انا لها شمس فصل جديد لروز امين

موقع أيام نيوز

إحدى السيارات التي توقفت لتستقل مقعدا بجانب النافذة ليشير سريعا لإبن عمه يستعجله على التحرك وبعد لحظات انطلق متتبعا السيارة ليسأله الأخر 
فيه إيه يا عمرو مالك يا ابني مسروع كده ليه
الميكروباص اللي قدامنا ده فيه حتة بنت تقول للقمر قوم وأنا أقعد مكانك نطقها وهو يحاول الوصول للسيارة ومجاورتها ليقول الاخر بضحكة 
بنت! قولت لي بقى هي الحكاية طلع فيها بنت
نطق سريعا بصوت مسحور 
ومش أي بنت يا أحمد دي طلقة عليها جوز عيون يجننوا
ظل يقود حتى أصبحتا السيارتين متجاورتين لينظر على تلك المتكئة برأسها على زجاج النافذة شاردة بنظرها للسماء لتنعكس أشعة الشمس على أشعة عينيها لتضيف بريقا جعل من عينيها مبهرة لمن ينظر بها برغم الحزن الساكن بداخلهما مال ابن عمه برأسه للأمام ليقول بانبهار ظهر بصوته 
طلع معاك حق يا عمرو البنت جامدة بجد
ابتسم وهو يرفع قامته للأعلى ليقول بتفاخر 
كان عندك شك في ذوقي ولا إيه
الشهادة لله طول عمر ذوقك لا يعلى عليه يا ابن عمي بالذات في صنف الحريم قالها مفخما به ليفرد الأخر جسده أكثر بعدما أشعره حديث ذاك المنافق بتفرده حول بصره مرة آخرى لينظر على تلك الشاردة التي لا تبالي بمن حولها
سوى ملكوتها الخاص وشعورها الدائم

________________________________________
بالوحدة الذي يلازمها اينما ذهبت حتى بحضرة عائلتها مر أكثر من خمسة عشر دقيقة وهو يراقب تلك الجميلة حتى زفر أحمد وتحدث متسائلا 
هنوصل لحد فين باللي بتعمله ده يا باشا إوعى تقولي إنك هتفضل ماشي وراها لحد بلدها 
اجابه وعينه على من خطفت لبه 
ياريت كان عندي وقت كنت مشيت وراها أدينا ماشيين لحد ما نوصل لكبري بلدنا بعد كدة مش هقدر أكمل علشان حنة أمل بنت عمك جمال أبويا كلمني وانا مستنيك في الموقف كان متضايق وبيستعجلني علشان أقف مع شباب العيلة في توضيب كوشة العروسة
تأفف أحمد ليقول متهكما 
يادي كوشة العروسة اللي صدعونا بيها أبويا كمان ۏجع دماغي من الصبح مكانش عاوزني أروح الشغل أصلا بالعافية أقنعته إني هاجي قبل التجهيزات ما تبدأ لولا كدة مكنتش هعرف أفلت منه
واستطرد بجبين مقطب 
بيقولوا عاملين الكوشة فوق سطح
بيت عمك جمال عشان البنات والستات ياخدوا راحتهم بعيد عن قعدة الرجالة 
أجابه بلامبالاة وهو يتابع تلك الجميلة 
مستفسرا بعدما وجده يقف عند كل محطة تقف بها السيارة وينتظر حتى يتأكد من شخصية المترجل
وبعدين يا ريس هنفضل كدة لحد امتى الميكروباص بيقف تقريبا دقيقتين عند كل محطة 
بطل رغي يا أحمد ولو مش عاجبك إنزل وشاور لأي ميكروباص يوصلك قالها بعدما سأم من تملله ليجلس الاخر صامتا حتى إقتربا من محطة قريتهم حينها استمع لرنين هاتفه وكان المتصل والده نصر البنهاوي زفر بضجر بعدما استمع لتوبيخ الاخر له وهو يستعجله فقاد بسرعة فائقة ليتخطى السيارة ليميل تارة القيادة لليسار متجها لداخل قريته وما ان اختفت سيارته للداخل حتى توقفت تلك السيارة لتترجل هي منها توجهت لمنزل والدها وما أن ولجت للداخل حتى تهللت أسارير والدها حين رأها ليتحدث بترحاب 
حمدالله على السلامة ياإيثار 
الله يسلمك يا بابا إزي صحتك 
ابتسم والدها ليجيبها
وسعي مكان على الطبلية لطاجن الرز يا إيثار
أسرعت لتفسح المكان وهتفت وهي تنظر للطعام الموجود داخل الإناء بلونه الذهبي المشهي 
يا سلام يا ماما على الريحة
واسترسلت بملاطفة وهي ترفع قامتها بمزاح 
الست منيرة بعون الله أحسن واحدة بتعمل طاجن رز معمر بالحمام في كفر الشيخ كلها
ابتسمت بوهن لتشير لها بكفها إلى حجرتها الخاصة بها 
طب روحي غيري هدومك بسرعة عشان تيجي تغرفي باقي الأكل وتطلعيه مع مرات أخوك
قطبت جبينها لتتحدث باستياء مصطنع تداري به ألم قلبها المنشطر
هو أنت على طول كدة معايا يا ماما طب خديني في ولا حتى قولي لي حمدالله على السلامة
زفرت لتهتف بضجر
يا بنتي سيبك من المياعة اللي إنت فيها دي وخلصي
واستطردت بملامح وجه مكفهرة 
إخواتك لسة راجعين من الأرض كانوا شغالين فيها من صباحية ربنا وواقعين من الجوع
تنفست بيأس ومالت برأسها للأسفل لتتحدث بصوت خفيض مليئا بخيبة الأمل 
حاضر يا ماما
انصرفت منيرة لغرفة الخبيز لتباشر ما تبقى داخل الفرن ووقفت هي تنظر لأثرها تنهد والدها بأسى لأجلها يشعر بتمزق روحها الدائم من معاملة تلك القاسېة لها لذا يحاول جاهدا أن يعاملها بلطف وحنان ليقوم بتعويضها ولو قليلا تحدث في محاولة منه للتخفيف من وطأة حزنها 
متزعليش من أمك يا إيثار دي غلبانة أمها ماټت وهي صغيرة واتربت على إيد مرات أبوها وشافت معاها اللي متستحملوش عيلة عندها تمن سنين 
واسترسل مبررا
ڠصب عنها يا بنتي هي بتحبك بس مبتعرفش تعبر 
رسمت على ثغرها إبتسامة مرة لتومي برأسها وانسحبت سريعا للداخل لتبديل ثيابها ولجت إلى المطبخ لتجد
إلتفت برأسها لتتطلع إليها بابتسامة صفراء لتقول بترحيب مفتعل يرجع لحقدها الشديد لها 
حمدالله على السلامة يا إيثار جيتي إمتى محسيتش بيك 
بصوت هاديء أجابتها وهي تتناول أحد الصحون استعدادا لنقله للخارج 
لسة واصلة من حوالي ربع ساعة
ده عزيز هيفرح قوي لما يشوفك إنت متعرفيش هو بيحبك قد إيه قالتها برياء قابلته الأخرى بتنهيدة هادئة لتيقنها أن شقيقها لا يحمل بقلبه الحب لأحدا سوى حاله وولده وتلك العقربة وفقط
خرجت وجدت أشقاءها الثلاثة قد ولجوا لبهو المنزل واصطفوا حول المائدة الأرضية بجوار والدهم ما أن رأها أيهم شقيقها الذي يصغرها بثلاثة أعوام حتى انتفض وهب واقفا ليحمل عنها الصحن ليضعه سريعا ثم يعود محتضنا إياها قائلا بحفاوة وترحاب 
وحشتيني جيتي إمتى
إبتسامة واسعة بينت صفي أسنانها ظهرت على محياها لتجيبه بسرور
لسة جاية من شوية إنت عامل إيه في مذاكرتك طمني عليك
محدش راحمني ولا مقدر إني في ثانوية عامة وعلى إيدك لسة راجع من الشغل في الارض بعد عزيز ما صمم ياخدني معاه نطق كلماته المتذمرة وهو يرمق عزيز بنظرات ساخطة ليقول الاخر بحدة 
إنت مقضيها نوم طول اليوم ومبتفتحش كتاب ولما عزيز ياخدك تساعد وتعمل حاجة مفيدة يبقى كفر
مدت له يدها قائلة بعينين متطلعة 
أزيك يا عزيز
أجابها دون أن يلتفت إليها قائلا بجمود بعدما مد يده وسحبها سريعا 
الله يسلمك يا إيثار
تألمت على معاملة شقيقها الجافة التي لا تجد لها سببا حولت بصرها إلى وجدي الذي قابلها بابتسامة صافية مما جعل قلبها يهدأ قليلا وما زاد
من سعادتها هو حديثه المريح 
حمدالله على

________________________________________
سلامتك يا إيثار حطي اللي في إيدك وتعالي إقعدي جنبي علشان تتغدي
ابتسمت بسعادة لاهتمامه ليكمل والده على حديثه قائلا بلطف وهو يشير بجواره 
تعالي يا بنتي تلاقيكي مېتة من الجوع
كادت أن تتحرك باغتتها تلك التي احتضنتها من الخلف وهي تقول بحفاوة 
حمدالله على سلامتك يا قمر وأنا أقول البيت منور كدة ليه
ازيك يا نوارة
واسترسلت وهي تنظر لبطنها المنتفخ جراء وصولها لشهرها التاسع بالحمل
عاملة ايه وأخبار غانم الصغير إيه
محدش هيسمى غانم تاني هو غانم الصغير واحد بس جملة جافة نطقت بها نسرينتنم عن غيرتها الواضحة بعدما علمت نوع المولود بينما نطق عزيز بتفاخر 
اللي سبق كل النبق يا نسرين 
قول لعمك يختار له إسم تاني يا غانم باشا
ابتسامة خاڤتة ارتسمت على ثغروجديليداري بها حرجه من حديث عزيز الذي اتخذ من اسم والده حكرا ليتحدث والدهما بتعقل 
وفيها إيه لما اخوك يسمي إبنه على اسم جده يا عزيز ولا تكونش خدت الإسم على حسابك إنت ومراتك
احتدم صدره غيظا من دفاع والده ليتحدث بصفاقة وحقد 
طب ولازمته إيه التقليد يا ابا ما الأسامي كتير يختار منها براحته هو ومراته ولا هو الكل لازم يبص لعزيز ويقلده في أي حاجة يعملها
قطبت جبينها بتعجب وهي ترى هجوم شقيقها الحاد وطباعة التي تزداد سوءا يوما تلو الأخر وبالاخص بعد زواجه من تلك الحقودة نسرين احتدت ملامح غانم وهم بالحديث لولا صوت وجدي الذي قاطعه قائلا كي ينهي ذاك الجدال الدائر 
لا تقليد ولا غيره يا عزيز إبني هسميه خالد إن شاءالله 
هز الأب رأسه بيأس ثم تنفس ونظر لصغيرته قائلا 
أقعدي يا بنتي كلي
واسترسل وهو ينظر لزوجتي نجلاه برحمة 
أقعدوا يا بنات واندهوا لحماتكم
هتفت منيرة التي ولجت للتو ممسكة بصينية كبيرة 
أنا جيت أهو
هتف أيهم بعينين تلتمعان وهو يتطلع لصينية اللحوم قائلا بحفاوة 
دكرين بط وحمام مع بعض أم عزيز مطرياها علينا على الأخر النهاردة
ابتسمت لتقول بعدما افترشت الأرض لتجاور زوجها 
مش شقيانين من صباحية ربنا في شغل الأرض
قالتها لتحول بصرها إلى إيثار وهي تقوم بتقطيع اللحوم بكفي يديها 
وكمان علشان أختك تتقوت بلقمة حلوة تلاقيها يا حبة عيني مبتدوقش الزفر اللحوم بأنواعها إلا كل فين وفين
أمسكت منيرة بقطع اللحم وبدأت بتوزيعها بالأول زوجها ويليه عزيز أول من رأت عينيها وصاحب النصيب الأكبر من إمتلاك قلبها يليه وجدي ثم أيهم وأتى ترتيبها بعدهم وتلتها زوجتي نجليها بدأ الجميع بالتهام الطعام بنهم يرجع لشدة مذاقة الطيب بسطت منيرة يدها بقطعة اخرى من اللحم وهي تناولها إلى نوارة لتتحدث بارتياح 
كلي دي يا نوارة علشان اللي في بطنك يتغذى
ابتسمت لها وتناولتها قائلة بحفاوة ترجع لاهتمام والدة زوجها 
تسلم إيدك يا ماما
لوت نسرين فاهها مغمغمة بضيق
كلي يا حبيبتي كلي
سأل وجدي شقيقته باهتمام وهو يلوك الطعام بفمه 
عاملة إيه في المذاكرة يا إيثار
هتفت بحماس أضفى زهوا فوق ملامحها ليزيدها جمالا 
الحمدلله بذاكر وبجتهد علشان أجيب تقدير زي كل سنة دكتورة هالة رئيسة القسم أكدت لي إني لو جبت تقدير السنة دي كمان والسنة الجاية هتعين معيدة وبعدها هكمل دراسات عليا
قالتها بانتشاء اختفى حال سماعها لصوت عزيز الحاد حيث هتف بفم مليء بالطعام وهو يرمقها بازدراء 
كلام إيه الفارغ اللي بتقوليه ده إحمدي ربنا إننا خلناكي كملتي تعليم أصلا 
واستطرد موضحا 
بعد إمتحاناتك بأسبوع هبعت ل سليم إبن خالك علشان ييجي يتمم خطوبته عليك الراجل كتر خيره صبر على دلعك كتير والسنة اللي باقية لك إبقي كمليها في بيته لو وافق
أثنت على حديثه منيرة لتقول بتصديق 
عين العقل يا عزيز البنت في الأخر ملهاش إلا الجواز والسترة
لتهتف نسرين وهي ترمق إيثار بتشفي ظهر جليا بصوتها ووجها الضاحك 
يسلم فمك يا حماتي
لم تكترث لتلك الثرثارة وكأنها والعدم سواء وأيضا جنبت حديث والدتها لتيقنها أنها تابع للنجلها البكري ليس إلا لتنظر إليه بفزع هاتفة بصوت مضطرب حاولت أن تتحكم فيه قدر الإمكان إحتراما لوالدها ولعدم إثارت ڠضب ذاك الجاحد 
بغض النظر عن موضوع تكملة تعليمي اللي لسة هنتكلم فيه
قالتها بحدة تنم
تم نسخ الرابط