رواية روعة كاملة
المحتويات
انتهى ذهب ليفتح الباب ليجد هدى تدخل مندفعة الى الداخل و تغلق الباب خلفها و معالم الڠضب ترتسم على وجهها بشدة ليقول بقلق فى ايه مالك .. حصل حاجة و اللا ايه
هدى بغيظ عاوز يحصل ايه اكتر من كده يعنى انا مش فاهمة
مراد ماتتكلمى على طول يابنتى مالك
هدى بعتاب حاد ماهو بصراحة كده ماتزعلش منى اللى انت بتعمله ده ما فيهوش اى مراعاة لشعور البنى الادمة اللى على ذمتك
هدى بامتعاض مش لما تبقى تعمل حاجة صح من اصله يعنى انت تيجى لحد اسيوط و تقعد هنا كل ده و تيجى وقت معاد المناقشة و تسيبها و تسافر
مراد و انا يعنى وجودى فارق معاها فى ايه انا مش فاهم بنت عمك اصلا مابقيتش تطيق تبص فى وشى و على طول قاعدة بعيد عنى و متجنباتى و كانت الاول عاملة تيمو حجتها عشان كل واحد فينا يبقى فى اوضة و لما انتى جيتى بقت تطلع من العشا و تقفل اوضتها على نفسها عشان تقطع عليا اى تواصل ممكن يبقى بينى و بينها
مراد انا ما عملتش حاجة غلط انا كل اهتمامى بشغلى و بشغلى و بس لا روحت بصيت برة و لا عملت علاقة مع اى واحدة تانية و رغم ذلك انا حاولت يا هدى و لسه بحاول لكن فى حاجات رهف بتعملها معناها انها خلاص مابقيتش عاوزانى انا سايبها بمزاجى و مش عاوز اضغط عليها و على اعصابها عشان الرسالة بتاعتها لكن اكيد مش هسكت اكتر من كده و انتى بدل ما تيجى تهاجمينى بالشكل ده خليكى حيادية على الاقل عشان تفهمى ان لو انا غلطت قبل كده من غير ما اخد بالى فغلطات رهف دلوقتى كترت اوى و زيادة عن اللزوم و لو كنت عاذرها دلوقتى فمش هعذرها بعد كده
ثم تركها و ذهب و هى تقف مذهولة من حديثه و لا تدرى كيف استطاع ان يعكس الاحداث بتلك البراعة المتناهية
اما فى القاهرة .. فقد كانت تالا هى المدعوة الرئيسية و الوحيدة فى احتفال فاخر اقامه لها زيد بمناسبة انفصالها عن مدكور و كانا يجلسان بشرفة احد الفنادق الفاخرة فى معزل عن الجميع حين قبل زيد يديها قائلا بسعادة لو قعدت اوصف لك من هنا لبكرة انا مبسوط اد ايه انك بقيتى حرة مش هقدر برضة اوصل لك احساسى بدقة
زيد انى هقدر اخدك ليا و ليا انا و بس انتى ماتعرفيش انا اول ما عينى وفعت عليكى حصللى ايه
تالا من تحت اهدابها عندى استعداد اسمع
زيد ببحة رجولية رائعة اول مرة عينى تقع على ست و ما اقدرش اشيل عينى عنها بسهولة .. وقت ما عينى وفعت عليكى حسيت انك خطفتيني
تعرفى كمان انى انبسطت ان مدكور رفض انه يشترك فى المشروع بتاعى و ان سليمان بية هو اللى هيبقى معايا فيه لوحده
زيد لانى ماكنتش هقدر ابدا انى اشوفه معاكى و هو بيتعامل معاكى قدامى على انك ملكه
تالا بغرور بس انا عمرى ما كنت ملك حد
زيد بتملك هتبقى ملكى .. ملك زيد السليمى
ثم اقترب منها هامسا و يوم ما ده يحصل هخليكى ملكة متوجة على عرش قلبى
تالا بفضول و اشمعنى انا اللى هتعمل معاها كده
تالا باستغراب بسرعة كده
زيد مش فى اغنية بتقول من نظرة عين اهو انا حبيتك من نظرة عين
تالا و هى تردد الكلمة بذهول حبيتنى
زيد بتأكيد عشقتك .. مش حبيتك و بس
ليصيب تالا بعض التيه و هى تفكر فى كلمات زيد الذى لاحظ شرودها ففرقع باصابعه امام عينيها و ما ان انتبهت إليه قال اوعى تسرحى طول مانتى معايا عاوزك طول الوقت معايا لوحدى بكل كيانك
تالا بذهول ازاى بتقول ان عمرك ماحبيت و بتعرف تقول كل الكلام الحلو ده
زيد لان مش انا اللى بكلمك يا حبيبتى ده قلبى
تالا حبيبتك
زيد حبيبتى و عمرى كله اللى جاى .. تعرفى
تالا هااا
زيد من يوم ما ابتديت اشتغل و انا حاطط فى بالى ان هييجى عليا يوم و اتجوز و يبقى عندى ولاد و كانت كل ما الفكرة تيجى على بالى .. كنت اشتغل اكتر و اكتر عشان كنت واخد قرار انى يوم ما اتجوز لازم اتجوز اللى ټخطف قلبى و لازم ابقى مستعد انى اتفرغ لها عمرى اللى باقى
تالا مش فاهمة
زيد اقصد انى تعبت اوى فى حياتى على ما قدرت انى اكون المليارات اللى عندى دى كلها عشان لما اتجوز الانسانة اللى تشغل قلبى هعتزل كل حاجة و اعيش معاها فى سلام
تالا تقصد انك هتبطل شغل بعد ما نتجوز
زيد مش كل الشغل .. لكن السلاح بالذات لازم ابطله
تالا غريبة رغم ان معلوماتى بتقول ان تجارة السلاح اساس معظم ثروتك
زيد حقيقى و عشان كده قررت ان كده كفاية
تالا اشمعنى
زيد عاوز مراتى و ولادى يعيشوا فى امان مانتى فاهمة ان مخاطرها كتير كنت فاكر انك فاهمة ده من نفسك بما انك مع سليمان بية خطوة بخطوة
تالا حقيقى انا مع دادى فى كل تفصيله لكن لحد دلوقتى ماشفتش حاجة اقلق منها
زيد و لا حتى البوليس
تالا لا طبعا .. اكيد البوليس بيبقى ليه احتياطات خاصة
زيد بمرح احتياطات زى ايه بقى .. احكيلى يمكن منكم نستفيد
تالا اكيد اول حاجة عملناها كانت اختيارنا للناس اللى بتشتغل معانا ناس مصحصحة .. عندها خبرة فى كيفية التعامل على الحدود و الاهم كان الغطا المناسب للشغل ده و طبعا شغلنا مع مدكور كان الغطا ده سمعته نفعتنا كتير فى انها تبعد عننا العيون
زيد بس ده مش كفاية ابدا انهم يحموكم
تالا الاهم من كل ده .. ان عندنا التاس اللى على استعداد كامل انها تشيل الليلة لو حصل أى حاجة
زيد مش فاهم
تالا فى ناس بتشتغل معانا و هى عارفة ان لو فى اى وقت البوليس وصل لاى حاجة هيعترفوا ان هم اللى ورا كل حاجة و اننا بعيد عن كل ده
زيد و الناس دى ايه اللى يجبرها تروح للاعدام برجليها
تالا الفلوس
زيد و هيعملوا ايه بالفلوس و هم ميتين
تالا هيأمنوا مستقبل أولادهم اللى احنا هنتكفل بيه بالكامل
زيد و ده حصل قبل كده
تالا مرة واحدة من حوالى عشر شهور .. و كانت شحنة صغيرة جدا حرس الحدود قدر يظبطها اثناء نقلها و واحد منهم شالها
زيد اعتقد انى سمعت عن الشحنة دى مش دى اللى اتحكم فيها على المتهم بخمسة و عشرين سنة
تالا ايوة هو
زيد و دفعتوله كتير على كده
تالا سبعة مليون جنية راحت يوم الحكم لولاده ده غير مرتب شهرى لسه شغال لحد النهاردة
زيد بابتسامة كنت فاكر دادى هو اللى بيقوم بالتفاصيل الصغيرة دى لوحده و كنت فاكرك قطة سيامى ماكنتش اعرف انك قطة شرسة بالشكل ده
تالا بدلال و يا ترى دى حاجة كويسة و اللا حاجة وحشة
زيد احلى حاجة فى الدنيا كلها
تالا اقول لك على سر
زيد و سرك فى بير
تالا انا اول مرة احس انى مبسوطة كده احساس عمرى ما جربته
ليقبل زيد يديها قائلا اوعدك طول مانتى معايا هتجربى حاجات كتير ماعيشتيهاش قبل كده
..
فى قصر العزيزى .. كان وقت آذان الفجر .. و قد استيقظت رهف من نومها و هى تشعر بالغثيان فجلست فى فراشها لدقائق قليلة و هى تحاول ان تتماسك و لكنها ما لبثت ان اسرعت للمرحاض لتفرغ ما بمعدتها لتعود لغرفتها بعد ان غسلت وجهها و توضأت و وقفت لتؤدى فرضها و بعد ان أتمت صلاتها رفعت يديها للدعاء قائلة بخشوع ربى انت تعلم ما بنفسى و لا اعلم ما بنفسك فاصلح لى نفسى بما ترى انه خير لى ربى اصلح لى شأنى كله و لا تكلنى الى نفسى طرفة عين ربى الهمنى فعل الخير
ثم دمعت عيناها فقالت برجاء يارب .. انت عالم بحالى و غنى عن سؤالى يارب اقف جنبى النهاردة .. قوينى يارب عاوزة اناقش الرسالة و انا واقفة على رجلى و اشوف نتيجة تعبى اللى معظم اللى حواليا مش شايفينه و لا حاسين بيه .. ساعدنى يارب
و بعد ان انتهت من دعائها نهضت و جلست الى حاسوبها حتى كانت الثامنة فقامت بتغيير ملابسها و اصطحبت كتبها و اوراقها و اتجهت الى الاسفل لتجد ان الجميع بانتظارها و كانت زينب اول من استقبلها باسفل الدرج قائلة صباح الخير يا بنتى
رهف صباح الخير يا دادة
زينب ماحدش طلعلك اهو و لا نده عليكى زى ما طلبتى بس انا محضرالك حاجة خفيفة تاكليها
رهف بامتعاض لا و التبى يا دادة بلاش عشان خاطرى انا لسه مرجعة اول ما فتحت عينى الفجر
زينب بحزم ده مالوش علاقة بدة ما يتفعش تروحى تقفى تناقشى رسالتك ساعتين تلاتة من غير فطار.. اسمعى الكلام و ماتتعيبينيش معاكى
لتتقدم منهم امينة قائلة و هى تسحب رهف بروية ياللا يا حبيبتى اسمعى كلام ماما و تعالى كلى سندوتش و اشربى كوبابة عصير و انا واخدالك معايا سندوتش و عصير تانى عشان لو فرهدتى فى النص
هدى شريفة و رقية و بثينة و سميحة سبقونا على الجامعة و بيقولوا لك انهم مستنيبن نجاحك بفارغ الصبر
رهف بقلق ان شاء الله هو بابا خرج
لتسمع صوت مدكور من خلفها قائلا صباح الخير يا رهف
لتلتفت اليه قائلة صباح الخير يا بابا
مدكور مستعدة
امينة ايوة يا عمى ان شاء الله مستعدة بس تاكل السندوتش ده مع العصير و نمشى على طول
وبعد ان تناولت رهف فطورها وقفت بين يدا زينب التى كانت ترقيها و تحصنها ببعض آيات الذكر الحكيم و تدعو لها ثم قالت لها انتى تعبتى و عملتى كل اللى كنتى بتقدرى عليه و خلاص النهاردة اخر سلمة .. خطيها بكل قوتك خلاص كلها كام ساعة و هتبقى الدكتورة رهف العزيزى
لتقبلها رهف بامتنان قائلة ادعيلى يا دادة
زينب بحب ربنا يا بنتى يوفقك و يلهمك الصواب
لتلتفت رهف الى الجميع قائلة ياللا بينا
الفصل الحادى و العشرون
كانت القاعة الكبرى
متابعة القراءة