في المشفي
وبحكم كل شيء كان بيننا يوما.. ذهبت إليه.
كنت أخطو خطواتي وأنا أرى شريط حياتي أمامي لقائنا الأول.. فترة خطوبتنا.. اعترافه الأول بالحب.. زواجنا.. وأول بشرى لمولود جديد! ومن هنا كان كل شيء بعدها ضباب.
عندما سمعت أذن الدخول شددت على يد صغيري ودخلت..
رأيته.. كان يعاني للوصول لكوب الماء بجواره كدت أخطي لأعطيه إياه.. إلا أن يد سبقتني
نظرت للمشهد أمامي وأنا أبتسم بۏجع طفلي الذي رفضه أبوه يوما ها هو الآن من يسقيه ويمسح آثر الماء المسكوب من على ذقنه.
نظر لي نظرة أدركتها ولكن ما عاد للندم من فائدة الآن انقضى العمر وانتهى الأمر.
كان قد أهلكه الحزن والۏجع أكثر من المړض ابتسمت له بهدوء لا يعبر عن شيء وأنا أقترب..
جلس كامل بجواره على السرير وأخذ يمسح على شعره ويبتسم له بحنان كما أفعل أنا معه حتى ينام..
رأيت الدمع يهطل من عينه كما رأها كامل ومحاها بإصبعه.
لا تبكي أبي أنا وأمي... هنا بجوارك.
طفلي الذي لم يؤمن به والده على أنه شخص كامل أو كما بقية الخلق هو الآن من بقي عليه وأولاده الذين كان يفتخر بهم وأرادهم سليمي الجسد حصل عليهم ولكنهم أول من باعوه.. طفلي الذي رفضه العالم كان يملك أكثر مما يملكه صحيحي الأجساد.. كان يملك قلبا لم يمسه حقد أو كره.. قلبا نقيا تماما.