10ريختر

موقع أيام نيوز

المتعارف عليه بل ذاك الهدوء الذي يسبق العاصفة
بصي أنتي بقي و إسمعيني كويس أوي عشان اللي هقوله أقسم بالله ما هيحصل غيره رقم واحد لا مشروع و لا شراكة هتحصل ما بين شركتك و ما بين شركة ال...... ده رقم 2 لو حصل و أتقابلته مع بعض تاني حتي لو صدفة مش هقولك أنا ممكن أعمل فيه إيه و يحمد ربنا أن سمحتله يمشي علي رجليه من هنا ده غير حسابك العسير معايا رقم 3 لو بټموتي و أنا بتصل عليكي تردي لأن لو أتكرر اللي حصل النهاردة ده تاني مش هتخرجي من باب الفيلا و لا هيبقي فيه شركة و لا غيره
كانت تستمع وعقلها لم يكن قادر علي استيعاب أوامره فهي ليست أول مرة يلقي عليها فرمانات لا تقبل العصيان لكن داخلها ثورة عارمة غير قابلة لهذا الاستبداد الأعمى.
سألته بهدوء مماثل تأبى الخضوع
و لو قولتلك مش موافقة علي أي حاجة قولتها!
ابتسامة مرعبة تغلغلت قسمات وجهه وضع يديه علي كتفيها يشعر برجفة جسدها و نبضات فؤادها التي اخترقت سمعه اقترب بشفتيه بالقرب من أذنها يخبرها
هاعتبر إن ماسمعتش حاجة و إلا كان هيبقي رد فعلي مش هيعجبك أبدا فياريت تروحي تاخدي شنطتك و تروحي معايا و قبلها تسيبي خبر مع السكرتيرة أنك في إجازة لأخر الأسبوع
ابتعدت خطوة إلي الوراء و مازالت آثار الصدمة علي ملامحها بعد ثواني شعرت وهو يمسك بيدها يعطيها حقيبتها و يدها الأخرى تجر منها كالشاه خلفه لم يكتف بذلك حيث أخبر مساعدتها بدلا منها بما كان يريده أن تخبرها به تابع طريقه نحو الخارج ممسكا بيدها حتي وجدت نفسها داخل سيارته وهو يجلس خلف المقود قام بتشغيل المحرك وقبل أن ينطلق أوقفه صوتها الذي خرج أخيرا من مكمن شفتيها دون أن تنظر إليه
أنا عايزة أتطلق
تمسك بالإبرة الطبية وتفرغ من أنبوبها الهواء ثم تضعها برفق لهذا الجرو المسكين
كدة تمام بالشفا يا روي كدة فاضله جرعة كمان و هيبقي زي الفل
ابتسمت السيدة بسعادة وحملت جروها بين ذراعيها
تسلم إيديك يا دكتور ليلي
دخلت مساعدتها في عيادتها البيطرية تخبرها
دكتور ليلي طلبية التطعيمات وصلت مع المندوب برة
جلست علي الكرسي بأريحية والتعب نال من جسدها فأرادت الاكتفاء من العمل اليوم
خديها منه وحطيها في التلاجة و قفلي برة عشان هنمشي دلوقتي
تمام يا دكتور
نهضت الأخرى وخلعت المأزر الطبي وخلعت القفازات المطاطية ثم قامت بغسل يديها بالمطهر أولا ثم بالصابون السائل والمعطر عادت إلي مكتبها لتلملم معلقاتها داخل الحقيبة فوقعت عينيها علي صورة لها مع زوجها في بداية زواجهما أمسكت هاتفها لتتصل به فسبقتها مكالمة واردة من مها
ألو يا مها
أيوه يا دكتور ليلي أزي حضرتك
بخير فيه حاجة
أنا بكلمك أديكي التقرير و أقولك الست غريبة الأطوار دي جت النهاردة تاني لدكتور خالد و بقالهم ساعتين جوه و مانع أي حد يدخل أو يخبط
قالت الأخرى في نفسها
بقي كدة يا خالد يبقي أنت اللي جبته لنفسك يا دكتور المجانين
ثم أخبرت بصوت مسموع إلي الأخرى
خليكي مراقباهم زي ما أنتي و أنا جاية
أجابت مها بتردد
ما هو لو حضرتك جيتي دكتور خالد هيفهم أن قولتلك وهيطردني أخر مره كان محذرني بطريقة غير مباشرة 
ما تقلقيش أنا هقوله خلصت عيادة بدري و عديت عليه عشان نتغدي بره
ماشي يا دكتور ربنا معاكي
مش هوصيكي سلام
أنهت المكالمة وضبطت من هندامها فغادرت مقر عملها علي الفور.
و لما أنتي واجهتيه بخيانته ليكي كان إيه ردة فعله
يلقي سؤاله علي مريضته وهو جالسا علي كرسيه الجلدي الأسود عاقدا ذراعيه أمام صدره بينما هذه السيدة التي تتمدد علي الشيزلونج تنظر نحو الفراغ في عالم آخر موازي تجيب كالتائهة في البادية
قالي دي تهيؤات و هلاوس بسبب الأدوية اللي أنتي بتاخديها و كمان قالي مكنش فيه حد في الشقة غيري أنا و هو و البنت اللي شوفتها في حضنه دي كانت من خيالي
نهضت جالسة ونظرت إلي الطبيب بحزن ينضح من عينيها فاستطردت شفتيها الحديث
يا دكتور خالد أنا شوفتهم بعينيا فاكرة كل التفاصيل و قبل ما أفتح عليهم باب الأوضة سمعتها بتسأله إمتي هتطلقها وتخلص منها رد عليها وقالها أول ما هاتعملي توكيل عام هبيعها كل اللي وراها وقدامها و هاخد الفلوس و نسافر أنا و أنتي علي كندا
تبدلت ملامحها من الحزن إلي ابتسامة انتصار لم يفاجئ بها الأخر فعمله جعله يرى العجائب من البشر
بس أنا وهمته بأني مصدقاه و عملتله التوكيل وتاني لاغيته كلمته بعدها وقولتله فيه أوراق لسه محتاجة إمضتك طبعا طمعه وجشعه هيخليه يجي زي الكلب
لحظات صمت و شعور بالشك والريبة دخل في قلبه يشعر بأنه علي وشك معرفة کاړثة
و بعد ما جالك عملتي معاه إيه
ابتسمت كالبلهاء لكن بسمة دبت
الخۏف في قلبه و ليس السرور ابتلع ريقه وفك ذراعيه يحدق إليها باهتمام وتواصل بصري لتكمل له كالآتي
هو كان مدمن قهوة و مكنش بيحبها
تم نسخ الرابط