عاشق ظالم
المحتويات
كل هذا الكذب وليزاد الطين بله حين جذبت احدى السيدتين الاخرى تهتف به وهى تبكى بحړقة
يلا بينا من هنا ياشربات والنعمة ماقعد فى المكان ده دقيقة واحدة..كفاية پهدلة فينا من حتة عيلة اد عيالنا
خرجتا معا من المكتب فورا دون اى فرصة لحديث اخر فتحدث سماح فورا خروجهم تنفى عنها اتهامهم لها قائلة
صدقنى يا استاذ عادل الكلام اللى بيقولوه ده محصلش وانا كنت....
جهزى ملفات قضايا النهاردة واتاكدى من الورق كويس وحصلينى...
دخل مكتبه يغلق خلفه الباب بحدة اما هى فقد علمت بانها اضاعت فرصتها للدفاع عن نفسها حين صمتت وتأخرت فى دفاعها عن نفسها والذى ادانها امامه ولكن ماذا تفعل فقد اخذت على حين غرة لاتدرى كيف حدث كل هذا ولا كيف اصبحت هى المدانة فى نظره
لم يرفع الطبيب عينيه اليها بل استمر فى قراءة اخر ورقة بتمهل جعله يود الصړاخ عليه لعله يحصل منه على اجابة تهدئ من ذعره وقد اصبح كقبضة خانقة تمنع عن التنفس ت
تسارعت وتيرة تنفسه تتقاذف دقات قلبه كالمطارق حين رفع الطبيب وجهه اخيرا اليه يتحدث بصوته الهادئ العملى والذى لم يفعل سوى ان زاد من وتير قلقه حين قال
سقطت كلماته كالقنابل تدوى فوق رأس صالح كانت كل كلمة كفيلة ان تهدمه وتحوله لركام وقد شحب وجهه بشدة كما لو سحبت منه الحياة ينظر الى الطبيب بنظرات زائغة ليسرع الطبيب يكمل فورا بتأكيد
قاطعه صالح بخفوت صوت غير واضح مرتعش
اد ايه...
اسرع الطبيب يجيبه بحزم
سنة متواصلة زى المطلوب منك فى الاول وبعد كده..
قاطعه مرة اخرى ولكن هذه المرة بصوت حاد نافذ الصبر
اد ايه الامل يادكتور! نفس النسبة فى الاول ولا...
علشان اكون صريح معاك يااستاذ صالح النسبة نزلت للنص وكل تأخر منك بقلل من النسبة دى
رفع الطبيب عينيه فورا اليه بوجه حازم جاد وقد عاد الى مهنيته ينهى توتر اللحظة قائلا بلهجة عملية حازمة
علشان كده لازم نبتدى فور العلاج من غير تأخير وهنبتدى بأننا هنزود جرعة......
جلس مكانه لكن لم تعد تصله كلمات الطبيب فقد
سقط فى عالم قاتم وافكار مظلمة ويتطلع نحوه يتابعه بنظرات متحجرة وقد اكتسى وجهه بالجمود يحاول التماسك والتظاهر بالثبات برغم تلك القبضة القاسېة والتى اخذت بأعتصار قلبه يعد الدقائق حتى يستطيع الخروج من هناك حتى يستسلم لتلك الرغبة فى ان يخر على ركبتيه ارضا والصړاخ بقوة حتى يتخلص من تلك الالالم والتى اخذت تجتاحه بضراوة وۏحشية حتى كادت ان تقضى عليه
الفصل السابع عشر
بعد تأخر الوقت وعدم حضور صالح حتى منتصف الليل قررت الصعود الى الشقة الخاصة بهم بعد ان قضت معظم يومها مع والدته تستمتع بقضاء وقتها بالثرثرة معها تهم بالتوجه ناحية غرفة النوم لكن توقفت حركتها حين لمحت ظلا يجلس فى احدى اركان غرفة المعيشة فكاد ان تصرخ عاليا بفزع لكنها اسرعت بتماسك عند تبينها هوية الجالس لتتنهد براحة وهى تسير نحوه قائلة بانفاس مخطۏفة
حرام عليك ياصالح والله اټخضيت وكنت....
توقفت عن اكمال حديثها عندما لاحظت حالته التى يبدو عليها فقد تشعث شعره وفقدت ملابسه ترتبيها وهندامها تتقدم نحوه وهى تنظر الى وجهه بملامحه الجامدة وجلسته التى توحى بخطب ما فقد جلس يستند بمرفقيه على ركبتيه يخفض راسه ارضا وبين اصابعه لفافة التبغ قد احټرقت قرب النهاية دون ان تمسها شفتيه لتساله بقلق وتوجس وقد ارعبتها حالته هذه
مالك يا صالح.. انت قاعد عندك كده ليه.. وبعدين انت هنا من امتى
ظل على وضعه ولم يجيبها بل انه حتى بدى كأنه لا يشعر بوجودها من الاساس لتقترب منه تجلس بجواره تمسك بلفافة التبغ من بين انامله تلقى بيها فى مكانها المخصصة ثم تمسك بيده بين يديها وقد ادركت انه مازال يأنب نفسه بسبب ماحدث بينهم ليلة امس ظنا منه انها مازال فى داخلها شيئ من منه لذا القت براسها فوق كتف ويدها مازالت تحتضن يده قائلة بمرح حاولت به اظهار نسيانها لكل ماحدث
طيب لما انت هنا من بدرى مش تعرفنى... ده انا حتى ھموت من الجوع... انا هقوم حالا اجهز االاكل لينا سوا
اتبعت بالفعل كلامها بالنهوض من مكانها تتجه للمطبخ لكن توقفت بعد خطوة واحدة حين تشبث بيدها يجذبها اليه قائلا بصوت متحشرج خشن كأنه يعانى صعوبة فى الحديث
اقعدى يافرح فى موضوع عوزك فيه
توتر جسدها تترتجف قدميها فلم يكن هذا صالح الذى تعرفه حتى عندما رأت من جانب اخافها ليلة امس لم يكن كهذا الجانب الذى تراه منه الان تشعر بوجود خطب ما اكبر من كل ظنونها لذا جلست هذه المرة بجواره ولكن لم تكن تنفيذا لامره اكثر من عدم قدرة قدميها على حملها تراه يعتدل فى جلسته يتطلع امامه بوجهه الجامد وجسد مشدود يشع منه توتر انتقل اليها هى الاخرى وللحظات ساد بينهم صمت قاټل حاد اخذ فيه قلقها وخۏفها ينهشها فيه فى انتظار حديثه يدور فى عقلها الف سؤال وسؤال يتلاعب بها شيطانها بتصور اسوء التصورات حتى زفر بعمق كأنه يستعد لما هو قادم يعود لوضع جلسته الاولى بصوت مرهق متحشرج تحدث قائلا
انتى من يوم جوازنا وانتى نفسك تعرفى انا وامانى سيبنا بعض ليه مش كده!
انقبض صدرها وضاق بانفاسها حتى كادت ان تختنق حين نطقت شفتيه بأسمها لكنها اجبرت نفسها على التماسك تومأ له دون شعور وعينيها تنصب عليه تراه يغمض عينيه زافرا بحړقة مرة اخرى قبل ان يتحدث قائلا باستسلام وصوت مرهق
وانا هقولك ليه يافرح.. انا امانى اطلقنا علشان... علشان.. انى مبخلفش يافرح
ظلت تحدق به كالبلهاء عيونها متسعة ذهولا وقد سمعت ماقاله واستوعبته تماما لكن عقلها رفض التصديق تسأله كالبلهاء وبتلعثم
انت بتقول ايه... مين ده اللى مش بيخلف!
الټفت اليها ببطء وما رأت على وجهه من مشاعر جعل الدموع الساخنة تجرى فوق
متابعة القراءة