اشرقت بقلبه
المحتويات
قاله وأخجلها لدرجة احتباس الكلمات بحلقها ليعود همسه أكثر هدوءا وحنان أنا مش ممكن اتخلي عنك يا سارة ومشكلة الشقة بإذن الله هتتحل لكن أنا كلمتك دلوقت عشان اعرف حاجة مهمة اوي بالنسبالي.
صمت هنيهة ليغمغم بصوت مزج بين لهفته وحنانه
أنتي جواكي مشاعر ناحيتي يعني انتي.
_ أنا لازم أقفل.
_ طب ردي عليا عشان خاطري.
لتختم مكالمتها معه بقولها تصبح علي خير.
أغلقت فظل ينظر لهاتفه وابتسامة حانية تزحف على شفتيه حتي ظنها أمتدت لقلبه الذي أدرك الأن كم أصاب أختيار من تعتلي عرشه للأبد وترتدي تاج حبه الذي ما أدخره لسواها.
ساكنة القلب وغاليته.
شعر بتربيتة ناعمة علي كتفه فالټفت نحوها مبتسما وهو يأخذها علي صدره ولا يزال عقله شاردا بشرط أبوي عروسة شقيقه أديب لا ينكر أن طلبهما مشروع ولا إجحاف به لكن داخله كان يتمني لو تزوج أخيه بشقة والدته.
_ هتعمل ايه يا فيصل
تسائلت سيدرا ولا تزال مستكينة علي صدره ليغمغم
بفكر ومحتار ماما زعلانة أوي بس بتحاول تداري زعلهاانتي عارفة انها من زمان كانت متعشمة اخويا يتجوز معاها ومايسبهاش وأديب نفسه مصمم علي انه يتجوز في شقة. ماما وفي نفس الوقت حابب البنت ومش عايز يسيبها.
ساد الصمت لبرهة قبل ان تبتعد عنه لتواجهه بقولها
أنا عندي حل كويس وهيرضي الكل.
_ ايه هو يا سيدرا
_ سارة وأهلها مايعرفوش طنط ولا عاشروها عكسي أنا اللي أبصم بالعشرة علي حنيتها وحكمتها وانها بالنسبالي أمي.. عشان كده ممكن أنا وأنت ننزل نعيش معاها ونخلي شقتنا
_ مستحيل.
قالها فيصل قاطعة ليستطرد دي شقتنا اللي فيها ذكرايات جوازنا أول مرة لمستك وكنتي ليا أول مرة في كل حاجة حصلت بيني وبينك مش ممكن أفرط فيها.
ليوصل تبريره أنا لما اتجوزت وسبت شقة أمي كان عشان أديب معاها وواخد بحسها وقلت انتي صعب تاخدي راحتك في بيت فيه شاب غريب عنك لكن سارة لو وافقت وعاشت مع أمي محدش ھيجرح سترها وهتكون براحتها.
هتفت بها سيدرا مسترسلة
فيصل اي واحدة فينا بيجي وقت فعلا بتحتاج خصوصية في أمور معينة ده غير إن سارة وأهلها عندهم مثال حي لرفض طلب أديب وهي بنت خالتها أشرقت.. قولي ازاي يجازفوا بسعادتها.. لعلمك الناس دي محترمة جدا..طلباتهم مكانتش مادية ابدا ولا جابو سيرة فلوس ودهب كل همهم راحة بنتهم يعني بصراحة حاجة تطمن.
ليهتف بعدها تعرفي أنا شايف حل جوز بنت خالتها ده مناسب جدا أنا فعلا هشوف لأديب شقة قريبة.
_ وليه متكونش هنا في نفس العمارة
رمقها باهتمام ازاي العمارة كلها ساكنة.
_ لأ في شقة صاحبها حسين جارنا عايز يبيعها
ضيق عيناه بتوجس حسين مين وعرفتي منين
قالت بفخر عيب عليك ليا مصادري برضو
قبض حمالة قميصها وعيناه تلمع بشرر
عرفتي منين ان جارنا حسين عايز يبيعها هو انتي ليكي كلام معاه انطقي
تملصت منه بقلق ايه يا فيصل يا حبيبي ماسكني كده ليه سيبني بس وهفهمك.
_ مش سايبك انطقي.
ابتلعت ريقها پخوف
أنا بالصدفة كنت نازلة رايحة لماما قابلته علي السلم سلم عليا عادي وقالي انه عايز يبيع شقته عشان لو كنت أعرف حد محتاجها.
_ وهو بسلامته يقولك ليه كنتي سمسارة عقارات لم ينفك عبوسه لكن ارتحت قبضته عليها قليلا وهي تواصل همسها الحاني بلاش تعكر دمك الحلو ده يا حبيبي عشان حاجة بسيطة وخلينا في المهم لو اشترينا الشقة دي لأديب هتتحل مشكلته وكلنا هنكون في عمارة واحدة وفرحتنا تكمل.
لتستطرد بحماس يحبه وجعل عيناه تلمع حين يراها
أهو يبقا انا وسلفتي أصحاب ونتأنس ببعض.
أحاط وجهها براحتيه هامسا أمام عيناها سارة هتكون. محظوظة بيكي..واثق انك هتكوني ليها أجمل أخت.
ابتسمت ليميل عليها مقتنصا قبلة ناعمة حاول أن يكتفي بها بعد أن تذكر تحذيرات الطبيب بتقنين العلاقة الزوجية بينهما أثناء الحمل.
_________________
_ طنط بكزة أجازتنا هتعملينا كيك وبيتزا زي الأسبوع اللي فات
انحنت أشرقت تقبل رأسها بحنان وقد انتهت لتوها من صنع جديلتها هاتفة طبعا ياحبيبتي هتيجوا تلاقوا كل اللي انتم عايزينه معمول.
تفحصت الصغيرة رحمة جديلتها في المرآة هاتفة بحماس الله يا طنط ضفيرتي طلعت حلوة خالص دول أصحابي هيتحننوا عليها اما يشوفوها.
لمعت عين أشرقت بحنان قبل ان تهتف بفخر لا ده هخلي أصحابك ينبهروا كل يوم انا بعرف أعمل تسريحات حلوة اوي دايما هعملك حاجة جديدة.
صفقت الصغيرة بحماس ثم تصلقت بخفة المقعد المجاور وسريعا ما طبعت قبلة صادقة علي خد أشرقت التي تأثرت بها كثيرا فبادلتها عناق شديد الدفء والصغيرة تهمس لها
شكرا يا طنط.
لا تدري الصغيرة أن الشكر الحقيقي كانت تستحقه هي وأخيها علي ما منحاها من عاطفة أمومية كانت تحتاجها نعم رزقها الله بطفل ينموا بأحشائها الأن لكنها تعاهد خالقها ألا تقصر في حقهما مهما حدث ستظل مكانتهم كما هي هم أضحوا صغارها كما هم بالنسبة لرضا.
............
استيقظ رضا علي قرع المنبه جواره فاعتدل وهو يفرك عيناه وجسده يؤلمه من أرض نومته الصلبة وطبقات الفراش لا تكفي لنومة هانئة حاد ببصره للأعلى نحو فراشها الخالي فلم يجدها لم يكترث. لعلها هنا أو هناك سكن لحظات يهمس مرددا أذكار الصباح بخفوت كعادته كي يحصن نفسه وأهل بيته معه ثم توجه للخارج ليراها تحتل مقعدا مع الصغار حول الطاولة الصغيرة ويتبادلون ثلاثتهم ثرثرة مرحة تعجب رضا من ضحكتها الرقيقة معهم والتي لم يراها من قبل عجبا لتبدل حالها طيلة زواجهما كانت تتجنبهم مصدرا وجها حانق دائما ما الذي تغير الأن
_ صباح الخير يا أبيه رضا.
تحية تتابعت من فم الصغار لتندفع رحمة وهي تدور حول نفسها تستعرض جديلتها قائلة شوفت يا آبيه طنط أشرقت عملتلي ضفيرة جميلة خالص أصحابي هيحسدوني عليها.
لم يبدو عليه الأهتمام محدثا الصغيرة حلوة يا حبيبتي يلا افطري انتي واخوكي علي ما اصلي وننزل.
أمسكت الصغيرة كفه قبل ان يبتعد
مش هتفطر معانا يا آبيه
_ لا يا حبيبتي مش جعان هاكل في المطعم.
كانت تراقبه باهتمام لينطفيء وهج عيناها مصطبغا بقتامة الحزن لعزوفه عن تناول ما صنعه هذا الصباح أيضا تقلصت ملامحها وشعرت بالغثيان بغتة فنهضت سريعا تتقيأ لحقها الصغار بقلق بينما مكث رضا مكانه شارد دون أن يلحق بها وإن نهش القلق قلبه وجدها بعد قليل تعود مع الصغار
وقد بدا عليها بعض الراحة لتفريغ معدتها فترك مقعده وأخبرهم ان ينتهوا من إفطارهم ويستعدوا للمغادرة معه.
_رضا لو سمحت.
هتفت عليه قبل رحيله لتواصل برجاء كنت عايزة أعدي علي خالتي اطمن على سارة أنت عارف ان نفسيتها تعبانة عشان موضوع أديب وانا محتاجة أكون معاها انهاردة واوعدك هرجع قبل ما تيجوا.
رمقها مليا مفكرا قبل ان يقول بجمود
هوصل الولاد وارجع اوصلك لخالتك
متابعة القراءة