عيلة الدهبي بقلم ريم خالد

موقع أيام نيوز

الجزء الاول
_ عيلة الدهبي مش بيأجروا للستات !
رديت بأستغراب_ يعني اي 
سندت ضهرها علي الكنبة وهي بتقولي بقلة حيلة
_ زي ما سمعتي يا ريم مفيش إيجار في شارع الدهبي.
قعدت قصادها وأنا بقولها بعصبية
_ هو اي العنصرية دي وبعدين مين أداهم الحق دا 
حطت ماما أيديها علي دماغها وهي بتقولي 
_ ريم خلاص بقا هنعمل اي يا نشوف مكان تاني يا نعمل زي رمضان اللي فات وخلاص !

رديت بزهق_ نعمل زي رمضان اللي فات مش ناسية المشاكل والبيت اللي أتبهدل بسبب الشغل 
ردت ماما بزعيق يدل علي خنقتها وهي بتقولي 
_ أعمل اي يعني أروح أخد المكان بالعافية !
بصيتلها وسكت لما حسيت بخنقتها شالت طرحتها وهي بتقوم من مكانها وداخله الاوضة وهي بټضرب كف علي كف وبتردد ..
_ لا حول ولا قوه الا بالله اللهم ما أني وكلتك أمري .
كنت متبعاها بعيني وهي داخلة الاوضة سندت ضهري علي الكنبة وأنا بعض في شفتي بغيظ من أسلوب شارع الدهبي الغريب اللي واضح فيه عنصرية كبيره ..
تاني يوم الصبح صحيت قبل ماما ونزلت من البيت ووجهتي هي شارع الدهبي لازم أوصل لحل معاه مهما كان وصلت الشارع بصيت من برا كان شارع طويل وكان شارع يدل علي الرقي وكل اللي فيهم فعلا رجالة مفيش ستات غير اللي واقفين في البلكونات وهما سكان الشارع لاكن الرجالة ماليه الشارع دخلت بتوتر وأنا بقدم رجل وأخر رجل لحد ما وقف قدامي شاب طويل ماسك صنية عليها قهوه وشاي 
_ لا تشكر أبعد عن السكة ..
حاولت أبعد بس وقف قدامي تاني وهو بيقولي 
_ إحنا بس عايزين نخدم !
أخدت نفس عميق وبصيتله بقوه وأنا بسأله ..
_ فين كبير الشارع دا 
رفع حاجبه فجاه وضحك بسخرية وهو بيقولي .
_ عيلة الدهبي كلهم كبار الشارع عايزه مين فيهم 
بصيت حواليا لحد ما وقع عيني علي المكان اللي مكتوب عليه للإيجار ورجعت بصيتله وهو
منتظر 
_ اللي أقدر اتكلم معاه في إيجار المحل دا !
بص علي مكان صوباعي اللي بيشاور علي المحل ورجع بصلي في نفس الثانيه وهو بيقولي .
_ انتي متعرفيش التعليمات ولا اي 
حطيت ايدي علي وسطي وأنا بقوله ..
_ ما تقولي أقدر أتكلم مع مين بدل الكلام الكتير دا 
هز رأسه وهو بيقولي _ تعالي ورايا .
رديت بسرعه _ لا قول فين وأنا هروح ..
ضحك وهو بيشاورلي علي معرض سيارات محطوط عليه يافطه كبيره باللون الاصفر اللامع مكتوب عليه أسم الدهبي هزيت رأسي قالي وانا بمشي ..
_ اسمه عمر الدهبي
شكرته أتحركت من قدامه ناحية المعرض وقفت دقيقه وأنا بجمع كلامي وفتحت الباب الازاز بهدوء وأنا بدخل لجوا لفيت بعيني في المعرض لحد ما وقع عيني علي شاب قاعد علي مكتب وفي أيده الفون وعينيه متبعاني بسكوت أتخضيت ورجعت خطوه من نظرة عينيه اللي كان تأثيرها قويه وقفت شويه لحد ما هو شاورلي بأيديه أني أققرب عليه أتنهدت بقلق وأنا بقرب منه بهدوء
_ استاذ عمر 
قام وقف برقي وهو بيقولي ..
_ أيوه أتفضلي 
رفعت عيني في عينه وأنا بقوله بتوتر
_ أقدر أتكلم معاك شويه !
بصلي بتفاجئ ولاكن تمالك نفسه بسرعه وهو بيشاور علي الكرسي وهو بيقولي 
_ أكيد اتفضلي.
قعدت وأنا بفرك في أيدي بتوتر وهو متابعني لحد ما أتعدلت في قعدتي بسرعه وأنا بتكلم
_ ليه العنصرية 
رفع حاجبه بتفاجئ للمره التانيه وعينيه قلبت علامة استفهام وهو بيقولي
_ عنصرية أي يا آنسه هو أنا كلمتك 
أتشنج جسمي وبدأت أتكلم معاه ..
_ أيوه طبعا عنصرية يا أستاذ عمر ممكن أعرف ليه حضرتك رافض شغل الستات عندك في الشارع مش دي عنصرية برده ضد الستات 
كان هيتكلم وقفته وأنا بسبقه في الكلام ..
_ حضرتك تعرف أن 80 من عائلات مصر
تعولها ست أكيد عارف يبقي ليه بتمنع حتي أنك تأجر حته مكان لا راح ولا جه لواحده طلبته عشان تفتح علي نفسها باب رزق وأحنا داخل علينا شهر كريم 
كان بيبصلي وهو مرجع ضهره لورا وبيستمعلي بهدوء لما ملقيتش رد كملت كلامي
_ كدا متهيألي عرفت فين العنصرية مش من حقك أنك تمنع حاجه زي كدا لواحدة طلبت منك مساعده يعني بدل ما تقف معاها وتدعمها لا تقلل من همتها وتمنع شغلها حقيقي مش عارفه اي وجهة النظر الغريبه دي 
كانت عينيه بتبصلي بتقييم لحد ما خلصت كلامي قرب من المكتب تاني وهو بيقولي 
_ تمام هل حضرتك خلصتي 
ميلت برأسي شويه وأنا ببصله بغيظ ..
_ مش مقتنع !
ضحك وهو بيسند علي المكتب قصاده وهو بيقولي 
_ لا طبعا كلامك فوق دماغي بس زي ما سمعتك تسمحي تسمعيني 
رده الهادى أحرجني ورجعت ضهري لورا وأنا بقوله 
_ أكيد أتفضل ..
أتنهد بهدوء ورجع بصلي وهو بيقولي ..
_ أنا من صغري متربي علي أحترام المرأة ومقدرش أققل من مكانها لا في المجتمع ولا في الحياة عموما وكل الاحترام والتقدير لأي امرأة تعول أسرتها احنا بنقدم المساعده أننا نكون مسؤولين عن الام وأولادها بدل ما تتعرض للمضايقات تقعد في بيتها معززه مكرمة وكل طلباتها مجابه دا اللي إحنا بنقدمه قصاد منعها أنها تأجر في الشارع عشان برده لا نكون ظلمنا ولا أتظلمنا ..
أخد نفس عميق وهو بيبص في عيني وكمل كلامه ..
_إحنا القرار دا مش رخامه ولا غتاته لو حد طلب مساعدتنا اكيد مش هنتأخر بس أننا نديها محل وتكون وسط كل الرجالة دي في الشارع اكيد مش هتخلي من المضايقات والمشاكل ودا اللي إحنا مش عايزينه ولا عايزين ولا ست تتعرضله علي الاققل في شارع الدهبي احنا بنحافظ علي الست من مضايقات بتتعرضلها دا كل غرضنا !
سمعت كلامه بعدم اقتناع كان ظاهر ورديت عليه 
_ ويعني بدل ما تكون جدار حماية ليها من المضايقات اختارتوا الاسهل أنها تتعرض للمضايقات برا عن شارع الدهبي وبرا عنكوا خالص يعني انتوا والدنيا عليها ..!
ضحكت بسخرية وضيق وأنا بكمل كلامي ..
_صدقني لما سمعت رأيك اتأكدت أن القرار من أوله لأخره ظالم في حق المراه اللي حضرتك بتحترمها !
بصيتله بأستهزاء عند اخر كلمه كان في كلام كمان جوايا وحقيقي مقدرتش أسكت 
_ حضرتك متأكد أن الستات
بتتعرض لمضايقات كتير في الشوارع حتي لو مش شغالة مجرد أنها ست بتتعرض كان بدل فرض قرار ظالم زي دا كنت فرضت قرار تاني هيكون بيعبر عن كونك شخص متربي علي احترامها وهو أن اي ست عايزه تفتح باب رزق ليها ولأسرتها في شارع الدهبي فهو مفتحولها في أي وقت وهتكون في حماية الدهبي واللي هيتعرضلها بأي مضايقة بأي شكل من الأشكال هيكون أتعرضلنا إحنا.!
أخدت نفس عميق وأبتسمت ابتسامه سمجه وأنا بقوله وأنا ببص في عينيه المصدومه وكأني فجأته باللي هو عارفه ومخبيه
_ اي رأيك في القرار متهيألي افضل من القرار الاولاني !
قمت وقفت وأنا بقوله..
_ اسفه لو ضيعت وقتك وشكرا انك سمعتني ..
كنت لسه همشي لاكن وقفني بصوته وهو بيتحرك ناحيتي وقف قدامي وبان فرق الطول اللي كان واضح بس وضح أكتر وخلاني ندمت علي كل كلمه قولتها بس تماسكت
تم نسخ الرابط