في المشفي
المحتويات
في المشفى وبعد ولادتي أخبروني بأن طفلي مصاپ بمتلازمة داون بكيت.. لا أعلم لم بكيت ولكني لم أرد أن آتي بطفل يعاني في هذا العالم. تلقيته بلهفة وأنا أخبئة كلي لي كنت أودعه كل قبلاتي ودموعي وفرحتي واضطرابي.
أسميته كامل فوالله إنه في نظري كان كاملا لا ينقصه شيء.
توالت السنين ولم يشأ الله أن ألد ثانية كنت أربت على قلبي بالرضا أعلمه الصبر والثقة بتدابير الخالق
ولأن صبر زوجي قد نفذ ولأنه لا يعترف بصغيري على أنه شخص كامل وهو يريد ذرية تخلف من بعده.. تزوج.
كنت ألملم شتات قلبي كل مساء بمفردي أبكي فأجد يد صغيرة تمسح على خدي وتنظر لي بحزن.. فأحتضنه پعنف لا أقصده وأتمم من بين دموعي.
ولأن قلبي كان قد فاض طلبت الطلاق ووافق.. هكذا وببساطة لأنه يراني أرض بور لا زرع منها ولا ثمار.
اقتصرت حياتي بعدها على تربية صغيري وإعطائه الحب والحنان الكافي ألحقته بمدرسة ليتعلم لم أشأ أن أشعره بأنه ليس كغيره من الأطفال وبرغم ضعف قدرته الذهنية على الإستيعاب إلا أنني كنت أحاول أعيد الشرح مرارا وتكرارا حتى يستوعب.. وفي يوم جاء يشكوني وهو يبكي لأن أحدهم سخر منه.
ردد جملته التي دائما ما أتلوها على مسامعه كامل جميل.
مسكت بيده وأنا أقبلها ومختلف أتدري لماذا
حرك رأسه بعدم فهم
لأن جميع رفاقه لديهم 46 كروموسوم أما هو فيملك 47 كروموسوم.. أترى كم صغيري مختلف.
ابتسم فابتسمت لإبتسامته وأنا أودعه كل حبي له في عناق لقلبه قبل جسده.
مرت الأيام.. وفي يوم التقيت بزوجي السابق صدفة رأيته ولم يراني لأنه كان مشغول بأولاده.. وزوجته!
عن ولده البكر كما يبدو والصغير كان يحمله على كتفه ويمزح معه بمرح.
ودون درايتي ضغطت على يد صغيري بشدة ألمته أمي يدي.
أرخيتها وجلست القرفصاء أمامه أحجب عنه رؤية أبيه وهو يمنح كل حبه ودعمه لأولاده من امرأة أخرى ما ذنب صغيري إن كان جميلا بهيئة أخرى غير التي اعتادها العالم ماذنب قلبه إن كان لا يؤذي فيؤذى!
وفي يوم بلغني أن أبو ابني مريض بشدة ويعاني ألما لا يجعله يبرح من مكانه وأن أولاده وزوجته أودعوه في دار مسنين لأنه أصبح عبئا ثقيلا عليهم
متابعة القراءة