هي وزوجي بقلم ولاء رفعت علي
المحتويات
ضغط علي الزر فأنسدل الزجاج و أنطلق بالسيارة في صمت و بدون أن يتفوه معها بكلمة.
مرت عدة شهور ما بين تواصل و برودة مشاعر تسطو بينهما كلما كان يأتي لزيارتها كانت تتحاشي الجلوس معه بمفردهما كانت تطلب من شقيقتها أو والدتها يجلسا معهما كان يدرك مدي تحفظها بداخله أسعده ذلك يبدو إنها عذراء المشاعر و مهذبة لم يسبق لها أن دلفت في علاقة حب مع أي رجل سواه و هذا يتجلي في معاملتها معه لذا أنتظر إلي أن يجمعهما منزل واحد أو الأحري غرفة واحدة و سيعلمها مذاهب الحب و فنون العشق و الغرام.
أنتهي الحفل في صورة تذكارية تجمع ما بين عاصم و غادة وأسرتها قامت مرام بالوقوف بجوار عاصم الذي وضع يده علي ظهرها شعرت برجفة و هي تنظر إليه كان يحدجها بعفوية و أبتسم لها و قال
بادلته بإبتسامة و نظرة عينيها تحمل الكثير و الكثير و ألتقطت الصورة علي تلك الوضعية!
سافر العروسان إلي إحدي القري السياحية المطلة علي مياه البحر الأحمر و ها هي تركض علي الرمال الناعمة و هو يركض خلفها علي الشاطئ الشاغر عانقها من ظهرها و أحتضنها بقوة قائلا
بحبك أوي يا غادة.
و أنا كمان.
لم تكمل و خبأت وجهها في صدره أبعدها لينظر في وجهها الحسن الباهي
عايز أسمعها زي إمبارح و إحنا في الشاليه.
أدركت ما يقصده جزت علي شفتها السفلي بخجل
بس بقي يا عاصم بتكسف.
أبتعد قليلا ليفاجئها بحملها علي زراعيه
بس بقي أي ده أنا لسه ما أنتقمتش منك فاكرة القلم الي رزعتهولي في العربية.
يادي القلم الي من ساعة ما أتجوزنا عمال تذلني بيه و ټنتقم.
قام بتقبيل وجنتها وقال
بذمتك في أحلي من كدة إنتقام!
أطلقت ضحكة رغما عنها فصاح بمرح
يا وعدي يا وعدي ده كده هانتقم بقوة.
ركض بها عائدا إلي المنزل الصيفي و حين دلف بها إلي غرفة النوم أنزلها فوق الفراش
هزت رأسها بسأم و خجل ذهب بينما هي قامت بمهاتفة شقيقتها
روما حبيبتي وحشاني.
ردت الأخري ببرود
أزيك.
قطبت حاجبيها و سألتها
مالك في أي
مفيش أنتي و عاصم راجعين أمتي
كادت تجيب ولج عاصم فأمسك الهاتف منها بدون أن يلاحظ أنها كانت تتحدث
ضحكت غادة و أخبرته
أصبر بس بكلم مرام أطمن عليها و علي ماما.
لم يبال عانقها و أخذ يقبلها علي أنحاء وجهها و يقول
مش وقته خالص.
عاص...
أبتلع أخر حرف في فمه و غفل كليهما عن التي كانت تستمع إلي كل حرف وهمس بينهما فكانت نيران الغيرة تندلع بداخلها و ټحرقها كادت تلقي هاتفه أمسكت بالهاتف أغلقت المكالمة لتعيد مكالمة أخري لم تجد رد و
مرة ثانية هكذا.
تحركت بين يديه قائلة
دقيقة بس أرد بالتأكيد. في حاجة حصلت.
زمجر و أخبرها برفض تام
قولت لاء يعني لاء ركزي معايا أنا.
و في الرنين للمرة الخامسة دفعته بحدة من فوقها تلملم تلابيب ثوبها لتمسك بهاتفها و ليتها لم تنظر إليه يرمقها بنظرة ڼارية من ما أقترفته للتو!
ألو يا مرام في حاجة
صوت بكاء تكاد تفهم منه شيئا
ماما ألحقي ماما يا غادة!
هي و زوجي
الفصل الخامس
بقلم ولاء رفعت علي
أنتهي الطبيب من فحص والدتها ركضت نحوه و سألته بللهفة و قلق ينهش فؤادها
ماما مالها يادكتور
خلع سماعته من حول عنقه و أجاب
مدام ليلي الحمدلله بقت بخير هي بس شكلها مبتاخدش العلاج بقالها فترة.
حدجت غادة شقيقتها بإستفهام و بدون أن تنظر إليها الأخري ردت علي الطبيب
يا دكتور أنا بديلها العلاج كل يوم إزاي حضرتك بتقول مابتاخدش بقالها فترة
رمقها الطبيب بنظرة إتهام وعدم إقتناع لما تخبره به قائلا
حالتها الي قدامي بتقول عكس كلامك و عموما عملنالها تحاليل و شوية وهاتظهر النتيجة.
أشاحت وجهها بعيدا عن الجميع خوفا من أن يفتضح أمر كذبها.
عادوا إلي منزل عاصم بعدما أطمئن الطبيب علي السيدة ليلي و ألقي بتعليماته الحذرة و هو يجب أن تتناول الدواء بإنتظام و الراحة النفسية.
و في الصباح الباكر أستيقظت غادة لتجد نفسها محاصرة بين زراعي عاصم تسحبت علي مهل بدون أن توقظه لملمت خصلاتها بمشبك الشعر و أرتدت مأزرها الحريري و خرجت لتطمئن علي والدتها فوجدتها تؤدي فرضها.
تسحبت بهدوء نحو الغرفة الأخري المخصصة لشقيقتها تعلم إنها يقظة الآن فوجدتها ممدة علي التخت و تمسك بهاتفها.
دخلت و أغلقت الباب خلفها تصنعت الأخري عدم الإهتمام و كأن شقيقتها غير موجودة.
جلست غادة بجوارها و قالت
أنا ماردتش أكلمك إمبارح قدام ماما و عاصم و سيبتك تتهربي مني بالنوم ليه بتكدبي
لم ترد الأخري فأختطفت شقيقتها منها الهاتف و وبختها
لما أكلمك تسيبي الزفت ده من إيدك و تردي عليا.
نهضت مرام بتأفف و ضجر عقدت ساعديها أمام صدرها و ردت ب ببرود
أولا أنا مش كذابة يا أبلة غادة و لو عايزة تلومي حد لومي نفسك أنتي رايحة تسافري و سايبة ماما أسبوع و أنتي واثقة ومتأكدة أنا مش هاعرف أهتم بيها زيك.
أدركت غادة مغزي حديثها لكن تفهمت منه غرار ما تقصده الأخري أبتسمت و قالت
قولي بقي إنك متضايقة.
ولت لها ظهرها حتي لا تري توترها الواضح علي قسمات وجهها
هو أنا هتضايق ليه يعني!
نهضت من علي حافة السرير و وضعت يدها علي كتفها لتديرها و ترمقها بإبتسامة و سعادة لتخبرها
متضايقة عشان بعدت عنكو علي فكرة عرفت يوم ما روحتي البيت يوم فرحي قعدتي ټعيطي كتير.
قطبت حاجبيها و تتذكر الأمر حدجتها بإبتسامة غامضة كالعادة و قالت
ما يمكن سبب عياطي حاجة تانية!
رمقتها بعدم فهم وظلت تنظر إليها لثوان حتي فصل هذا الصمت صوت نداء عاصم إلي غادة التي أجابت بصوت جهوري لكي يسمعها
أنا جاية يا حبيبي.
و قبل أن تذهب حاوطت وجهه شقيقتها و أخبرتها بنبرة حانية
ماتخافيش أنا عمري ما هابعد عنكم و لولا أن عاصم وافق أنكم تيجو تعيشو معانا هنا مكنتش وافقت علي الجواز من الأول.
عانقتها و ربتت عليها
أنتي مش أختي يا مرام أنتي بنتي الصغيرة و مفيش أم تقدر تسيب بنتها.
كانت نظرات الأخري شاغرة تنصت إلي كلمات شقيقتها في صمت ولم تبادلها العناق حيث غارقة في براثن ظلمتها و بداخلها صراع نفسي بين شخصين الأول يريد إنتشالها من الظلام و البغض المسيطران عليها و الآخر يريد العكس!
و بعد قليل أنتهي الجميع من تناول الفطور نهضت غادة لتجمع الأطباق فأوقفها عاصم عن ذلك قائلا
سيبيهم أنا هلمهم.
رمقته بتعجب فأخبرها بنبرة فكاهية
بتبص لي كدة ليه الي قدامك ده عاش لوحدو سنين يطبخ ويروق و يعمل كل حاجة ولا أجدعها ست بيت شاطرة.
ضحكت رغما عنها و شاركتها والدتها في الضحك
ربنا يسعدكم يا حبايبي.
بينما هناك ما تتابع ما يحدث في صمت قالت غادة
خلاص شيلهم أنت و أنا هاعمل النسكافيه.
ذهبت لتعد لهم القهوة بالحليب تقف أمام
متابعة القراءة