حنين الماضي

موقع أيام نيوز


وجه لها 
لا كدا تمام
........................
عدلت حقيبتها وخرجت من المكتب الي الرواق وصدح هاتفها مرة اخري فإلتقطته
لتجيب بضيق 
في اية يا بنات ما فيش حاجة اسمها صبر
صرخنا بوجهها 
انتي فين
اجابت بتعجب 
في الكلية
اجابتها تمار 
روحي يا رودي بسرعة الكلية كلها هتقابلك تسألك عن اياد
ابتسمت في سخرية غير مبالية 

واية الجديد يعني ما الكلية كلها بتسئل عنه
استمعت لصديقاتها الذين يتهامسون 
شكلها لسة ما تعرفش حاجة
عقدت حاجبيها وتسائلت بقلق 
في اية يا بنات
لتجيبها احداهن بصوت غاضب 
البيئة لينا ڤضحة اخوكي علي الفيس بوك وفي الصحافة
والاعلام ومنزلة له صور كتير على الميل بتاعها وكتبة كلام وحش جدا
فغره فاها واسرعت في الحركة
لتجيب بإيجاز 
طيب انا هدخل اشوف
في الصعيد 
جلست زينات و هنية بجوار صابحة التى امسكت رأسها واخذت تأن على فراش ولدها
اة يا دماغي ضغطي عالي هو ما فيش غير والدى اللي تحدف علية المصاېب دا انا رضيت بيه وكبرته وخليته زينة الشباب
البلد كلتها بتحكي عنه تاجي بت الشرشيري وتاخدوا مني دي عين وصابته
لتؤمن هنية على حديثها 
ايوة عين وصابتكم يا ختي معلش
كانت زينات تربت على كتفها في صمت وتعلم جيدا انها لحظات وستذكر ابنتها بسؤء وتوبخها
لم تسترسل فى الافكار حتي هدرت بټعنف 
من الاول جابولي بت الفلاح تبجا سلفتي
رفعت زينات حاجبيها وحركت وجهها بإعتراض في صمت
لم تنتهي صابحة عند هذة النقطة بل زادت 
جلوا جمتي وساوا الفجير بالغني والواطي بالعالي بعديها اسكتروا ولدي وجابولوا عروسة البندر جرستنا وسط الخلايج يا ميلة بختك ياولدى حظك في البنتة المعيوبين
نهضت زينات ولم تهدر حرفا واحدا مضت حتي لا تفقد اتزانها امامها شعرت بالوحدة اذا اصبحت بدون مأوى او سند سوي جحر الافاعي ومضطرة للبقاء برغم معانتها
في فيلا الاسيوطي 
دخل اياد غرفتة في تعب فقد عان نفسيا وجسمنيا اليوم الم مضاعفا بسبب تلك العينه
خلع سترته في هدوء ومن ثم الكرفت وشرع في فك ازرار قميصه العلوية ليتحرر من ضغط اليوم
كانت حنين تقف بجوار الشرفة وهى تحاول تجميع ما سوف تقول له او ترتب كلماتها ضيق اياد عينه واستند الي حافة الفراش ومن ثم تمدد بأريحيه ونظم انفاسة ليطرد كل الشحن السلبية
التي مر بها اليوم وناداها وهو يقدم يده لها 
حنين ممكن تيجي
استجابت لة وتحركت نحوه ببطء وتمطعت الي جواره ليجذبها هو بين احضانه وهو يزفر بهدوء
مالت الي صدرة وتوسطته
سكت قليلا وخلت الغرفة الا من انفاسهم حتى شرع اياد بالتحدث
قائلا 
فكرتي يا حنين
ابتلعت ريقها وحاولت السيطرة على خفقان قلبها وهي بأحضانه 
ااانا 
اجفل عينيه وهدر مقاطعا 
مفيش حاجة اسمها هسيبك او ابعد عنك انسي اللى فات وابدئى معايا بسواغمض عينه ليترك لها الخيار
كلماته الرقيقة احتياجها الشديد للامان الذي في احضان معانته القديمة وتقديم قلبه على طبق الفضة شيئا لا يمكن انكاره جعلها
تطمئن لة وتهتف بثقة 
اياد انا ماليش حد في الدنيا الا انت انت اهلي وناسي وكل اللى ليا
تبدلت نبرتها للحزن وهى تذكر ماضيها وهتفت بصعوبة 
انت امي وابويا و اخويا وكل حاجة في حياتي قبضت في قميصة واسترسلتما تتخلاش عني لاني بحبك
رفع رأسة قليلا ونظر اليها فى غير استيعاب ونهض بها وهى فى احضانه
وحدق جيدا بوجهها المتورد خجلا وهدر متسائلا 
قولتى اية !
سكتت وطأطات رأسها فى خجل بينما هو اطبق اصابعه برقة الي ذقنها ورفعة اليها
لا حرام عليكي قوليها تاني دانا بستناها من زمان
ابتسمت وهى تنظر الى عينية وكانه مسحورة وهتفت بلا تردد 
بحبك
ابتسمت عينا اياد بسعادة وجذبها الي احضانه واطبق ذراعيه عليها في شوق بينما هي شعرت بجبالا من الهم ازيحت عنها وهتفت بداخلها مرار وتكرار 
لن يخذلني لن يخذلني
ابعدها عن احضانه بصعوبة ليتأمل وجهها ولكنه قضب وجه عندما ازيح عنها حجابها بعض الشئ
ومد يدة وسحب ما تبقي منه عن شعرها ليظهر له كاملا
اتسعت عينية وتسائلا

بدهشة 
مين اللي عمل كدا
ازدادت ارتباكا فهي لا تعرف العواقب التي ستجنيها ان هتفت بإسم والدتة او ماذا سيكون ردة فعل اياد
فهي جربت غضبه من قبل فهتفت بتوتر شديد 
اا نا
اعاد السؤال بصيغة امرة وضيقة 
سئالتك مين اللي عمل كدا يا حنين ! ما تكذبيش
اجابته وهى تطاطأ راسها 
انا كان نفس
قاطعها متسائلا بحدة 
رودي اللي عملت كدا
رفعت راسها في سرعة وحركت رأسها في نفي 
لا لا
انتفض من اعلى الفراش وهو يهدر 
تبقا ماما وماما بتاعة القمصان مش كدا
تركها وغادر في سرعة واتجها نحو الاسفل
في ايطاليا 
نهض زين من مكانه وهو ينفض عنه الرمال التى علقت به واتجه بإتجاة فرحة الشاردةوقف بجوارها ومد يده لها ليساعدها في النهوض نظرت نحو ببىرود واستندت على يداها
ووقفت بين يدايه بشموخ زائف ازاح عن وجهها خصلات شعرها الهاربة وحدق بها جيدا وهو يعرف تماما ان صورتها قد طبعت على قلبة
كانت تنظر هي الى اعينه التى تتجول فى وجهها في صمت
دس يده الى جيبة واخرج السلسلة واشار لها بيديه بمعنى ان يلبسها
اياها فحركت رأسها بالموافقة الټفت من ورائها ووضعة اعلى صدرها وزحف به في ببطء حتى وصل الي عنقها واغلق القفل الخاص به
وكأنما اغلق قلبة على حبها وماټت جميع النساء في عينه من بعدها
كانت تشعر بصدره الملتصق في ظهرها وانفاسه التى تعلو وتهبط
ودقات قلبة الغير منتظمه اشياء اخبرتها مدى عشقة دون الحاجة الي تحريك لسانه بهاابتعد قليلا حتى لا يفقد السيطرة وخلع عنه
الجاكت الخاص به والبسها اياه فى رقة بالغة كما انه جذب الايس كاب الذي يخص الجاكت ورفعه الي رأسها وابتسم ابتسامه عذبة
وهو ييخفي شعرها الي داخلة 
عارف انك محجبة وما نسيتش دا بس خلاص تقدرى تعيشى
حياتك بحرية من دلوقت لمعت عيناه بتلك الدمعه خانتها هي وسقطت من عينايها لتستمع الي صوت المروحية القادم من
الاعلى وتنظر فى السماء لتجدها تقترب عاودت النظر اليه وهى تتوسل له الاف التوسلات بعينايها الباكية
ولكنه ارتسم الجمود واغتصب ابتسامة حزينه على وجهه وهو يحدق بها هبطت الطائرة وفى نفس اللحظه جذبها فى سرعة الى احضانه وكأنه يودعها اطبق جيدا احضانه عليها حتى يملاء قلبه بعبيرها 
ثم دفعها عنه بصعوبة وتحرك بها نحو الطائرة بينما هي كانت في حالة مرهقة ولم تحملها قدمها
وظلت تجاهد الا تسقط اسندها فى احضانه وسار بها كانت تأبي الحراك وظلت تنظر الية برجاء ولكنه اخرس مشاعره وتسارع لينهي الوداع سريعا الي ان وصل الي سلم الطائرة ورفعها اليه وكأنه يخلع
عنه قلبه امسكت بيده كرجاء اخير بأن لا يتركها ليوزع هو نظره بين عينيها ويدها ولم يتردد في ذلك ابتلع غصته پألم وسحب بيده بهدوء وترك اصابعها الخالية لبرودة الهواء علقت بصرها ببصره ارتفعت الطائرة بعض الشئ
هدرت فرحة بدموع القهر وكل الالم تعتصرها 
مش مسامحاك
حلقت الطائرة بعيدا وتابعت صورتة على الارض وهي تتقلص شيئأ فشيئا حتى اختفت في وسط السحب وبقي في مخيلتها ذكري خالدة
في فيلا الاسيوطي 
دخلت رودي في سرعة الي والدتها التى تحتسي النسكافية الي جانب الشرفة الزجاجة التي فى الرسبشن
واندفعت نحوها بوجه شاحب تنادي امها بتوتر 
مامي شوفتى اللي حصل
قضبت فريال وجهها وحدقت اليها بتعجب 
اية اللي حصل
همت لتجلس وهى تخرج هاتفها ولكن اقتحم اياد المكان بوجه غاضب وبصوت محتد 
رودي لو سمحتى اطلعي فوق انا عايز ماما
حدقت الية رودي بقلق وهتفت 
انا كمان عايزها في
 

تم نسخ الرابط