انا جوزك
لا يرغب بغيرها أخذ شفتيها بقبلة ثم همس إليها بحيرة
بصراحة مش عارف ممكن تكون إيه الحاجة الحلوة اللي عملتها في حياتي عشان تبقي أنت المكافأة بتاعتها حبيني على طول يا سمارة و أوعدي قلبي بكدة
شعرت بالنعاس لتلقي بنفسها على صدره و تلف ذراعيها حول عنقه مردفة
أوعدك يا أبو العيال يلا شد حيلك و اطلع بيا على فوق مش قادرة أمشي
شيماء سعيد
بالمساء
بإحدى قاعات الأفراح الفخمة كان يجلس صالح بجوار سمارة و هو يحاول بقدر المستطاع التماسك بهذا المكان وقفت عيناه على شقيقه الذي اقترب منه جاء ليقوم من مكانه إلا أن سمارة تمسكت به قائلة
أنت أقوى من الهروب و لو حد لازم يبقى خاېف من المواجهة يبقى أكيد مامتك مش أنت
ضغط على كفها و لأول مرة بحياته يطلب صالح الحداد الدعم من أحدهم وقف شعيب أمامه بابتسامة سعيدة بوجوده قائلا
حاسس إن ليا سند لما شوفتك وسط الناس في الفرح
أبعد صالح عينيه عنه يرفض بشتى الطرق سماع صوت قلبه الذي يطلب منه معانقة أخيه قائلا
أنا هنا عشان سمارة مش عشانك
ابتلع شعيب تلك الغصة ثم أومأ إليه بهدوء مردفا
صافية فوق مستنية حد يطلع يسلمها ليا ناوي تعمل كدة و الا لأ
ضم زوجته بقوة أكبر من ذي قبل ثم رد على الآخر ببساطة
أنا هنا عشان سمارة تبقى مبسوطة و أختها بقت زي حبيبة عندي فخاف مني يا إبن الحداد
بعد عشر دقائق كانت صافية معلقة بذراع صالح و تنزل
معه خطوات الدرج حتى وصلت إليه أقتربت منها سمارة قبل أن يأخذها شعيب و ضمتها إليها بحنان أم كان لديها رسالة طويلة مع صافية و ها هي وصلت معها لمنتصف الرحلة تشبثت بها صافية بقوة مرددة
نفسي أقولك يا ماما و بابا كمان يا سمارة لو ينفع
ابتعدت عنها سمارة و هي تزيل دمعتها التي خانتها و سقطت منها ثم أردفت بابتسامة سعيدة
قوليلي كل اللي نفسك فيه يا قلب أختك أنت هتفضلي دايما بنتي البكر و فرحة عمري كله
دارت بوجهها لشعيب قائلة
خد بالك منها دي تعب العمر كله
أومأ إليها شعيب بابتسامة مشرقة و سحب منها صافية قائلا
شكرا يا سمارة بسببك دخل السعد و الحب قلبي و قلب أخويا
بعد ساعة لم يتحمل صالح البقاء بحفل الزفاف أكثر من ذلك يكفي رؤيته لوالدته أمام عينيه و هو غير قادر على الاقتراب منها حتى سعادتها المرسومة على ملامحها لم يراها له أبدا فقام من مكانه ثم قال لسمارة
سمارة أنا همشي كملي الفرح و السواق هيكون معاكي
قامت هي الأخرى مردفة
هروح معاك
أشار إليها بالجلوس ثم انحني مقبلا رأسها هامسا
مينفعش صافية كل اللي ليها في الفرح ده أنت بلاش تكسري فرحتها
عادت للجلوس بقلة حيلة فهو معه حق تركها و خرج من المكان ليري شعيب ذلك و ذهب خلفه سريعا دون أن يلاحظ أحد
بالخارج جاء صالح ليصعد سيارته وجد من يمسك كفه يمنعه من فتح الباب و يقول له بحزن
مع إنك كنت مظلوم و مالكش ذنب بحكاية حب بابا لماما رغم أنها مرات أخوه و شيلت الليلة لوحدك أنت و حبيبة بس مع ذلك أنت ظالم يا صالح زي ما أنت مكنش ليك ذنب أنا كمان زيكم ليه دايما مصمم تبعد عني
هل حان وقت المواجهة الآن و بداخل حفل الزفاف! حرك رأسه بنفي هو غير مستعد لهذا الآن و لا بعد ألف عام رفض النظر إليه وجها لوجه و أردف بقوة
ارجع فرحك يا شعيب ده مش وقت كلام
من متى و صالح بهذا الضعف صمم شعيب على قراره و جذب الآخر من كتفه ليكون أمامه دون هروب قائلا بنفس القوة
مش مهم عندي أي حاجة يا صالح غير إنك أخويا و مش هسمح لك تفضل بعيد عني و أشيل الذنب الكبير ده لوحدي مع إني كنت طفل أصغر منك و مش فاهم أي حاجة
الي هنا و لم يتحمل صالح فصړخ به قائلا
أنا عارف كل ده و بحبك أنت مهما حصل أخويا الصغير اللي كان بينام في حضڼي عشان بېخاف من الضلمة بس أنا مش هقدر أشوفها لو بقي بنا أي كلام هتبقى هي موجودة فيه أنا مشكلتي مش معاك قد ما أنا كل ما اشوفها أفتكر قد إيه كانت ضعيفة و إبنها و بنتها نايمين في الشارع
ترقرقت عيناه بالدموع ليأخذه شعيب بين أحضانه صالح هاش من الداخل اعتاد دائما على تحمل ما هو فوق طاقته الآن فقط ترك هذا الحمل من فوق رأسه و قرر الضعف أمام أحدهم يعلم أنه سيكون سترا لهأخذ شعيب نفسه الذي ېحترق و رد عليه
ماما كانت خاېفة عليك يا صالح كانت بتحاول تساعدك من بعيد لبعيد مكانتش قادرة تعمل أكتر من كدة بابا كان جبروت و بعدك كان حياتك بدل ما كان خلص عليك و على حبيبة
عاد صالح خطوة للخلف بإرهاق و تعب من كل شيء مسح على خصلات شقيقه عدة مرات بحنان مثلما كان يفعل بالماضي ثم قال
بلاش سيرتها يا شعيب لو عايز نبقى أخوات أنا عايزك أنت و حبيبة و بس
سقطت دموع شعيب بسعادة قائلا و هو يمد يده لصالح قائلا
ماشي موافق أنا كمان مش عايز غير كدة يلا خليك كبير الفرح زي ما أنت طول عمرك كبير
ابتسم إليه صالح ثم أومأ له و سار معه للداخل متنهدا بارتياح و روح جديدة
شيماء سعيد
صباح اليوم التالي كان الجميع على أعتاب منزل سند الكبير لحضور حفل زفافه حتى شعيب أتى بصافية مع صالح و سمارة تقدم سند بجلبابه و عصاته التي تعتبر صديقته و وقف أمام سيارة صالح يستقبله بحفاوة قائلا
الدكتور بنفسه عندنا و كمان معاه كاتبنا العظيم انتوا الاتنين سوا طب إزاي!
قهقه الثلاثة برغم من صداقة صالح و سند إلا أنه على علاقة طيبة بشعيب سلم عليهم بحرارة ثم نادي على الخادمة بقوة قائلا
دخلي الحريم لستك الحاجة جوا
نظرت سمارة لصالح بتوتر ليقول لها بهمس حنون
مټخافيش يا حبيبي حبيبة جوا و العروسة من اسكندرية هتحبيها أوي
بجراءة مثل العادة ردت عليه بهيام واضح على ملامحها جعل صافية تسحبها عنوة للداخل
مش بحب أي حد في الدنيا غيرك أنت حتى البت صافية بقت تقيلة على قلبي يا روح قلبي
دلفت للداخل ليحرك رأسه بمعنى لا فائدة و قهقه بمرح
ربت سند على كتفه قائلا بخبث
شكلك واقع يا دكتور
رد عليه صالح بنفس الخبث
عقبالك لما تهمد بقى خلصت نص ستات الكفر ماعدا المحارم و دخلت على المدينة المجاورة
ضحك شعيب على ملامح سند الغاضبة وقال
مالناش دعوة بيه يا صالح ده