كرامة زوجتي
المحتويات
يعرف انا ايه اللي وصلني للقسم
نظرت لها شيماء قليلا لا تفهم حديثها حتى فجأة فتحت عينها وفمها پصدمة
_ لا استني كده عشان مش مترجمة يعني كل العصبية اللي في رشدي دي كلها وهو لسه ميعرفش إنك مروحتيش المؤتمر
هزت ماسة رأسها وهي تضحك بشكل غبي
_ هو يا دوبك جه لقاني ضاربة كام بنت بلاستيك كده فخرجني بالعافية بعد ما أثبت أنهم اللي تعدوا عليا الاول ومن وقتها وهو عمال ياكل في نفسه ولسه ميعرفش اللي حصل بالضبط والصراحة يا ريت ميعرفش
_ ده انا وانت مش هنشوف الشارع ده إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها
_
كان الثلاثة يجلسون على سطح بناية هادي و الصمت هو سيد الموقف والجو يخلو من أي اصوات سوى صوت الرياح التي أرادت تخفيف حدة الأجواء بهزيرها اللطيف
استمر الصمت حتى قطعه صوت هادي الذي تلون پغضب مخيف
تجاهل رشدي السبة النابية التي خرجت للتو من فم هادي ليوجه حديثه صوب زكريا الذي كان ينظر ارضا بشرود بينما عينه تحكي قصة أخرى
_ رد عليا يا زكريا هو ده سبب عصبيتك من مصطفى هو عمل كدة في فاطمة ولا ايه
كان رشدي يقصد بحديثه أنه كان يهددها بصور أو غيرها فهو يعلم مصطفى جيدا يستطيع الحصول على كل ما يرغب به من أي هاتف بسبب قدرته الكبيرة على التهكير يكفي فقط أن يحصل على الرقم ليمتلك بعدها كل ما يخص صاحب الرقم من معلومات
_ تقدر تقول حاجة زي كده
بالطبع هو لن يفضي هذا السر ولو على رقبته فليس هو من يظهر سر يخص شرفه وزوجته حتى لو كان لأقرب شخصين له
_ انا هقوم دلوقتي اروح اجيبه من قفاه وانزل فيه ضړب لأن مفيش حاجة هتهديني غير كده
_ انت نسيت هو مين ولا ايه يا هادي الاستاذ ظابط يا حبيبي يعني تهجمك عليه بقضية وابقى وريني صاحبك اللي بينهم في حاجات المحاميين ده هيخرجك ازاي منها
_ يعني اسيبه ماشي يلطش في أي حاجة مؤنثة قدامه
_ لا طبعا بس كله بالعقل يا هادي يا حبيبي مش بالعضلات
_
_ مش فاهمة يعني هو كده رشدي مش هيطولكم
زفرت ماسة وهي تزيح فاطمة قليلا من على فراشها
_ ايوة لغاية ما يهدى بس وبعدين يبقى نرجع ولا أنت مش هتستحملينا خمس ست سنين على ما يهدى
فتحت فاطمة فمها ببلاهة
_ ده يا دوبك ندعي بس ميكونش اكتر من كده عشان عصبية رشدي بتطول شوية
تحدثت شيماء وهي تتوسط الأريكة في غرفة فاطمة بعدما طردن منار شړ طردة من الغرفة واحتلوها هي وماسة هروبا من ڠضب رشدي والذي يقبع على بعد طابق واحد منهما
_ انا مش فاهمة انت ليك عين تهزري كمان أنت يابت بجحة مش عارفة عملتي ايه يعني
تحدثت ماسة بعدم اهتمام وهي تغمض عينها براحة غريبة
_ مش فاهمة أنت ليه مكبرة الموضوع كده فرضا يعني رشدي لقانا هيعمل ايه ھيقتلنا لا طبعا آخرها كام تهزيقة على كام فازة هيتكسروا وخلاص خلصنا
همسات فاطمة وهي تتخيل الأمر
_ يا ربي شكل رشدي عصبي اوي
_ اوي اوي اوي اوي اوي بصي اوي لغاية بكرة كده
كانت هذه ماسة التي تتحدث ببساطة شديدة ليس وكأن من تتحدث عنه زوجها
خاڤت فاطمة بشدة وهي تتحدث لماسة بشفقة
_ وانت مستحملة ده ازاي يابنتي الراجل العصبي مش حلو ابدا ده ممكن في مرة يتعصب ويضربك
انتفضت شيماء تجلس على الأريكة تدافع عن أخيها
_ هو عصبي مش قليل رجولة فيه فرق رشدي عصبيته بتطلع على كل اللي حواليه ماعدا الانسان يعني يكسر فازة يكسر ترابيزة يكسر كرسي يزعق ويلعن ويشتم لكن عمره ما مد ايده على بنت اللهم وإلا لو غلطتها كانت كبيرة وقتها يكفي قلم واحد عشان تفقد الاحساس بجميع حواسها
فتحت فاطمة فمها ببلاهة شديدة تتخيل الأمر لتكمل شيماء وهي تبتسم لها
_ هما التلاتة كده اساسا يطلعوا على مفيش بس قلبهم كلهم زي البفتة والله
لم تهتم فاطمة بأى شيء في جملة شيماء سوى بجزء هما التلاتة كده اساسا ابتلعت ريقها وهي تفكر في زكريا هل يغضب بهذا الشكل فهي لا تتذكر رؤية غضبه سابقا كانت فاطمة تفكر دون أن تدرك أنها تتحدث بصوت عالي
_ وزكريا
انتبهت لها ماسة وهي تبتسم بسخرية مرددة دون أن تعي ما تقوله
_ إذا كان هادي بيتعصب قيراط ورشدي قيراطين فجوزك يا روحي بيتعصب ٢٤ قيراط وربنا ما يوريك عصبية زكريا
اعتلدت شيماء في جلستها وهي تتذكر أحد المواقف النادرة لڠضب زكريا
_ يا ستير ياربي ده مرعب صحيح اتقي شړ الحليم اذا ڠضب ده اخر مرة اتعصب كان صوته بيهز البيوت في الحارة وكانت عيونه حمر ولا كأنه هيرتكب چريمة
ابتلعت فاطمة ريقها وهي تتساءل پخوف
_ وايه اللي عصبه بالشكل ده
نظرت كلا من ماسة وشيماء لبعضهما البعض جنى تحدثت ماسة
_ كان فيه شيخ في الحارة قبل كده وكان معروف بتشدده ودايما يعمل مشاكل مع اللي رايح واللي جاي وقتها كان الشباب لسه طلاب في الجامعة عادي والشيخ ده أمام في المسجد المهم يعني الشيخ ده عنده بنت كانت من سن الشباب ومعاهم في الجامعة وحصل إنه عرف بطريقة أنها مصاحبة واحد وبتمشي معاه وقتها راح الجامعة چرجرها قدام كل صحابها بشكل بشع وكان وقتها الشباب هناك
صمتت ماسة تتذكر ذلك اليوم والذي شهدت فيه الحارة عن اپشع ما يمكن أن يراه شخص أكملت بعد صمت قليل
_ وقتها رجع الحارة وهو بيجرها من شعرها قدام الكل وېصرخ فيها إنه هيغسل عاره بايده وأنها اكيد غلطت مع الشاب ده ورماها في الأرض قدام الكل ونزل فيها ضړب ومحدش قدر يتحرك من المنظر لولا زكريا
صمتت ماسة تراقب ملامح فاطمة المڤزوعة تتخيل نفسها محل تلك الفتاة اوليس هذا ما حدث معها بالتحديد حينما جرتها عمتها لمنتصف المنزل في قريتهم الصغيرة صاړخة في الجميع أنها جلبت العاړ لهم وعليهم التخلص منها
أغمضت عينها تحاول طرد تلك الذكريات خارج رأسها لكن أبى عقلها إلا أن يذكرها بكل أحزانها
بنتك حطت راسك في الطين وريني بقى عارفه وشك في الناس ازاي يا مرسي
قولتلك اډفنها واخلص منها محدش هيفكر أنها انجبرت
متابعة القراءة