكي وطني
المحتويات
ماكانت تشجع نفسها بالصبر لحين حضوره وبعدها تنحل كل مشاكلها مع عائلتها وعائلته .. فهو قوي وقادر على حماية من يحب ..في اليوم التالي اتى إليها عصام صباحا ببعض طلبات المنزل .. وجلس لدقائق فقط يحتسي قهوته وأخبرها انه فاتح والده بالموضوع والذي وعده بالبحث في الموضوع بمعرفة من يستطيع مساعدتهم في الأمر. . وفي اليوم الثالث حينما أتى عصام في موعده فاستقبلته الخادمة بوجه شاحب قبل أن تخرج اليه فاتن
مسحت دمعتها بكم جلبابها فقالت
عايزة امشي واشوف أمي ياسعادة البيه.. وانت أمرتني ماسيبش الهانم لوحدها .
تنهد وهي يثني قماش بنطاله قبل أن يجلس على احد المقاعد بصالة البيت
يابنتي ما انا بقولك اصبري يوم ولا اتنين تاني بس .. وان شاء الله هاديكي انا اجازة كبيرة بعدها من غير خصم مليم واحد من المرتب .
تدخلت فاتن التي خرجت من غرفتها وشاهدت حديث الفتاة
خليها تروح ياعصام وانا هاستناها هنا على ما تيجي.. تطمن هي على والدتها بس ياريت ماتتأخرش .
قالت الخادمة بلهفة
لا والنبي ياهانم .. قبل ما تغيب الشمس هاتلاقيني جيت هوا .. المهم بس اطمن عليها واشوفها .. موافق يابيه .
ماشي ياستي.. بس مافيش خروج غير بعد
ما انا امشي.
تهللت اسارير وجهها فقال هو امرا
فرحتي ياختي .. ياللا بقى اعمليلي فنجان قهوة على ماقولت الكلمتين اللي جاي اقولهم.. يالا .
من عنيا ياباشا .
قالتها بمرح قبل تذهب من امامهم سريعا .. فسألته فاتن
مافيش اخبار عندك ياعاصم.
قال بحزن
قالت بتوجس
خلاص ابتدي بالأول .
الاول ياستي هو ان عمك وابنه رجعوا تاني على الصعيد.. بعد مافقدوا الامل .. ووالدك بقى قالب الدنيا عليكي حسب ماعرفت .
اومأت رأسها بحزن عميق قبل ان تقول
طبعا دا المتوقع واللي عاملة حسابي عليه من الاول .. المهم بقى خلينا في الخبر التاني.
تبسمت بمرح لتمحو اثار الحزن من وجهها فقالت
بجد ياعصام.. يعني خلاص انا هاخلص
من مشكلتي بقى وارتاح.
قال خلفها بأمل
ان شاءالله ياستي اتمنى .
...
الطرق العڼيف على باب الشقة مستمر والصوت المزعج لجرس المنزل لا يصمت أبدا وهو ينظر إليها پصدمة. حتى خرج صوته اخيرا قائلا بتشتت
هو إيه إللي حصل بالظبط وانتي إيه اللي جابك أوضتي وانا إيه إللي نايمني فيها أساسا
كانت تهز رأسها بحركات غير مفهومة وتغمم بكلام لا يستطيع سماعه مع أصوات بكائها ونشجيها العالي .. كرر عليها سؤاله مرة أخرى بترجي
ابوس إيدك يافاتن فهميني.. إيه اللي حصل يابنت الناس
خرجت كلماتها من وسط بكائها فسمعها بصعوبة
انا كمان... مش عارفة حاجة.. انا كمان مش فاهمة.. بس الأكيد..هو إني صحيت فجأة.. لقيت نفسي بالوضع وعرفت اني ضيعت .. ضيعت.
مع ازدياد الحركة العڼيفة على الباب الخارجي نهض مضطرا يرتدي ملابسه ولكنه دنى منها فجأة وهو يغلق ازارار قميصه
أبوس أيدك يافاتن فهميني طيب .. مدام انتي صحيتي قبلي يبقى إكيد فاهمة حاجة عني.. هو انا اللي اتهجمت عليكي يافاتن ولا قربت منك وانا مش داري كدة بنفسي
رفعت رأسها اليه تنظر بعيناها التي ذبلت من البكاء ووجهها مغرق بالدموع و قالت بحدة
انا اول ما صحيت وحسيت بنفسي .. كان هاين عليا اۏلع فيك وكنت قايمة اجيب سکينة اغرزها في قلبك وانا مخي جايب فورا ان انت اللي عملت كدة فيا.. بس اللي انقذك مني هي ريحتك .
نعم!
قالها ببلاهة وعدم فهم .. فتفاجئ بها تجذبه من قماش قميصه تتشممها بأنفها فصاحت بوجهه
الريحة اللي هلت في مناخيري وانا بين الفوقان والنوم وكل حواسي متخدرة.. إلا حاسة الشم .. مش هي دي .. دي ريحة تانية.. شمتها انا كتير.. لكن مش ريحتك انت الغالية .. يعني مش ريحتك.
بوجه شاحب وصوت خرج بصعوبة وهي تبتلع في ريقها الجاف .. قالت ببعض التماسك رغم العواصف الهوجاء التي ټضرب بشدة داخل عقلها
وإيه اللي حصل بعد كدة
تتنهد بثقل قبل ان يجيب عن سؤالها وهو يحدق في الجالس بالقرب منها على الطاولة.. بوجهه الجامد وقد ذهب عنه حتى السخرية المريرة وكأنه عاد لقلب الأحداث رغم مرور السنوات .
الأفندي دا يقولك علي اللي حصل .. لأني اتفاجأت بيه وهو بيقتحم علينا الشقة زي الإعصار وعلى أؤضة نومي تحديدا كان محدد طريقه بالظبط.. وطربق الدنيا فوق دماغي انا والبنت الغلبانة .
التفتت رأسها اليه تنظر باستفسار فخاطبها بقوة قائلا
تفتكري يعني واحد ظبط حبيبته مع اعز صحابه وفي وضع زي ده.. هايبقى آيه رد فعله ساعتها
اذيتها!
لا طبعا انا ما بلمسش حريم انا بس هجمت على اخينا ده وفتحت مخه وهي بقى اعتبرتها مش موجودة ولا تستاهل تعبير مني أساسا .
بس هي كانت مڼهارة قدامك واترجيتك تصدقها
وانت لو مكاني كنت هاتصدقها
اطرق عصام بحزن يعتصر قلبه فهز رأسه نافيا
أكيد لأ .. انا مش ملاك .
ضړب علاء بقبضته على الطاولة وهو يقول ما بين أسنانه
ولما هو كدة إيه لزوم المحڼ ده بقى والقصص الرخيصة اللي بتسمعهانا بقالك ساعة
رفع عصام رأسه قائلا بانفعال
بقى بعد إللي حاكيته دا كله وانت لسة برضوا مش مصدق يابني أدم انت
ياعم وانا إيه بقى اللي يخليني اصدق القصة الهبلة بتاعتك دي من الأساس والدليل شوفته بعيني.. دا غير كمان انها طلعت في الاخر حامل.. يعني فكك بقى من التمثلية البايخة دي.
اغمض عيناه يائسا قبل أن ينقل أنظاره الى فجر الجالسة واجمة أمامهم .. تنظر إليهم بأعين خاوية.. فاقدة للحياة بهم .
وانت كمان يا انسة فجر مش مصدقة برضوا كلامي رغم علمك بأخلاق بنت عمتك
قالت بتعب
يا أستاذ عصام.. انا لا مصدقة ولا مكدبة ولا عدت فاهمة حاجة خالص .. انا حاسة نفسي واقعة في بير غويط دلوقتي والبير دا مالوش قرار.. ونفسي الاقي بقى مخرج من بحر الالغاز دة.. لكن مش عارفة.
يعني برضوا مش مصدقة.. طب ما سألتوش نفسكم انتوا الاتنين.. هي ليه مجابتش إسمي قدام والدها بعد الدنيا ما اتطربقت فوق دماغها هي لوحدها
صمتت فجر
متابعة القراءة