اشرقت بقلبه
المحتويات
ورفضتني.
صاح بها غاضبا بحنق ليربت رفعت على كتفه داعما
ده مش غباء يا رضا ده خوف الست زي الوردة لو دبلت بتفقد الروح والحياة أشرقت قلبها ماټ واتعقدت من اللي شافته طبيعي ترفضك خصوصا ان حبك ليها للأسف من طرف واحد.
أطرق رأسه بحزن وأخر كلمات صديقه تمزق قلبه نعم حبه لها من طرفه هو وحده هي لم تحبه.
هكذا نفض عنه حزنه وهو يعود مستفسرا بسؤاله ليجيبه رفعت أنا كنت وعدتها لما زورتها اني اقدر أساعدها في أي حاجة وسبت ليها الكارت بتاعي عشان تكلمني أي وقت وفعلا اتصلت عليا امبارح وطلبت مني ألاقي ليها شغل ومكان أمن تعيش فيه بعيد عن عيون عزت وأذيته.
غيرة قاټلة تدفقت بقلب رضا وحبيبته تتلمس أمان غيره و تلجأ لصديقه طالبة الحماية والسكن أليس هو أولى بأن تستنجد به دون غيره
صمت يراقب انفعالات صديقه الغاضبة وغيرته الجلية التي لم تخفي عن عينه ليقول برفق أسمعني رضا أنا جيت أعرفك عشان يمكن تكون دي فرصة لمحاولة جديدة منك.
محاولة ايه يا رفعت هي مش عايزة قالتهالي كذا مرة وأنا كرامتي ليها عليا حق مقدرش افرض نفسي على واحدة مهما كنت بحبها.
يعني اعمل ايه يا رفعت.
تروح تطلب ايدها تاني من جوز خالتها.
غامت حدقتي رفعت بغموض جرب يمكن المرة دي تكون مختلفة والأمور تكون في صفك.
طب تفتكر ده مش هيأكد كلام عزت وافتراه علينا قصاد الناس لو حصل نصيب وارتباطنا
الناس!!
مالك ومال الناس يا رضا في كل الأحوال الناس مش بتسيب حد في حاله ركز في مصلحتك انت وأشرقت وسيبك من أي سبب فرعي مالوش لازمة أشرقت محتاجالك وانت محتاج ليها أكتر لأنك حبيتها دافع عنها واتمسك بيها لأخر لحظة.
وحينها لن تكون إلا بداية حقيقية لقصتهما معا.
بعناد تشبثت بها سارة باكية بعد ان تفاجأت بها تجر بحذر حقيبتها الصغيرة بهذا الوقت المبكر لتهرول بفزع وهي تتوسلها ألا ترحل عنهم مواصلة استجدائها
يعني حتي بعد اللي عرفتيه من موقف رضا ودفاعه عنك عايزة تمشي الناس كلها خلاص عرفت ان طليقك دبر كل ده عشان ينتقم منك ليه عايزة تسيبنا دلوقت ليكي حد غيرنا تعيشي عنده
هتفت أشرقت بخفوت وحدقتاها مترقرقتان ماليش غيركم بس ربنا مش هينساني أستاذ رفعت هيساعدني زي ما وعدني أنا طلبت منه يشوفلي شغل وبيت اسكن فيه بعيد عن عيون عزت وهيقابلني بعد شوية عشان يوفي بوعده.
سارة بتشبث أكثر وهي تتعلق بذراعها رفعت مهما كان طيب مالوش صفة عشان تطلبي مساعدته ده غير إن وضعك الأجتماعي مع وضعه ممكن يحطك في مشكلة أكبر يا أشرقت صدقيني خليكي معانا والناس مع الوقت هتنسي اللي حصل.
طب واللي جاي يا سارة أنتي فاكرة الحيوان عزت هيسكت ده كأنه أتخلق في الدنيا دي عشان يعذبني ويأذيني وبس مش هخلص من مكايده وانتم أكيد هتتأذوا معايا وأنا اتحمل أي حاجة إلا ان مكروه يصيبكم بسببي.
ثم حررت ذراعها برفق
من كفي سارة التي غرق وجهها بالعبرات لتجرفها لها بحنان مقبلة جبينها قائلة
أنا هفضل متواصلة معاكم وهعرفكم كل أخباري صدقيني من مصلحتكم اني أمشي واسيب البيت.
مش هتطلعي من البيت ده غير علي قپرك.
فزعها ظهور خالتها الصارم خلفهما بغتة ليصدمها أكثر صڤعتها القاسېة التي لفحت بها إحدي وجنتي أشرقت لتتحسس الأخيرة جانب وجهها بذهول والخالة تستطرد
ببساطة كده عايزة تغفلينا وتمشي فاكرة مالكيش حاكم يحكمك
بصوت متأثر من بكائه هتفت مستنكرة أنا يا خالتي
أيوة انتي يا عين خالتك.
ثم أقسمت بقوة قسما عظما لو كانت رجلك خطت برة عتبة البيت بدون إذني لكنت دبحتك البيت ده مش هتخرجي منه غير علي قپرك أو علي بيت جوزك.
صړخت عليها يبقي خرجيني علي قبري وريحيني أحسن ادبحيني يا خالتي منا كده كده مدبوحة بظلم اللي حواليا طول عمري أعمليها وتبقي انقذتيني من عذابي اللي أنا فيه.
اڼهارت بعد قولها وانزلقت أرضا تبكي حالها پألم ليرق قلب خالتها وهي تنحني متربعة أرضا وهي تأخذ رأسها بحنان لتستقبل دموع صغيرتها علي صدرها هامسة بأذنيها عمري ما اقدر أأذيكي يابنتي أنتي حتة مني ومش ممكن اسيبك تتعذبي أو تضيعي وتضلي الطريق اللي كنتي هتعمليه كان هيعقد حياتك أكتر أنا ستر وغطا عليكي ومش هتلاقي أدفي من حيطان البيت ده يآويكي.
فقدت قدرتها علي الكلام ما عادت تريد غير البكاء علي صدر خالتها لتنحني سارة وتعانقها هي الأخري مقبلة رأسها وتحمد الله أنا والدتها أدركتها قبل أن ترحل.
ومن قريب يقف العم سلامة يراقبهم بنظرة غامضة قبل أن يصدح جرس الباب بغتة.
غريبة مين جاي عندنا بدري كده
قالتها سارة وهي تندفع نحو الباب فقاطعها أبيها بإشارة من يده أستني يا سارة أنا هشوف مين.
ما أن انفرج الباب أمامه حتي رآها گ العصفورة قابعة بحضن خالتها ووجها غارق بدموعه كأنه كان ينقصه لوعة وحزن عليها رمق سريعا حقيبتها الصغيرة في الجوار وأدرك انه أتي في وقته المناسب تماما.
اتفضل يا ابني.
أفسح له العم سلامة مجالا ليلج حيث غرفة الضيوف مر مطرقا رأسه بتهذيب مراعيا حرمة البيت لكنه يكاد يجزم بدهشة أشرقت وهي تتبعه بعيناها أثناء مروره الخاطف هو لا يحتاح لعيناه كي يراها تكفي عيون قلبه التي تشعر بها وتراها وترعاها أينما كانت.
وده جاي يعمل ايه السعادي عندنا يا خالتي
قالتها أخيرا بعد اختفائه بالغرفة مع العم سلامة لتجيبها الخالة بغموض مبتسمة جاي يعمل اللي توقعته.
ثم دفعتها برفق يلا خدي شنطتك وادخلي أوضتك وسارة هتعمله واجب الضيافة.
نهضت وهي تنظر لساعة الحائط التي أعلنت قرب موعدها المفترض هي ورفعت كانت تظن أنها تستطيع الهروب والبداية من جديد لكنها بقيت كما هي مقيدة لا تدري هل فاتها قطار النجاة حين أخلفت موعدها
أم كان به هلاكها ولا تدري
مفيش حاحة فاتتك يا بنتي لسه الحلو جاي.
كأن الخالة قرأت حيرتها گالعادة وهي تربت علي وجنتها المصفوعة بحنان طاغي كأنها تجرف أثر صڤعتها كأنه لم يكن لتهز أشرقت رأسها بتشتت متوجهة لغرفتها باستسلام وقبل أن تغلق بابها رمقت الباب الذي يختفي خلفه رضا بشخوص تخاف تخمين سبب زيارته.
وتخاف أكثر أن تجبر ثانيا
متابعة القراءة