الشيخ والمراهقة

موقع أيام نيوز


عليه مع ام ترعاه وتعتني به ...  
هزت صفية رأسها وقالت 
اتفق معك في جميع ما قلتيه .... 
نقل فارس بصره بين الاثنتين بعدم تصديق ... من المستحيل ان توافق والدته على شيء كهذا ... انه حفيدها ولن تتخلى عنه لأيا كان ...
سمعها تردف بنبرتها الحكيمة 
انت تريدين ام ترعى حفيدك وتربيه جيدا ... وانا ايضا اريد كذلك لحفيدي ... لهذا فانا قد وجدت الزوجة المناسبة والتي ستجعلك تطمئنين على حفيدك معها ... 

تطلع كلا من عادل ورجاء الى بعضيهما بعدم فهم بينما اخذ فارس يتابع حديث والدته بملامح مستغربة ... هو يعلم والدته ومدى حكمتها في حل اكثر الامور تعقيدا ... ولكن يشعر ان هذه المرة لن يعجبه حلها ...
سيد عادل ... انا اطلب يد ابنتك الصغرى لإبني فارس ...  
اتسعت عينا فارس بعدم تصديق ولم تكن دهشة عادل ورجاء اقل من دهشة وصدمة فارس ...
انتفضت رجاء من مكانها بعدما استوعبت ما قالته صفية فقالت بصوت جهوري صاخب 
ماذا تقولين انت ...! 
بينما قال عادل بعدم استيعاب
سيدة صفية ... هل انت متأكدة مما تقولينه ...! 
التفتت رجاء نحوه ترمقه بنظرات حادة بينما التزم فارس الصمت واخذ يتابع ما يجري بملامح جامدة ونظرات خالية المعنى لا توحي بشيء ...
تولت صفية مهمة الحديث فقالت بنبرة عقلانية 
ألم تقولا بأنكما تبحثان عن ام ترعى سيف وتعامله جيدا وتعوضه عن فقدان امه ... اظن انه لا يوجد افضل من خالته اخت والدته لتؤدي هذه المهمة ... 
صمت عادل ولم يقل شيئا مما جعل رجاء تصرخ به بنفاذ صبر 
عادل قل شيئا ....
هنا نهضت صفية من مكانها مستندة على عكازها وقالت بنبرة صارمة لا تقبل جدال 
لا يوجد شيء يقوله يا سيدة رجاء ...سيف ابننا ومكانه هنا ... ونحن لأجل راحتكما قدمنا لكما عرضا يناسب الجميع ... انتم لكم حرية قبوله من رفضه ... لكن بكل الاحوال ابننا لن يتحرك من هنا انش واحد ...
كان هذا الكلام النهائي والقاطع والذي جعل رجاء تتحرك خارج الغرفة وهي تسب وټلعن بتلك العائلة يتبعها عادل الذي اصابه دوار شديد من هول ما سمعه ...
.....................
في مكان اخر وتحديدا في العاصمة ...
تجلس على الكرسي واضعة حاسوبها الشخصي على فخذيها ...
تلعب احدى الالعاب الالكترونية بحماس شديد ...
تقترب منها والدتها وتقول بنبرة مؤنبة 
لمار ابنتي ... كم مرة على ان اخبرك ألا تضعي الحاسوب على فخذيك هكذا حتى لا تؤذيك فيما بعد ...! 
وضعت لمار الحاسوب بجانبها ونهضت من مكانها واتجهت نحو والدتها وقالت بجدية 
ها قد وضعته بجانبي ... أي اوامر اخرى ...! 
اجابت الام بنفس الجدية
واتركي هذا الحاسوب قليلا وركزي على دروسك ... لقد اقتربت امتحاناتك ويجب ان تجلبي علامات جيدة كما وعدتيني ... 
حركت لمار خصلة من شعرها ووضعتها خلف اذنها ثم قالت وهي تحك جانب رأسها بحذر 
في الحقيقة انا اردت اخبارك بأنني بحاجة لدرس خصوصي في مادة الرياضيات ... انا فعلا لا استطيع ان افهم شيء من هذه المادة ... 
دروس خصوصية مرة اخرى .... لقد صرفت جميع مرتبي هذا الشهر على دروسك الخصوصية ... 
قالتها الام بحيرة شديدة فمن أين ستجلب لابنتها تكاليف هذا الدرس ايضا ...
تنحنحت لمار قائلة بتردد 
ما رأيك ان احدث والدي ... عله يساعدنا قليلا ... 
الا انها والدتها صړخت في وجهها 
لمار ...كم مرة يجب ان اخبرك ألا تفكري في ان تطلبي اي شيء منه ...! نحن لسنا بحاجة الى امواله ... 
ابتلعت لمار ريقها وقالت 
ولكن نحن لا نأخذ منه سوى فلوس النفقة ... وهو لديه الكثير من الاموال ... لماذا لا يدفع لنا ويساعدنا ... 
نهضت الام من مكانها بصرامة وقالت منهية الموضوع 
لا تتحدثي مرة اخرى في هذا الموضوع يا لمار ... اخبرتك انني لا اريد شيئا منه ... انتهى ... 
اومأت لمار برأسها متفهمة ثم نهضت من مكانها واتجهت نحو غرفتها تاركة والدتها تفكر في حل تجد من خلاله الاموال التي تحتاجها للدرس الخاص بابنتها ...
نهاية الفصل
الفصل الثاني ...
.
.
.
بعد
 

تم نسخ الرابط