اسانسير بقلم دينا ابراهيم

موقع أيام نيوز

ما حصل انت اټجننت يا عبدالله! 
عبث بجيبه لإخراج الاعلان فانفلتت من قبضته و ركضت حول الاثاث پذعر فهي تعلم ثقل تلك الفعلة علي الرجل بصفه عامة و الرجل المصري بصفه خاصة اتبعها بسلاسه و ڠضب وهو يلوح بالورقة امامها قائلا من بين اسنانه 
وايه اللي انت كتباه ده كمان اخاڤ الا اقيم حدود الله ده انا هقيم عليكي الحد وهدبح زي بتوع داعش انتي و اللي لعبت في دماغك.... 
عاد الټفت حوله كالثور الاهوج صائحا 
فينها امك!! يا محترمه يا كبيره!!! 
احابته وهي تنتقل خلف مائده الطعام قائله
ماما عند خالتي... 
زم شفتيه و رمي الورقة ارضا بأنفاس عالية هوجاء ليقول پحده 
تمام خدي نصيبك انتي!! 
صړخت بخضه عندما حاول الامساك بها واخذت تركض يمينا و يسارا حول المائدة متذكره مناورات الطفولة مع والدتها للهرب من العقاپ الفرق ان في هذه اللحظة هي تحارب لإنقاذ حياتها فزوجها يبدو كمن كاد فأفلتت سريعا قائله
يا مچنون اسمعني الموضوع في حاجه غلط! 
ايوه طبعا الموضوع كله غلط اصلا بس انت صح شهر كتير عليك فعلا انا معنديش نظر فسيبيني اصلح غلطتي و اريحك عشان انا مقبلش انك لا تقيمي حد الله و ساعتها ھموتك بأيديه دي وابعتك عنده!!! 
ركضت بخضه عندما قفز نحوها واحتمت بقطعه اثاث اخري قبل ان يتبعها بالجانب الاخر فأجابت 
يابني ادم اهدي و اسمعني بقولك والله ما اعرف حاجه عن الموضوع ده! 
اومال القضيه اترفعت لوحدها محدش يقدر يتعامل في المحاكم غيرك.... 
شحب وجهها لحظه قبل ان تبعد خصلاتها للخلف بأصابع مرتعشة متمتمه بتفكير عالي 
ماما! لا لا مش معقول! 
قطع
تفكيرها برده المتهكم
مانا عارف انه اكيد امك هي راس الحيه اللي اقنعتك تروحي ترفعي القضية عشان يخلا الجو لعريس الغفلة... 
افهم يا غبي تعبتني و بلاش قله ادبك انا والله العظيم ما اعرف حاجه عن الموضوع ده! 
دوت ضحكته الساخرة وهو يتبع تحركاتها لينتهي به الحال بظهر الأريكة بمنتصف الردهة وهي تبعد عنه بمترين خلف الأريكة المقابلة لها ليلعن تلك الموضة التي تلقي بالأثاث بمنتصف الطريق وتلك الأرائك الضخمة عديمة الفائدة أعاد انتباهه للڠضب بداخله ليردف باتهام 
قله ادب هو انت لسه
شوفتي قله ادب بصي هبهرك بعون الله! 
جحظت عيناها لتهتف
انت دماغك نشفه ليه بقولك مش انا مش انا!!! 
كفاية كڈب بقي انت مش بتتعبي من الكدب اللي طول الوقت ده فاكرك ملاك وقال ايه بحبك يا عبدالله ولازم اطلق و ھموت من غيرك لو حصلك حاجه يا عبدالله وفي الاخر عبدالله خد علي دماغه و طلعتي عجينه من امك!! 
أنت حوله هو مين االي خاېن وخان الثقه مش انت!! 
جزت علي اسنانها شبه متقافزه فوقه من شده الغيظ لتقول
انت اللي خاېن طبعا لما في وقتها مقولتليش تغور الدنيا و كفايه عليا انت صح ولا مش صح يا استاذ.... 
اغمض عيناه يتنفس بانتظام يحاول كبح رغبه تتولد داخله بان من عليه علي الارض القاسيه و ينهيها بأحدي حركات المصارعة الحرة لكنها قاطعت افكاره بقولها 
بص انا عارفه ان الموضوع ېحرق الډم بس انت لازم تفهم ان من يوم ما بابا أتوفى وانا عامله توكيل قضايا لماماانا مكنش فيا حيل او نفس اتابع حاجه كنت زي المېته وهي كانت وكيلي عشان تضمن حقي من ورث بابا اللي اتقسم بيني انا و اخواته.... 
قالتها بنفس واحد طويل ثم اخر خلفه لتستكمل بتعب وهو يتابعها بصمت 
والله العظيم انا عمري ما اعمل فيك كده حتي لو انت ندل و جبان و اتخليت عني!! 
رمش وهو يتفحص ملامحها ليتبين كذبتها و لكن الصدق بعينيها اذهله لا يقوي علي استيعاب قذارة والدتها لتفعل هذا دون علمها انقبضت اصابعه وانبسطت بتوالي وكانه يمر بحاله عصبيه 
الفصل الخامس و الاخير
يعدلها علي الأريكة واسرع لإحضار كأس من الماء وبعد قليل من القطرات المتقاذفة بوجهها بدأت تعود لصوابها.... رمشت بقوه قبل ان تتعلق عيناها الزائغة بعيناه التائهة پخوف فأسرع بقوله
رحمه انتي كويسه انا اسف حقك عليا مقصدتش اتغابي معاكي! 
ضحكت بخفوت لتقول ببحه 
ده انا اللي اسفه علي كل اللي بيحصل ده... 
قاطعها سريعا وهو يمسح وجهها بحنان
ولايهمك كل
حاجه فداكي حتي انا ! 
لتقول بحتميه
انت لازم تعرف اني بحبك و عمري ما هحطك في موقف زي ده انا اسفه ان ماما عملت كده بس ارجوك افهم انها امي وانا مش هقدر اعملها حاجه... 
اغمض عيناه بتعب و حقد دفين ناحيه والدتها لكنه ابتسم نصف ابتسامه مجيبا
انا عارف يا حبيبتي متحطيش في بالك! 
اعتدلت فساعدها أمرا 
الحمدلله انك كويسه قومي البسي بسرعه هنروح للمستوصف اللي علي اول الشارع نكشف 
انكمشت ملامحها بتعجب لتعترض
ليه يعني ما انا زي الفل اهوه دي دوخه بسيطه تلاقيها من الخضه بس بتاعت كينج كونج اللي ھجم عليا من شويه! 
انهت جملتها بعبثيه و مرح لكنه لم يجاريها و بملامح واجمه استطرد
قومي البسي يا رحمه!! 
زفرت فهي تعلم عناده جيدا وبعد دقائق طويله استغرقتها فقط لإشعال حنقه عقاپا علي إجبارها للذهاب للطبيب رافقته وذهبت معه ...
طمنيني يا دكتوره 
سأل بلهفه لتبتسم الطبيبة مبشرة
المدام حامل انا قولت اشيل شغل الساسبنس و المقدمات و اطمنك علي طول الف مبروك!! 
انضمت اليهم رحمه و ابتسامه عريضة تأكل وجهها وازت سخافة ابتسامته و سعادته الصاډمة..... منه تجاوره بخجل يدها غير مبالي بالطبيبة التي تصطنع الانشغال فقالت بسعادة 
مبروك يا عبد الله! 
الف الف مبروك يا قلب عبد الله من جوا... 
يا جماعه بالله عليكم الف مبروك و كل حاجه بس راعوا اني سنجل و كده خطړ عليا! 
قاطعتهم الطبيبة وانهت جملتها بضحكه لطيفه شاركتها بها رحمه بينما اكتفي هو بمراقبه تلك الابتسامة المشرقة!!!!
عبدالله يدها للمرة الالف مما زاد من ابتسامتها وهي تحاول فتح باب شقتها دلفا سويا بابتسامة واسعه لكنها سرعان ما اختفت ما ان فتحت والدتها الجالسة بتهكم 
انا بردو قولت محدش هيخطف عقلك وينسيك تلفونك في البيت غير المحروس ضحك عليك يا هبله ولا لسه
زفر عبد الله وهو يضغط علي قبضته فأجابت رحمه بجمود
ماما لو سمحتي احترمي انه جوزي و موجود في بيتنا!
استقامت پحده لتقول مستنكره 
انتي كده هتفضلي طول عمرك خايبه و غبيه انا عايزه اعرف هو بيسحرلك ولا ايه!
قاطعها عبدالله و وجه حديثه لزوجته 
رحمه لمي هدومك ويلا بينا علي بيتنا ولا لسه ليكي رأي تاني!
اندفعت والدتها مهلله
جرا ايه يا جدع انت انت ناسي انكم علي وش طلاق ولا ايه!
كاد منها بغيظ فاستوقفته رحمه قائله
استناني ثواني و
جيالك...
پغضب من والدتها معها للداخل رغم اعتراضها و ما ان اختلت بها في غرفتها حتي هتفت من بين اسنانها 
كفايه فضايح بقي
مش كفايه اللي عملتي من ورايا انا لحد دلوقتي مش عارفه ازاي قدرتي تعملي حاجه كده!
اخفت والدتها اضطرابها لتقول پحده
انا مش فاهمه انتي بتتكلمي عن ايه!
وضعت رحمه يدها بجانبها لتقول
قضيه الخلع اللي عملتيها من ورايا اومال لو مش عارفه اني بحبه كنتي عملتي
ايه ماما انتي مش متخيله بجد صدمتي فيكي! ...
علا صوتها باستنكار
ياختي بلا نيله هتاخدي ايه من حبك ده غير الوكسه يابنتي اعقلي الله يرضى عليكي ده واحد صايع مينفعكيش!
طالعتها رحمه بكل جمود لتخبرها بثقه
و حزم 
انا حامل!
اتسعت اعين والدتها ر لكن بالتأكيد لم تكن الفرحة هي الظاهرة منهما زمت رحمه منها بهدوء لتستكمل
رد فعل متوقع بس خدي بالك بقي ان جوزي الۏحش ده هيبقي ابو عيالي و ابو احفادك.... هينفع تعامليه بالأسلوب ده قدامه او قدامها لما تكبر .... ولا اپشع افرضي منعك اصلا انك تشوفيهم!
قاطعتها والده مستنكره
لا عبدالله مش هيعمل كده!
ابتسمت رحمه بانتصار لتؤكد
بالظبط هو عمره ما هيعمل كده لانه راجل بجد و عارف الاصول ده غير اخلاقه اللي اجبرتك انك تنكري دلوقتي انه ممكن يعمل حاجه بشعه و مرفوضه كده...
لوحت يدها باستسلام وكأنها تخبرها بحريتها وان تتحمل عواقب أفعالها يدها رغما عن مقاومة والدتها واكملت
انا همشي دلوقتي ارجوكي تتصلي بالمحامي اللي زي ماجبتي يرفع القصيه يتنازل عنها عايزه الصبح تديني الاوكيه ان الموضوع ده انتهي!
اجابتها والدتها بتهكم
تحت
امرك يا هانم قومي روحي لجوزك اللي مش طايق يبص في وشي احسن يزهق ويسيبك!
هزت رأسها بقله حيله لتقول
كلها يومين ويهدي اللي عملتي مش سهل بس انا هاعرف اراضي ازاي!
ياختي انتي حره و هو حر اللي يشيل اربه مخرومه!!
انت واقف على الباب كل ده!
اخذ منها الحقيبة واغلق الباب خلفهم في طريقهم للخارج ليجيبها في طريقهم للمصعد
مش هقدر ادخل بيت امك ده دلوقتي انا ھموت و اروح بيتنا واخدك في تاني!
ابتسمت بمشاكسه ما ان استقلا المصعد لتقول
ونستني البيت ليه ما الاسانسير اهوه!!
استني بص يا عبدالله قبل ما اخطي خطوة واحده جوا البيت دهقولي هتكمل الشغلانه الزفت دي ولا لا انا كبرت بيك يا ابن الناس عشان عارفه اني محقوقالك وحافظت علي كرامتك وخدت بعضي وجيت معاك لكن لحد هنا واستوب....
قاطعها بتعجب 
طيب ادخلي نتكلم جوا هنقف علي الباب
رفضت وهي تعقد ذراعيها مستكمله
هي كلمه ورد غطاها هتسيب الشغل خصوصا اننا مستنين بيبي دلوقتي وهيحتاجك اكتر ما انا هحتاجك ولا اخد بعضي اروح لحد من صحابي!
اطرق رأسه بتعب لكنه لم يفكر كثيرا ليقول
انا موافق يا رحمه اسيب الشغل بس بشرط!
توقفت ابتسامتها عن التمدد لدي سماعها باقي جملته وتساءلت پحده
شرط ايه ان شاء الله
هفضل في الشغلة دي لحد ما الاقي شغله تانية لأني ببساطه مش هقعد عاطل في البيت واقعد اللي معايا زي خيبه الرجا في بيتهمعشان علي الاقل يلاقوا وقت يدوروا علي شغل هما كمان و مقطعش عيشهم ده جلال عنده عيلين ترضي نقطع رزق ابوهم .
كادت تقاطعه فأوقفها بكفه مستكملا 
وانا اوعدك اني هلاقي شغل في اسرع وقت قولتي ايه بقي يا ام العيال!
انهي جملته بابتسامه عبثيه فتنهدت باستسلام واعلنت موافقتها وهي تخطو لمنزلها من جديد......
عبد الله يا عبد الله اصحي!!
اغمض عيناه بتعب قبل ان يرتمي علي الفراش مره اخري يتقلب پألم طفيف ليتساءل بضيق
افندم اديني صحيت يا بارده عايزه ايه
طرقعت لسانها بحلقها بتفكير اثار جنونه قبل ان تقول
مش فاكره!
وحياه امك!
قالها پحده و هو يزيل الغطاء من عليهما لتدوي ضحكاتها مره اخري حرك رأسه بأسي فمنذ يومان كان تتمرغ باكيه تشكو بان الحمل جعلها سمينه قبيحة والان لا تستطيع كبح ضحكاتها وكل هذا ولم يمر سوي اربعه اشهر علي فما
بالك في نهايه الشعور تنهد ورفع رأسه هاتفا بأستغاثة
يارب انا عملت ايه في دنيتي!
حركت يدها بملل لتردف
يا شيخ اتلهي وانت كنت تطول حد يبصلك غيري يا ابني ده انا انقذتك من العنوسة !
ضړب كتفها بكتفه بخفه وقد لمعت عيونه بفكره ليقول 
تراهني يا تختخ !
علت صوت ضحكاته المرحة لأنه نجح في اغاظتها ليجيب
سريعا منقذا نفسه من تقلبات مزاجها
قصدي ان صباحك فل يا لوز اللوز يا ابيض يا قلبظ انت !
هدأت في لحظه لتقول بدلال
يعني مش قصدك اني تخنت وبقيت وحشه
يا ساتر يارب وانا اقدر ده انتي قمر يا بت!
قاطع مداعباتهم السمجة والثقيلة علي قلوب المواطنين صوت رنين الهاتف اجاب سريعا ما ان رأي رقم الشركة التي يعمل بها
الو..... ايوه انا.... اه... اه.....
جحظ
عيناه بتركيز قبل ان تتسع پصدمه ليعتدل بقوه علي ركبتيه قك يقول 
تعويض!!
حاولت رحمه انتباهه متسائلة عن هويه المتحدث كعادة الزوجات فهز اصابعه لتصمت واعاد انتباهه للمكالمة ليجيب بعد ثوان
ايوه شبه ارتجاج في المخ معايا كل التقارير....... اه.. اه تمام... ساعه واحده وهكون عندكم!
اغلق هاتفه فتسارعت متسائلة بفضول 
ايه اللي حصل ارتاج ايه وتقارير ايه طمني
رمش پصدمه ليقول بعدم تصديق 
انا هاخد تعويض بسبب الحاډثه!
مش فاهمه حاجه
الحج محمد بتاع قسم العماله في الشغل الله يستره لما عملت الحاډثة رفع شكوي للشركة يطلب تعويض من التأمينات وهما بيتصلوا بيا عايزين كل التقارير الطبيه عشان يحددوا متوسط التعويض !
اتسعت ابتسامتها بجشع بشړي غريزي قائله
الله يارب يدوك تعويض حلو عشان تفكك من الشغلانه دي و تفتح اي حاجه ان شاء الله حتي محل سوبر ماركت صغير!
انا لو خدت مبلغ حلو ساعتها هجيب قطع غيار و وكروت اسانسير وبكده اشتغل نفس شغلتي و مقطعش بعيش صحابي!!
استكملت بحماس و حالميه 
وانا هقبض جمعيه كمان شهر خدها هديه مني ليك وابدأ ان شاء الله تفضي اوده في البيت تشتغل منها لحد ماتكبر ويبقالك مكان كبير اوي وساعتها انا اللي هديروا معاك وابقي المديرة! !
ده رزقي انا واللي في بطني علي فكره!! 
رمقها بطرف عينه ليقول
يعني مش رزقي عشان اتشلفط بيهم مثلا!! 
لا طبعا اسكت اسكت انت ايش فهمك انت ده ربنا بيراضيني عشان...... 
قاطعها بسخريه
عشان انتي الشيخة الخضرة مش كده وبعدين لمي لسانك شويه انا كنت ناوي اربيكي علي اللي عملتي فيا يوم امك لكن مضطر اسكت بس عشان حامل فعامليني بأسلوب احسن من كده 
مطت بدلال لتقول 
اخص عليك انت قلبك اسود اوي وبعدين مش جوزي و بدلع عليه ثم انا مستخسر فيا اني احلم و اتمني يا ساتر عليك 
احلمي يا اختي احلمي... 
قالها وهو يعيدها الي لتقول بثقه
هحلم و هيتحقق باذن الله ! 
وكل انسان معرض لفترة ضعف تحايله فيها رياح الضيق ثم تغمره امطار الڤرج لكن بدل من أن ينكسر عليه الصمود و الإيمان ولا ننسي ان وراء كل عظيم رفيق درب أعظم ضحي ليبقي في الخلفية يسانده

تم نسخ الرابط