عينيكي وطني

موقع أيام نيوز

دققت النظر واكتشف الفرق الواضح بين الفتاتين .. رغم الشبه الكبير.. ضغطت بأسنانها على شفتها السفلى تتسائل بفضول 
ياترى مين دي اللي في الصورة ومحتفظ بصورتها ليه
وانتي مالك. 
شهقت منتفضة وهي تلتفت على مصدر الصوت عند باب الغرفة .. لتجده في أقل من الثانية..أصبح أمامها وكفه مطبقة على ذقنها ووجنتها بغل
طلعي الصورة اللي خبتيها ورا ضهرك بدل ما اخلص عليكي حالا .
صړخت پألم وهي تناوله الصورة 
الصورة أهي ياسعد..فك سناني هاينكسر في إيدك ..حرام عليك .
تناول الصورة ودفعها بقوة لټرتطم رأسها بالفراش ..وهو يتابع 
والمرة الجاية هاتبقى بطلوع روحك ان شاء الله ..عشان تحرمي تدخلي تفتشي في حاجتي تاني .
وضع الصورة بجيب سترته وهي كانت تدلك بأصابع يدها على وجنتيها التي اتعصرت بيده وفكها الذي كانت تأن عظامه الما.. ھجم فجأة يمسكها من تلابيب عبائتها
إيه إللي خلاكي تيجي تفتشي مخصوص هنا عالصورة
هزت برأسها تنفي مړتعبة من هيئته المخيفة
مافيش سبب ياسعد.. انا كنت معدية بالصدفة هنا في الشارع..قولت اطلع اطل عالشقة.. والصورة دي طلعت معايا بالصدفة وانا بدور على قلم الكحل اللي نسيته هنا في الدرج. 
قال باستخفاف
هه ..نسيتي قلم الكحل في الدرج.. ولقيتيه بقى ياحلوة
اومأت برأسها
ايوة طبعا وحطيته في الشنطة على طول ..تحب اطلعه من الشنطة تشوفه
تبسم بزاوية فمه المغلق وهو يترك عبائتها ويربت على وجنتها قائلا
لا مش عايز اشوفه يانيرمين.. انا واثق فيكي.. انتي بتقولي ان وحشتك صح وجيتي تطلي عليها .
اسرعت قائلة 
اه والنعمة صح زي مابقولك كدة .
طب قومي ياختي.. حضريلنا لقمة من الاكياس اللي برة دي.. خلينا نقضي مع بعض وقت حلو .
نعم !
نعم الله عليكي ياحبيبتي.. قومي يابت والبسيلي حاجة عدلة كدة ..بدل العباية السودة دي ..قومي يابت. 
نهضت مزعنة لأمره وهي تحدث نفسها بلوم 
انتي اللي جبتيه لنفسك يانيرمين .. كان مالك انتي بالصورة ولا صاحبتها !
..................................
بطرف عيناه كان ينظر نحوها وهو يقود السيارة التي تجري بهم في طرقات المدينة وهي جالسة بجواره بوجه عابس بالمقعد الأمامي .. عيناها محدقة امامها على الطريق صامتة پغضب .. عدة مشاعر مختلطة كان يشعر بها نحوها .. لقد كاد أن يفقد عقله حينما رأها ممدة على الأرض فاقدة للوعي ..جبهتها مصاپة وتذرف دما ..خوفه عليها أنساه الڠضب منها لجلوسها مع ألد أعدائه .. الخۏف الذي جعله يتنازل ويقبل بذهابها لمشفاه.. فكان الأهم عنده هو صحتها واستعادة وعيها..حينما فتحت عيناها الجميلة شعر بتوقف دقات قلبه من فرط الفرح بعودتها إليه .. فرحة تبددت فور ان عاد للواقع وتذكر جلستها في المقهى مع هذا الماجن!
عرفتيه ازاي 
اجفلت من شرودها سائلة 
نعم!! انت بتكلمني 
ايوة بكلمك واسألك.. الزفت ده عرفيته منين 
زفرت حانقة فقالت بسأم 
انت هاتسأل وتتعبني من تاني .. ما انا قولتلك إني تعبانة ومش حمل كلام. 
ماشي ياست البرنسيسة ..هي إجابة السؤال ده بس وبعدها مش هاسألك تاني .
تنهدت بيأس قبل ان تجيبه
اولا دا كان مدير المستشفى بتاعة ابراهيم وتعرفنا عليه هناك لما سأل عنك .. وعشان تريح نفسك ..انا اللي اتصلت بيه النهاردة عشان اسأله .
تسأليه عن إيه 
صمتت ولم تجيب فاردف هو 
فهمت على فكرة من غير ما تقولي .. بس اللي ماتعرفهوش انتي بقى ..إن الزفت ده هو السبب في كل المصاېب اللي....
كفاية ابوس إيدك .
قالتها بمقاطعة وهي تضع كفيها على جانبي رأسها بتعب.. وتابعت 
انا تعبانة دلوقتي ومش حمل أي كلمة ولا معلومة حتى .. ممكن تسيبني اريح بقى على ما توصلني البيت .
اومأ برأسه موافقا
ممكن .. بس انتي هاتقولي لأهلك إيه على البطحة دي 
اشاحت وجهها تردف 
هاقول اني اتزحلقت في الشارع ووقعت على دماغي .
................................
وقعتي على دماغك! يادي المصېبة السودة..انا كنت عارفة ان ليلة امبارح مش هاتعدي على خير ولازم هايجي بعدها نكد .
صاحت بها سميرة بجزع وهي تتفحص رأس ابنتها المصاپة.. خرج على أثرها شاكر من غرفته مجفلا
في إيه ياسميرة ونكد إيه إللي بتقولي عليه
هتفت بجزع وهي ټضرب على صدرها 
تعالى ياابو إبراهيم.. شوف بنتك اللي خرجت زي الوردة المفتحة ورجعالنا دلوقتي مربطة رأسها بالشاش والقطن وماقدراش تتكلم 
اقترب شاكر من ابنته الجالسة على مقعد السفرة مطرقة رأسها پألم يتفحص جرحها
مالك ياعيون ابوكي ..ايه اللي حصلك 
هزت رأسها صامتة وقد اشتدت الالام رأسها ..فهتفت زوجته 
أهي مقدراش تتكلم ياشاكر ..انا كنت عارفة ان العين هاتصيب حد من عيالي انا كنت عارفة .
هتف عليها بصرامة 
خلاص ياسميرة بطلي بقى كلامك ده .. المهم يابنتي في حاجة تاني في جسمك اټأذت. 
بصوت خفيض قالت 
الحمد لله يابابا.. مافيش حاجة تاني غير بطحة الدماغ دي .
تمام يابنتي.. بس انتي ليه مابلغتناش نلحقك في المستشفى ولا العيادة اللي روحتيها بدال ماتوقفي بطولك هناك وانتي

تعبانة 
ها. 
فتحت فاهها مجفلة لا تدري بما تجيب .. لتفاجأ بطرق خفيف على باب الشقة وصوته يهتف 
عم شاكر .. ياست ام ابراهيم .
اجاب الرجل وامرأته ببشاشة 
اتفضل يابني واقف ليه عندك هو انت غريب
حدقت به وهو يدلف لداخل الشقة فجحظت عيناها پصدمة وهي ترى ما يمسكه بيده وهو يتكلم بدماثة وزوق
مساء الخير ياجماعة .. انا جيت بس اسلم الانسة فجر شنطتها اللي نسيتها معايا في العربية .
هي كانت راكبة معاك في العربية
صدرت من سميرة بصوت يشبه الصړاخ من دهشته.. 
اغمضت فجر عيناها يائسة .. لتكتمل معها ماسي هذا اليوم الطويل والغريب.. تنحنح هو قبل يجيبها
اصل انا كنت معدي بعربيتي في الشارع اللي وقعت فيه الانسة فجر ساعة ما وقعت .. 
قاطعه شاكر سائلا
هو انت اللي وصلتها المستشفى
القى نحوها نظرة بمغزى قبل ان يومئ برأسه موافقا.. فهللت سميرة ببشاشة وهي تنقل نظراتها بينه وبين ابنتها 
اسم النبي حارسك يابني وصاينك.. راجل وشهم.. مايفوتكش واجب وعلى كده بقى انت اللي وصلتها هنا بعربيتك .
كادت ان تبكي مڼهارة أمامهم.. ولكنها تماسكت بصعوبة ..قال هو مبتسما ببرائة 
طبعا ياخالتي سميرة.. دي اصول وواجب عليا .
القت نظرة قاټلة نحو ابنتها وهي تربت على صدره..
والنبي ياحبيبي .. انت مافيش منك ولا زيك في الدنيا كلها .
تمتمت فجر بداخلها 
فاضل بس تدعي عليا قدامه وتقولي هو خسارة فيكى وبكرة ياخد ست ستك .. عشان يكمل مسلسل الذل .
اكمل شاكر على قول زوجته 
انتي بتقولي فيها ياام إبراهيم.. انا عن نفسي ما شوفتش في حياتي كلها حد بشهامته ولا جدعنته .
عم علاء .
الټفت الجميع على صوت إبراهيم وهو خارج من غرفته بالعكاز وكما توقعت تماما هرول نحوه يحمله بحب .
حبيبي انت ياابوخليل .. تاعب نفسك ليه بس وخارج .. مش تنده عليا عشان اجيلك بنفسي. 
ضړبت بيدها على الجزء السليم من جبهتها ..تهمس 
يارب بقى ..عدي أم اليوم دا على خير.. انا خلصت.
..................................
إنت صحيح وصلت فجر للمستشفى النهاردة ياعلاء 
رفع رأسه عن الهاتف يجيب والدته
ايوة فعلا.. وانتي عرفتي منين بقى ياام علاء 
جلست بجواره على الأريكة قائلة بمرح
عرفت من امها ياحبيبي.. دي فضلت تتشكر فيك يجي ساعة.. وتهنيني انا بقى علي تربيتي الصالحة في ولادي .. ان كان انت ولا حسين كمان .
قال بابتسامة 
حسين كمان! وانت قولتي إيه ياست الكل 
يعني هاقول ايه بس يابني في موقف
تم نسخ الرابط