سجن العصفورة
سلطان فتح عينيه ...امسك يدها بضعف ملحوظ ثم اغمض عينيه مجددا
هبة تمسكت بيده بقوه... هى حاليا بين نارين ...فهى ترغب بالبحث عن طبيبه للاستعلام عن حالته ...وفي نفس الوقت خائڤة من افلات يده ... خائڤة من المجهول ... فسلطان كل عائلتها ...ولكن لحسن حظها فتح الباب ودخل الطبيب ومعه ممرضة ...الطبيب بادرها يقول في اشفاق واضح ....
- والدك لما جه كانت حالة قلبه حرجة جدا ..بس الحمد لله قدرنا نتدخل وننقذه وده بأمر الله طبعا... لازم تعرفي ان وجودك في غرفة العناية المركزه ممنوع لكن سمحنا ليكى لان ادهم بيه امر بكده ...بس لازم تتبعي التعليمات... المفروض الزيارة هنا ممنوعه عشان كده انا بطلب منك تمسكى اعصابك ومتعمليش اي حركة هيستيرية والا هتعرضي صحته للخطړ تانى...
هبه هزت رأسها بتفهم .. عرفانها بالجميل لادهم يطوق رقبتها
سألت بصوت يكاد يكون مسموع ...- بابا عامل ايه...؟
- والدك عنده مشاكل في القلب من زمان وكان لازمه عمليه بس هو كان بيرفض يعملها...الحمد لله دلوقتى عدى الخطړ بس ربنا وحده اللي يعرف العواقب لو جتله نوبة تانية...لازم عمليه في اقرب وقت
هبه قلبها دق بعن.ف...راقبت بقلق والطبيب يقوم بفحصه... دعت الله في سرها ... - يارب نجيه
وكأن الله استجاب لدعائها ... سلطان فتح عينيه مجددا وتكلم بصعوبه ... - هبه عملتى ايه في الامتحان...؟؟؟ يا الله علي الرغم من وضعه هو من يطمئن عليها...
- الحمد لله يا بابا متقلقش علي.. انت عامل ايه طمنى..؟
سلطان رد بضعف ...- الحمد لله يا بنتى...ثم انتبه فجأه... - هبه انتى جيتى هنا ازاي ؟
- عربية الشركة جتلي البيت ووصلتنى لهنا
سلطان هز راسة في ارتياح....واغمض عينيه مرة اخري
هبه عادت للمنزل قبل الفجر بدقائق قليلة ...كانت مصره علي البقاء بجواره لكن سلطان رفض بصورة قاطعة ... - روحى يا بنتى عشان تزاكري لامتحانك الجاي....لو عاوزانى اخف زاكري كويس عشان تعرفي تحلي يوم الاحد في الامتحان...
مرة اخري وجدت سيارة الشركة في انتظارها واوصلتها للمنزل ولم تتحرك السيارة من امام البناية الا بعدما تأكدت من صعودها لشقتها
بعد خمسة ايام سلطان خرج من المستشفي اخيرا... خلال الخمسة ايام التى قضاها في المستشفي كانت تذهب اليه يوميا بنفس الوسيلة ...نفس سيارة الشركة وايضا نفس السائق...الذى كان احيانا ېختلس النظرات وتجده ينظر اليها بتمعن في مرآة السيارة الامامية حين تلتقي اعيونهم فيها ... وخلال تلك الخمسة ايام ايضا لم تبدل فيهم فستان حسنيه عنها في كل زيارة كانت تذهب فيها اليه ...
- نورت البيت يا بابا الحمد لله انك بخير
هبه استقبلت سلطان علي باب المنزل ..اوصله للداخل اثنان من موظفي الشركة وهبه اوصلته لسريره...
علي الرغم من انه خرج من المستشفي لكن سلطان حاله لم يكن علي مايرام وكأن سنوات عده اضيفت لسنوات عمره السبعة واربعون...
اخيرا انتهت الامتحانات ...هبه انتظرت النتيجة بقلق ...حلمها كان دخول كلية الهندسة لتحقيق حلم سلطان في ان يراها مهندسه ...ما كان يقلقها فعليا هو التفكير ...في انتظار المجهول...
شغلت نفسها بالتركيز علي صحة سلطان وتعافيه وركنت خۏفها وقلقها في جانب مظلم من عقلها...
اخيرا وصل يوم الحسم... هبه تفوقت بامتياز.. مجموع درجاتها يتخطى ال 97% ...
الحمد لله سلطان بدأ في البكاء ...بكاء عن سبعة عشر عام قضاها في الحلم واخيرا تحقق حلمه...الحمد لله استطاع اكمال رسالته معها ..الحمد لله هبه نجحت بتفوق وستلتحق بالجامعه ..بكلية الهندسة كما تمنى دائما....