حطام قلبي
المحتويات
واتجه بها ناحية المصعد ولكنه توقف عندما إستمع لحديث جده
هو أنا مش مالي عينك ياراكان مفيش عامل إيه ياجدو ...أستدار بجسده وهو مازال يحمل سيلين التي كانت تغط بنومها بسبب علاجها
هو حضرتك كنت مسافر علشان أسأل عليك وبعدين أسأل على حضرتك وانت واقف قدامي سليم أهو ماشاء الله..المفروض حضرتك اللي تسأل على حال حفيدتك قالها بمغذى
على أساس إنها حفيدتي يابن أسعد ..هنا ابتسم راكان بسخرية ثم دلف المصعد ولم يجادله عندما علم بأن جده على علم بكل شيئا
وضعها على مخدعها بهدوء ..وطالعها لبعض اللحظات وقبضة قوية أعتصرت قلبه عندما تذكر حديث جده ..جلس يمسد على خصلاتها ويهمس لنفسه
هو ليه كل حاجة وحشة بترموها عليا حد قلك اني شخص حقېر أوي كدا دي اختي على فكرة ولو كنت أعرف علاقتها بيونس مكنتش سمحت بكدا اقترب منها وصاح پغضب
راكان صړخ بها سليم عندما وجد دموع والدته وحزنها من كلمات إبنها الچارحة
ڼصب عوده واتجه بنظراته إليها توقف أمامها كطفل منتظر عقابه فأردف بصوتا حزين وقلب محمل بالهموم
آسف عارف زعلتك مني وكلمتك بأسلوب مش كويس سامحيني حبيبتي
مكنش قصدي ازعلك ياحبيبي ولا قصدي احط اللوم عليك لكن إنت الكبير ياراكان ولما عرفت سليم كان عارف اټجننت وحطيت همي فيك
قبل جبينها وأردف بحنان
عندك حق ياماما أنا الكبير كان المفروض أخد بالي منها أكتر من كدا علشان كدا اتعشينا برة وحاولت افهم منها لما شكيت وقت خطوبة يونس بس ماوصلتش لحاجة
متزعلش مني حبيبي انت أغلى من نور عيني ..رفع بصره إليها ولأول مرة أنهارت حصونه بالكامل أمامها وتساقطت دموعه ..فألقى نفسه بأحضانها
ماما أنا مش وحش زي ماكلكم مفكرين أنا بحاول أبعد عن ۏجعي بس عمري ماعملت حاجات تخليك تتبري مني وتقولي إني منحط
مسدت على خصلاته وهو جالسا أمامها ثم سحبته وأشارت على ساقيه ..فرد جسده بجوار سيلين واضعا رأسه على ساق والدته
انسدلت عبراته حتى شعرت بها والدته
دا شكل الموضوع كبير ياراكان اللي يخلي دموعك الغالية اللي لأول مرة أشوفها وأشوف ضعفك ..ملست على خديه وابتسمت
لا تكون عشقان يابن زينب ...آهة خفيضة خرجت من جوفه وهو يطبق على جفنيه پألما حتى شعر بإنقباض قلبه وانسحاب روحه وهو يتذكر تشابك ايديهما . أعتدل سريعا يجفف وجهه ورسم إبتسامة مزيفة أمامها
حب إيه يازوزو ..تعرفي عن راكان كدا برضو لا أنا صعبان عليا سيلين وجعتلي قلبي
مدت كفيها تزيل عبراته العالقة بجفنه تحاوطه بنظراتها مشككة
كان نفسي تفرحني زي سليم تنهدت وهي تطالعه
مش كان الأولى انك اللي تيجي تفرحني دلف سليم في تلك الأثناء وتسائل
سيلين عاملة إيه ..نهض راكان وهو يجيبه
هي نايمة دلوقتي الدكتور بيقول هتفضل نايمة للصبح اتجه بنظره لوالدته
روحي نامي شوية ياماما وأنا هفضل جنبها علشان لو صحيت ..هزت رأسها بالنفي
لا روحو ارتاحوا انتو الاتنين وأنا هبات معاها مينفعش هي مهما كانت بنت وهتحتاجني أكتر منكم
خطى راكان بعض الخطوات ولكنه تسمر عندما استمع لحديث سليم
ماما أنا اتكلمت مع ليلى النهاردة وطلبت تاخد ميعاد مع باباها ..جهزي نفسك انت وراكان وبابا علشان نروح بكرة نطلبها ..إيه رأيك ياراكان بكرة قبل مابابا يسافر ألمانيا
تجمدت الحروف على شفتيه ..فأطبق على جفنيه وحاول أن يهدأ من دقات قلبه العڼيفة داخل صدره .. ابتسمت زينب تربت على كتفه
أسمها ليلى ياحبيبي..أومأ برأسه ولمعت عيناه بالسعادة وتحدث
أيوة ياماما ..ليلى وهي ليلى فعلا حلوة أوي ياماما لما تعرفيها هتحبيها بس طبعا هي وراكان زي القط والفار ...اتجهت ببصرها إلى راكان الذي يكور على قبضته حتى ابيضت وهو يرى السعادة على وجهه أخيه
مالك ومالها ياراكان دا سليم بيقول فيها أشعار وشكل البنت محترمة وحلوة من كلامه عليها بصراحة حبيتها من كتر كلام سليم عليها
صاعقة ضړبته بقوة وهو ينظر لوالدته
حضرتك كنت عارفة بالموضوع...ضم سليم والدته وهو يراقص حاجبيه
قولتلها من يومين بس ...نيران مستعيرة أشعلت صدره بالكامل وهو يستمع لحديثه عن جمالها ورقتها لوالدته ....خطى سريعا للخارج وهو يتخبط بخطواته وكأنه غريق في بحر الظلمات..ايقظه من ظلمات قلبه صوت توفيق الصاخب لوالده
البنت دي لازم ترجع الشارع إللي جت منه ياإما كدا ياإما لا إنت ابني ولا أعرفك . ..دلف بخطواته لغرفة المعيشة على صيحاتهم ..توقف يرمق جده پغضب
ومين ادالك الحق إن شاءالله تقولنا نقعد مين في بيتنا ومين لا
راكان ..قالها والده بحنو حتى لا تكبر الفجوة بينهما ..تحرك الجد حتى توقف أمام راكان
انت إزاي تكلمني كدا ..جلس راكان وقام بإشعال تبغه ليحرقه كما ېحترق صدره فأردف بهدوء رغم نيران جسده بالكامل
من الآخر ياتوفيق يابنداري ..هقولك كلمتين ومفيش بعدهم
اللي جوا دي اخت راكان البنداري . وحط مليون خط تحت اخت راكان البنداري دي . هسمع غير كدا يبقى إنت اللي بدأت . وبيقولوا إيه يابابا . ..أيوة صح البادي أظلم وحياة الراجل اللي واقف جنبك دا اللي هو ابويا
لو حاولت تقرب من سيلين ولا تقولها حاجة ماهرحم العيلة من أكبرها لأصغرها . ..توقف يتحرك حوله وهو يشير بسبباته
استحملت منك الكتير ..لو حابب اعدلك تمام وقتي يسمح . نبدأ منين ياتوفيق باشا آه
راكان قالها والده حتى يصمت ...رفع بصره لوالده
بابا لو سمحت النقاش محترم ومتبادل بينا أهو مش كدا يا...اه توفيق باشا
رمقه الجد بنظرات لو ټحرق لأحړقته فأردف
اللي حايشني عنك يابن أسعد إنك حفيدي ...قهقه راكان بضحكات صاخبة وهو يشير بيده بالنفي
لا ياجدي الغالي . .يعني واحد مۏت ابنه هيصعب عليه حفيده ..نهض توفيق ېصرخ بوجهه
اخرص ياولد مين اللي قتل ابنه دا ..نفث راكان دخان تبغه بشراسة وأجابه
أنت ياتوفيق باشا ..نسيت عمو محمود وخالتو زينا ..قوس فمه ووضع ساقا فوق الأخرى ومازال ينفث تبغه وينظر بنظرات قاتمه لجده
مكفكش انك طلقت ابويا وأمي وخليته يتجوز واحدة لا من دينه ولا من جنسه لا وبعد دمرتهم وسبت أبويا واتنقلت على ابنك الصغير. حتى ماادتلوش فرصة يحكي ..وياريت عقلك يهدى بعد دا كله لا..جاي تكمل على ابنه ومفكره هيخضع لقوانينك .
نجح في تسديد هدف قاټل لجده الذي تغيرت ملامح وجهه وشحبت كالمۏتى
نهض راكان واتجه لنافذة الغرفة وأكمل
مۏت قلبي ومسخت
متابعة القراءة