رواية روعة كاملة
المحتويات
و قلتيلى على حكاية المشغل ولقيتك مرة واحدة اتحولتى و اتنرفزتى عليا و سيبتينى و مشيتى بعد ما سمعتينى كلمتين فى العضم .. مابقدرش امسك نفسى من الضحك
رهف بابتسامة و اشمعنى بقى
ليجذبها مراد الى احضانه قائلا بحب يومها حسيت انى متلخبط و عمال اسأل نفسى .. مين دى
رهف مش فاهمة
مراد يومها حسيتك خطفتيني بقى نفسى ترجعى و تكملى كلامك معايا و تفهمينى و تحكيلى اللى جواكى اكتر و من وقتها .. كنت كل ما الاقى عمى قال لك كلمة تضايقك كنت اتضايق و ازعل على زعلك لدرجة ان يوم ما قاللنا على موضوع جوازه من تالا و زعقلك و طلعتى تجرى على اوضتك مابقتش عارف اعمل ايه و لقيتنى فضلت اتحايل عليه يصالحك قبل ما ينام
مراد بابتسامة و هو يصمها تحت جناحه و بمۏت فيكى كمان يا بنت عمى
بعد مرور يومين كان سليمان بمكتبه و بجواره تالا و هو يتحدث فى الهاتف مع زيد و جاسر و مؤمن مكالمة جماعية و كان يقول الشحنة خلاص قدامها خمس ايام بالكتير و توصل الحدود
زيد تمام اوى و يا ترى بلغت المنظمة بمعاد التسليم و المكان
زيد حلو اوى و عموما قدامنا وقت اننا نعمل ترتيباتنا
سليمان تقصد انهى ترتيبات
جاسر اكيد يقصد التأمين طبعا
سليمان لا ماتقلقش .. انا الجارد بتوعى ..
مؤمن ضاحكا جارد ايه بس يا سليمان بية الحاجات دى بتبقى محتاجة حراسة مسلحة تسليح عالى زى بتاعتنا كده
زيد طب ماتسيبنا احنا المرة دى نقوم بالمهمة دى عشان تعرف الفرق بين تسليحنا و تسليحك صدقنى لما تجرب الناس بتاعتنا مش هتستغنى عنهم ابدا تانى
سليمان تقصد انى ما اخدش الجارد بتوعى معايا
زيد مين قال الكلام ده معاك طبعا بس مع رجالتنا .. لازم نبقى متطمنين و خصوصا انك هتستلم مبلغ مش قليل ابدا .. و اللا ايه
زيد طب ما نلفت و ايه المشكلة
سليمان بقلق ايه الكلام اللى بتقوله ده
جاسر ضاحكا بالراحة على سليمان بية يا زيد باشا دى اول مرة يتعامل معاك
زيد اسمع يا سليمان بية احنا خلال الكام يوم اللى باقيين دول .. هنطلع تصريح برحلة سفارى فى الصحراء الغربية للاستكشاف
زيد و اللى هيقدمه الدليل بتاعنا و هيحدد عددنا و طبيعى ان الرحلات الاستكشافية بتبقى معداتها مش قليلة ابدا و لازم تبقى متسلحة لانها بتبقى متعرضة لهجوم اى حيوان مفترس او قطاع طرق يعنى هنتحرك رسمى و اى حد هيعترضنا او حتى يشك فينا لما يشوف التصاريح مش هيقدر يتكلم نص كلمة
مؤمن ضاحكا انت ناسى انى خبير تربة و اللا ايه يا سليمان بية طب دى الحاجة الوحيدة اللى بستفيد بيها من شهادتى
سليمان و عينيه تلتمع اعجابا بتخطيطهم كل يوم بيعدى زعلى بيزيد انى ما عرفتكمش و لا اشتغلت معاكم من زمان
زيد لا ماتزعلش و لا حاجة و بعدين لسه اللى جاى احلى و احلى
و ماتنساش اننا هنبقى نسايب
سليمان و هو يغمز بعينيه لتالا التى كانت تتابع حديثهم من خلال مكبر الصوت و احلى نسايب كمان
مؤمن تمام يا جماعه انا هخليهم يبتدوا يطلعوا التصاريح هتاخد منى يومين بالظبط و اول ما كل حاجة تبقى جاهزة هديكم التمام
و بعد انهاء المكالمة قال سليمان لتالا فعلا الناس دى تستاهل كل الكلام اللى سمعناه عنهم و برغم انى كنت فاكر ان جاسر هو اللى سايق و مؤمن ماشى فى ديله اتضح ان مؤمن دماغه ماتقلش ابدا عن جاسر
تالا بابتسامة واسعة بس طبعا زيد دماغه اعلى من الكل
سليمان عندك حق الا هو ماجابلكيش سيرة جوازكم تانى
تالا جاب طبعا
سليمان قال لك ايه
تالا بغرور قاللى انه لولا العدة بتاعتى كان زماننا اتجوزنا و ان فرحنا هيبقى تانى يوم ما عدتى تخلص على طول
سليمان و ناوية تعلنى امتى عن الحكاية دى
تالا بتحذير اوعى يا دادى تقول لاى حد زيد محذرنى من انى اجيب سيرة دلوقتى لاى مخلوق مهما ان كان هو مين
سليمان بضيق و ليه بقى .. ايه .. ناوى يرجع فى كلامه من تانى
تالا لا طبعا .. بس قاللى ان مدكور عنيد و ممكن لو سمع اى طراطيش كلام عن ارتباطنا اثناء العدة يعمل لنا مشكلة او يردنى لمجرد العند
سليمان بتفكير وجهة نظره برضة مظبوطة و مدكور فعلا ردود افعاله ماتنضمنش
بمنزل زينب .. كانت رهف و هدى بصحبة امينة و جميعهم يقومون بتجهيز حقائبها لنقلها الى منزل الزوجية فى جو من الفرحة و البهجة و كانت هدى قد اتت بجهاز الاسطوانات الخاص بها و قامت بتشغيل الاغانى الخاصة بالافراح و كلما قاموا بالانتهاء من حقيبة و غلقها تقوم هدى بالرقص المصاحب باطلاق الزغاريد و التى كانت تميمة تقلدها بمرح شديد
حتى دخلت عليهم زينب و هى تحمل صينية كبيرة و عليها العديد من الصحون الممتلئة باشهى الاطعمة و قالت بسعادة ياللا يا بنات عشان ناكل لنا لقمة احنا من الصبح ما دقناش الزاد
لتنظر رهف الى ساعة يدها قائلة يا خبر ابيض دى الساعة داخلة على خمسة
زينب حقك عليا يا بنتى جوعتك و جوعت ابنك معاكى تعالى ياللا عشان تاكلى
رهف ابدا يا دادة انا ما جوعتش بس مراد زمانه رجع و مش عارفة هياكل و اللا ايه
زينب و هى تناولها صحنا مملوءا بالطعام مراد مع انور فى الشقة بيتمموا على العفش اللى وصل و انا بعتتلهم الغدا على هناك
امينة باستنكار بعتتيلهم اكل على هناك ازاى يا ماما الشقة ريحتها هتتقلب بالاكل و الريحة هتفضل فيها و مش هتخرج منها
زينب و هى تطعم تميمة تعالى كلى و ما تقلقيش انا نبهت عليهم ياكلوا على السطوح او على السلم
لتضحك هدى بشدة و هى تقول لرهف دى احلى حاجة تزلى بيها مراد ان اليوم اللى ما بياكلش معاكى فيه بيبقى اخره ياكل على السلم
رهف طب و ايه يعنى لو اكلوا فى الشقة يا ست امينة ما لسه البنات هتروح تنضفهالك و تفرشها يعنى برضة مش هيفضل فيها اى روايح
امينة برفض لا يا ستى ماحدش ياكل فى شقتى قبلى
هدى باستنكار شفتى الطفسة كل اللى هاممها الاكل و بس
رهف المهم يا ست امينة الفستان بتاعك خلص و عاوزاكى تقيسيه .. اجيبهولك هنا و اللا تيجى تقسيه عندى
امينة بعتاب اخص عليكى يا رهف طب ليه ما جيبتيهوش معاكى
رهف و هى تشير الى المكان من حولها اجيبه فين ان شاء الله وسط كل الكركبة دى عاوزاه يتبهدل
امينة طب ما انتى اهو بتخيرينى تجيبيه و اللا اجيلك
رهف ماهو الكركبة دى اخرها النهاردة ان شاء الله انور هييجى ياخد كل الشنط دى يوديها الشقة فالمكان هيروق وانتى حرة بقى اختارى
مضت الايام التالية بالنسبة لرهف مابين تحضيرات الزفاف و متابعة سير خط الانتاج بتركيا من خلال الكونفرس
و مدكور يتابع العمل بالمجموعة بمساعدة مراد الذى قسم وقته بين العمل و مساعدة انور و الاهتمام برهف الذى راقها التغيير الجذرى الذى استشعرته فى معاملة مراد لها
اما سليمان و تالا فكان انشغالهم الكلى بترتيبات سفرهم لاتمام الصفقة المتفق عليها .. حتى اتى موعد التسليم بالصحراء الغربية و الذى صادف موعد زفاف امينة و انور باسيوط
فى اسيوط .. كان حفل الزفاف مقاما فى حديقة المنزل الذى اهداه مدكور لامينة و كان مدكور و هدى و رهف قد عرضوا على العروسين ان يكون حفل الزفاف بقصر العزيزى و لكن كان الرفض البات من زينب التى اصرت ان يكون زفاف ابنتها على الارض التى كانت شاهدة على احلى ذكرياتها حين قالت لامينة الارض دى زمان .. كان ابويا مأجرها و بيزرعها و كنا عايشين من خيرها انا و هو و ستك و كانت مكفيانا و موفيانا لحد ما جدك ماټ الله يرحمه و هو شغال فى قلبها و امى من حزنها عليه راحت وراه
و من بعدهم ابوكى الله يرحمه لما لقانى متعلقة بالارض دى حافظ عليها و بقى هو اللى يزرع و يقلع فيها لحد ماهو كمان رجع للى خلقه و فضلت الارض قدامى و حسيتها هتضيع و طبعا انا لا بعرف ازرع و لا اقلع فرجعتها لمدكور بية
و رغم انه عرض عليا يشوفلى حد يهتم بيها بس حسيت انى ما كنتش هعرف اصلا اتابعها
و عشان عارف غلاوتها عندى اختارها هى بالذات دونا عن اى حتة ارض تانية عشان يهاديكى بيها .. عشان فيها عرق جدك و ابوكى من بعده و نفسى فرحك يبقى فوقها .. يمكن يحسوا بيكى و يتطمنوا عليكى يا بنتى
و بالفعل كان الزفاف فى حديقة المنزل و التى كانت رغم بساطتها الا انها كانت تتمتع بالجمال الذى يشيع البهجة فى التفوس
و لم يفت هدى ان تضفى بلمساتها على المكان رونقا خاصا حولته الى ما يشبه قاعات الافراح الفخمة
اما مراد .. فقد تكفل بالبوفية حيث تم الاتفاق مع احد الفنادق الكبرى باسيوط على اعداد البوفية بجميع مشتملاته و حين حاولت زينب الاعتراض قال لها مدكور بحزم جرى ايه يا زينب .. هى امينة دى مش بنتى و اخت مراد و رهف مش كفاية صممتى انها ماتخرجش يوم فرحها من البيت اللى طول عمرها متربية فيه كفاية اوى عليكى كده و سيبيلنا احنا بقى الباقى
لترضخ فى النهاية الى ما تم اقراره لتتفرغ للاحتفال بابنتها الوحيدة
اما بسيوة فكانت قافلة من سيارات الدفع الرباعى على الطريق تستعد للاتجاه الى الحدود الغربية
و كان سليمان بصحبة تالا و زيد بسيارة و جاسر و مؤمن بسيارة اخرى و حولهم ما لا يقل عن عشر سيارات اخرى تمتلئ برجال الحراسة و هم على اعلى درجة من التسليح
و كان سليمان يقول بشئ من الغل عرفت ان مدكور عامل فرح النهاردة للولد اللى بيشتغل عنده الراجل ده لازم يتصفى
تالا بفضول تقصد ېموت
سليمان طبعا .. و خصوصا بعد ما عرف سرى و كمان تاريخ
زيد و كان ابتدى يشك فى جاسر و مؤمن كمان .. مش لازم يفضل عايش ابدا .. بقى خطړ علينا كلنا
تالا بتردد ممكن
متابعة القراءة